منتديات الضالع بوابة الجنوب - غاندي يخطب في أبناء الجنوب ويقول: النصر قريب

استوقفتني مقولة جميلة لرجل الثورة الهندية يقول فيها : (في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر)، و إن الناظر إلى أحوال قضيتنا الجنوبية سيرى بأن أحرار الجنوب و ثوارها قد سرت عليهم مضامين هذه المقولة بالحرف الواحد، و إلا فمن كان سيستمع إلى شخص يأتي بعد احتلال الجنوب عام 94 و يقول أن هذا احتلال و أنه يجب علينا الثورة عليه، و من كان يستمع إلى أي شخص كان يتحدث بهذا المنطق و الفكر حتى بعد أربع إلى خمس سنوات من الاحتلال، لا أظن أن من يعتبرون أنفسهم عقلاء حين يسمعون شخصا يتحدث عن الاستقلال إلا سيقولون له أنت واهم و حالم هذا إذا تقبلوا أصلا أن يتحدثوا معه و يردوا على كلامه و إلا فأن كلامه لم يكن ليستمع إليه أحد و كان سيقابل من قبل الغالبية بالتجاهل و هذا ليس من قبل قوى الاحتلال فقط بل حتى من قبل بعض المتعقلين و المحللين للأوضاع من أبناء الجنوب.
ثم دخلت ثورتنا الجنوبية المرحلة الثانية من مراحل غاندي فقد كان الحديث عن إمكانية الاستقلال من الاحتلال الغاشم بعد ثمان إلى عشر سنوات من بدايته ضربا من الجنون و كان يقابل بالسخرية و التهكم و التأزم، خصوصا و أن تحقيقه في ظل المعطيات على أرض الواقع حينها يبدو أمرا بعيد المنال و ربما مدعاة للسخرية عند قوى الاحتلال.
و هانحن اليوم ندخل المرحلة ما قبل الأخيرة من المراحل التي وصفها الحكيم و المجرب غاندي و هاهو حاكم سلطة الاحتلال و قواته الهمجية يسخرون كل ما أوتوا من قوة لقمع و وأد القضية الجنوبية، فانظر إليهم و هم يقتلون أبناء الجنوب الأحرار الذين يتظاهرون سلميا و لا يرفعون أي سلاح، و أنظر إليهم يحاربون قضيتنا سياسيا و إعلاميا و انظر إليهم يسعون بكل غباء إلى إزالة كل ما هو جنوبي، و لا أظن أن رجلا عاقلا يستطيع أن يصف المرحلة التي تشهدها اليوم ثورتنا السلمية إلا بأنها حالة حرب معلنة و صريحة يشنها نظام الاحتلال على أبناء الجنوب.
و نحن بهذا إذن نكون قد اقتربنا اقترابا شديدا في ثورتنا من تحقيق مضامين الكلمات الأخيرة من مقولة غاندي (ثم تنتصر)، و بأذن الله فأن النصر و في الوقت القريب و القريب جدا كما يقول التاريخ و يقول المنطق و تقول المعطيات و يقول رواد الثورة و محاربيها، فكلام غاندي هذا لم يكن تنظيرا سياسيا أو شعارا ثوريا، و إنما كانت تجربة حياتية نضالية واقعية لخص لنا فيها غاندي ما عاشه و تدرج فيه من مراحل حتى وصل إلى الاستقلال و التحرر.
فلتحيا يا جنوب حرا أبيا و لتستبشر خيرا يا شعب الجنوب فأني لا أراك إلا ماضيا بخطى ثابتة إلى النصر و لا شيء غير النصر.