| مستعجل قليل |
2010-05-29 07:10 AM |
هَلْ شَارَفَتْ شَمْعَةً الْحَرَاكِ عَلَىَ الذَّوَبَانِ
لَوْلَا شَمْعَةً الْحَرَاكِ لَكُنَّا أَمَامَ خِيَارَيْنِ لَاثَّالِثُ لَهُمَا إِمَّا أَنْ نَتَعَايَشَ مَعَ الْظُّلْمِ وَالْقَهْرِ وَالْحَزَنِ وَالْأَلَمُ أَوْ الْهُرُوبَ وَالْتَّعَرُّضِ لِلَشَتاتْ فِيْ الْخَارِجِ فَتِلْكَ الْشَّمْعَةِ أَضَأْتَ بِنُوْرِهَا دُرُوْبِ الْجَنُوْبِ الْمُظْلِمَةِ وَالْمُوَحِشَةً طَوَالَ الْسَّنَوَاتِ الْمَاضِيَةِ ، أَظِآتْ شَمْعَةً الْجَنُوْبِ لِكَيْ نَرَىْ مُسْتَقْبِلَ كُنَّا لَانَرَى فِيْهِ إِلَا الْعَتَمَةِ وَالْظُّلْمَةِ وَضَاعَتْ مَعَهُ الْأَحْلَامِ وَالْأَمَالَ وَالْمَعَانِيْ الْجَمِيلَةُ الَّتِيْ كُنَّا نَرْجُوْهُا وَأَصْبَحْنَا لَا نَعْرِفُ الَىَّ أَيُّ إِتِّجَاهِ نَتَّجِهُ أَوْ إِلَىَ أَيُ مَكَانْ نُسَيِّرُ وَاجَهَتْنَا تَحَدِّيَاتُ وَحَاوَلْنَا التَّعَايُشِ وَالْتِمَاشِيّ وَالتَّكَيُّفِ مَعَهَا وَمَعَ الْمُتَغَيِّرَاتِ الَّتِيْ صُحْبَتَهَا وَعَصَفَتْ بِنَا وَأَلَمَّتْ بِنَا وَحَاوَلْنَا تُحَمِّلَ الْجُرُوحِ وَأَنْ نُخْفِيَ آُهَاتِنَا وَالُآمَنا عَسَىَ أَنْ يَأْتِيَ الْيَوْمُ الَّتِيْ تُشْفَى فِيْهِ وَنَعُوْدُ لِلْحَيَاةِ كَمْ مِنْ الأهاااات الَّتِيْ سَكَنَتْ حَنَايَا قُلُوْبَنَا وَكَمْ مِنْ الْأَلَامِ الَّتِيْ أَزْدَادَتِ يَوْمَا بَعْدَ يَوْمْ ، وَلَكِنْ هَلْ سَيَطْلُعُ عَلَيْنَا ضَوْءُ الْنَّهَارِ لِنُطْفِئُ فِيْهِ نُوَرٌ شَمَعَتِنا لِأَنَّ الْشُّمُوْعِ بِطَبِيْعَتِهَا لَاتَدُومُ أُمَّ أَنَّنَا سَنَعْتَمَّدُ عَلَىَ ذَلِكَ الْنُّوَرِ الَّذِيْ يَكَادُ أَنْ يُنِيْرَ مَاحَوْلَهُ وَنَظَلُّ مُنَطَوِيِّينَ حَوْلَهُ وَبِذَلِكَ لَانَسْتَطِيْعُ أَنْ نَعْمَلَ شَئٍ لِحَيَاتِنَا لَانَسْتَطِيْعُ الْبِنَاءِ وَلَانَسْتَطِيْعُ الْتَّقَدُّمِ ، وَإِلَىَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْنَا ضَوْءُ الْنَّهَارِ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِالْصَّبْرِ وَالْقُوَّةَ وَعَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِتِلْكَ الْشَّمْعَةِ الَّتِيْ تَحْرِقُ نَفْسَهَا لِتُضِئْ لِغَيْرِهَا لِمَا لانُشْعّلَ شَمْعَةً إِحتِرَامَنا لِبَعْضٍ وَنُطْفِئُ شَمْعَةً كِبَرُنا لِمَا لَا نُشْعِلُ شَمْعَةً إِبْتِسَامَتَنَا وَنُطْفِئُ شَمْعَةً حُزْنِنَا وَلَمَّا لَا نُشْعِلُ شَمْعَةً آَمَالَنَا وَأَحْلَامَنَا وَنُطْفِئُ شَمْعَةً يَئِسْنَا وَفُقَدَانِنا فَلْنَنْظُرْ مَابِنَا مِنْ شُمُوْعٍ نُرِيْدُ إِطِفَائِهَا وَّلِنُشْعّلَ شُمُوْعٌ نُرِيْدُ إِشْعَالَهَا لِأَنَّنَا نَحْنُ بِذَاتِنا وَجَمِيْعُنَا شُمُوْعٌ نَحّتَرَق لِيُضِئْ مُسْتَقْبِلَ الْجَنُوْبِ فَهَاهُمْ شُهَدَاءَ الْجَنُوْبِ أَنَارُوْا لِلْأَجْيَالِ طَرِيْقِهِمْ ، وَلِيُسُئِلَ أَحَدُنَا نَفْسَهُ هَلْ أَضَأْتُ شَمْعَةً الْحَرَاكِ لِتَحْرِقَ نَفْسَهَا وَتَذُوْبُ أَمْ أَنَّهَا أَضَأْتَ لِيَبْقَى دْفِؤُوْهَا يَسْكُنُ قُلُوْبَنَا .
|
