اسرار زيارة " هادي" للصين الاشتراكية..!
 

اتضحت اليوم أسباب زيارة هادي الى الصين الاشتراكية ، وتأكيد هادي على منحها استثمارات في الجنوب -ميناء عدن - وفي مجالات نفطية ، وذلك لأول مرة ..
خطوة هادي التي اقدم عليها تجاه الصين ، استغربها البعض لانها ، تسيء في حق أمريكا وحلفاءها التي تدعم هادي ، لكن الامر لم يكن بقدر المفهوم الذي حاول البعض ان يصور فيه ان هناك خلافات بين هادي وامريكا ..
الان اتضحت ان زيارة هادي للصين كانت بتنسيق من امريكا وحلفاؤها ، والسبب واضح ..
هو ترؤس الصين لجلسة مجلس الامن الدولي - 27 نوفمبر 2013 ، وطلب هادي من الصين دعم وحدة اليمن ، ورفض دعوات استقلال الجنوب .. وما قاله المندوب الصيني بالنص الذي كان يترأس جلسة مجلس الامن وهو مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ( ليو جيه يي) هي ( ان موقف مجلس الأمن من دعوات استقلال الجنوب موقف واضح ن وهو يدعم وحدة اليمن واستقراره ) .
مسالة استقرار اليمن ، فجميعنا نتمنى استقراره ، ولكن هذ الاستقرار ، لن يتم بالحفاظ على الوحدة ، والعبارة هذه تنتاقض نفسها اولاً ، فالعالم يعرف ان اليمن لم ترى الاستقرار منذ ولدت الوحدة .
اما مسالة دعم الوحدة ، فهذه حكاية لوحدها ، لم يكن من الداعي ان يطلب هادي ن من الصين ، ان تجبر مندوبها على قول ذلك ، لكن هادي طلب ذلك ، لي بقراراه ، ولكن بقرار من يوجهونه من قوى الشمال التقليدية ، وهو اسلوب شبية باساليب المخلوع صالح ، والرجل الثاني في نظامه ، على اعتبار ان ذلك ، سيضرب الثورة الجنوبية ، ويحبط الجنوبيين ، وباعتقادي هو اسلوب قديم ، وعتيق ، وقد تجاوزه الزمن .

السؤال ، بعدما قال بن عمر ، ان حوارهم اليمني اقر ان اليمن ستكون دولة ( اتحادية ) ، وان الخلاف فقط على الاقاليم .. كيف يحق لمجلس الامن ان يقول انه مع " وحدة اليمن " ، علماً ان الدولة الاتحادية ،لاتعني دولة واحدة بسيطة ، ولكن دولة مركبة .. بحسب فهمي وما ورد في قواعد واشكال الانظمة في الدول ..؟

الجواب ، ان مجلس الامن مرتبك ، وارتباكه هذا ليس الاول ، فقد كان اصدر مجلس الامن بيان سابقاً ، وصففيه البيض بنائب الرئيس الاسبق ، في حين أن الرئيس الجنوبي البيض خرج الى المنفى عام 94م ..
فهل افاق مجلس الأمن اليوم ليجد نفسه عائشاً في مرحلة التسعينات..؟ ، أم انه ، لا يريد ان يعترف بحرب 94 التي تم بها احتلال الجنوب..؟ غن كان كذلك ..فهذا يعني ، ان مجلس الامن يناقض نفسه ، كون قراراته (924-931) الصادرة في 1 يونيو .. و ..31 يونيو عام 94م ، تدينه وتجعله يحرج نفسه ، وإلا اين تلك القرارين من مجلس الامن .. فهي اعترفت بالحرب وناقشت امورها ، ودعت الطرفين للحوار ووقف اطلاق النار ..
ما يهمنا ، هو ليس موقف " الصين " و "مجلس الامن" ، من القضية الجنوبية وثورة شعبه الاستقلالية ، فالجميع يعرف ان موقف تلك الدول ، يبنى على اساس اقتصادي ومصالح ، لكن ما يهمنا ، هو ان يعرف شعب الجنوب ، ان قوة ثورته اربكت مجلس الامن بسلميتها ، ولو تمكن الجنوبيونفي هذه المرحلة امن مضائقة شركات النفط والشركات العاملةف يالجنوب لرفد اقتصاد صنعاء بالاموال الجنوبية ، حينها ستخضع الثورة الجنوبية ، كل الدول ، وستجعلها تفكر الف مرة بمراجعة مواقفها .. وستفعل ..!!
الاقتصاد هو اساس السياسات والتوجهات الدولية ، سواءً للدول او للتحالفات ، والمجالس الدولية الكبير .
لهذا ، مطلوب بشكل عاجل من شعب الجنوب ومكونات ثورته التحررية ، إعلان التصعيد الثوري الشامل ، وفي مقدمته تصعيد اقتصادي ، للسيطرة على موادر الجنوب وثرواته ، وذلك كي يعترف العالم بالجنوب وشعبه ، فالعالم يعترف بالقوي ومن يستطيع السيطرة على الثروات النفطية والموانئ والمطارات والممرات البحرية ..
فهل تفعلها الثورة الجنوبية ..؟ كي نضمن ان ثورتنا عصية على الأرباك ، وقادرة على الحفاظ على المكتسبات التي تحققت حتى اليوم منذ انطلاقها عام 2007م .

كتب/ أديب السيد