ياقبائل استعدوا أو نكِّسوا البنادق
 

الاثنين 02 فبراير 2015 11:22 مساءً



ياقبائل استعدوا أو نكِّسوا البنادق

عبد السلام بن عاطف جابر



قال الأعرابي ؛ لو كنتم سمعتم كلامي وتقبيلتم ؛ كنتم حينها ستقدرون على خلق توازن الرعب ، الذي يؤهلكم إلى حصار منازل كل القيادات التابعة للحوثي في كل المحافظات الجنوبية . . . وأي شخص منهم يتعمرد هدمتم البيت فوق راسه . وجعلتم إطلاقهم مقرون بإطلاق إخوتنا في صنعاء من الرئيس إلى الغفير "الدواء من جنس العمل" نفس طريقة الحوثي ، ونفس الأداة "القبيلة" وكما أنضم إليه ضباط وأفراد الجيش من هناك ، كان سينضم إليكم من هم من هنا .

وكذلك ؛ قادرون على إلزام القيادات الجنوبية في سلطة الدولة في مشاركة القرار والقوة في المحافظات الجنوبية مع جنوبيي الحراك "بالإلزام وليس باختيارهم" وبذلك تحققون مرحلة مهمة من مراحل الحرية وهي "إدارة جنوبية كاملة للجنوب"

انتهى كلامه . . . وهكذا أوصانا أجدادنا رحمهم الله
والسؤال لماذا طالب الأعرابي بإحياء القبيلة....؟
السبب بسيط ؛ لأنَّ المكونات السياسية رفضت توحيد نفسها وفرضت انقسامها على مجلس العسكريين المتقاعدين وعلى المقاومة الجنوبية ، وأصبحت هذه القوة عبارة عن مجموعات "عصبوية" ظاهرة ؛ تتكون بعضها من عشرات الأفراد وبعضها من المئات .

وهذا الوضع أدى اليوم إلى إعطاء حق القيادة المطلقة لجنوبيي السلطة . وهؤلاء غدروا بالرئيس هادي ، وتلاعبوا بقيادات الحراك . . . هؤلاء مع الأسف "هجَّنهم الرئيس صالح" والرئيس هادي خُدِع فيهم بسبب القرابة والصداقة..!.! مع أنَّه هو صاحب مصطلح "من هجَّنهم الرئيس صالح لايمكن الاعتماد عليهم أو الوثوق فيهم"

و هؤلاء لم يعد فيهم أمل الوفاء للوطن بعد أن غدروا بالرجل -الرئيس- الذي رفعهم ووثق فيهم . وفي اعتقادي أن القهر الذي ارتسم على وجه الرئيس هادي في الصور المسربة له كان بسببهم . . . فقد حوَّلوا نصره السياسي على كل أفاعي صنعاء إلى هزيمة ميدانية على الأرض في عدن . . . لا أجد ما أقوله لهم غير المثل اليافعي (من فارق اخوته بيسعر من حدعش) . اتمنى أن تكون خيانتهم للرئيس وتآمرهم على الثورة الجنوبية وبالاً عليهم في حاضرهم ومستقبلهم ، ومسبَّةً على جبين أبنائهم من بعدهم .

وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الجنوب ؛ لم يعد أمام شعبنا غير إحياء القبيلة "قوّته الكامنة" ؛ فأنا على يقين أنَّها وسيلة نضالية قادرة على حشد جيش عظيم منضبط ؛ جيش صامد ؛ جيش لا ينسحب ويقاتل حتى النهاية .

القبيلة هي القوة الكامنة الغير ظاهرة في الشعب الجنوبي ، وفي أغلب شعوب العالم الثالث . ويصل الحد الأدنى من التشكيل إلى الآلاف . كانت تُسمَّى في فترة حكم الاشتراكية "المليشيا الشعبية" ، وكانت الدولة تستدعيها وتحشدها ، وتُعيّن قيادات عسكرية من نفس القبيلة كقيادة ميدانية لها . . . وقبل وجود الدولة كان حق الاستدعاء والحشد في يد شيوخ القبائل ويسمَّى "داعي القبيلة" ، وكان الشيوخ يُكلِّفون قيادات ميدانية من أبناء القبائل ذوي كفاءة وشجاعة ومهارة .

و يُسمَّى شيوخ القبائل في العالم ب"القيادة التقليدية" باعتبارها جزء من تقاليد المجتمعات العريقة ، ومنها تستمد مشروعيتها القيادية . . . والقبائل تضبطها قوانين قبلية حاسمة لاتوجد في أي جيش في العالم . . . فإذا جمعنا القوانين الصارمة للحشد القبلي مع إرادة شعبنا في الحرية ، ستكون النتيجة النصر بإذن الله .

وكنت قد كتبت الكثير من المقالات والتغريدات خلال الأعوام الماضية في موضوع الحشد القبلي ، وفي آليات تفعيله ، وكان آخرها دعوتي في ٢٧ إبريل لقبائل مكتب الظبي "بصفتي القبلية" وهي كالتالي :-

[ البدء بالتنظيم من الأسفل إلى الأعلى ، بحيث نبدأ من الحلقة الأصغر وهي العائلة أو الفخيذة :- على كل فخيذة أو أسرة في كل قرية ، في كل قبيلة من قبائل الظبي وأرداف الظبي الاستعداد بالتالي :- (1). ثلاثة أفراد من كل أسرة على الأقل .. (2). تزويدهم بوسيلة نقل "سيارة" وتوفير زادهم وزنادهم . (3). بيوت الظبي كلها بيوت كاملة ، ولا تنقص منها إلَّا من تخلفت أو رفضت أو تكاسلت عن القيام بواجبها .. (4). إعلان الموافقة على هدنة مفتوحة في كل صراعاتهم القبيلة ، وخيرهم من يبادر بالإعلان الرسمي . . . . فإذا استعديتم بها ولم ترق لكم قيادة آل عاطف جابر ؛ فاختاروا منكم من يقودكم ، وهم بيت من بيوت الظبي . . . أمَّا إذا منحتوهم ثقتكم ، ولم يقدموا من هو أهلٌ للقيادة أو اختلفوا بينهم ؛ فأبدأوا بهم ، إجعلوا أولادكم يتعلمون بهم الرماية ، واختاروا منكم من يقود..]

هكذا فعلت قبائل مأرب ؛ واستطاعت حشدت قرابة الثلاثين ألف مقاتل (٣٠،٠٠٠) حتى اليوم ، وهي من حيث السكان تعادل مكتبين من مكاتب يافع العشرة . وعندما استعدوا جاءهم الدعم والإمداد من كل مكان .

وبعد الاستعداد الشعبي لأفراد القبائل يمكن إعلان مجالس قبلية يرأسها شيوخ القبائل ، ويقود عملها التنفيذي المثقفون ووجهاء المجتمع . . . ويُكلّف ضباط أكفاء بقيادة الحشود القبلية .

فإذا اتفقت النخب السياسية مستقبلاً على قيادة موحدة للجنوب فالقبيلة ستُذعٍن لها وتصبح تحت أمر القيادة السياسية . . . فإذا تجاوزنا مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة ؛ فالدولة المدنية خيارنا الوحيد ، لايحيد عنها إلَّا خائن ، وتعود القبيلة إلى مرابضها ؛ لاتظهر مظاهرها إلَّا في الاحتفالات الوطنية والدينية .

ختاماً أقول ؛ هذه الفكرة للتنظيم القبلي قابلة للتطبيق في كل قبائل الجنوب ؛ أي قبيلة تستعد ويخذلها مشايخها فليختاروا قيادة قبلية بديلة عنهم ، وتكون أول مهمة لحشدهم القبلي عقاب مباشر للمشايخ المتخاذلين ، حتى يكونوا عبرة لكل متخاذل . . . ولن يتخاذلوا .

أمَّا الاستمرار في حالة التيه فنهايته وخيمة ؛ سوف يظهر انصار الحوثي من جحورهم في عدن والجنوب ، وسوف يأتيهم الدعم والإسناد من صنعاء ، وسوف يبسطون سيطرتهم بالقوة ، وسوف يعود الوضع إلى ماكان عليه في الفترة بين ٢٠٠٧-٢٠١٠ وسوف تبكون على وطنٍ جاء إلى بين أيديكم عدة مرات ، فلم تعرفوا حقه ؛ فوجد الاستعمار خيرٌ له من الاستحمار .

والله من وراء القصد



\