الحراك يزرع ويتعب وحزب الاصلاح يجني الثمار
 

الله لاولى الاصلاح على قوم
الله يبعدهم عنا ويجعل بيننا وبينهم حجابآ مستورا
الله لابلينا بهم مره اخرى
الله يقوي ويلهم ابناء الجنوب على طردهم الى خلف السور

الإصلاح يعمل بشكل مؤسسي ومنظم ويشتغل على الجانب الي يجذب الناس فيقيم النشاطات الثقافية والاجتماعية ورعاية اليتيم وتحفيظ القرآن والتبرع بالدم ..الخ
الحراك يجب ان يحذوا حذوا الإصلاح وحركة حزب الله ليس في الجانب الديني وانما في اسلوب جذب قلوب الناس واحساسهم بان هذه الحركة تلامس قلوبهم وهموهم
هناك كثير من الانشطة المدنية البعيدة عن السياسة بامكان الحراك ان يعملها وهي لا تحتاج الى دعم مالي كبير كي لا نتذرع كعادتنا بضعف الامكانيات

مثلا حركة حزب الله استطاعت ان تجعل من جنوب لبنان حاضن لها وهناك التفاف جماهيري كبير حولها فتجد ان حزب الله ليس كما نعتقد انه نصر الله والمقاتلين فقط ...هذا فقط الوجه الذي نراه
حزب الله حزب - ينطبق هذا الكلام على حركة حماس - منظم له كوادره فتجد فيه الاطباء والمهندسين والاكاديميين والمتخصصين في كل اشياء

الناطقين الإعلاميين لحماس وحزب الله :: ستجد انهم مثقفين سياسيا ولغويا الى درجة كبيرة وينتقون بعناية بعيدا عن المجاملات الشخصية المناطقية الضيقة لأن مصلحة حركاتهم تاتي اولا لخدمة اهدافهم الاستراتيجية
حتى اذا راينا حركة الحوثي المتمردة ستجدها اكثر تنظيما من الحراك نفسه ..فجميعه على قلب رجل واحد ولديهم ناطق اعلامي يفحم ناطقي النظام كلهم في الفضائيات ويقنع العالم بلباقته وخطابه.

الحراك مع الاسف ليس مرنا ولا يتعاطى مع واقع اختلاف الثقافة في الجنوب ومن اخطاءه انه لم يستطيع جذب شخصيات لها احترام في مجتمعاتها برغم عدالة القضية التي يمثلها الحراك وبرغم تضحيات ابناؤه
فما يصلح في الضالع ويافع لا يصلح في حضرموت او عدن او شبوه.

نجح الحراك في ساحل حضرموت واخفق في وادي حضرموت ...لماذا؟
بالاضافة الى بعض الاختلاف بالفكر السياسي لاهلنا في حضرموت بين الساحل والوادي - برغم ان الحضارم موحدين في كثير من الاشيا - الى ان بامعلم وفؤاد راشد وتيارهم لهم قبول كبير جدا وسمعه طيبه بالاضافة الى القائد المناضل باعوم وهذا ما جعل المكلا والديس الشرقية والغيل والحامي حراكيات بامتياز ومع احترامنا لتيار حراك باحشوان فلو كان تم اعتمادهم كممثلين للحراك في حضرموت لكان الحراك قد مات من زمان وذلك لعدم شعبيتهم ولتمسكهم بالاشتراكي الذي لا يحضى باي قبول في حضرموت بشكل خاص كما هو في الجنوب بشكل عام.

في حضرموت الوادي شيء آخر : فهناك القبائل والسادة والعبيد (كما يقال وان لا اؤمن بهذه النظره واؤمن بان الناس كلهم احرار كما خلقهم الله) ولكن وبالاضافة الى ان طبيعة اهل حضرموت متدينون اكثر ولكن اهل وادي حضرموت متدينون اكثر من الساحل ولذا فجميع الفئآت قد تضررت ضرر بالغ من الاشتراكي البائد وترك اثر سيء وانطباع جدا سيء في اذهان ابناؤهم خصوصا ان حكايات السحل للعلماء وتشريد التجار يتم تناقلها جيل بعد جيل برغم ان نظام الاحتلال سحل الانسان وسحل فكره وهويته وارضه وثرواته ومارس ابشع ما فعله الاشتراكي ولكن هكذا هي الناس لها مقياس نظر يختلف عن ما نتصوره.
الحراك ماذا فعل في وادي حضرموت غير الإهمال والاكتفاء باصدار بيانات من قبل شخصيات عسكرية تعيش في قرى نائية عازلة نفسها في محيط هو اربعة جدران واذا اتسع هذا المحيط لن يتسع الى حدود القرية
..يصدر ذلك الشخص -الذي اخذ النضال بالوراثة وليس بالكفاءة - ليصدر بيانات على مستوى الجنوب دون تنسيق دون دراسة معتبرا الجنوب كله خاتم في اصبعه.

الإصلاح استطاع كسب شخصيات لها احترام في مناطقها في حضرموت برغم ان حضرموت "صوفية " الا ان حركة الإصلاح استطاعت ان تجد لها حصة كبيرة وان تتاقلم مع صوفية الحضارم ببراجماتية ناجحة تحسب لهم ...لذا فان تريم - عاصمة الثقافة الإسلامية - ستجدها هذه الأيام رهن اشارة الاصلاح والتغيير فتجد الالاف الذين يخرجون في مسيرات اسقاط النظام رافعين اعلام الوحلة بكل قناعة ورضاء تام وليس اجبار ولا شراء ولاءات.
تفاهم النظام كحزب مؤتمر حاكم مع الاصلاح على ان يتقاسموا الساحة الحضرمية -في الوادي بالتحديد - فكسب المؤتمر شيوخ القبائل هناك وعلماء الصوفية بينما كسب الإصلاح الطبقة العادية بالاقناع الفكري ونشاط المساجد والمدارس وتحت شعار الدين يتم استغلال تدين ذلك الشعب الطيب لاغراض سياسية قبلية تصب في مصلحة مركزهم في عمران -صنعاء.
من المفترض على الحراك ان يكسب الشريحة المتدينة ليس بانشاء هيئة دينية ضمن مؤسساته ولكن بابتداع حزب ديني صوفي -اخواني جنوبي ...بما يدل ان الحراك ليس حركة علمانية وليس خلافة مع الاصلاح بسبب تدينهم وانما بسبب الهدف السياسي الذي يحملونه.

ومن هنا اشيد واشكر المناضل الذي لا يكل ولا يمل في كل منتديات الحضارم في فيس بوك وغيرها في الترويج للجنوب والحراك وهو الاستاذ احمد بلفقية ...مناضل لا اعرفه شخصيا ولكن اعرف ما يكتبه واعرف نشاطه في عالم الانترنت وهذا الشخص يحضى بالمصداقية والاحترام بين اهله في حضرموت ..لا ادري الى الآن ما هي صفته التنظيمية في الحراك هل هو اعلامي ام ناشط ام قيادي ....ولكن الحراك بحاجه لامثاله ...واكثر ما يعجبني فيه هو انه لا يرد على من يسيء له في التعليقات الا بالكلام الطيب واحيانا يتجنب الرد مما يكسب الجميع احترام هذا الشخص على عكس كثير من نشطاءنا الحراكيين وبعضهم قياديين للأسف الذين ينزلون الى مستوى المهاترات الكلامية مع كل شخص يختلف معهم في الرأي او يستفزهم.


ولكن فقط اوردنا بعض نقاط ضعف الحراك في بعض المناطق كي يصححها ويستفيد من اسرار نجاح الحركات الأخرى مع اني لا اظن ان هناك من يسمعنا لانه الحراك لا يسمع لكبار المفكرين الجنوبيين من امثال د. محمد علي السقاف و د. مسدوس ..الخ فكيف يسمع لجنوبيين عاديين من امثالنا.

ملاحظة:: اوبه تفكروني مع حركة الاخوان انا لست مع حزب الاصلاح ولا مع الشيعة واعتبر حزب الإصلاح هو الاخطر على الجنوب ياتي من بعده الاشتراكي ولكن فقط نستفيد من نجاحهم