منتديات الضالع بوابة الجنوب - عصابات 7 يوليو الأسود خرجت من الباب رجعت من الطاقة ..

المصالحة الوطنية ومؤتمرالحوار الوطني
03 شوال 1435هـ - 30 يوليو 2014 م 12:00 عدد القرائات 440
المصالحة الوطنية ومؤتمرالحوار الوطني

Share on email Share on print

( صدى عدن ) خاص :
بقلم : صباح مالك الارياني

ظهرت في يوم العيد صورة اثارت استغراب العموم واستفزت مشاعرهم وهي صورة رئيس المرحلة الانتقالية مع حواشي حكومته الرئيس عبدربه هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح على سجادة الصلاة في جامع الصالح الذهبي ومعهم اعضاء الحكومة السابقة والحالية
الصورة تثير الاستفزاز لأنها استخفاف بدماء الشهداء والام الجرحى ومعاناتهم المستمرة في ثورتهم المنكوبة في 2011 والتي تم الالتفاف عليها, والصورة التي نشرتها وسائل الاعلام تترجم ذلك.
الصورة ظهرت لتعلن عن وجود مصالحة وطنية والسؤال مصالحة وطنية بين من ومن ؟
في الجانب المقابل وبعد الحروب والازمات الاقتصادية وجد من يرى في المصالحة دعوة مسالمة لحقن الدماء وانهاء معاناة المواطن.
لكن الصورة الحقيقية تبدو غائمة وغير واضحة للمواطن اليمني المطحون وسط ازماته الاقتصادية والمعيشية التي اغرقوه في طاحونتها لكي يغفل عن دوره في اصلاح المجتمع وينكفئ على نفسه في بحث دؤوب عن حل لمشاكل معيشته المباشرة وبالتالي فرددود فعله واضحة وجلية وهي الاستسلام لكل ماقد يحدث وانتظار الاتي بخيبة او بامل سيان فالنتيجة واحدة وهي هيمنة القوى المتسلطة والتي تفتعل الازمات الاقتصادية أو تخلقها لتصل الى غاياتها وقديما قال المثل"جوع كلبك يتبعك" والشعب للاسف هو في نظر تلك القوى ماهو الا كلاب تابعة وامينة في تبعيتها والوطن اراضي مشاع لملكياتهم الشخصية.
ليس من السهل ان اقول او اكتب هذا الكلام واعتذر لنفسي كفرد من هذا الشعب ان اكون شاهدة على تلك الصورة ,لكن دافعي الاساسي هو الحادث ويزامنه الحديث عن المصالحة الوطنية التي لايدري المواطن عن جوانبها شيئا .
الحرب التي دارت في عمران انتهت بوقف اطلاق النار اسبابها ونتائجها غير معروفة ولا شيئ سوى الارتياح العام ان هناك حرب قد توقفت ودماء سيتوقف سيلانها.
تبع هذه النقطة خبر المصالحة الذي ـ من المفترض ـ ان يكون مؤتمر الحوار الذي عقد من الفترة 15 مارس 2013 وحتى 25يناير 2014 اي لأكثر من تسعة اشهر من المفترض ان تكون نتائجه قد خرجت بحلول عملية للقضايا الاساسية التي نوقشت.شيئ من ذلك لم يحدث والدليل ان حربين قامتا في هذه الاثناء وان الحراك الجنوبي مازال يضرب وبصورة وحشية في مدن الجنوب بل وطال الضرب المدن الامنة والمدنيين فذهبت ضحايا كثيرة شمالا وجنوبا.
ما يحدث اليوم يذكر بمؤتمر عمران 1963 ومؤتمر خمر 1965 والنتائج معروفة مقدما,لم يعد خافيا ان الجارة الغنية "المملكة السعودية "بادواتها الموجودة للاسف داخل اليمن ومن ابناء اليمن ,لها اليد الطولى في كل مايحدث في اليوم بل وبنفطها تستقطب القوى الدولية التي لاتبحث سوى عن مصالحها الاقتصادية في المنطقة ولا يهمها من يحكم من او من يقتل من ان كانت النتيجة ان مسالكها التجارية امنة وطاقتها الصناعية متوفرة فهذه شعوب لم تساعد نفسها وبالتالي نامت او قامت سيان.
يبدو ان مرارة الوضع تجرني الى مرارة اشد وتبعد بي عن الفكرة التي قصدتها من هذا الموضوع وهي المصالحة الوطنية ومؤتمر الحوار الوطني!
لن اكرر الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني والذي اصبح عبارة عن كتيب موضوع على الرف وحتى لجان الرقابة ومتابعة المخرجات التي صدر فيها قرار جمهوري لم تقم بدورها او تمارس نشاطها الى الان ومازالت لجنة الدستور ايضا اسماء تتردد في اروقة حوارية صماء .
وهاهو موضوع جديد يثار اليوم, هو المصالحة الوطنية والتي دعا الرئيس الانتقالي ـ في خطابه بمناسبة عيد الفطر ـ الى اصطفاف جماهيري لتحقيقها,وتلك الدعوة هي اعتراف صريح ان مخرجات مؤتمر الحوار لم تحقق بندا واحدا من بنودها. وما المصالحة الوطنية سوى مصالحة نخبوية بين الحكومة الانتقالية و بين اقطاب تملكت وحكمت طويلا ولم تحقق للبلاد أدنى حد من التطور واستمرت بعد سقوطها في وضع العراقيل امام تحقيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
للاسف كان من المفترض ان تكون المنظومة الحزبية التقدمية على وجه الخصوص هي الممثل الاساسي للجماهير منذ البدايات الاولى لثورة فبراير 2011 بل وقبلها ,مقدمة من خلال مشاركاتها السياسية برامج عمل شعبي وتنظيمي بل وحكومي من اجل خلق بنية تطورية تنموية تتزامن ومطالب ثورة التغيير ومن ثم تساعد الجماهير على تجاوز ازماتها المتكررة بسبب تسلط ودكتاتورية النخبةالحاكمة والتي هيمنت على كل مصادر الثروة الوطنية وبالتالي اتجهت بتلك الثروة الى حيازة ا فردية, واسست لنظام اقتصادي استهلاكي بحت, وهذا يتجلى في إنعدام وجود قاعدة انتاجية اومرافق خدمية تحقق للمواطن ولو الحد الادنى من الاستقرار.هناك كثير من القضايا التي لم توجد لها حلول بعد والتي طرحت في النقاط العشرين لمؤتمر الحوار وأهمها القضية الجنوبية وقضية صعدة.حروب الحوثي كارثة امنية على اليمن وقضية لم يستطع مؤتمر الحوار احتوائها وبالمثل الحراك الجنوبي المهمش في الخطط السياسية التطبيقية والصورة الأن تعكس وضع المناطق الجنوبية التي تعاني من جور قوات الجيش او جور انصار الشريعة وقوات القاعدة .
كثير من القضايا الوطنية مازالت طافية على السطح دون حلول . ومخرجات الحوار حصلت على احتفالية دولية في ختامات اجتماع جلساتها2014 في 25 يناير واقصى ماخرجت به هو التاييد الدولي لتطبيق نقاط نزع السلاح ومحاسبة المعرقلين لكن الدعوة للمصالحة اليوم تقول ان حتى هذه النقاط عجز مؤتمر الحوار عن تحقيقها.
فوجئت الجماهير بالحرب الدائرة بين الحوثيين وقوات من الجيش تتبع حزب الإصلاح الحزب المسلح في البلاد وهذا دليل قاطع على ان مبداء الديمقراطية في الحل السياسي الذي يقتضي المصالحة ليتمكن الجميع من المشاركة في بناء الدولة غائب طالما هناك كتائب كاملة من الجيش تتبع توجهات معينة تلوي ذراع الحكومة بين فترة والثانية لتحقق أغراضها السلطوية,وفي حال قيام مصالحة وطنية فإن حسن النية الظاهرمن جانب الحكومة الانتقالية الحالية لا يواجه بضمان ان بقية الأطراف المسلحة لديها نفس التوجه ،واحتمال انها تقوم بلم الشمل المزعوم وتهدئة الامور لتضع مخطط اخر قد ينسف تماماً مخرجات الحوار هو احتمال وارد.
يتطلب امر المصالحة مصداقية لدى كل الاطراف ووضوح في الطرح المقدم للجماهير بل وظهور لكل الاتجاهات الحزبية والنقابات والتنظيات الجماهيرية لتتحق مصداقيتها لدى كافة الاطراف بما فيها التقليدية القديمة والتي اعتادت على لعبة الاكروبات التي يقدمها لاعب السيرك مابين الحركة والخدعة البصرية.
للأسف الصور التي عرضتها وسائل الاعلام للصلاة التمهيدية للمصالحة أبرزت نفس القوى التقليدية القديمة وهي نفسها التي ستوضع دائريا حول طاولة مصالحة وطنية .
ماذا حققت للوطن والمواطن حين كانت في السلطة؟
ألمدرسة أم المصنع أم المشفى المجاني الصحي؟
الوطن كبير ويحتاج لأناس يفكرون بكل ذرة تراب فيه وبالكيفية التي يحققون فوق ذراه الخصب والنماء لا كيف يتوسعون في اراضيه ويمتلكونها لخاصتهم واخصائهم
كم نتمنى الا ننطلق باسم المصالحة الوطنية خلف عبارات رنانة جوفاء ونطالب العامة المسحوقة بمثاليات تصدق ماتردده وسائل الاعلام الموجهة
اعود للامل وأقول ماقاله احد الاصدقا فيما لو عقدت مبادرة المصالحة الوطنية ان "الكرة الان بيد الاحزاب وكيفية تعاملها مع موضوع الدعوة للمصالحة الوطنية"
هل سيتركون لتلك الشخصيات والقوى التقليدية تسيير العملية ام سيتمكنون من السيطرة وتوجيه الحوار بايجابية وجسارة ويقومون بتسييره بأتجاه الوجهة الوطنية الواسعة"؟