منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى الادبي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=30)
-   -   على قدر أهل العزم تأتي العزائم / المتنبي (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=73371)

الشاهدة 2011-09-10 12:23 AM

على قدر أهل العزم تأتي العزائم / المتنبي
 
على قدر أهل العزم تأتي العزائم



عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ == وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها == وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ == وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه == وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْراً سِلاحَهُ == نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ == وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها == وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ == فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا == وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ == وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا == على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ
تُفيتُ کللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ == وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ
إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً == مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها == وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ == فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأنّمَا == سَرَوْا إليك بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ
إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ == ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ == وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ
تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ == فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ
فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ == فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ
تَقَطّعَ ما لا يَقْطَعُ الدّرْعَ وَالقَنَا == وَفَرّ منَ الفُرْسانِ مَنْ لا يُصادِمُ
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ == كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً == وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى == إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ
ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً == تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِبٌ == وَصَارَ إلى اللّبّاتِ وَالنّصرُ قَادِمُ
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّاتِ حتى طَرَحتَها == وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمحِ شاتِمُ
وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا == مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ
نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ == كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ
تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى == وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا == بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ
إذا زَلِقَتْ مَشّيْتَها ببُطونِهَا == كمَا تَتَمَشّى في الصّعيدِ الأراقِمُ
أفي كُلّ يَوْمٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقدِمٌ == قَفَاهُ على الإقْدامِ للوَجْهِ لائِمُ
أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ == وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ
وَقد فَجَعَتْهُ بابْنِهِ وَابنِ صِهْرِهِ == وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميرِ الغَوَاشِمُ
مضَى يَشكُرُ الأصْحَابَ في فوْته == الظُّبَى لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ
وَيَفْهَمُ صَوْتَ المَشرَفِيّةِ فيهِمِ == على أنّ أصْواتَ السّيوفِ أعَاجِمُ
يُسَرّ بمَا أعْطاكَ لا عَنْ جَهَالَةٍ == وَلكِنّ مَغْنُوماً نَجَا منكَ غانِمُ
وَلَسْتَ مَليكاً هازِماً لِنَظِيرِهِ == وَلَكِنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ
تَشَرّفُ عَدْنانٌ بهِ لا رَبيعَةٌ == وَتَفْتَخِرُ الدّنْيا بهِ لا العَوَاصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُّرّ الذي ليَ لَفظُهُ == فإنّكَ مُعْطيهِ وَإنّيَ نَاظِمُ
وَإنّي لَتَعْدو بي عَطَايَاكَ في الوَغَى == فَلا أنَا مَذْمُومٌ وَلا أنْتَ نَادِمُ
عَلى كُلّ طَيّارٍ إلَيْهَا برِجْلِهِ == إذا وَقَعَتْ في مِسْمَعَيْهِ الغَمَاغِمُ
ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَداً == وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ
هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى == وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ
وَلِمْ لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقى == وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
( المتنبي )
:rolleyes::rolleyes::rolleyes:

الشاهدة 2011-09-10 12:57 AM

(منقول ) الأفكار الجزئية التي تحملها هذه القصيدة نستطيع تجزئتها حسب كل فكرة إلى ستة أقسام وهي:
(الأبيات من 1-2) العزيمة سلاح الانتصار
(الأبيات من 3-15) المعركة الطاحنة
(الأبيات من 16-21) عدة وعتاد ولكن بلا جدوى
(الأبيات من22-32) قوة المتنبي الخارقة
(الأبيات من 33-38) انقلاب الطاولة على رأس الروم
(الأبيات من39-46) سيف الدولة ذخر للإسلام .


ومن خلال هذا التقسيم الفكري للقصيدة سنلاحظ وجود ظاهرة التقابل بجميع اطيافها وذلك كالتالي :
(الأبيات من 1-2) في هذه المقطع والذي يمثلها بيتان من الحكمة يرسم الشاعر لنا صورة عامة عن العزيمة والشجاعة والتي يظهر فيها التقابل الذي يثري الجانب الدلالي , فالكلمات التالية (العزم العزائم الكرام المكارم تعظم العظيم العظائم ) تحمل جانبا من الإصرار والإرادة في تحقيق النصر على الأعداء والذي تجسد في سيف الدولة .
إذا سبع كلمات حملت في باطنها الإقدام والشجاعة في مقابل كلمتين (الصغير والصغائر) واللتان دلتا على التردد والجبن والذي يمثله الروم وجيشه .
ومن المعروف أن المقدم إلى الحرب يعوزه في ذلك العدة والعتاد ولكن الشاعر في هذين البيتين أكد أن النصر لا يأتي بالعدة والعتاد دون وجود جانب مهم وهو العزيمة والإرادة والتي توفرت في سيف الدولة وكأن الشاعر يريد أن يقول ان عزيمة سيف الدولة هي التي حققت الانتصار .
والتدقيق في الجانب الصوتي في البت الثاني نجد أن هناك حروف قوية (كالظاء والعين والغين)تكررت أحد عشر مرة في بيت واحد في مقابل بعض الأصوات التي تدل على الضعف والانكسار كصوت (الصاد) الذي تكرر ثلاث مرات فقط ومن المعرف أن صوت الصاد من الأصوات الصفيرية التي تحمل جانبا من الانكسار والتحسر .
وكذلك استخدام الشاعر لصيغة المفرد والجمع في كل شطرين من اشطر البيتين يفضي إلى نوع من الإيقاع المجلجل وذلك في :
العزم العزائم
الكرام المكارم
الصغير صغارها
العظم العظائم
كما يتضح التقابل جليا في البيت الثاني وذلك من خلال استخدام الشاعر للمقابلة , المقابلة بين عظمة منزلة سيف الدولة وصغر منزلة الروم وذلك في قوله :
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

( الأبيات من 3-15)بعد أن كان حديث الشاعر عن الشجاعة والعزيمة بشكل عام يبدأ بتخصيص تلك الصفات وتجسيدها في سيف الدولة وذلك عندما بدأ بقوله "يكلف سيف الدولة".
وفي الأبيات التالية يرسم الشاعر صورة تقابلية بين سيف الدولة وهممه من جهة وبين جيوش الأرض من جهة أخرى , فهمم سيف الدولة عالية تعجز عنها تلك الجيوش ويقصد الشاعر بذلك أن يضع سيف الدولة في كفة وجيوش الأرض في كفة أخرى ليرجح بذلك الكفة التي يتربع عليها سيف الدولة .
ثم يبدأ الشاعر برسم صورة محكمة لمعركة الحدث وما جرى بها ليكني في بدايتها بقوة سيف الدولة من خلال تصوير الطيور وهي تشكر سيوف سيف الدولة لانها ساعدتها في حصولها على طعامها .
ووصفه للحدث أيضا (الحمراء) كناية عن قوة سيف الدولة في مواجهة جيش الروم حيث أصبحت الحدث حمراء من لون دماء الروم وكرر الشاعر عملية السقيا بألفاظ وأشكال متعددة فالسقيا من الغمام تارة ومن جماجم الروم تارة أخرى وقد أتى الشاعر بصور شخص فيها الجماد ومزج بين ما هو حسي وبين ما هو معنوي ببراعة تدل مهارته فقد بنى صور كلية فيما يقرب خمسة أبيات استغرقها في الحديث عن القلعة .
وطالما أن الشاعر يصف المعركة وصفات دقيقا فقد جاء بألفاظ تحمل معني التهويل والتعظيم لتدل على شراسة تلك المعركة فمنها (الخضارم –لضراغم - سلاحه –ضرها - مخالب- اسيافه - قوائم - الجماجم - يقرع - المنايا - متلاطم - جثث - القتلى) .
ومن المعروف أن حركة المقاتلين في المعركة تتسم بالسرعة عند الهجوم وعند الانسحاب فقد أكثر الشاعر من استخدام الأفعال المضارعة التي تدل على الحركة المتجددة داخل المعركة وهي (يكلف – يطلب – تدعيه – يفدي – تعرف – يقرع – تفيت – يأخذن – تنويه – تلقي – ترجى ) ,اذا احد عشر فعلا مضارعا وردت في مقطع يصف الحرب التي انقضت وبالتالي فإن المعهود هو استخدام الأفعال الماضية في الحدث الذي قضى وانتهى ولكن الشاعر استخدم خذه الأفعال المضارعة لينقل القارئ إلى جو المعركة ويشاهد بنفسه ما يحدث فيها .

(الأبيات من 17 -21)
يصف الشاعر في هذا المقطع جيش الروم وقوته كثرة عدته وعتاده وفي ذلك مدح لسيف الدولة نفسه حيث انه استطاع القضاء على ذلك الجيش الجرار وقد استخدم الشاعر في وصف ذلك الجيش عدة وسائل وهي :
1- الكناية وقد توفرت في قوله :
أتوك يجرون الحديد
خميس بشرق الأرض والغرب
إذا برقوا لم تعف البيض منهم
تجمع فيه كل لسن وأمة
2- التشبيه وذلك في مثل قوله :
زحفه
إذا برقوا
إذن الجوزاء
3- عمد إلى استخدام المحسنات اللفظية في مثل (صارم ضبارم)
4- استخدامه لمفردات تدل على قوة جيش الروم وكثرة عتاده مثل : ( الحديد – صارم – ضبارم – سروا – جياد – خميس – يجرون – برقوا – زحفه)
5- كرر الشاعر في هذه الأبيات الخمس صوت (الجيم) خمس مرات أي ان عدده متساوي مع عدد الآبيات وصوت الجيم من الحروف القوية في اثراء المعنى وهذه الكلمات هي (يجرون – جياد – الجوزاء – تجمع – التراجم)

(الأبيات من22-32)
يعود الشاعر للحديث عن سيف الدولة وشجاعته في مواجهة الأعداء فسيف الدولة على رأس مقاتليه والشاعر حاضرا للمعركة يصور سيف الدولة في منتصفها ويحليه بكل صفات الشجاعة ويتخذ الشاعر في تصويره ذلك مجموعة من الكنايات التي تعبر عن تلك الشجاعة فالروم منثورين كالدراهم وجثثهم منشره حول الوكور وسيف الدولة بجيشه يدوس تلك الوكور وصور الفلول المنهزمة التي تسبح على بطونها كالأفاعي .
فصورة الجثث المتناثرة حول الجبل صورة بشعة ولكنها تنعكس على نفسية الشاعر ليراها صورة جميلة جدا وذلك لفرحته بالنصر فيصورها بمنظر مليء بألوان الفرح.
وفي قوله : (ضممت جناحيهم)
تصوير لبراعة سيف الدولة وإقدامه ما يشبه التورية حيث الجيش يتكون من الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة والقلب فهذا المعنى البعيد , أما المعنى القريب فهو أجزاء الطير وهي صورة كلية رائعة وذلك تشكيل جمالي متميز يتجاوز حدود التورية والظواهر البلاغية المألوفة .
ومن الملاحظ أن الشاعر في هذا المقطع يكثر من استخدام الحال والحال تمثل وتشخص اللحظة الراهنة وتبين هيئة حدوث الفعل في تساعد على بث الحياة والحركة .

(الأبيات من 33-46)
يستخدم الشاعر الاستفهام الإنكاري (أفي كل يوم – أينكر ريح الليث) وهذا الاستفهام يأتي موافقا للتقرير مقويا لتأثيره مثيرا لنفس المتلقي .
ويتعامل الشاعر مع الأشياء وكأنها أحياء فالرمح حقيرة والسيف يشتم الرمح وكأننا نستمع إلى حوار بين هذه الأشياء .
ويلاحظ أن الشاعر هنا قد لجأ إلى توكيد عباراته بمختلف أنواع التوكيد فمنها (قد عرفت –قد فجعته – الأفعال الماضية )ويركز على الصفات وتتابعها كما في قوله :
ومن طلب الفتح الجليل فإنما مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

فارس الشوق 2013-07-30 07:14 PM

نايسسس توبيككك


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.