منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   درس يناير المشؤوم لحراك الجنوب؟ (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=53578)

د.سالم سيف الجابري 2011-01-14 09:43 PM

درس يناير المشؤوم لحراك الجنوب؟
 
درس يناير المشؤوم لحراك الجنوب؟

د. سالم سيف بن حسين الجابري
قبل خمسة وعشرين عاماً، وفي مثل هذا التاريخ من صبيحة يوم الاثنين الدامي (13/ يناير) اقتتل الرفاق، في جولتهم الدامية الأخيرة، فسقط من سقط، وغادر من غادر، لتنكب الجنوب مجدداً بكارثة إنسانية دفع الوطن بمحافظاته الست ثمناً باهظاً، ودك آخر معاقل البنية للدولة الجنوبية، ولأننا في هذه الوقفة لا نبحث عن فتح ملفات كما يحاول الكثيرون، ولا ننكأ الجرح، كما يتمنّى النظام وأعوانه وزبانيته، فإننا نحاول أن نستلهم العبر والدروس من يناير الدامي، فربع قرن من الزمان كفيل بأن يميط اللثام عن كثير من حقائق التاريخ التي أصبحت واضحة لكل مكونات العمل الوطني والنضالي في الجنوب المغتصب والمسلوب الأرض والدولة والثروة، وخلال السنوات الخمس الماضية، وبعد لقاء التصالح والتسامح في العاصمة عدن في جمعية ردفان في الذكرى العشرين لهذه الكارثة الجنوبية الجنوبية، تعددت التصريحات والأحاديث والمواجهات والاعترافات لرفاق النضال الوطني الذين فرقتهم مخططات الأعداء وأعوانه، ليقدموا الدليل تلو الدليل بخطأ جميع جولات الصراع الدموية منذ حركة مارس 1968، ويونيو 69، وما تلاها من تلك الصراعات التي ذهب بخيرة الكوادر الوطنية وسحقت في طريقها العقول النيرة والأمينة على تجربة النضال ومعارك الاستقلال ومقاومة الاحتلال البريطاني، وكلها يتردد الآن صدى كارثيتها في مسيرة النضال السلمي لمكونات الحراك الجنوبي لاستعادة الهوية الوطنية والدولة الجنوبية والخروج من شرنقة الوحدة المغدور بها في حرب صيف 1994م.
إن مهرجانات التصالح والتسامح التي عزفت ألحان الخلود للوطن الجنوبي من عدن إلى المهرة لهي المرتكز الأساس لتضميد جراحات الماضي المؤسف، ولهي اللبنة المتينة التي تشكل كوبري عبور آمن للانعتاق من ظلم الأخوة الأعداء، ومرارة الحيف والغبن والظلم والهيمنة والإقصاء والتدمير المنظم الذي يستمر بحلقاته المتكررة في كل شبر من أرض الجنوب، كل هذه المهرجانات والمسيرات والهبّات الشعبية والاعتصامات والعصيان المدني الذي تشهده مدن وقرى الجنوب يضع على عاتق القيادات السياسية بالتحديد الذي يقفون مع قواعدهم لمواجهة الغطرسة والجبروت وضرب أواصر الجوار في مقتل، يضعهم أمام مواجهة تحديات المرحلة الصعبة القادمة ويلقي بهم في أتون الحاضر وأمانة المصير المشترك الذي تراهن الأجيال الجديدة المتحررة من ضغائن ذلك الماضي وتصفية حساباته لترتفع هامات تلك القيادات لتصل إلى قمة الطموحات وسقف الأماني الكبيرة لعودة الجنوب للجنوبيين، ولتكن تجربة الجنوب السوداني شاهدة على توحد المكونات المقاومة وقواعد العمل النضالي ووضوح الأهداف الوطنية لتقرير مصير الجنوب والعمل كصف واحد دون هوادة أو تلكؤ لتحقيق هذه الأهداف، وهو النضال الطويل الذي توج في الحادي عشر من يناير الجاري بحقّهم في التصويت الحر على الانفصال أو الالتحام ثانية بالشمال، هذا السير بخطى ثابتة ونضال موحد للوصول إلى هدف الاستقلال وتحرير الإرادة الجنوبية السودانية دفع بالمجتمع الدولي إلى الوقوف مع تطلعات شعب الجنوب لترجمة إرادتهم في إقامة دولته الجديدة، فكيف يكون حال الجنوب وهو الذي سلّم دولة مؤسسات قبل عشرين عاماً؟! فالأمر كما يبدو أكثر يسر وسهولة للعودة بالأوضاع إلى ما قبل مايو 1990م، دون استعادة المنهج والتوجه الذي ساد قبل العام ذاته، والأخذ بما هو ملائم لروح العصر والانفتاح على التجارب الإنسانية الناجحة في العالم والأخذ باقتصاد السوق وحرية التجارة وتأمين العدالة الاجتماعية وتوازن الفرص بين أبناء الوطن الواحد لتحقيق التنمية العادلة والمستدامة لجميع أجزاء الجنوب.
يأتي الثالث عشر من يناير 2011م، ومكونات الحراك السلمي في الجنوب تشهد حراكاً داخلياً آخر، جدير به أن يكون عاملاً مساعداً وصحياً لتصحيح الاخلالات وتشذيب النوازع الشخصية لدى بعض قيادات العمل الوطني ومحاولتها غير الحميدة لجر الحراك السلمي المقاوم إلى صراعات بينية لا تفيد في هذه المرحلة التاريخية الحرجة لأبناء الجنوب، خاصة، والجميع يدرك مأزق النظام، داخلياً وخارجياً، وهي الفرصة التي يجب ألا تذهب هدراً، وتستغل لتقدم خطوات كبيرة للوصول إلى اليوم الموعود الذي تشير كل الدلائل الميدانية إلى اقترابه كثيراً، إذا أدركت تلك القيادات أن (13 يناير 2011م) هو اليوم الذي ترص فيه الصفوف وتتوحد القيادات، بعد أن توحدت بقوة تحت لواء المرجعية الوطنية والتاريخية والأب النضالي حسن أحمد باعوم، الرمز الذي أعاد للثورات العربية روحها ووهجها الثوري لمقاومة كل أشكال الديكتاتوريات الحاكمة للأنظمة العربية، الرمز الذي أعاد مشهد القيادة التاريخية المحمولة على أكتاف الجماهير الغفيرة وتحميه بحدقات العيون وهو يترجم مشاعرها بكل تضحية وإيثار، لقد تشابكت الأيدي لتعلن على الملأ تفويضه لرأب الصدع وتوجيه العمل النضالي السلمي وصون مكاسبه التي حققها، وممارسة كل أشكال النضال لفك الحصار عن المدن والقرى الجنوبية المحاصرة بجحافل التتار الجدد، ولتكن الذكرى القادمة موعداً لآخر فرصة لكل العناصر الجنوبية المنبطحة في حضن النظام.
إن الجنوب وهو يقترب من استعادة دولته القادمة في حاجة إلى الاستفادة مما تبقى من تلك الذكرى الأليمة، وطيها نهائياً، والتمسك بمشروعية التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي..

الضالع 2011-01-14 10:29 PM

نرحب بالدكتور سالم سيف الجابري في منتديات الضالع بوابة الجنوب بيت الجنوبيين اجمع
موضوعك رائع ونتمنى ان يأخذ حقه بالقراءة
يثبت الموضوع ونأمل ان نرى منك مواضع رائعة مثل هذه

كل الود

عبدالله السنمي 2011-01-14 11:19 PM

تحية من القلب تليق بك أستاذنا الدكتور سالم الجابري ، واهلا بك وبمشاركاتك التي بالتأكيد سوف تضيف لهذا الصرح
الجنوبي ألقا وللقارىء الجنوبي فكرا نيرا ووعيا ناضجا ، نعتز ونفخر به .
ما تفضلت به استاذنا العزيز في مقالتك هذه إنما هي إضاءات تنير اللحظة الحاضرة ، واستحضار مهم لتلك التجارب
المريرة التي شهدها الجنوب حتى نستخلص الدرس والعبرة ونسمو على الجراح ونتوجه جميعا نحو بناء جسور التواصل
وإعادة النسيج الاجتماعي والسياسي للشعب الجنوبي ، على مبادىء ومرتكزات سليمة يتقدمها مبدأ التصالح والتسامح
والاستفادة من تجارب الشعوب التي تحركت فيها الارادة الجماعية لاسقاط الطواغيت وكان لها ذلك على مدى التاريخ ،
وخير مثال ماثل للعيان هبة الشعب التونسي الحر التي لفظ رمز الدكتاتورية التونسية الى خارج التاريخ .
الشعب الجنوبي اليوم معني برص الصفوف وفهم قضيته الوطنية في إطار التصالح والتسامح وهدف واحد هو الاستقلال .
والتسلح بوعي أصيل وحقيقي يستطيع كشف أدوات الهدم لهذا المبدأ وفضحهم وصد دعاويهم الهدامة لهذا المبدأ .
ومهما حاولت بعض الاصوات القادمة من الخارج التأثير على حقيقة المشروعية الشعبية التي اكتسبها المناضلين
سواء على الارض بقيادة الزعيم الفذ حسن أحمد باعوم ، أو محاولة التشويش والتشويه بالرئيس الشرعي للجنوب
المناضل علي سالم البيض ، الذي عبر مرارا وقوفه الواضح مع شعب الجنوب في نيل حريته واستقلاله دون وصاية او فرض
على الشعب الجنوبي أي مشاريع خارج ما يقرره الشعب نفسه .
تحية لك اخي الدكتور الجابري .. وبك نفتخر جل الافتخار .

pain killer 2011-01-16 04:07 AM

أهلا وسهلا بالدكتور الجابري
ممرت للترحيب بك
ولي عوده لقراءة الموضوع

النضال 2011-01-16 04:21 AM

اهلاً وسهلًا بالدكتور سالم سيف الجابري المنتدى منور بك

وبكل المخلصين اكرر الترحيب بك ولي عوده انشاء الله


فهمي الصهيبي 2011-01-16 11:23 AM


شكرا لك ياجابري

قلوب عظيمه : هناك فريق من البشر لا يطيق الكف عن اسداء الجميل ، وبذل النصيحة ، ورعايه الصالح العام ،

وافناء ذاتة في سبيل الفضائل التي ملكت لبة وعمرت قلبه ، انه يبيت مسهدا لو فرط في الواجب .. راحته الكبرئ في نشدان الكلمال ،

وسعادته القصوئ يوم يدرك منه سهما ...واصحاب الرسالات رهناء ما اتحملو من امانات ضخمه ، فمغانمهم ومغارمهم وحلهم وترحالهم ،

وصداقتهم وخصومتهم ترجع كلهاء الئ المعاني التي ارتبطوا بها وحيوا لاجلهاء

الواثق 2011-01-16 01:50 PM

علم الجنوب اخي حاول ان
تناسق بين الكلمات وتترك الهمزات الزائده
واشكرك على تفاعلك وحماسك


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.