بانوراما .. على ذاكرة الحَدَث .
 

عندما كان الشهيد " عبدالنبي مدرم " - القائد الميداني لعمليات الجبهة القومية في مدينة كريتر – يروح ويغدو جيئةً وذهاباً من وإلى " عقبة كريتر " ليزخ في كل مرة وابلاً من النيران على قوات الإحتلال البريطاني ، وفي المرة الأخيرة التي أراد فيها الإلتقاء بأحد رفاقه ليضعا الترتيبات لإنزال شهيد قضى نحبه فوق تلة الجبل ، اعترضه ملثمان - أمام مقهى زكو - ينتميان إلى " جبهة التحرير " فأردياه قتيلاً ، ولاذا بالفرار . لم يكن هذا الشهيد البطل يعلم ما تخبؤه الأيام ، أو يتصور بأن روحه التي أزهقت ليست سوى ثمنٍ لمشروع ( عبدالفتاح والرفاق .. والمؤتمر والميثاق ) وهو الشعار الذي رددته الجماهير في مسيراتها ، دون وعيٍ بما ينطوي عليه من استحقاقات ذميمة ، ومن قبل "مدرم" "عبود " ، ومن بعدهما قافلة من الشهداء ، وقّعوا وثيقة الإستقلال بدمائهم الزكية ، قبل أن يعتمدها " السير هنري ترفيلين " ويحملها مصحوباً بمقاتليه إلى عاصمة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .

ماذا بوسعنا أن نقول لهذه الكوكبة من الشهداء ! هل نحمّلهم وزر انقيادنا الأعمى خلف "حوشي" ودفاعنا المستميت عن عرباته وهي تجرنا على أرضٍ موحلةٍ ، إلى مهاوٍ سحيقة ، تحت شعاراتٍ زائفة ! هل يليق بنا نسف مشروع التحرير الذي أنجزوه بتفانيهم لتحيا أجيال الغد منعمةً بالحرية غالية الثمن ! ألسنا نحن الذين تقاعسنا عن صون هذا المكسب ، وفرّطنا فيه بملئ إرادتنا ! لماذا نكيلُ اللوم على بعضنا لأنه لم يُصلح ما أفسدنا في سالف الأيام ! .

أسئلة كثيرة أطرحها على ضيوفي في هذه الساحة .. ونستقبل المتداخل الأول : مرحبا

تحياتي
طائر الاشجان