"الضالع "ما لم تفعله بريطانيا يقترفه الجيش اليمني ! :
 

الضالع : ما لم تفعله بريطانيا يقترفه الجيش اليمني !


يعتقد أمراء الحرب ان الضالع ستنكسر أمام القصف العشوائي وقتل الاطفال ، ومن انكسارها سيترنح الجنوب وتنخفض كرامته لمستوى المساومة او الانصياع القهري .. دون ان يتعلموا من التاريخ ان الضالع رمزية جنوبيه لم تُلقِ عزيمتها جانباً في أي زمن ولن تفعل ذلك وإنما حين يُقصَف المدنيون وتُدَّمر البيوت ويموت الأطفال تصبح الاراده من اجل حياة منزَّهه من سيطرة القتله اكثر قوه ، والتوق للحريه في ذروته ، وتصبح صيانة الأرض والعرض من السفاحين فريضة انسانيه مشروعه من اجل البقاء وليس مجرد هدف سياسي ، وتموت عندها كل التأويلات والتسويفات وأنصاف الحلول وتوفر قناعه مكتملة بان العمليه السياسيه (خرابة ) تم تزيينها بالمبادرات ، والسعي للحوار تحت المدافع ذنب لا يقوى احد ان يقترفه ، والخطاب السياسي فضيحه إن تناسى الدماء أي كان شكله وصفة المتحدث .

ليست المرّة الاولى ولن تكون الخاتمه أن تقصف الضالع وسط صمت واسع ، وليس غريب ان هناك من يتعجّل تأديب الضالع لأنها تحمل فطرة التضحيه من اجل الكرامه فليس فيها ما يغري المرء على تحقيق مصالح ما وليس فيها ما يجذب السياسيين لها غير دماء أبنائها المسافره خلال منعطفات الأزمنة تبحث عن الحياه الحره ، وتحمل فلسفة وجوديه لشروط البقاء المتصالح مع قيم العزَّة ونكران الذات ، ليست مرغوبة جداً الضالع سوى عند من يعرفون العمق الإنساني لها ومن يدركون بان الجغرافيا صنعت تاريخ شديد القسوة على ابنائها في كل حقبة فيه ، وكتاب الدماء يضم صفحات عميقة منذ العهود القديمه وحتى اللحظه ، فكل من اراد الجنوب كان عليه ان يُخضع الضالع اولاً ، جغرافيا جعلت الضالع اول ارض حاول محتلان في آنٍ واحد ( الاتراك والبريطانوين ) اقتسامها وتقسيمها الى نصفين في سياق زمني من تاريخها واول منطقة جنوبيه بعد عدن تُبنى فيها اكبر قاعدة ضخمه لجنود الاحتلال البريطاني تم تعديل هياكلها مرة تلو الاخرى ، منذ مطلع القرن الماضي حتى رحيله، ومن المفارقه ان تلك القاعده تضاعف عدد جنودها في زمن قابيل تحت مبرر الوحده ( المشَرَّفه ) وتضاعف عدد المدافع والدبابات وأنواع الفتك والتدمير لكي تُعوَّض الضالع بما فوّتته إنسانية المستعمر البريطاني ويطال القتل مرة تلو الاخرى أطفالها ونساءها في أبشع طريقة لتسويق الموت .



قبل شهور كان الموت في أبين ( توأم المآسي وشقيقة البؤس ) على الجغرافيا الحرجه ايضاً في جسد الجنوب ، تم استقدام كل فرق الموت لكسرها واخراجها من معادلة الحياه ، لكنها انتصرت ، ثم تدور الدائرة مرة اخرى نحو الضالع باخراج آخر وبشكل متكرر ، وهكذا فالجنوب لن يهدأ بنظر الطغاه دون ان تركع الدماء المنذورة للحريه والتي ألفت أن تسُحَّ غالية حتى تكاد تربة الأرض تتعرف على رائحتها وطريقة نزفها .

والتضحية من اجل الجنوب لم يكن فقط حكراً على مكان محدد او ارض محدده فلقد سالت دماء عدن وحضرموت وشبوه والمهرة وغيرها بصورة متكرره ولن تتوقف حتى تُستعاد الكرامة الغير منقوصة .



وبالطبع سيجدون ألف طريقة للإخراج الدموي وألف عذر وألف مسبب مزعوم ، فمن يستطيع ان يتفوق على تلك العقلية التي تتحلى بعبقرية الكذب والحيله لا يدانيها شيء في تواريخ الظلم ، وسيجدون تسويق للجرائم المرتكبه والآثام المقترفه وربما يغلفونها بفتاوى ولن يبخلون في عطائهم السخي لتبرير الموت هنا وهناك فلكل مكان خصوصية في طريقة القتل وحيلة لتمريره وهضم تداعياته ، كل هذا يهدف الى تركيع من يقوى على رفض الهيمنه العسكريه على القرى والمدن ، حيث تتوزع ثكنات الموت على كل تبّة وتلّة وعند المداخل والزوايا في كل المدن والقرى الجنوبيه، بعقلية القرون الوسطى الهمجية .



ومن هنا يتحتم القول من جديد بان الحديث عن الحوار امر ينتهك عقول السامعين وضمائرهم تماماً ... وحين يُصدر من طرف جنوبي اي كانت صفته فأنه يصبح أمر ( مقرف ) تماماً. .

المحرر السياسي لـ صدى عدن

7ديسمبر 2012