اخفاقات الحراك وسبل المعالجه
 

شبكة صدى عدن / خاص / بقلم : محمد علي رشيد النعماني / 27 / 11 / 2010



لا يشك احد أن الحراك الشعبي الذي بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات قد مر بمراحل كثيرة فيها السلبيات والايجابيات إلا إني أرى أن السلبيات قد طغت على الايجابيات خلال الفترة الأخيرة الممتدة من منتصف عام 2009م حتى الآن ولعلي ارجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل من أهمها العمل العشوائي وغياب التخطيط والتنظيم وتخبط بعض القيادات في الداخل ومحاصرة وسجن البعض الآخر إضافة إلى اختلاف القيادات في الخارج وتبادل الاتهامات فيما بينهم , إن من أهم العوامل التي ستساعد في إنجاح قضيتنا وإيصالها بالشكل المطلوب للمجتمع الدولي هو وجود قيادة سياسية موحدة يلتف حولها الجميع , وتتسع لمختلف الأطياف والتيارات السياسية الجنوبية دون إقصاء لأحد , خاصة وان الجميع متفقين على هدف استراتيجي واحد وهو الاستقلال وتحرير الدولة من براثن هذا الاحتلال الهمجي , وان تباينت الآراء واختلفت فلا يجب ان تقف حاجزا فيما بيننا , إن من أهم سبل المعالجة لهذه الحالة التي وصلنا إليها هو تقييم المرحلة الماضية تقييما موضوعيا بعيدا عن المماحكات والمجاملات والمصالح الشخصية أو الحزبية والتعصب الأعمى لأي طرف كان على حساب القضية . ولذلك فاني اقترح تشكيل لجنة مختصة في الشؤون السياسية والاقتصادية والإعلامية تتشكل من اكادميين على مستوى عالي من الخبرة في هذه المجالات ليعملوا على تقييم المرحلة الماضية في مسيرة الحراك وتصحيح الأخطاء والإخفاقات التي حدثت , ومن ثم يقومون بدراسة المشاريع المقدمة من كافة الأطياف والقوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج ويعملوا على استخلاص الايجابيات من هذه المشاريع ويصيغوا مشروعا موحدا يجمع عليه الكل في الداخل والخارج ومن ثم يدعون إلى عقد مؤتمر وطني يضم جميع القيادات في الداخل والخارج أو من ينوب عنهم دون استثناء لأحد لمناقشة المشروع والاتفاق عليه ومن ثم يطرح للشارع الجنوبي ليقول كلمته الأخيرة . في اعتقادي أن هذا هو الحل الأمثل للخروج من حالة التخبط التي نعيشها هذه الأيام والتي قد ترضي جميع القوى السياسية الجنوبية وترضي في الأول والآخر شعبنا الصامد على أرضه المحتلة .