المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عرين الاسود (المشاركة 76273)

إنه وضع غير مقبول وغير منطقي إذا تركنا جنودنا الأبطال دون أن نهيئ لهم المناخ ولو بحده الأدنى .. إذا تركناهم يواجهون كل صنوف الأسلحة والعدو يحشد لهم الحشود وهم قابعين في أماكنهم مقيدين حتى عن حرية الحركة .. وهم بأسلحة خفيفة بينما العدو يملك إلى جانب السلاح الأعلام الذي سيظهر أبطالنا على أنهم مجموعة خارجين عن القانون . . ويملك المرونة السياسية التي ستظهره بأنه الذي يطهر المجتمع من الجريمة .. هم يحتاجون لتغطية سياسية ولتغطية إعلامية متساوية ومتزامنة .. لأن قضية الجنوب ليست ظاهرة على السطح .. بل ولم تعد قضية تهم العالم .. ولا نريد أن نعتمد على مبهمات من نركن إليهم .
إننا عندما نطلب منهم الصمود فإنه يتوجب علينا أن نهيئ لهم كل المناخات .. فهم يحتاجون إلى التدريب العقلي والبدني على المستوى العملياتي ولأن المطلوب هو الاستمرار والاتساع والارتقاء بالعمل المسلح تبعا لارتقاء العمل السياسي و الإعلامي والاتصالات الدبلوماسية .
إن حرب العصابات والمجموعات الصغيرة غير الثابتة ستشل العدو تدريجيا .. ولكن كما أسلفنا من أنه يجب تهيئة الأجواء وخلق ظروفا موضوعية وأن نبدأ ببناء سياسة تتسم بالبعد عن التقلبات السريعة .
وقلنا أنه يجب نبذ الفرقة من كل أجهزتنا الخطيرة و المعطلة ( الأحزاب ) .. وإصلاح الأعطال . . عن طريق توضيح الأهداف بكل دقة , وكذا إيجاد وحدة سياسية وغرفة عمليات مشتركة لدعم مبدأ المقاومة والثورة , الأمر الذي سيقربنا من النصر .
إن قيادة واعية ومسلحة بالعلم والمعرفة نطلب منها الكثير ونحملها المسئولية كاملة لتنقلنا من نوع قديم من السياسات لنوع جديد تكون أعلى تنظيما وتخطيطا وإدراكا لكل الوقائع التي يمكن أن تطرأ على الساحة محليا وإقليميا ودوليا .. وفي نفس الوقت تكون هذه القيادة ملتصقة برجالها عالمة بإمكاناتها ومعنوياتها وقدرتها على القتال والصمود ودعمهم بما يساعدهم على تحقيق نجاحات مستمرة .
كما يجب أن تكون متحدثة إليهم تشاركهم الأحزان والأفراح وتتفهم حتى مشاكلهم الأسرية الخاصة .. تواسيهم وتعطف عليهم وتكون لهم القدوة وتعطيهم شحنة تربوية قوية تدفعهم إلى الصمود الجبار وهذا من أهم الأهداف المرحلية المطلوب تحقيقها .
إن ثورة هذا شأنها يجب أن تكون متسلحة باليقظة الدائمة وأن تكون دائما على تعبئة , حتى لا تؤخذ على حين غرة .
نأمل ممن يهمه الأمر أن يتفهموا مثل هذه الأمور وأننا كشعب مسلم لا نقبل الظلم بكل أشكاله وإذا كان دم المسلم على المسلم حرام فيقال هذا للظالم المحتل الذي لم يراعي فينا إلا ولا ذمة وعليه أن يقي شعبينا الأخوين مثل هذا الصدام إن كانت الدماء المسلمة عزيزة عليه .. وإن هانت دماء مسلمينا في الجنوب فلا يطلب منا أن نتخاذل بل سندافع عن أنفسنا وأرضنا وعرضنا وساعتها تتشابه عقيدة المقاومة بين بني صهيون وأشباههم .
تحياتنا لكل الرجال الصامدين , المناضلين والمرابطين .. تحياتنا لكل من في قلبه أثرا يريد أن يرفع به ظلما عن مسلم في أي أرض كانت من عدو غاشم , الله معكم ولن يخذلكم وسيهبكم النصر , والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .