منتديات الضالع بوابة الجنوب - كاتبه من ابنا اليمن

بعد الصوم الطويل عن القسم السياسي والمشاركات به الا فيما ندر لا ادري لماذا اليوم بالذات قررت كتابة هذا الموضوع
قد يكون بسبب الاوضاع الحالية وزيادة تأزمها وقد يكون بسبب المرار الدائم مما نراه من تصرفات خرقاء ولا مسؤلة من الحكومة
عندما يقرر شخصان اخوة او ابناء عمومه ان يجتمعوا على هدف واحد وخطة واحدة ويسيرون على نسق محدد
في حال قرر احد الاشخاص ان يخل بهذه الشروط من حق الشخص الأخر ان يحل العقد المبرم بينهم لعدم التزام الشخص الاول ببنود العقد كماهي
الشعب اليمني شماله وجنوبه كانا شعب واحد بحكومتين لم نجد كلمة انت شمالي او جنوبي سابقا وكانت النفوس صافية خالية من الاحقاد والضغائن
قامت الوحدة في عام 1990م بموافقة الطرفين وبفرح واهازيج الشعبين وتحدونا احلام عظيمة باننا سوف نناطح السحاب ونبلغ الجبال طولا
وكان اليمن الجنوبي معطاء بحيث تخلى عن عاصمته وقبل بصنعاء عاصمة وتنازل رئيسة ليحتل المرتبة الثانية في نظام الوحدة قدم مساحة شاسعة من الارضي مع قله عدد السكان وما يقابله من تضخم سكاني كبير في الشمال وصغر مساحة أراضية
ولكن كل هذا كان في سبيل تحقيق غاية وهي وحدة شطرين تعود بي الذاكرة لتلك الأيام وكيف كان الشعب يرقص فرحا مهللا مستبشرا وكيف صار الان ناقماً متذمرا مما ال اليه الوضع
وبعد حدوث النكسة وهي حرب 94م التي أدت الى فقدان أرواح لا ناقة لها ولا جمل بحجة الحفاظ على الوحدة
ناسيين ان الوحدة هي وحدة قلوب وليست وحدة أراضي وصارت الاراضي الجنوبية غنائم حرب استباحها القادة العسكريين ومن ولاهم
كلام معاد ولكن مازال قلمي يرفض التوقف فهو يسطر ذكرياته بألم اين صار حلم الامس ولم اليوم تحولالى كابوس مرعب وصرنا نسير بنفق مظلم فهل وحدة الارض أعظم من حرمة بيت الله
قال تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً } سورة النساء الآية 93.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه مسلم.

الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630.

وغيرها من الاحاديث التي تحرم قتل المسلم فهل هناك سبب واضح او بين لقتل هذه الأرواح
هل تقتل نفس لخروجها بمظاهرة ومطالبة حقوق مشروعة هل صار الدم رخيص الى هذه الدرجة واي نفس يمتلكها الشخص الذي يرفع سلاح بوجه اخيه هذا ليس عدو او كافر فباي حق وباي ذنب تقتل هذه الأنفس
هل بحجة الحفاظ على الوحدة ثابته ر اسخة أي وحدة تلك التي خضبت بدم الأبرياء وهل سوف يغفر لهم الشعب أعمالهم كل من فقد عزيز او غالي سيضل حياته ناقما على تلك الوحدة التي بسببها قتل ابنه او اخيه او والده وسوف تغرس تلك الكراهية بنفوس ابنائه
ماذا نستفيد من وحدة أرض وتفرق شعب هل الغاية هي ان نكون وطن واحد بشكل صوري ونحن كافراد متباغضون متناحرون كلا يسيئ الى الاخر بسبب السياسة التي زرعت بذرة الاحقاد والشقاق بيننا
لا كتب الله وحدة تراق بها دم الابرياء