منتديات الضالع بوابة الجنوب - مراحلنا الصعبة وحالنا الأصعب.. إلى متى؟ بقلم ابوعامر اليافعي

مراحلنا الصعبة وحالنا الأصعب.. إلى متى؟

طالما والمراحل لم تزل صعبة .. فالأواتي كما يبدو هي الأصعب

قيل هذا البيت الشعري وهو الجزء الأول من زامل لأحدهم في السبعينات من القرن الماضي أو الثمانينات لم اعد أتذكر ولم يعد التحديد مهما أو الدقة في التاريخ..فتاريخنا الذي مضى وما نحن فيه، بعضه من بعض وعز الدين أقبح من أخيه.
وكأني به اليوم قائلها معنا يعاني أشد وأمر مما كان في عهده.
الشعب الجنوبي شعب لا يمكن أن يوصف بأبلغ من انه الشعب الضحية منذ زمن طويل
فالمراحل التي مرت عليه كانت ثقيلة ومؤلمة ولم يحصد منها إلا الجراح والرياح.
ووصل الأمر به إلى الحال الأصعب هذا والمصيبة الأكبر هذه التي أجهزت عليه ببشاعة وقسوة.

مراحلنا نعرفها جميعا ومحاولة تعدادها أو إحصائها لم يعد مهما فمعاناتنا منها مازالت تجلدنا بسياط لايرحم ليل نهار غفوة وصحو .
ما الذي جناه الشعب الجنوبي لكي تكون حياته ومعيشته الم في الم وعذاب في عذاب ؟
مرحلة تتلوها مرحلة في سلسلة من المعانة لا تنتهي وتدوسه بعجلاتها الثقيلة بلا شفقة ولا رحمة
من احتلال إلى كفاح ومن كفاح إلى استقلال ومن استقلال إلى اقتتال ومن اقتتال إلى اقتتال ومنها إلى الهروب والرحيل ومن الرحيل إلى الاجتياح ومن الاجتياح إلى منع الأرزاق ومن منع الأرزاق إلى قطع الأعناق.
هل اتفقت أقدارنا مع الشيطان أم تحالف الظلمات مع الأحزان ولم نحن من شدة إلى أخرى العن منها ومن محنة إلى أخرى أنكى منها ومن مصيبة إلى أخرى أسوا منها ومن مظلمة إلى أخرى اكبر منها .
سلسلة طويلة من الضياع لها امتدادات مخيف لانهاية لها ومع ذلك لا من عقل معتبر ولا من ضمير مزدجر ومازال الرحى حجر على حجر ونحن مطحونون بلا اثر .
في كل مرحلة من المراحل أدمت أيادينا من التصفيق وبحت حناجرنا من الهتاف وغاصت قلوبنا كمدا في حزن مُديم وبرزت أضلعنا شاكية من الجور الأليم .
من شدة السلاح إلى الصراخ والنياح ومن الأنات المكتومة إلى الأصوات المعدومة ونحن في سفر .. من شد الأحزمة على البطون إلى البشارة زيفا بالزمن الميمون وشعبنا في خانة انتظار الزمن الذي وعدونا به ولم يأن.
ومازالوا يتفلسفون ويلوون ألسنتهم ويتشدقون .. أفك مأفون وكذب ملعون

لاتسامح من النزعات والرغبة .. والتعصب وحب الذات والمنصب

قولوا لمن يجتمعون وهم لنا يحتقرون .. قولوا لمن يبيعون ونحن لهم مشترون .. قولوا لمن بلحمنا يتلذذون ومن دمنا يشربون قولوا لمن بجراحنا يستثمرون وعلى أصوات أنيننا يرقصون.
قولوا لهم ولا خير فينا ان لم نقولها ان احتقارنا اكتفى وعهد التصفيق انتفى .. ولم تعد ظهورنا منحنية لتمتطون ولم نعد بضاعة عليها تختلفون ولم نعد خرفان مزرعة تختارون فيها من تذبحون ولا عدنا أبدا مجرد متكئ عليه تتكئون

شب الطوق وانفض السوق لا نحن تحت التحت ولا انتم فوق الفوق
هذا زمان انتفاضة الشعوب المظلومة وثار النفوس المكلومة انه عهد الأبرار وميقات الأحرار واوان الثوار .
فقد أدركنا الطريق ولم يعد لشعاراتكم بريق فالمحفل كله اخرق ونعيق في نعيق.