بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

مع رفع الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.

يهمني بالاول بمعية اخي العزيز الغالي الشيخ عبدالرب النقيب الذي يعد رمزا من رموز الجنوب البارزة منذ اعوام وقدوة لائقة بالتقليد في صموده ومواقفه المتعددة المشرفة وغيره من رموز القيادات في الداخل والمهاجر ان نحيي شعب الجنوب الباسل على صبره وصموده في وجه كل الظلم والجور الذي يعاني منه من مصادر مختلفة بما فيها ذوي الجار وبعض القربى، سوى غفلة او عن قصد لاسباب مبهمة، وذلك في وقت يعد الطريق الذي امامهم واضحا للمشي فيه إلى ان ينال كل صاحب حق حقه المشروع في ظل الدساتير والاعراف المدونة منها والمروجة، وان مبادئ ومسالك الانسانية لواضحة امام الجميع للتبني والعمل بها من اجل الوصول اليها.

ان ابناء المنطقة الاشاوس والغيورين لم يكونوا في حاجة لمن يذكرهم في كل مناسبة عن الضحيات التي قدموها من اجل تحقيق رؤية وحدة اقليمية بين منطقتين متجاورتين جغرافيا وشعبين مسلمين عربيين والثمن الذي دفعوه على حساب مصالحهم الشخصية ليروا هذه الوحدة مكللة بالنجاح. الا ان النتائج التي ترتبت على هذه الضحيات من اجل هذه الوحدة لم تظفر وللاسف باية نتيجة ايجابية طوال العقدين من عمرها من التي كانت متوقعة.

ومذ اكثر من سنة، اننا اذ نشاهد اخوتنا في اليمن صامدين امام نظام حكم اصبح مشئوما من قبل الجميع ومطالبين بحقوقهم الانسانية ومنها السياسية والاجتماعية. عند ذلك لقد ناشدناهم باسم نفس المبادئ والقيم بالاعتراف بحقنا المماثل، كما طرحنا هذا الامر امام "المجتمع الدولي"، وهذا ان هو يعد لائقا ان يخاطب بهذه التسمية، بسبب العجز المتكامن في ضميره تجاه حقوق المستضعفين، لكن دون نتيجة إلى الان.

واننا اذ نحمد الله سبحانه وتعالى انه هدى شعب الجنوب لان يطالب بحقوقه هذه المسلوبة بجميع والوسائل والخيارات السلمية المشروعة.

والذي يبدوان تأنيب ضمير المجتمع الدولي قد بدأ يحثهم مؤخرا إلى ممارسة تجربة اخرى، يوسفني ان اصفها بانها لا تعد سوى محاولة "لغش" الراي العام عبر الطلب باجراء انتخابات جديدة وقبل اوانها بسنتين وذلك للتصويت على مرشح واحد!

ان الكل يعلم عن النواقص في هذه الوحدة المزعومة بين اليمن والجنوب العربي لغاية الان، واهمها عدم الاخذ براي الشعب في امر مصيري كهذا قبل الدخول فيه مما يجعل هذه الوحدة غير مشروعة الا اذا اراد الشعب ان يعبر عن رضائه. والاجابة العملية على هذا الاستفسار موجودة في شكل الصمود في ساحات المدن المختلفة منذ مدة ولغاية الان وهي كما هو مشهود لم تكن ايجابية قط من اية اعتبار.

اذا فما بالكم عن انتخابات مرتبة من قبل طاقم حاكم غبر مرغوب فيه وتحت ضغوط وذلك في وقت ينظر اليه كفاقد تماما لكل ملابسات الشرعية.

هذا، فانني ومن معي من رموز مثل الشيخ عبدالرب النقيب وامثاله من الذين لا يريدون اشهار اسمائهم حاليا لراغبون في تشجيع شعب الجنوب بتبني مايجب ان يكون ردهم المنطقي لمسألة هذه الانتخابات بالوسائل السلمية، كما نسألكم الاستعانة بالمزيد من الصبر والتحمل، مع العلم بان نصر الله وفتحه لقريب بمشيئته التي تمهل انما لا تهمل.

وليثق ابناء وطننا الغالي دون استثناء بان مهما حاول المخالفون تهميش قضيتنا امام وسائل والمجتمع الدولي الا انه يجب ان يكون مصدر ارتياح لكم بان انتم اصحاب حق حقيقي والحق مثل الشمس من الصعب اخفائه طويلا، ولم تذهب تضحياتكم وعلى الراس الشهداء والمتضررين سدى.

مع بالغ المعذرة مني ومن رفاقي الكرام واهلي، وعلى الراس الشيخ عبدالرب النقيب الذي يقف معي حاليا للامضاء على هذا البيان على هذه الاطالة واي تجاوز قد يطرأ، مع الافادة بانه غير مقصود والسلام.

التاريخ 24 ربيع الاول 1433هـ السلطان غالب بن عوض القعيطي

الموافق 16 فبراير 2012م ومعه الشيخ عبدالرب بن احمد ابوبكر النقيب