مراقبون: المقاومة الجنوبية مهددة بالتورط في معركة تحرير تعز وصنعاء
 

يبدو ان المحاولات التي تسعى من خلالها قيادات في الحكومة اليمنية الشرعية لإقناع المقاومة الجنوبية في المشاركة في عملية تحرير تعز، تصطدم بحاجز إسمنتي منيع، قائم على رفض قاطع لتدارس الفكرة وحتى التشاور في عملية تقديم الدعم اللوجستي لإنجازها.

مراقبون يرون إن إقحام المقاومة الجنوبية في قتال في أرض ليست بأرضهم وجغرافيا تضاريسها غريبة عنهم، قد يؤدي إلى توريطها في حرب استنزاف طويلة، وهي التي تعاني أصلا من الانهاك والأعياء جراء القتال المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر. وهناك من يذهب لما هو أبعد من ذلك بكثير وينظر بعين الريبة والشك لمثل هذه الدعوات ويصفها بأنها لا تخرج عن دائرة المؤامرة التي تستهدف تطويع قيادات المقاومة بالترغيب أو الترهيب والدفع بفصائلها (لشرك) يتم من خلاله تصفيتها أو إضعافها ومن ثم إجبارها على القبول بأنصاف الحلول وعدم التفكير مجدداً في المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية والعودة إلى ماقبل حدود العام 1990م.

يستغرب البعض من الإصرار بالزج بالمقاومة الجنوبية في معركة ليست بمعركتهم، وكأن في تعز وغيرها من المدن لا توجد بالفعل قوات موالية للشرعية ممثلة بهادي ومقاومة شعبية تدعي بأنها تقاتل الحوثي وعصابات المخلوع صالح.. وبدأت في الأونة الأخيرة تتسابق في الإعلان عن إسقاط المناطق واستلامها وديا دون أي قتال يذكر.

خضوع أطياف في المقاومة للضغوط وقبول التورط في عملية تحرير تعز ستجعل من الجنوبيين اشبه بالغزاة لمناطق لا يمتوا إليها بصلة، هذا هو الرأي السائد في الجنوب اليوم وبالتالي سيصبح من السهل اصطيادهم، إلى جانب إن ابتعادهم عن المواقع التي طهروها داخل مدنهم وقراهم في الجنوب.. سيجعلها مكشوفة وعرضة لهجمات قد تؤدي على أقل تقدير إلى زعزعة الأمن فيها وعدم استقرارها كلياً، وسينجم عنها لاحقا عودة للحياة للخلايا النائمة وتحرك الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة لإسقاط هذه المناطق أو السيطرة على أجزاء حيوية منها مجدداً.

قد يكون السيناريو اليمني المعد حالياً يقتصر على تدخل المقاومة الجنوبية في تعز في عملية الدعم اللوجستي فقط، وفي حال القبول بهذه الخطة، ستجد المقاومة نفسها تتدحرج من قمة جبل صبر وهي تقتحم تحت رأية الجمهورية اليمنية مدينة تلو الأخرى حتى السقوط في مستنقع صنعاء والولوج من باب اليمن إلى عهد جديد في مسيرة الوحدة اليمنية بإعادة العاصمة الأم لأحضان الشرعية اليمنية التي لم يعترف بها الجنوبيون إطلاقا، وبشطب شيء أسمه مقاومة جنوبية عن الخريطة للأبد.

*من وليد محمود التميمي: