رسالة إلى الحاكم العسكري للجنوب) ناصر منصور هادي
 

رسالتي إلى اللواء ناصر منصور وابدأها بالسلام والتحية

إن المواطن الجنوبي الذي يعول عليكم كثيراً وكنت دائماً مقتنع بأن الجنوبيين في السلطة والجيش سيخدموا الجنوب الأرض والإنسان في الوقت المناسب والظروف المناسبة ولا زلت عند قناعتي أحاج بها الكثير واراهن عليها

ألان حصلت تغيرات مهمة ولم تعد القضية قضية الوقت المناسب ولا الوضع المناسب بل مشكلتنا غياب الشجاعة والإرادة والجراءة والإيمان الحقيقي بالقضية والمصلحة العليا للجنوب الأرض والإنسان

لقد عانينا الكثير عندما ذهبنا لما تسمى الوحدة من منطلق العقل والحكمة فلا نريد إن نضيع الفرص بنفس الحجة والتاريخ لن يرحم احد والمناصب والمراكز تتغير فأما إن نتذكركم بالخير أو بعكسه وأتمنى إن لا اخسر انا والكثير معي رهاننا عليكم

الوضع الراهن في الشمال لصالح الجنوب والشعب الجنوبي معكم ومصدر قوتكم فكونوا معه

نناشدكم هنا عن مصير شعب وحياته ومستقبل أجياله الذي يسبح في البؤس أتمنى ان تكون القضية قضية وطن وليس قضية سلامة أفراد ينتهي حلمنا بمقابل سلامة هذا او ذاك فنرضخ للمساومة ونجعل من وطننا وشعبنا ورقة مقايضة

أتمنى منكم سرعة تشكيل مجلس انتقالي يدير البلاد وتعيين هادي المحاصر رئيساً له وتعيين نائب يدير شؤون البلد حتى عودته وإعلان حالة الطوارئ والتعبة العامة وإعلان الاستقلال من طرف واحد والإعلان عن انتهاء مشروع الأقاليم بعد انقلاب صنعاء عليه ويعلن إن الجنوب دولة اتحادية بنظام فدرالي لكل المحافظات الجنوبية وإرسال رسالة لدول الإقليم والعالم عن ان الجنوب اتخذ قراره المصيري والعادل وانه سيتعاون مع العالم لما يحفظ الأمن ويطالبهم بتصعيد الضغط على الانقلابيين للإفراج على رئيس الجنوب الانتقالي

خطوات ليس بصعبة ولا بمستحيلة على من يحمل بداخله روح الفداء والنضال ولدية شجاعة وإرادة وإصرار في تحقيق شيء لأهله وناسه ووطنه

إن الشعب سينظر لكم حينها كإبطال وان عدتم بنا مجدداً إلى حظيرة صنعاء سيكون بمثابة خيبة أمل لنا ووصمة عار في جبينكم والتاريخ سيشهد بما لكم أو عليكم

كلنا نعلم إن الجنوب ألان بحاجة لقرار وانتم في صناعة هذا القرار الذي لن يتخذ إلا بشجاعة مستمدة من روح النضال والكفاح والوطنية

فلا نكتفي بالحفاظ على مؤسسات الدولة حتى تسليمها لسلطة صنعاء الجديدة بعد انتهائهم من ما هم فيه فنصير كمثل الذي يحرس بنك أتى إليه سارق فسرق كل ما فيه ثم أقام بوضعه بسيارته التي لم تتحرك لنفاذ البترول فيها ليقوم نفس السارق يطلب من حارس البنك حراسة سيارته حتى يذهب ليأتي ببترول فيقوم الحارس الأمين بحراسة تلك السيارة حتى عاد لها السارق وأكمل طريقه !

في آخر رسالتي أقول لكم إن الوقت لا ينتظر احد وعندما ينتهي الحوثي من إشكالية الحكم وينتهي من جبهة مأرب ورداع ستجدونه في مكاتبكم التي ستغادرونها إلى بيوتكم وقراكم ولا يدوم الحال لأحد وستذكرون هذا ان كتبت لكم السلامة !