منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   وطن...سابقا, 1- حجر أساس لوطن (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=40567)

@نسل الهلالي@ 2010-07-25 11:16 PM

وطن...سابقا, 1- حجر أساس لوطن
 
قبل كل شيء , هذا شيء مكرر, من قرأ مرة فهي تنوب عن ألف

--------------------

قبل كل شيء مرة أخرى


إلى أولئك الذين حفر الحزن أنهاره على براءة وجوههم, وهرب الفرح مع طفولتهم إلى أقرب مقبرة
إليهم, ولهم وحدهم, الذين نصر على إطلاق "أطفال" على هويتهم
في وطن لا يحتاج قاطنوه إلى هوية, فليس بعد الذل هوية. ولا بعد الخوف مكان يرشد عنك
إلى الذين تعالي صوت صراخهم فقتل ضحكاتهم قبل حتى أن تولد, وأصم عويلهم ما بقي من عروبتنا
إليهم أينما كانوا, فلقد تشتت بهم المكوث, وأصبح لهم في كل تيه أثر, وأصبح أثر قدمهم لافتة للضياع
إليهم فقد تتحول الكلمات لقيمات فتقيم صلب أعوادهم, وصلب كرامتنا .
-----------------------
-----------------------





http://i7.tinypic.com/21likhz.jpg


ها قد انتهى به الحال ملقى على جانب الطريق, وقد تغيرت به الأحوال من يد إلى يد كما هي حياته من بدايتها
لم يعد يغضب حين تتقاذفه الأيدي..
بل يزهوا فخرا حين تحمله يد شريفة لترهب جبانا يختبئ خلف جداره
امتلأت ذاكرته بآلاف المواقف والصور.. اتخمت بكثير من البطولات
كل يوم يمر به يحمل في طياته بطولة ما.. يراها بعينيه بل وأحيانا يشارك فيها
وكل يوم يستقر به الحال في يد
مرة شابا يافعا يقذفه كرصاصة يصيب بها من يشاء الله أن يخذيه
ومرة بين يدي تلميذ صغير بالكاد يتمكن من حمله..و أحيانا يخيل إليه أنه هو الذي يحمل الطفل
يحمله ليعبر به من ضفة منكسرة إلى أخرى يملؤها الأذان
وتارة تحمله أنثى, تحمله في يدها ليصبح بطلا
كما تحمل جنينها ليكون في الغد هو البطل,,, ليصبح الغد بطلا على أرضهم
وليصبح الغد غدا لا كما هو الآن عصرا كاملا من الظلام !





ما زال يتذكر ذلك اليوم الذي رأي فيه ذلك الشاب يقترب منه في عزة
أخذ بيده ورفعه من على الأرض.. حينها شعر وكأنه تجاوز الكيان الجمادي بأكمله
أحس وكأن الفخر بدأ يدب فيه, وبأن المجد سرى في أوصاله, وأيدته كل كرات العزة ..
واخذ يعد كل ثانية تمر عليه وهو ينتظر أن يلقي به في وجه ذلك اللئيم القابع هناك خلف مدرعته..
من كثرة تعامله مع هؤلاء الأبطال, اعتقد أن جيناتهم متطابقة كليا
تصرفاتهم متشابهة, كلماتهم متقاربة جدا, وحتى نظرات الثقة في عيونهم لا تتغير
مئات الوجوه تمر عليه ولا يرى إلا رجالا, كلهم رجال رغم اختلاف السن, والمظهر الخارجي
وحتى طريقة قذفهم له, نفس القوة ونفس العزة
من شدة تمسكهم بأرضهم انتقل له هذا الشعور, حتى انه ليشعر بثقله وركونه إلى الأرض حين تمر من عليه دبابة أو عربة فلا يتزحزح
أفاق من أفكاره هذه حين خطا الفتي الذي يمسكه مقتربا من الجندي..
وكلما اقترب كلما ازداد حماسه ويتمنى لو يبادر الفتى بإلقائه, ليلقن لهذا اللئيم درسا لن ينساه.. سيجلعه يعلم ما المعنى الحقيقي للقوة, فلا قوة السلاح ستحميه, وليعلم جيدا إن القوة هي تلك اليد التي تحمل / تحمي .. وهو يشعر بها تنتقل إليه الآن..



ترتفع اليد في الهواء, ويرتفع معها ألف حلم وأمنية... وترتفع رويدا رويدا
وكان الزمن توقف ليشاهد عن قرب ما يحدث... ليشاهد ذلك الذي سيغير مجراه
ويلقي به نحو غايته, ذرات الهواء التي يتخبط بها تحمل معه "بذرات" لسنابل وطن قادم...
تحمل كل ذرة/ بذرة حقل أبطال قادمون يرتشفون دم شهدائهم ليقوى عودهم,,, ويقترب
ويقترب معه حلم فتاة تمنت لو تسير في الطرقات أمنة لا تخشى إلا الله وفقط, فالذئاب أكثر مما تعتقد
ويقترب أكثر,,, وتقترب منه رائحة الجبن...
هو لم يعرفها قبل,, ولكن أضدادها مازال أثرها على وجهه
يبصر تلك البندقية فزعة إلى حد الموت, تحتمي منه دون جدوى,
شعور بالخوف يراوده, خشية أن يخفق في إصابة ذلك الجندي, لا يريد أن يخذل الفتى
انه سيفعل هذا ليس فقط من أجله, بل من أجل العشرات الواقفون بالقرب منه
من اجل المئات الثكلى في هذا الحي, من اجل الآلاف الذين يقاتلون ويقتلون في كل لحظة
من اجل "بعض" الملايين الذين يحترمونه وبصدق !
وأتت لحظة الاصطدام
ربما ما سال هذا هو دم لا يدري.. له نفس اللون, ولكن رائحته تختلف
يذكر انه رأي دم لطفل يوما وكانت رائحته هي أفضل ما وجد.. ولكن ما وجده الآن شؤم لا يضاهى
سقط على الأرض.. تقلب يمنة ويسارا.. حاول أن يمسح قطرات الدم المتعلقة به...
لا يجب أن يخون الجميع ويمنع هذه القطرات اللعينة من السقوط
الفوضى تنتشر من حوله, والجنود يجرون في كل مكان
داسته أقدام الجنود وغضبوا لما أصاب زميلهم, وركله احدهم بعيدا خشية أن يصيب أخر
أصابته الركلة في غيبوبة مؤقتة, وألقت به بعيدا عما يحدث
بعد ساعة رأي آخرون يحملون شهيدا, تفوح منه نفس الرائحة الذكية التي يألفها
ولكم حزن حين أبصر أثاره التي تركها على يد ذلك الشهيد, فهو لن ينسى هذا الوجه ولا هذه اليد أبدا
لكم يشعر بالامتنان تجاه ذلك البطل.. ففعلته هذه دفعت بكليهما نحو الخلود..
إن كان أقرانه يفتخرون بأنهم أحجار أساس لمشروع أحمق مهما يكن



فيكفيه فخرا انه الآن أصبح حجر أساس ....
لوطن .
م ن ق و ل


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.