منتديات الضالع بوابة الجنوب - ليس وفق منطق الأصل والفرع بل منطق الذكر والأنثى

اينما وجد التخلف سحب معه كل مجالاته في الامور المادية والمعنوية
ابناء الجمهورية العربية اليمنية يتعاملون معنا ليس وفق منطق الاصل والفرع وليته كان كذلك
ولكنهم يتعاملون معنا وفق منطق النكاح بين الذكر والأنثى ..

نحن الشعب العربي الوحيد الذي كان يحتفل بيوم الثامن من مارس من كل عام باعتباره يوما للمرأة تكرم فيه وتظهر اعمالها ومبلغ التقدير والاحترام لها .
وصلت المرأة الى اعلى المناصب وتبوأت مراتب قيادية واقتحمت كل المجالات بما فيها القوات المسلحة والى درجة القفز بالمظلات من طائرات عسكرية .
لا يوجد عندنا عيب او عورة او خلل في تفكيرنا من ناحية المرأة بل لها كل الاعتزاز والتقدير والاحترام وهي مقدمة على الرجل في امور كثيرة لدرجة ان امر الطلاق والزواج من اخرى كان بيدها
انا هنا لا اناقش ان كان هذا مصيبا ام مخطئا ولكني اناقش وضع كان موجود فيه اجلال وتقدير للمرأة التي هي الانثى .
في الجمهورية العربية اليمنية الوضع مختلف في ثقافتهم عن المرأة وفي تفكيرهم حولها من حيث هي في ادنى المراتب وتحتقر وتهمش ولا ينظر اليها إلا نظرة الخادمة او كأي شيء من اشياء الرجل وكل شيء فيها عورة وعيب .
مع بداية الوحدة ومن بعد الحرب اعتقد اولئك ان الجنوب ليس إلا ثروة وارض وإناث وان الرجال اما قتلوا او هربوا او رضخوا وتعاملوا معنا على هذا الاساس .
عندما تم توقيع الوحدة تم التخلص من الجنوب دولة وعملة وعلم وعاصمة كأنما كانت عورة وعيب ويجب دفنها ووأدها كما ينبغي لمثلها .
اثناء اشتداد الازمة بين الجنوبيين واليمنيين قبل الحرب قال الارياني يبدو انه لم يعد لدينا إلا طريقين اما امساك بمعروف او طلاق بمعروف وكأنهم هم الذكر والجنوب الانثى .
وفق العقلية اليمنية الرجل هو من يحكم وهو من يملك وكل شيء بصك منه وتوقيعه وتوثيقه والمرأة ماهي إلا جزء مما يملك وهم يتعاملون مع الجنوب وفق هذا المنطق .
المرأة لديهم شورها وان كان صائب فهو من السبع المصائب وكل قول يطرحه جنوبي هو من السبع المصائب وانه لايجوز ان يستمع له بل يجب تأديب الجنوبيين كما يؤدب الرجل امراته ومستمرين على هذا الفهم حتى الان .
لايمكن للمرأة ان تقطع بأمر إلا برضى زوجها لان الزوج وهو راجل البيت من يأمر وينهي ويقطع ويمنع وهو وحده من يعرف مصلحة البيت ومصلحة زوجته قبل ان تدرك هي مصلحتها ولهذا لاتقول إلا ماقاله ووفق هذا المنطق يقررون اننا مع الوحدة حتى لو رفضناها وهم من يقررون امر الجنوب وان الشعب الجنوبي لايعرف مصلحته كما يعرفها اهل اليمن .
البعض منا صدق المنطق هذا ونعق مع الناعقين ان الجنوب لايستطيع ان يحكم نفسه ولن يستطيع ان يبني دولته إلا اذا وافق راجل البيت ابو يمن ولهذا يجب على الجنوب التي هي الزوجة ان تستعين بتسوية الامر براجلها وجيرانه وأصحابه .
البعض منا يبدو مقتنع ان الشعب الجنوبي لاحول له ولا قوة وان عليه ان يولول وينتحب فقط كما تفعل الولايا واقوى شيء ممكن ان تعمله هو ان تطول لسانها فقط رغم انه ايضا عيب اما ان تعارك او تحارب فهو عيب وعار وكأن منطقهم يقول كيف نحارب ونحن ذوي الايادي المخضبة والجسد الرقيق والمشاعر الناعمة .

ليت الامر يتوقف عند الفرع والأصل بل انه وفق منطقهم وفهمهم للمرأة يعاملونا باحتقار واستهزاء وعدم اعتبار وهذا واضح في كل اعلامهم وتصرفاتهم وكيف يمارسون علينا الوصاية والولاية .
ليس بنا قهر من ان ينظروا الينا كامرأة وفق مفهومنا لمعانيها الجميلة ولكنهم يعاملونا كأنثى وفق مفاهيم المتخلفة .

فهل نحن كما يقولون ام لنا منطق اخر؟