منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   قسم الأخبار والمقالات السياسية المنقولة (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=57)
-   -   عندما تهون أقدارنا (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=48846)

التيارالثالث 2010-11-15 03:24 PM

عندما تهون أقدارنا
 
لشهيد وجدي أكرم :
عندما تهون أقدارنا !

نصر قادري : -

الفيديو بالاسفل !



ما دام يحكمنا الجنون / سنرى كلاب الصيد / تلتهِم الأجنة في البطون / سنرى حقول القمحِ ألغاماً / ونور الصبح ناراً في العيون / سنرى الصغار على المشانق / في صلاة الفجرِ جهراً يصلبون / وحين يحكمنا الجنون / لا فرحة في عينِ طفل / نام في صدر حنون / لا دين.. لا إيمان.. لا حق / ولا عرض مصون / وتهون أقدار الشعوب / وكل شيءٍ قد يهون / ما دام يحكمنا الجنون / فاروق جويّدة /


لم تتصور أسرة وجدي أكرم محسن أحد أبناء مدينة "المنصورة" ، و أقربائه و أصدقائه و محبيه في "عدن" عامة ، بإن يوم 27 أكتوبر الماضي ، سيكون يوما ً محزنا ً و مفجعا ًو مأساويا ً بالنسبة لهم ، فالبرغم من تحملهم لمعانات طويلة من الصبر طيلة فراق حبيبهم خلف بحارهم و في أسر القراصنة ، تعلقوا بالأمل و تمسكوا به ، آملين في أن يجدوا من يلفت إلى أسيرهم الشهيد ، و من معه المحتجزين لدى قراصنة البحار ، الذين لا دين و لا إنسانية و لا ضمائر لديهم ، و املهم بالإفراج عنهم سريعا ً و إنهاء قضيتهم بعد هذه الأشهر من الفراق ، ليصابوا بعد كل هذا بالصدمة المؤسفة التي رافقت نبأ إستشهاد الشهيد وجدي .


بكل تأكيد فقد شكل هذا النباء صدمة كبيرة ، تعرض لها جميع من يعرفون الشهيد وجدي ، خاصة أسرة الشهيد وجدي و زوجته و ابنائه الأربعة الذين لم يتجاوز أكبرهم 22 عاما ً ، و أصغرهم الـ 14 عاما ً ، فور علمهم بالنبأ اليقين و المفجع بإستشهاد حبيبهم و والدهم ، و ذلك بعد رؤيتهم للمقطع الفيديو الذي أرسله إليهم القراصنة ، و فيه يظهر بشكل مؤسف ومحزن للغاية جثمان الشهيد الطاهر محفوظا ً في ثلاجة ٍ لا تصلح حتى لحفظ الأسماك .


فالشهيد الضابط الثالث وجدي ، يعد ضمن 24 بحارا ً هم طاقم السفينة "آيس بيرج" محتجزين عند القراصنة الصومال ، و بعد إحتجاز دام سبعة أشهر في منطقة "عليا بوصاصو" في دولة الصومال ، و في ظل ظروف إنسانية و نفسية صعبة للغاية في محتجزهم عند القراصنة الصومال ، حيث لا دواء و لا غذاء مناسب متوفرا ً لديهم ، قتل القراصنة الشهيد وجدي غدرا ً و عمدا ً و عدوانا ً ، وذلك بعد 3 أيام على تهديد القراصنة الصومال بقتل الأسرى المحتجزين لديها واحدا ً تلو الآخر ، و بيع اعضائهم البشرية في حالة لم تستجيب الحكومة اليمنية أو أسرهم لدفع الفدية المطلوبة ، و ينتظر الآن ذاك المصير المحزن الذي لقيه الشهيد وجدي ثمانية آخرين من رفاقه ، و المحتجزين منذ إختطافهم مع السفينة "آيس بيرج" من داخل المياه الإقليمية ، في أواخر شهر مارس العام الجاري ، و إختطافهم هذا تم عندما أعترض مسير سفينتهم قرب سواحل أحور مركب القراصنة الصومال ، و ساعدهم كثيرا ً في ذلك الغياب التام لقوات خفر السواحل ، و التي لم تدخر جهدا ً يذكر في تحمل مسؤولياتها ، و الغياب الآخر كان للواء الثاني البحري "لبوزه" ، و الذي تابعناه في وسائل الإعلام ، و هو يستعرض عضلاته بكل ما أوتي من قوة أثناء القصف الذي طال مؤخرا ً الحوطة بمحافظة شبوه .





و قبل تطرقنا للحديث عن الفدية التي يطالب بها القراصنة الصومال ، أسمحوا لي أن أواصل الحديث عن قوة خفر السواحل ، التي وقفت حينها عاجزةً متخاذلة عن حماية المياه الإقليمية المكلفة بحمايتها و من عليها ، أمام قوة بضعة قراصنة تعودوا مرارا ً على خرق مياهنا الإقليمية مرات عدة وعدة ، بل و المفاجئ و الفضيحة أن ياتي بعدها أحد قيادات خفر السواحل ليصبح سمسارا ً في مزاد الفديات .


هذه الفديات التي طالب بها القراصنة الصومال لا تقدر اسرة الشهيد و المحتجزين على دفعها ، و بعد تحديد الفدية في بادئ الأمر بـ 3 ملائين دولار، مقابل إخلاء سراح الشهيد وجدي أكرم و رفاقه الثمانية المحتجزين ، تم تخفيضها إلى مليون دولار ، وذلك ربما بعد إنقضاء فترة طويلة على إحتجازهم ، رؤية التجاهل المقيت من قبل نظام صنعاء الذي لا يكترث بمصير أبناء الجنوب ، و المنشغل بالإعداد لخليجي "عشرين" في عدن بالمليارات ، و التي أكثر هذه المليارات أتلتهما جيوب المفسدين ، و كذلك وسط إنشغال قوات بره و بحره و جوه بخطط عسكرة المدن ، و ضرب القرى الجنوبية .


واضح جليا ً بإن المناشدات التي وجهتها أسرة الشهيد وجدي و أسر المحتجزين الآخرين ، و نداءات المنظمات الحقوقية و الإنسانية لسلطات النظام في صنعاء عبر الصحف و المواقع الإلكترونية ، لا تجد الإذن الصاغية و المهتمة لدى أصحاب الشان في صنعاء ، الذين وقفوا في هذه القضية كالصم و البكم و العمي ، فلم تحرك فيها هذه المناشدات و النداءات ساكنا ً ، و لسان حالهم يقول لا حياة لمن تنادي .


إذا كان تهديد القراصنة بقتل بقية الرهائن المحتجزين ، و بيع أعضائهم البشرية ثم إقدامهم على إرتكاب جريمة قتل الشهيد وجدي أكرم ، وحفظ جثمانه في "ثلاجة حفظ الاسماك" إذا كان هو قمة الإستهتار بحرمة الميت ، فعدم اللا مبالات التي يقابل بها النظام في صنعاء و سلطاته هذه القضية يعد إستهتارا ً آخر ، لا يقل عن الإستهتار بحق الإنسانية من قبل القراصنة الصومال .


وبينما كان النظام في صنعاء مستمر في تجاهله للقضية ، غير إعطائه أسر المحتجزين وعودا ً مسكنة ما تلبث إلا أن تتبخر سريعا ً ، فترة تجاهل النظام في صنعاء لقضية المحتجزين ، كانت كافية لأن تتمكن حكومات الهند و الفلبين من فك قيد البحارة الآخرين الذين هم من جنسياتها ، و المحتجزين في ذات السفينة "آيس بيرج" ، فقط لإن هؤلاء البحارة وجدوا في بلدانهم حكومات تصون كرامتهم أمام شعوب العالم ، و هي حكومات تهمها مصير الشعوب ، خاصة عندما تكون هذه الشعوب التي تحكمها هي شعوبها فعلا ً .


وإن عدم إهتمام النظام في صنعاء و سلطاته المختصة للقضية و أبعادها ، يؤكد لنا أبناء الجنوب إستنتاجا وحيدا ً، و هو بإن النظام في صنعاء لا زال يستهين بمصير الإنسان الجنوبي و قيمته ، و هذا التصرف يجعل كثيرين من أبناء الجنوب يفكرون مليا ً كيف كانت كرامتهم مصانة أمام الشعوب الأخرى إبان دولتهم المستقلة ، كما هي كانت محمية أراضيهم و بحارهم ، و كيف كان لهذا الإنسان إحترامه أمام شعوب العالم ، و السبب يعود لوجود حكومة في بلاده تحترم إنسانيته أمام هذا العالم .


وإذ ما طالعنا المناشدات والنداءات الموجهة من أهل الشهيد وجدي ، وبقية أهالي الأسرى الآخرين ، ستثير إنتباهنا كثيرا ً الحقيقة المرة التي لابد من التوقف عندها ، حيث ذُكرت في إحدى مناشادتهم لمختلف المسؤولين في النظام ، و منهم رئيسه : " بإنهم ومنذ تاريخ 27 – مارس – 2010 ، وهم يتابعون الجهات المختصة ولم يلقوا أي تجاوب ، و كإن أولادهم ليسوا من أبناء الجمهورية اليمنية ، و واجب على هذا النظام و الحكومة حمايتهم و الدفاع عنهم " و يكفي إستدلالهم في المناشدة باليهود في إسرائيل الذين يقاتلون في سبيل إسترجاع جثة مواطنهم اليهودي ، ويطلقون سراح عدد من الأسرى في فلسطين مقابل إستلامها ! ، و فعلا ً و نحن في هذا المقام نطرح ذات التساؤل والإستدلال الذي لا تعليق لنا عليه .


وللتعمق أكثر في الحديث عن كيفية هي أقدار الشعوب عند حكامها والأنظمة القائمة في بلدانها ، نأخذ مثالا ً من نظام عربي قد يعتبره البعض قريبا ً من حيث الشكل و طبيعة الحكم من نظام صنعاء ، و المثال يعود بنا لحادثة أحتجاز القراصنة الصومال مركبتي "سماره" و "ممتاز1" المصريتين في أغسطس العام الماضي ، والتي طالبوا الحكومة المصرية وذوي المحتجزين بفدية مقابل إطلاقهم سراح السفينتين وطاقمهما ، قال حينها مالك السفينتين حسن خليل أثناء حديثه لوسائل الإعلام غداة تحرير السفينتين و طاقمها :" بإن الرئيس المصري حسني مبارك كان يتصل به أكثر من مرة يوميا ً ، و بصورة مستمرة للإطمئنان على صحة الصيادين و عن أحوالهم ، و لا ننسى جهود المخابرات المصرية التي خططت وبعناية فائقة لإنجاز هذه المهمة ، و عملت على خلق رابط بين جهاز المخابرات و الصيادين المصريين المختطفين ، حرصا ً منهم على الصيادين تحريرهم دون حدوث أية خسائر في أرواحهم .


والسؤال الذي سيظل يتردد ، متى سيلفت نظام صنعاء إلى القضية بجدية ؟ ، ويسعى لإستعادة جثمان الشهيد وجدي لدفنه في مدينته ولإكرامه بعد موته ، وتحرير بقية رفاقه الأحياء سريعا ً ، قبل فوات الآوان في هذا الوقت الذي يعد "الوقت بدل الضايع " ، و عليه أن يدرك بإن المسؤولية الكاملة ملقاة عليه في كل ما يحصل للإنسان الجنوبي المكلوم ، في ظل حكمه منذ إحتلاله لأرضه ، وأيضا ً منذ تدمير مقدراته وخبراته البشرية والعسكرية التي كانت تحمي و تصون الإنسان و الأرض و المياه في الجنوب ، و كل ما يجري نتيجة تصرافته سيحاسب عليه عاجلا ً أم آجلا ً .


في الختام ، منا على روح الشهيد السلام ، سلامٌ عليك يا شهيدنا "وجدي" ، و أصدق العزاء و المواساة لاسرته و أنجاله عصام ، و محمد ، و هشام ، و أصدقاء و محبي الشهيد و ما أكثرهم ، و الحرية لأسرى السفينة "آيس بيرج" ، و لا نامت أعين الجبناء .


وأخيرا ً أقول قول الشاعر : يا أبتاه ! / إن تسمل عدنيك زبانية الأحزان / فأنا ملء يديك / مسرجة تشرب من زيت الإيمان / و غدا ً يا أبتاه أعيد إليك / قسما َ يا أبتاه أعيد إليك / ما سلبتك خطايا القرصان / قسما َ يا أبتاه / بإسم الله .. و بإسم الإنسان / سميح القاسم /


http://www.youtube.com/watch?v=w_G5q1oqB3E

طائر الاشجان 2011-09-23 05:26 PM

لا أدري هل علي أن أنعي الشهيد وقد قضى نحبه بعد أن تقطعت به السبل ، والتي هي أصلاً في حكم المنقطع داخل أسوار هذه المسماة مجازاً دولة ، أم أنعي عشم الكاتب وهو يستعير كل علامات التعجب ويسوقها إلينا في شكل مقالة تعتصر المآقي فتسيل دموعاً يسخر منها الحزن ، وتنهدات تضيع في زحمة الآهات المحروقة ، ولكني لست بناعٍ لا هذا ولا ذاك .. إني انعي شعباً ساقته المأساة إلى حافة الهاوية ، ومصير أمة تترنح على كف عفريت ، أنعي جيلاً استسلم بل ولد مستسلماً لعبثية الجهل وقد تسيّد في حياتنا ، وتحكم في اقتيادنا إلى منحدرات التخلف مُكرهين ، كيف تطلب العلم وولي أمرك جاهلٌ ، تستحوذ على قلبه وعقله أطماع المال والجاه ! كيف تعيش الأمان ومَن حولك يتملكه الرعب ، في واقع تسوده شريعة الغاب ، وتتعطش فيه الوحوش البشرية إلى سفك مزيدٍ من الدم بين الخلائق ! .
لم نعُد نوارى في القبور فراداً بل جماعات ، وهمومنا ما عادت تقتصر على ضائقة العيش والبحث عن مصدر القوت ، بل كيف نُبقي على صغارنا ، كيف نحفظ أعراضنا ، كيف نموت شهداء بعد أن عزّت الحياة بمعناها الكريم ، يدّعي البعض أن ما تراه أعيننا اليوم ليس إلا مخاضاً لميلاد عهدٍ جديد ! وكأن العهود الجديدة تأتي بمجرد فتح اعتماد لدى البنك الدولي ، يتم بموجبه استيراد عهدٍ جديد بمواصفات يحددها ثوار التغيير ، ما نلبث أن نرى بعده مجتمعاً لا يحمل سلاحاً لأن دولة القانون تحميه ، ليس لديه وقتاً لإضاعته في تعاطي القات ، فالوقت من ذهب ، والقات وسيلة تدمير لبنية الإنسان الصحية والنفسية ، مجتمعاً يدور الحديث فيه عن الرشوة فيبتسم الكل باعتبارها أثراً من الماضي ، اندثر وأصبح أحاديث تُروى ، مجتمعاً تسود فيه الفضيلة ، وتنعدم الرذيلة .
ولما كان من المستحيل فتح مثل هذا الإعتماد عدت إلى الواقع ، أسأل : ماذا جناه شعب الجنوب العربي لينوء بأثقال هذه المأساة ! وزاد كمدي عندما تبينت أن الحكاية بدأت كنوعٍ من المزاح الثقيل ، أو ربما كان رهاناً بين فريقين ، انتصر أحدهما على الآخر ليعلن رغبته بناءاً عليه ، فاشترط وضع كلمة "اليمني " بدلاً من " العربي " في شعار ( الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل ) ومعروف أن التاريخ يكتبه ويدونه المنتصر ، وهي نظرية القرون منذ بدء التكوين ، وتاريخ يمننة الجنوب – والحق يُقال – لم يكتبه ويدونه فحول الحزب الإشتراكي ، وإنما حفروه في ذاكرة التاريخ والجغرافيا والإنسان ، ولقّنوه للحيوان في الحضائر ، كانوا يدركون بأن التصديق بأكذوبة كهذه يستوجب مسعىً خرافياً لم يسبق له مثيل ، فجندوا لهذه الغاية المبدعون من كتّاب وشعراء وفنانين ، وجعلوه قسماً يُتلى صباح كل يوم في بيوت طلاب العلم من مدارس ومعاهد وجامعات ، وشعاراً تُستهل به جميع المراسلات الرسمية والشخصية ، وعندما استنطقوا كتب ومراجع التاريخ ووجدوها قد خلت من أي إشارة إلى يمننة الجنوب شرعوا في تنصيب حقائق مزيفة تفيد بأن الجنوب كان متحداً مع اليمن ، وأن الإستعمار البريطاني هو من أقدم على تجزئته ، وهم إنما يعملون على إعادة التوحيد من جديد ، وفي ذلك تجاسر على منطق تسويق الحدث عندما يكون من صنع الخيال ، ويوضع في قوالب التلفيقات ، وتقديمه في صياغات تعوزها الحقيقة .. وبرغم إزاحة الغبار عن هذا الخلق المزور ، الشبيه بأطفال الأنابيب مجهولي النسب ، إلا أننا ما زلنا نتعامل مع مدوني هذه الوثائق المشبوهة بنفس السذاجة التي كنا عليها ذات يوم حينما علت هتافاتنا ( تخفيض الرواتب واجب ) !! فهل من الواجب أن ننسى أن علينا اليوم واجب ، وأننا محاسبون عليه أمام الله الواحد القهار ! .

تحياتي
طائر الاشجان


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.