منتديات الضالع بوابة الجنوب - سيادة الجنـوب مقدسة

في الواقع كان بودي أن أستعرض الكثير والكثير في أسباب الرحيل من صنعاء، هذه المدينة الجبلية الطيبة والذي كان ينبغي لها أن تكون قد قطعت شوطا كبيراً في المدنية، بل وفي النظام والقانون، إلا أنه يبدو لي بأن شئ من هذا القبيل ربما لا يخدم سلطة نظام الجمهورية العربية اليمنية، بل وربما يعرضها للكثير من التساؤلات أساسها القرفصة فوق رقاب الشعب بالوراثة وفقعهم لأعين الأطفال بالوراثة أيضاً، وهو ما يجعلهم يخلطون كل الأوراق رأساً على عقب، كي تبقى الأمور وكل يوم عالقة، بل ومعقدة يستحيل أن يرسوا أحداً بها دولة النظام والقانون إطلاقاً، وقد جاءت عملية إحتلال الجنوب وكأنها ربما فرجاً على سلطة نظام صنعاء ليشغل الناس في التوجه للجنوب في غرض السلب والنهب، بل ولتعميم الفوضى، وقلب حقائق الأمور في الجنوب، من خلال سن قوانين ونظم معتقة عفى عليها الزمن، غرضها تحويل أنظار العالم من إحتلال همجي متخلف عسقبلي إلى أكذوبة في إعلان لمشروع باطل سبق وأن ألغوه هم بأنفسهم وبتكشير أنيابهم فيما أوحي به لهم من مخرج، بهكذا فعل وتنكيل بالجنوب وأبناءه، رغم عدم مصادقته الجادة بهكذا فعل، وإنما مجرد وكما ذكرنا بأنه أي أن المخرج مجرد قد أوهمهم بذلك، ولحساباته الخاصة والذي ربما قد لا نستطيع التطرق بها حالياً كون هذه المقالة مخصصة لأمر آخر، وهو أن المخرج نفسه وقد وجد لنفسه مخارج أخرى تطلبت منه الكثير من المتغيرات في سياساته الخارجية، ولذا نجده بأنه ووفقاً لذلك سيتنصل منهم وسيجعلهم في العراء يدفعون الثمن باهضاً في إحتلالهم للجنوب والتنكيل بأبنائه. أي على طريقة "عبده غلط بالحساب". ولهذا أجد نفسي ربما لمكتفياً حالياً في التطرق لموضوع الرحيل، ولو مؤقتا، بل ومقتنعاً فيما قد كتبه مشكورين أخرين من الجبائب الطيبين أكانوا في تعبيراتهم الصادقة بالرحيل أو الترحاب.

والحقيقة يا سادة يبدو إن أنين شعبنا العظيم سيظل هو الأسمى في الموقف والرافض لكل أشكال الدجل والكذب والتزييف في حق شعبنا وفي حق دولتنا، بل وسيظل هو المعيار الحقيقي وفي كل التعاملات وحتى فيما بيننا أنفسنا، ومع الآخر محتل كان أو مناصراً له في هكذا إحتلال، لأن شعبنا قد عانى الأمرين من هكذا شطارات سياسية في حقنا كشعب ودولة، وإنها لدعوة عامة نقولها صراحة بل وبكل علانية، لكل من يريد أن يتمشطر على شعب الجنوب ودولة الجنوب، نقولها لهم لا نمانع ذلك إطلاقاً، شريطة أن يتمشطروا على أنفسهم وأهلهم وبلادهم، أما علينا فكفى دجل من هكذا قبيل، كما أن كل من يريد أن يتمشطر علينا فعليه أن يعرف جيداً بأن الأفكار والعروبة والوحدة بل والإنسانية كلها، هي أصلاً قد أنطلقت من الجنوب، وأتحدى أي شخص أن يزايد بذلك علينا، أما أن تأتوا اليوم وبعد أن شاءت لكم الظروف، وقمتم بتشريد أهلنا في كل بقاع العالم، وتمزيق أسرنا، ونكران كل شئ قدمه الجنوب لكم، وبعد أن كسرتم أمننا وجيشنا ومؤسساتنا كلها دون إستثناء المدنية والعسكرية والأمنية، وتقولوا لنا وحدة، بل وبكل صلافة، مفتكرين بأن هكذا دجل وكذب وزييف ربما لعلى وعسى قد يعطيكم المشروعية في حق التملك فيما قد نهبتموه وتنهبونه من ثروات وأراضي ومؤسسات ولتصبح ملكا لكم من خلال ما تدعونه بشئ إسمه إعلان مشروع وحدة، سبق وأن ألغيتمونها أنتم بأنفسكم وقبل أن ترى النور، بل وقبل أن يبزغ فجر إعلانها، أفلا تخجلون من هكذا زيف وأكاذيب ودجل؟!، أم أن ذلك ربما أيضا لعلى وعسى ًسيعطيكم مشروعية في إحتلال بلادنا؟! أتعرفون يا إخواننا بأن كل ما تكذبون به وتزيفونه هو أصلاً يفضحكم أكثر فأكثر بين شعوب العالم أجمع؟! ألم تصقلكم الأحداث ومتغيراتها في العالم أجمع؟!. ألم ترسون أنتم النموذج السيئ في هكذا مجورة وعروبة بل وإسلام؟!، ألم تفكروا بأن الجنوب هي دولة كانت ولازالت وستبقى دولة، لها مقامها الشامخ والكبير، لها ولأهلها الأبطال، أما أنكم لازلتم معتكفين في وهمكم المعتاد بحبك الفتن بين الجنوبيين والتخطيط في الدس بينهم ليخلوا لكم الجو في مواصلة النهب والسلب وتنضيب ثروات الجنوب عنوة، بل وفي إبادة شعبنا وإلغاء دولتنا.

من أنتم يا سادة؟! ولماذا هكذا تعملون بشعبنا ودولتنا؟! بل ومن نصبكم في هكذا مقصلة تدبحون بها شعبنا، شعب الجنوب البطل؟! وأنتم أكثر الناس دراية بتاريخكم الحقيقي السابق واللاحق وبأنفسكم وبأحجامكم الطبيعية، كما أنكم تدركون جيداً بأنه ولولا الظروف القاهرة ومغالطات ما دس به علينا من أفكار كاذبة، لا والله ولما تمكنتم من كل ما عملتموه بنا وأهلنا ودولتنا، أتصدقون أنفسكم بأنكم قد أحتليتم بلادنا؟!، وكل شئ خلاص، وكأنك يابو زيد ما غزيت؟! أتعرفون ما قيمة ذلك؟!، أتعرفون ما معنى إنتهاك الأرض والعرض؟!، أتدركون ما معنى دبح أهلنا وتشريدهم لمختلف بقاع الأرض؟!. فبغض النظر أنكم أنتم تعيشون في بلادكم مراحل القرون الوسطى في كافة مناحي حياتكم ولكنكم تحقدون علينا، بل وأردتم أن تلتهموا كل شئ حقنا نحن أبناء الجنوب، بمجرد أن أستلمتم كرت واسطة بذلك، سريع الإصفرار والذوبان، سيطير عليكم بالهواء وسيختفي منكم لمجرد أن يقول شعبنا لكم كلمته جهاراً نهارا، فلو كنتم صادقين مع أنفسكم في أقل التقديرات، لأعلنتم إحتلالكم لدولة الجنوب، فأعلنوا إحتلالكم للجنوب، أما أنكم وكل يوم تجيبوا لنا مصطلح أو أنكم توكلون تآمركم هذا علينا لآخرين وممن يفتكرون بأنهم قادرون مغالطة أنفسهم والعالم الخارجي بأنهم لربما هم الأوصياء لدولة الجنوب وأبناءها، وحتى لهؤلاء وممن يتلونون مثل الأفعى، أيضاً نقول لهم كفى خداع، وبيع كلام أو رصراصه، لقد شبعنا من هكذا ألاعيب، شعب الجنوب اليوم صار يدرك كل شئ جيداً، أما أن تأتوا لنا بتوصيات مفبركة مرادها بأن "فأر الشارع يخرج فأر البيت"، فهذا الكلام سبق وأن عفى عليه الزمن، بل وأنه عبارة عن إسطوانة مشروخة قديمة، هذا إن لم نضيع وقنا معكم في تحميلكم تقاسم مسئولية ما صار لشعبنا ودولتنا من جرائم سابقة كانت أم لاحقة، أما أن يستغل المحتل جرائمكم السابقة وبحيث يوهمكم بأنها ستبقى مجرد عهدة عليكم، ويسخركم في مواصلة مباركة الإحتلال، وقهر شعب الجنوب، فهذا عيب ثم عيب، فهو لا يتعامل معكم إلا ومن هكذا منطلق. والحقيقة إن كل ما نريد توصيله لكم هو أن نقول لكم كفى يا سادة، فسيادة الجنــوب مقدسة، وشعب الجنوب لم ولن يفرط بها إطلاقاً، بل وإن غدٍ لناظره قريب.