ثمة رهائن ينتظرون مساعدتنا(بقلم صلاح السقلدي )
 

(جفاف بتطبيقها وإسهال بإعدادها...) هكذا وصف أحدهم حال التعاطي مع القوانين بهذه البلاد. حتى القرارات التي تصدر من أعلى القمة السياسية والتي توصف أحياناَ بالقرارات التاريخية لا تجد طريقها إلى التنفيذ إلا بقدر المصلحة التي يستفيد منها أصحاب النفوذ... فهذا قرار العفو الرئاسي الصادر أخيرا لمصلحة المعتقلين الجنوبيين وإخوانهم الحوثيون وان كان لنا موقف من مصطلح العفو بقولنا:( مَن يعفوا عن مَن)؟. ولكن على كل حال فقد انقضى قرابة الشهر على ذلك القرار ولازال المعتقلون يقبعون في زنازينهم في صنعاء وعدن وأبين وحضرموت ولحج , والمماطلة هي سيدة الموقف لهذا القرار.
فمن المفارقات المبكية بهذه البلاد أن يتم اعتقالك بغضون دقائق ودون أي قرار قانوني مسبق ويكون إطلاق سراحك بغضون أشهر وسنوات حتى وان كان لديك قرار إفراج صادر من القمة...
وهنا نكرر دعوتنا كل المهتمين بهذا الشأن المسارعة إلى استكمال عملية إطلاق المعتقلين السياسيين: السفير قاسم عسكر جبران والبرلماني السابق أحمد بامعلم وفادي باعوم وأحمد القنع والعميد السعدي وبجاش الأغبري وأحمد عمر العبادي والرهائن بالأمن السياسي:أبناء طماح الأربعة(سالم وياسر وعمار وماجد) وغيرهم وغيرهم من المعتقلين الجنوبيين والحوثيين..) فهم جميعاَ أيضا بحكم الرهائن للمقايضة بهم واستخدامهم أوراق بلعبة كوتشينة السياسية المقززة كلما حان استحقاق انتخابي أو تعديل دستوري يستهدف تصفير عداد تاكسي الفساد.
من على صفحة التغيير نت إذ أسجل جزيل الامتنان لكل من وقف إلى جانب قضية المعتقلين ولا يزال فأنني في ذات الوقت أطالب الجميع بأن لا يألوا جهداَ بالاستمرار بالمطالبة بالإفراج عن بقية المعتقلين الذين يعيشون حياة اقل ما يمكن وصفها بأنها جحيم × جحيم؛ في ظلمات الزنازين الموحشة وفي ظل ظروف غاية بالصعوبة من كل النواحي بما فيها بالطبع الحالة المعنوية الصعبة من وطأة حياة المعتقل... فقد سجلت الصحافة بكل أنواعها الورقية والاليكترونية موقفا رائعا تجاه هذه القضية وكان لموقف الصحفيين والصحفيات والمنظمات الحقوقية بالداخل والخارج قوة ضغط على سلطة القمع والاستبداد التي لا تتوانى بسد كل نافذة حرية أو شعاع حق يتهادى من خلالهما نور الحقيقة سواء ما يخص قضية الجنوب او غيرها من القضايا وما أكثرها من بلاوي ومآسي تتكاثر من رحم سلطة لا تستطيع أن تولد غيرها ...