عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-14, 04:40 AM   #2
احمد الخليفي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-10-20
المشاركات: 11,768
افتراضي

بيئة نضالية سياسية أشبه بالبيئة التي أنشأها الحراك السلمي في مراحله الأولى وقبل أن تفرض عليه مشاريع الوصاية التي أخذت تعيد بناءه بروح المغامرة التي لا تخلو من الفوضى والعنف. الأخ علي البيض من أصدق القادة السياسيين الذين عاصرتهم، لكن السياسة بطبيعتها وفي ظروف متحركة لا يمكن أن تسير في خط مستقيم، كذلك لا يمكن أن تعتمد في معطياتها على ردود الأفعال، لا بد أن تكون مستقلة بما فيه الكفاية عن الوجدان وانفعالاته حتى تلتحم بالواقع كما هو لا كما يريده الوجدان وانفعالاته المتغيرة مهما كانت صادقة. ومثل هذه السياسة تكون طاردة للمناضلين والمخلصين وملتقى للمغامرين والفوضويين والانتهازيين، تكون، رغماً عن قيادتها المناضلة، ملتقى لمتناقضات تجمعها المواقف الحادة... إلى الدرجة التي تجد معها القيادة نفسها منقادة للمزاج الذي يسود المجموعة، حتى إذا ما فرضت عليها الظروف تجديد سياستها فإنها تجد نفسها محاصرة باتهامات الخيانة والتآمر على القضية... ولو لم يكن الحراك السلمي أصيلاً، لكان لهذا الوضع نتائج سلبية كبيرة عليه. ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تتجه الانفعالات التي تتحكم بالمسار السياسي إلى خيارات مطلقة، كالحديث عن خيار أحادي للحوار من دون أن تبحث في مدى توافر الشروط اللازمة لتحقيق ذلك، وتعبئة القواعد على التمسك به، من دون أن تنتبه هذه القيادات إلى أنها تصعب العمل السياسي على نفسها ومع أنصارها قبل غيرهم...
موضوع القضية الجنوبية يحتاج إلى تدابير استثنائية في ما يخص الحوار بشأنها، وعلى الجميع أن يفكروا في هذه التدابير الاستثنائية التي تكفل حواراً جاداً ومسؤولاً يرقى إلى مستوى أهمية هذه القضية وتعقيداتها... إن التطرف في اتجاه يولد الشروط المناسبة لازدهار التطرف في الاتجاه المقابل، أي إنهما يرضع أحدهما الآخر في عملية لها شروطها الموضوعية.


نصائح ثمينة من ياسين فهل سيستفيد منها قيادات الحراك الحالية..؟؟
__________________
احمد الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس