منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   وتبقى عدن رغم أنوفهم (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=7189)

رعدالجنوب 2008-07-20 10:49 PM

وتبقى عدن رغم أنوفهم
 
لست وحدي في هذه البلاد أمتشق القلم وأسطر كل ما يجيش في نفسي من مشاعر الحزن والأسى على مدينة المدن اليمنية وأول مدينة في الجزيرة والخليج منذ آلاف السنين " عدن " التي أختارها الرحمن لتكون مهبط أبينا آدم وأمنا حواء كما تقول أسفار التاريخ ولذا جاءت تسميتها، هذه التسمية التي لا ندري نحن




العدنيين لماذا يشعر الآخرون - ممن حباهم الله بالسلطة والتسلط علينا – بالحساسية الشديدة اتجاهها، وقد طلب أحد الصحفيين اليمنيين البارزين يوماً من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن يأمر كل من يحقد على عدن ويصاب بالتحسس منها ومن أبنائها تناول مضاداً حيوياً ضد التحسس لعلاجهم.. ولكن كما يبدو أن هؤلاء لا ينفع أي علاج ضد مرضهم غير التحدي والتحدي والتحدي وعدم السماح لهم بالتمادي في منكراتهم التي تفننون بها فلم يكتفوا برد م بحر هذه المدينة الصافي والصديق للبسطاء الذين يلجأون إليه حين تضيق بهم هموم الدنيا فيتخففون منها بإلقائها عليه ويستريحون، وهو معبد العشاق واستراحة الأطفال وملهم الشعراء والفنانين التشكيليين.. ولم يكتفوا كذلك بهدم جبال عدن الشماء التي خلقها الله أوتاداً لحفظ المدينة من الزلازل واستنهاض البركان الخامد وهاهي التنبؤات الجيولوجية تنبه باحتمال حدوث زلزال في اليمن وأكبر الظن في عدن.. ولم يكتفوا بإزالة المعالم التاريخية وتشويهها وتحطيم المجسمات الفنية الرائعة و اغتصاب أراضٍ ومنشئات دينية وصناعية وبيوت الغير وإلغاء القطاع العام وتهميش المثقفين وتغييب العناصر الوطنية المؤهلة علمياً وتركينها في البيوت بدون عمل وإخماد روح الحراك الثقافي والأدبي والفني والإعلامي في عدن.. لم يكتفوا بكل ذلك وكأنهم كالنار الجائعة التي تأكل الأخضر واليابس وتقضي على كل من يقف أمامها.. وآخر ما تفتقت عنه أذهانهم الجهنمية أن ألغوا اسم عدن من الخريطة الجغرافية في مذكرات عام 2005م التي تباع في الأسواق وبكمية كبيرة... وليس هذا فحسب بل كان للقات اليمني السمين – كما يسمى هنا و الذي يحمل ماضغه إلى عالم الخيال الواسع والملكوت الرحب وهو ذات النوع الذي تناوله قبل بضعة سنوات اثنان من اليمنيين اللذان ادعيا ملكيتهما لكوكب المريخ وطالبا بمقاضاة وكالة ناسا لأنها تعدت عليه – فعله في ليلة دارت فيها الرؤوس مع تداول ودوران قصبة (خرطوم) المداعة الطويلة ( النارجيلة أو الشيشة ) في غرفة واسعة خيمت عليها سحابة من دخان التمباك (التبغ) وتفتقت فيها العقلية القبلية الجاهلية لتتمخض عن قرار فريد من نوعه وجعله مفاجئة العام الميلادي الجديد، يقضي بتسمية تليفزيون عدن، الذي ينوف عمره الأربعين عاماً ويكبر تليفزيون صنعاء بأكثر من عشر سنوات، ب "تليفزيون 22 مايو" !!!! هكذا أميط اللثام عن آخر المؤامرات الخبيثة ضد عدن التاريخ والحضارة.. وهكذا يفكر اليمانيون ببناء الحاضر والمستقبل وبتسطير التاريخ والحقائق وذلك بإلغاء الماضي والحضارة والإنسان بالأكاذيب والتزوير والتزييف.. متناسيين أن حبل الكذب قصير وأن الحقيقة لابد لها أن تطفو على السطح آجلاً أم عاجلاً.. والتاريخ شاهد على أباطيل قديمة قدم الإنسان والزمان بطلت بسطوع شمس الحقيقة..
لست وحدي من يكتب عن عدن وما يحاك ضد وجودها ووجود إنسانها ولست وحدي في هذه البلاد من يحمل شمعة في ظلام أيامنا بحثاً عن الغد المشرق، ولكن الكثير من المحبين والعاشقين لهذه المدينة يستشعرون فداحة الكارثة التي ستحيق بهذه المدينة التي عشقها الأغراب منذ قرون واستماتوا لاحتلالها حتى قيض للبريطانيين ذلك ولم يفرطوا بشبر فيها فجعلوها مستعمرتهم ومركزاً للنشاط الاقتصادي والثقافي والإعلامي والاجتماعي في الشرق الأوسط ولم يهدموا مسجداً ولا معبداً ولم يشطبوا اسم عدن من الخارطة الجغرافية وكان ميلاد تليفزيون عدن في عهدهم وقبله بعشر سنوات ولدت إذاعة عدن التي تسمى اليوم ب "إذاعة البرنامج الثاني".. يا لمهزلة أمة محمد.. ويا لمهزلة أصحاب الحكمة والإيمان !!!! والله المستعان..


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.