منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   القضيَّة الجنوبية والوصية الذهبية.. (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=42543)

ابن صيرة 2010-08-22 02:06 AM

القضيَّة الجنوبية والوصية الذهبية..
 

القضية الجنوبية والوصية الذهبية


أن يذهب كاتب هذه السطور إلى إن وصيته ذهبية فهذا ضرب من احتكار الحقيقة وممارسة الوصاية على القارئ أو المخاطب فقد لا تكون ذهبية ولا حتى فضية وقد لا تكون شيئا ذا فائدة فالمسالة نسبية على كل حال وليس ثمة مطلق غير الله تعالى بيد إن هذا ليس تقليلا من شان ما اكتب ولا تواضعا مبالغا فيه إنما هو التأكيد على أن هذه الوصية وما قبلها وما يكتبه الآخرون إنما هو اجتهادات تخطئ وتصيب فليس بوسع احد إن يدعي الحقيقة ويحتكرها فنصف عقلك مع أخيك كما قيل ومن ظن انه قد علم فقد جهل والحقيقة على نسبيتها تأتي حين تأتي من خلال التعدد والتنوع والتراكم وليس من خلال النظرة الأحادية فعذرا للقارئ على هذا العنوان المسجوع 0وهاكم وصيتي التي هي مجرد ملاحظات لا ادعي السبق اليها0
في تاريخ الجنوب المعاصر ثمة حلقه تكاد تكون مفقودة عبر مختلف المنعطفات التاريخية المصيرية هذه الحلقة هي عدم العودة إلى الجماهير عند اتخاذ القرارات التاريخية المصيرية وهي كثيرة في تاريخنا المعاصر مثل الدخول بقوة في التجربة الماركسية في نهاية الستينات ومطلع السبعينات ومثل الدخول في الوحدة اليمنية الاندماجية المباشرة في مطلع التسعينات وغير ذالك إذ كان هوى الأشخاص أو النخب السياسية هو الحاسم والسائد ومن ثم يفرض على الجماهير فرضا فوقيا متعاليا بيرو قراطيا 0وكان هذه الجماهير قاصرة وكان هذه النخب وحتى الأحزاب هي الوصية عليها فينتج عن هذه العملية التعسف والتكلف والتقليد الأعمى والصدمة الجماعية ومجافاة التاريخ والجغرافيا والواقع الاجتماعي وبالتالي الفشل الذر يع والإخفاق التاريخي المرير ولو أن هذه النخب أو أصحاب هذه الأهواء السياسية تحسسوا وتوخوا رغبة الجماهير و استقرأوا حكمتها وأشركوها في القرار ولم يتعالوا عليها ويديروا ظهورهم لها لكان الوضع غير الوضع وهنا اذكر بما قاله الشهيد علي عنتر رحمه الله ذات يوم "إن مأساة شعبنا في قيادته منذ الستينات إلى اليوم " فلعل واحدا من أسباب تلك ألازمة أو المأساة في القيادة هو عدم العودة المحمودة إلى جماهير الشعب إلا حين يدب الصراع في جسد هذه القيادة نفسها فتعود الى الجماهير عودة غير حميدة لأن هدفها الكسب والاستقطاب والتحريض والاستنفار والاستعداء على طريق الانفجارات الرهيبة 0بيد أن المطلوب اليوم ليس البكاء على إطلال ما جرى او جلد الذات وليس محاكمة التاريخ اواعلان العداء ضده كما يفعل الحاقدون على التاريخ من حيث هو تاريخ فحسب كما انه كذلك ليس نبش الجثث والاشلاء والجماجم وعرضها في سوق السياسة من اجل ضرب أصحاب القضية واستمرار نزيفهم والإجهاز على حقهم حتى يبقوا ضحايا الماضي والحاضر والمستقبل وهذه سياسة لا وطنية ولا اخلاقية ولكن المطلوب هو الافادة والعبرة مما جرى من اجل خدمة حاضرنا ومستقبلنا 0 فهل آن لنا اليوم إن نعود إلى الجماهير ونؤمن بان الشعب اكبر مدرسة في التاريخ وان العقل الجماعي هو الأقرب إلى الحقيقة والواقع لأنه الاقرب إلى الكمال ولان للعقل الجماعي سلطانه 0 لقد أثبتت كثير من الأمم والشعوب في التاريخ الإنساني إنها كانت على حق وان طلائعها وقاداتها الذين سلكوا بها طريقا غير طريقها من غير رضاها وبعيدا عن حكمتها كانوا على خطا كبير وفادح حتى إذا كان هؤلاء الطلائع من فئة العباقرة فلا غنى لهم عن حكمة الشعوب وسداد رأيها وصدق حدسها وعمق نظرتها وجلاء فطرتها وهذا نفسه لا يقلل من دور الافراد في التاريخ بعد ان يستمدوا من شعوبهم الزاد ويستلهموا الحكمة ويقتبسوا نور الأيمان والحق 0واذا اردنا ان نعطي لهذه المسالة بعدا اسلاميا فان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قال في حديثه العظيم ]لا تجتمع امتي على ضلالة [ 0 كما امر الاسلام بالشورى واعطى الافراد حقوقهم المختلفة ولكن ليس على حساب الامة او الشعب او الجماعة مثلما أعطى الأمة حقها من غير إن تصادر حقوق الأفراد أو تهضمها او تكبحها وذلك وفق قاعدتي لاضرر ولاضرار والتوسط والاعتدال وغير ذلك 0 ولكن كيف تجري العودة الى الجماهير؟ إن الطرق كثيرة فمنها الاستفتاء ومنها الاستقراء ودراسة الرأي العام واستخلاصه ومنها تلمس رغبات الجماهير واصاخة السمع لهم وتفجير طاقاتهم في المشاركة في صنع تاريخهم وتقرير مصائرهم ولكن ليس بعيدا عن الحرية والحوار والتوجيه الموضوعي المحايد ومن ثم توخي توجه السواد الأعظم وتشذيبه بما ينطوي عليه من حكمة وسداد وتأن وتاريخية ومقارنته بما سواه وإثرائه بها وغير ذلك من العمليات الحصيفة التي تسبق اتخاذ القرارات الحاسمة التي تقوم على أساس مقومات تاريخية وشعبية وواقعية 0 كل هذا الكلام وغيره أيضا مما لم أحط به ينبغي إن يكون نصب الأعين والعقول في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة التي يمر بها شعبنا في الجنوب في نضاله السلمي على طريق انتصار قضيته العادلة , فالجماهير هي صاحبة القضية ومصدر حلها من غير وصاية أو وكالة او نزعات فردية أو فرض حلول متعالية أو عاطفية أو تعسفية وغير تاريخية وواقعية وفي ظل هذه الرؤية يغدو دور القيادات والطلائع معروفا وواضحا. فهل أدركت النخبُ السياسية الجنوبية اليوم ماذا يريدُ الشعبُ في الجنوب وماهي الأهداف التي يسعى إليها من خلال نضاله السلمي؟ فمن هنا ينطلقون وليس من اعتبارات أخرى تخصهم هم كنخبٍ أو مكوناتٍ أو زعامات.
فهل بلَّغت؟ اللهم فاشهد.


د/عبده يحيى الدُّباني

نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب.عدن

الكوكني ابو مافيش 2010-08-22 02:13 AM

حياك الله يادكتور وعاش من شاف خطك في المنتديات

منور والله


وسلم لي على الدكتور ص

وانا اتفق معك في موضوعك

المهندس 2010-08-22 03:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن صيرة (المشاركة 419011)
", فالجماهير هي صاحبة القضية ومصدر حلها من غير وصاية أو وكالة او نزعات فردية أو فرض حلول متعالية أو عاطفية أو تعسفية وغير تاريخية وواقعية وفي ظل هذه الرؤية يغدو دور القيادات والطلائع معروفا وواضحا. فهل أدركت النخبُ السياسية الجنوبية اليوم ماذا يريدُ الشعبُ في الجنوب وماهي الأهداف التي يسعى إليها من خلال نضاله السلمي؟ فمن هنا ينطلقون وليس من اعتبارات أخرى تخصهم هم كنخبٍ أو مكوناتٍ أو زعامات.
فهل بلَّغت؟ اللهم فاشهد.

د/عبده يحيى الدُّباني


نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب.عدن

بارك الله فيك دكتورنا الغالي انشاء الله أن تصل وصيتك الى اصحاب الشأن وعسى أن دروس الماضي عبرة لهم لتصحيح الحاضر والمستقبل !
وأن يتعضو منها ويلبو نداء الجماهير التي تهتف باسمائهم في كل ساحة وميدان0

طارق الزيادي 2010-08-22 03:54 AM

لم يتم حكم الجنوب من قبل أبناءه منذ 19 يناير 1839 إلاّ من كان يحكم منهم بالوكالة.

حتى من بعد نيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67 والذي تحقق بقياداته الجنوبية، ولكن مع الأسف قد تم احتواء ذلك المنجز في وقت مبكر، والتآمر على تصفية الأغلبية من تلك القيادات الجنوبية في عدة مراحل بشتى أنواع المسميات والتصنيفات، وأن من تبقى منهم ظلت كقيادات تحكم وهي مكبلة بفكر لوبي خبيث يصرفهم لمشيئته ولأغراضه كما يشاء.

وإنه من ذلك الحين قد ظلت عقلية القيادي الجنوبي دائماً ما تستكين للطاعة وللانقياد، كما وقد صار كل متطلع جديد للقيادة أيضاً ينشأ موصوماً بتلك السمة وهو يتدرج إلى مستوى القيادة.

فاللوبي الحجري مثله كمثل اللوبي اللوبي اليهودي، فهو يعرف كيف يكبل ضحيته ويسخره لمشيئته ولأغراضه من حيث لا يعلم الضحية أو يدرك نتائج ما يعمل.

إذاً فإدراكنا اليوم لما قد صار اليه الحال معنا ليدل على تحررنا من ذلك الفكر، وبأننا والحمد لله في مرحلة عودة الوعي وإدراك الذات من جديد.

د.حسن صالح حسن (قمندان لحج ) 2010-08-22 04:50 AM

كلام جميل يادكتور
واتمنئ ان يصل الى من يهمهم الامر
مع علمي المسبق انهم يسلكون نفس الطريق الاولى
وانت عارف الجهد المبذول ولكن لم يلتفت له احد منهم

ورمضان كريم:)


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.