يوليو اليوم الاسود في ذاكرة الجنوبيين
 

لطيف - خاص - بقلم الكابتن :- أنيس قاسم ألمفلحي
تمضي الايام والشهور والسنين محاولة مسح ذاكرة الجنوبيين ذلك اليوم المشؤوم الذي هبت فية عواصف سوداء من الشمال تحمل غبار الحقد ورياح الكراهية والعار والانتقام , حيث زحف الغزاة مهرولين كالجراد الذي يغطى الارض الخضراء فتركها قاعاً صفصفاً , أكلت الاخضر واليابس جلبت الخراب والموت والمأسي لاصحاب الارض في الجنوب , هؤلاء الغزاه المرتزقة محترفين البغاء السياسي والعهر الطائفي شراذم الافاق وتتر العصر , لقد سار الغزاة المحتلين على مخطط معُد سلفاً لاحتلال الجنوب ونعلم انهم لن يتخلوا عنه طوعية أو بالتفاهم والاعتراف بهزيمة تكتيكات مخططاتهم التي تحتطمت أمام اعيونهم وأمام صلابة تاريخ شعب الجنوب المشرف والعظيم الملي بتضحيات نضالية طويلة , أن الامر الملفت للنظر هو انُه نجد نظام صنعاء يكرر الأعراض والتعالي وتجاهل الاخذ باية نصيحة تحقن دماء الاشقاء من شعب الجنوب و شعب الشمال , وبالتالي نرى أن نظام صنعاء يكرر نفس الخطى الذي ارتكبة بحق شعب الجنوب ليقع في وهم البقاء طويلاً في احتلال الجنوب , لكن علامات اليأس التي يعيشها الغزاة المحتليين وتخبطهم في الكذب والدجل وزرع المؤامرات التي لا تعد ولا تحصى حتى يجد المخرج الذي يتلائم مع الحرب الحقيقية التي يخطط لها ضد الجنوبيين لا يعرف احد مداها ..واعتقد في النهاية أن الخيار الوحيد الذي يملكة نظام صنعاء هو خيار الرحيل طوعاً عن أرض الجنوب الطاهرة العصية .

على اي حال و بعد مرور كل سنين العجاف الطوال التي أعقبت ذلك اليوم والشهر المشؤم الذي لم يكتب النجاح لها بل عجزت تلك الايام من أن تلعب دوراً ايجابياً في خدمة المحتلين في مسح ذاكرة الجنوبيين و مافعلهُ هؤلاء الغزاه في الجنوب, و نقول بكل فخر واعتزاز إن الجنوب تنجب القادة والشهداء والمناضلين، ولن ترضى أبداً ان يكون مقبرة الغزاه مقراً لها, فنحن أمة تعرف كيف تصبر وكيف تقاوم وكيف تنتصر على أعدائها، و لن نرضى الا الحياة في العز، فقد استطاع شعبنا أن يجعل من الذكرى المشؤمة ذكرى الاحتلال هو يوم انطلاق شرارة الثورة التحريريه السلمية التي افشلت كل مشاريع الغزاه التي عمدها بدماء الأبرياء وصرخات الامهات اللاتن ثكلن ابنائهن والزوجات الاتن ترملن, بل طالت الصغار قبل الكبار من أبناء الجنوب , فأطفالنا وشبابنا رسُمة على وجوههم تجاعيد اليأس و الشيخوخه المبكره , سببها لعنة وحدة الغزاه التي تطارد مضاجعهم .

أن يوم السابع من يوليو سيظل علامة بارزة تدُرس في المدارس والجامعات لأجيالنا الجنوبية القادمه والفترة بين عهدين مختلفين وكذلك بين مرحلتين متميزتين مرحلة نضال شعبنا السلمي والعمل الهادف إلى بناء دولة الجنوب, وبين مرحلة سياسية الضم والالحاق , المستندة على أطروحة عودة الفرع للأصل , وعدم الاعتراف بالأخر .

لذلك نقول أن يوم السابع من يوليو 1994م هو يوم فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية و على مقومات وإمكانيات ومشاعر الروح الوحدوية إن كانت باقية أصلا" , انه يوم الانقلاب الحقيقي على مشروع الوحده بين دولتين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية , لهذا السبب لا يمكن أن يكون مطلقا" يوما" للنصر كما يسميه حكام صنعاء المتخلف , ألا من منظور المصلحة المباشرة التي تحققت لفئة محدودة أشبة ما تكون بعصابات علي بابا التي تتولى عملية نهب وسلب ثروات الجنوب ليلا" نهارا" إثناء حرب الاحتلال وما بعد الحرب , ومازالت تمارس عمليات النهب بأسلوب منظم وبوسائل دولة القبيلة و العصابة وبالتالي فأن مصلحة هذة الفئة التي استثرت بثراء فاحش تتعارض كليا" مع مصالح الشعبان في الشمال و الجنوب الخاضع للحكم العسكري المباشر .

ولعل الأفظع والأكثر قبحا" وغباء وجبناً في جوهر سياسة نظام صنعاء هو ما بعد اليوم المشؤم يوم السابع من يوليو , عندما اعتبر إن الوحدة قد رسخت و عمُدت بالدم وترسخت بأشلاء وجثث الأطفال والشيوخ والنساء وأنة قد تم تحصينها بالإلف الجرحى والمفقودين والمشردين والمطرودين من أعمالهم , فقد توهُم هذا المحتل أن رائحة فك الارتباط لن تعود طالما قد تم هدم وتدمير وبيع كل مالة علاقة بدولة الجنوب ومؤسساته, فهي في نظرهم ليست ألا رموزا لعهد مضى ينبغي أن يدفن , وان دولة الجنوب والهوية الجنوبية لم تعد قائمة و أصبح شعبة و قيادته وكوادرة في نظرهم أنفصاليين وخونة ومطلوبين للعدالة فهذي ثوابتهم الوحدية .

ختاماً نقول لشعب الجنوب تهانينا لكل الانتصارات في ثورتكم السلمية ، بوُركت وحدة صفوف شعبنا الجنوبي و لدولتنا الجنوبية, فاشمخي يا أرض الجنوب برجال وشباب البطولة وزغردن يا نساء الجنوب لعرس الشهداء وادعوا يا شيوخ الجنوب بالنصر والمجد وإن الجنوب أنجبتكم و لن تموت وسيتألق جبين التاريخ بكم .‏