منتديات الضالع بوابة الجنوب - رسالة من جنوبي لإخوانه (عمر حليس)

رسالة من جنوبي لإخوانه

عمر بن حليس

http://img69.imageshack.us/img69/379...8982148510.jpg

بعد حرب صيف 94م وما تلاها من استباحة للجنوب أرضا وإنسانا، تبعثرتالأوراق وأختل الميزان بحُكم الواقع على الأرض الذي فرضه المنتصر في حربهتلك، فتفرّق أبناء الجنوب كُلً ذهب إلى غايته ولم يكن ذلك هروباً ولا هو ...قبولاً ورضا بما حَلَ بِنا وهنا أخص أو أتكلمُ عن الذين كانواينتسبون للمؤسسة العسكرية ـ الدفاع والأمن بشقيه ـ (وليعذرنيأبناءالجنوب من غير من أشرت إليهم أعلاه ، لأنني أُؤمنُ أن المأساة والضرر قدمسّنا كُلنا) لكنني خصّيتُ العسكريين لغرض في نفسي لا يعلمه إلاّ اللهسبحانه وتعالى.،،وبعد سنين من الاغتراب (المفروض) داخلياً وخارجياً عادَالبعض للبحث عن لُقمة عيشه ووطنه وأهله، وهنا تحديداً أقفُ عند موضوع(منتسبوا الدفاع والأمن بشقيه) ـــ بافتراض حُسن النيّة ــ لمراجعة وتصحيحنتائج وآثار الحرب ، وأغلبنا يتذكّر أن لجاناً تشكلت من صنعاء لذات الغرض،وعلى إثرعملها<الإنتقائي وغير المنطقي> تمًّ إعادة البعض ـــ للراتبليس إلا ــ ، والبعض رأت تلك اللجان أنّهُم قد بلغوا احد الأجلين فأُحيلواللتقاعد، وأؤكد هنا أن القرارات تلك كانت مجحفةً وظالمة وانتقائية ،بحُكم أن قانون شروط الخدمة والإحالة إلى المعاش لم يُطبّق إلا علىالعسكريين من محافظات الجنوب دوناً عن محافظات الشمال!!
ورغم ما حزّ في النفس وما ألمًّ بها من جور الظُلم والمعاملة بنظرة دونيّة لمن عادوا للوظيفة) بحثآ عن راتب
ــ أكرر ــ فكان من تمّ إحالتهم للتقاعد <ظُلمآ> قد آثروا ( أوبعضهم )الإنضمام للحراك الجنوبي السلمي الذي بداء مطلبياً للحقوق المصادرةوهي بلا شكّ مشروعة لا يختلف حولها اثنان مطلقاً ، إلا أن تعنّت النظام فيصنعاء وغروره وغطرسته من خلال عدم الالتفات لتلكم الأصوات المطالبة بالحقوقبصدق وموضوعيّة ــ فكانت النتيجة ــ خاصّة بعد ان شمل الحراك محافظاتالجنوب وخرجت المظاهرات والمسيرات والإعتصامات فأستشهد الكثير وجرح الأكثروكانت السجون والهنجرات مأوى للألوف ، كانت النتيجة أن ارتفع سقف المطالبوهو حق.. وحق لن يموت بالتقادم ، ولا يمكن مصادرته طال الزمن او قصر .،وذلك أمر مفروغا منه!!
لكنني أقول والألم يعتصرني ويحزُّ في نفسي انالمصيبة أو المشكل الذي برز مؤخرآ ـــ للأسف ــ من خلا ل بعض الجنوبيين( منالحراك) (مع العلم أننا جميعآ الذين عادوا لعملهم بالرتب أو المحالينللتقاعد حراك) في نظر نظام صنعاء ، أقول المشكل أن نظرة بعض الأخوةلإخوانهم أصبحت نظرة تعالى ، وعلى وجه التحديد بعد ثورات الربيع العربيوالتحركات السياسيّة الجنوبيّة لمعارضة الخارج ــ ولقاءت بروكسل والقاهرة ،إذا يرى البعض أن من يعمل هو (عميل للنظام) لذلك فعليهم أن يصمتون عندالحديث عن الجنوب وقضيته ..(( وتاريخنا في الجنوب قبل الثورة وحتّىالاستقلال في 30نوفمبر 67م يحكي لنا مثل هكذا حالات ، وهذا ليس تبريرآ منلدنّي ، لكنها الحقيقة التي ربما يغفلها أو لا يفهمها او يتجاهلها البعض ) وهذه النظرة ومثل هذا السلوك في تقديري لن يخدم أحدآ من أبناء الجنوب علىالإطلاق ، لأننا جميعنا على متن سفينة واحدة كنا نشعر أن ما أصاب أحدهم منقرح يصيبنا وما مسّهُم من خطب قد مسّنا مثله وكنّا نألم كما يألمون !!
ولأنه في الفترة الأخيرة كثُر الحديث وازدادت النظرة الاستعلائية ( منقبل البعض) فكان لزامآ علىّ ومن اجب ديني وأخلاقي ووطني أن أتناوله بهذهالعُجالة ، مع يقيني أنني لستُ أول من طرق هذا الباب وتأكيدآ لن أكونالأخير ( لأن تبعاته ومخرجاته كارثيّة) إذا لم نتناولها ونتدابرها من الآنونوضع لها الحلول بكل عقل وحكمة ، هذه النظرة ومحاولة فرضها وتوسيعها هيمشكل وعقبة كأدأ للمرحلة القادمة في الجنوب ، ولن تخدم إلا نظام صنعاءالراحل إن شاء الله الذي عمل خلا ل السنوات التي أعقبت حرب 94م وتحديدآ بعدظهور الحراك على توسيع الهوّة وافتعال المشاكل والنبش في ملفات الماضيواستثمارها لصالحه من ناحية ، ومن اجل ألاّ نلتفت إلى بعضنا بعيون صادقةوقلوب سليمة وعقول مستوعبة ومدركة لواقع مُعاش ومستقبل ننشده لنا ولأبنائنامن بعدنا على ارض ولدنا وتعلمنا وعشنا تحت سماءها من ناحية أخرى، هذا فضلآعن أننا ( أبناء الجنوب بقضيته) نكون قد وضعنا من نعوّل عليهم دعم توجهناوالوقوف إلى صف قضيتنا وضعناهم في حيرة لا تخدمنا على الإطلاق ، فهل نستوعبالدرس وننفض الغُبار عننا ونعود إلى رُشدنا ونتخلّى عن فكرة الإقصاءونبتعد عن النظرة الدونية أو الاستعلائية تجاه بعضنا البعض قبل أن تتقطعبنا السُبُل ؟؟
وختامآ أقول أن اللحظة تُفرض علينا جميعآ أن نشدُّ منأزر بعضنا البعض، فلا نستدعي الماضي ولا نكرر أوجه مآسيه لأن ذلك سيولّدإستعداءات فيما بيننا ، ولنتكلّم بصدق أن الذين كانوا ولا زال بعضهم يعملونمن أجل المرتب أغلبهم لم يأت منهم ضررآ ماديآ كان أو معنويآ لإخوانهم(إلا من سفه نفسه وهم قلّة) ، وأن بعضا وهُم كُثُر عملوا بنكران ذات من أجلدرء أي ضرر بل وقدموا المنفعة فلم يترددوا لحظة متى طُلب منهم ذلك.
فهل وصلت الرسالة ؟؟أرجو ذلك والله من وراء القصد