منتديات الضالع بوابة الجنوب - إلى المتحررين من( الإرهاب الفكري )و (المتلونين )

ما الذي جرى في القاهرة ؟ وما الذي أستجد هناك ليتنصل ويتبرأ كثيرون من مواقفهم وقناعاتهم السابقة بل وإدانتها والتنكر لها, قناعات سنوات تبددت وتبخرت في هواء القاهرة في ظرف يومين فقط يا للعجب ذلك ما لم يتصوره إنسان عاقل وكل ذي لب لبيب, , قد نغفر لبعض ممن شاركوا في لقاء القاهرة ونلتمس لهم العذر على اعتبار أن مواقفهم كانت طي الكتمان وغير معلنة , ولكن ما أثار حفيظتي واستفزني لجوء البعض ممن ابدوا مواقف واضحة وصريحة لا لبس فيها إلى البحث عن التبريرات والحجج لكي يقنعوننا بمواقفهم الطارئة وكأن مواقفهم السابقة التي تخلوا عنها ورموها في مياه النيل فرضت عليهم قسرا رغم أنوفهم , ومن أولئك ناشط سياسي شاب عاد للتو من قاهرة المعز إذ شن في مقال له بعنوان [ذاكرة الجنوب والفعل السياسي ] رابط المقال http://adenalghad.net/articles/356/%...8%B3%D9%8A.htm هجوما لاذعا على الحراك الجنوبي واتهم قياديه بممارسة [الإرهاب الفكري] , وأنحى الناشط الشاب باللائمة على الحراك الذي – على حد قوله- وقف عائقا دون أن يبوح بما تختلج به نفسه وما تجود به أفكاره , فمن الذي مارس عليك الإرهاب الفكري يا شفيع , ومن الذي أرغمك على الانضواء بالإطار الشبابي الجنوبي الاستقلالي, من الذي أجبرك على تبني مواقف لست مقتنعا بها ؟ ولماذا كتمت قناعاتك طيلة السنوات السابقة؟ لماذا ضحكت على ذقون الناس , لماذا استغفلت الناس !!! فمهما سقت من مبررات ساذجة فلن يقتنع بها أحد وأكاد أجزم أنك بنفسك لم تقتنع بها , التخوين ليس من ثقافتي وعادة لا الجأ لتخوين أحد تحت أي مبرر كان , ولكنني حرت كثيرا بالتوصيف اللائق لحالتكم فلندع الحكم للذين استغفلتموهم .
نموذج أخر من المتلونين الذين يتخبطون تخبطا لا حدود له و يدورون مع الزمن أني دار, فتارة يؤله الشيخ طارق الفضلي فلا يلبث بعدئذ أن يهاجمه ويحط من شانه, وتارة أخرى تراه يكيل المديح والإطراء للسيد علي سالم البيض ثم لا يتوانى عن مهاجمته بأقذع الألفاظ , وأخرى يعلي من شأن باعوم ثم يحط من قدره, وأن تتبعت وإياكم مواقفه المهترئة والمتقلبة لقطعت أنفاسي وأنفاسكم معا , فهو من النوع الذي يؤمن بالأشخاص وليس بالمبادئ , ولو عقدنا مقارنة بين ما جاء في مقاله الأخير الذي كتبه بأرض الكنانة المعنون بـ [ موظفي الحراك ] رابط المقال bhttp://al-tabeer.com/art7741.html وافتتح فيه شريط التبشير بالفيدرالية وما جاء في مقاله مطلع العام الحالي المعنون بـ [ خياران : الحراك أو الثعالبي ] رابط المقال http://**********/vb/showthread.php?t=54665 إذ يقف المقالان على طرفي نقيض ولا يجمع بينهما جسرا ففي المقال المعنون بـ[ خياران :الحراك أو الثعالبي ] هاجم أبن زيد بشدة مشروع الثعالبي [ الفيدرالي ] ودافع بحرارة عن مشروع الحراك الجنوبي [ الاستقلال] , وفي المقال الأخير يدافع بن زيد عن مشروع الفيدرالية ويصفه بالمشروع العقلاني والواقعي , فأين كانت العقلانية والواقعية قبل شهرين يا ابن زيد , فهل علينا أن نيمم وجوهنا شطر القاهرة كي نصبح عقلانيين وواقعيين !!!
إن المرحلة الراهنة هي مرحلة التبشير بالفيدرالية وتهيئة الأذهان للقبول بها , فكم أقنعة سوف تتساقط , لقد بدأ أبنا زيد والعبد التبشير بالمشروع العقلاني والواقعي وحتما فهما ليسا الوحيدين , فسينضم لهما قريبا الكثير من الأقلام لاسيما أن الرئيس ناصر والعطاس سيجزلان العطاء ويغدقان بالأموال لكل من يروج لمشروعهما , واختم مقالي ببيت شعري لشاعر أموي يحذر بني أمية من أفول نجمها وبزوغ نجم بني العباس اذ يقول :
أرى بين الرماد وميض جمر: يوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم : يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى: وإن الحرب أولها الكلام

وقفة أخيرة:
أنني أحترم أصحاب المبادئ الذين لن يحيدوا عنها قيد أنملة, والذين يستميتون في الدفاع عن مبادئهم ويدفعون حياتهم ثمنا للدفاع عنها وإن كانت مبادئ تخالف مبادئي وقناعات مغايرة لقناعاتي ,وبالمقابل لا أحترم من يتبرؤون من مبادئهم وقناعاتهم بحجج واهية لا تنطلي على السذج وأقول للمتلونين إن العواصف مهما اشتدت فأنها لا تنقل الجبال ولكنها تنقل كثبان الرمال .

والله الموفق للصواب والهادي إلى سواء السبيل