الحوار الوطني القائم على خلافات الجنوبيين..فاشل (1/2)
 

أنتهت المرحلة التي أعقبت حرب 1994م والتي عمل فيها الشماليون على فرض واقع إعتمادا على خلافات الجنوبيون ، حيث أساء الشماليون - وهم في الأغلب أميون- أساؤا بجهلهم التعامل في الجنوب حيث أعتاد المواطنون أنظمة وقوانين تسير حياتهم وإذا بهم أمام عصابات مدعومة من نظام متخلف وظف وسائل "الدولة" بتعمد واضح لإذلال المواطنين الجنوبيين المدنيين ، وتلك الممارسات وغيرها أسهمت في قيام الجنوبيين بالتمرد على تلك الوحدة التي ذهبت إليها قيادتهم في الجنوب بمحض إرادتها ولم يرغمها أحد على ذلك، وكانوا يتطلعون الى الشعور بقيمة الوحدة كمنجز تاريخي يرفع من مكانة وطنهم الموحد الكبير ..وإذا بهم يتفاجأون أن الوحدة ليست أكثر من حصان يمتطيه القتلة واللصوص الفاسدون ..عملية دق أسفين بين الفصائل المختلفة في الجنوب لن تحل المشكلة التي يواجهها الحوار الوطني.. ما نأمله من جيراننا في الشمال ألا يوغلوا كثيرا في الإعتماد على خلافات الجنوبيين وبأن الحوار سيبدأ ودخول أي فصيل جنوبي سيملأ الفراغ ويعيد التأكيد على وحدة قائمة على خلافات الجنوبيين كما ظهرت بعد حرب 1994م.
يتعين على القائمين على الحوار الوطني الإحتكام الى قدر من الموضوعية..بعيدا عن نهج المماحكة والإغاظة وأساليب اللف والدوران وشراء الذمم التي أبتدعها نظام المخلوع وأقتات عليها ردحا من الزمن وأنتهى به الأمر الى ما أنتهى إليه منبوذا..ملعونا..غير مأسوف عليه إلا من زبانيته الذين فقدوا مصالحهم ومصادر إثرائهم القائمة على الفساد والإفساد.لا يمكن لأي وحدة قائمة على زرع الخلاف بين الجنوبيين وإستمالة فريق ضد آخر أن تستمر، ولا يمكن للحوار الوطني أن ينتهي به الأمر الى القول بأن هناك فصيلا جنوبيا مشاركا في الحوار الوطني تحت راية الوحدة وهذا يكفي!!. إن السير في طريق كهذا لا يعدو كونه إستكمالا لنهج المخلوع الذي بنى سياسة (وطنية ..!) قائمة على زرع الخلاف للبقاء في سدة الحكم من خلال توظيف عواطف البسطاء من أبناء الشمال وتجييشهم ضد الجنوبيين تحت شعار الدفاع عن الوحدة ،وهو ما حدث منذ إنتهاء حرب 1994م..وتبين أخيرا أن المخلوع كان يقوم بكل ذلك للتوريث وليس للوحدة وأن أبناء الشمال ليسوا سوى وقودا لمشروع التوريث حيث أنتهى الأمر بزرع الأحقاد والكراهية ضدهم في الجنوب.