منتديات الضالع بوابة الجنوب - وقفات في استقبال باعوم .. رمز الاستقلال والتحرر

وقفات في استقبال باعوم .. رمز الاستقلال والتحرر
الكاتب : المكلا-آنا ana-خاص

رصدها: عوض صالح
"مرحباً باعوم رمز القضية .. في وجودك نورت حضرموت "
بهذه العبارة وغيرها من العبارات التي باتت الجماهير الغفيرة ترددها من أول لحظة لخروج السيارة التي تقل الزعيم المناضل حسن احمد باعوم من المطار نبدأ المشوار والذي بدأناه من منطقة شحير أقرب المناطق لمطار الريان ..

الاستقبال الذي حظي به شيخ المناضلين الجنوبيين ومانديلا الجنوب الزعيم حسن احمد باعوم ليلة أمس الاثنين قد ترك بما لا يدع مجالاً للشك حجم هذا المناضل الجسور ومكانته المرموقة بين أبناء الشعب الجنوبي .. وإنه بمثابة الأب الروحي لهذه الثورة الجنوبية ،حيث أثبت ذلك حجم الاستقبال الضخم و العرمرم الذي يعجز لساني عن وصفه والذي شمل كل فئات الشعب الجنوبي ومن مختلف المحافظات ومن مختلف الفئات العمرية من الشيوخ والنساء والأطفال الذين هتفوا وبكل حرارة وحماس لهذا المناضل الجسور والبسمة لا تفارق محياهم ، ناهيك عن الشباب الذين ظل صوتهم صداحاً بالشعارات الجنوبية المرحبة بالزعيم باعوم والمطالبة في نفس الوقت برحيل المستعمر البغيض من الأرض الجنوبية المحتلةوالتي هزت مدينة المكلا طولاً وعرضاً مما أشعرني لحظتها أن الاستقلال على بعد خطوات وأن المسالة مسألة وقت فقط !!!

وانتابني هذا الشعور تحديدا بعد أن رضخت سلطة الاحتلال لمطالب هذا الشعب في استقبال زعيمه وبالطريقة التي تعجبه والذي بات يتجول بزعيمه بمدن وضواحي المكلا لأكثر من أربع ساعات مبتهجين بعودة الغائب الذي طال انتظاره ، دون أي مقاومة تذكر من سلطة الاحتلال ماعدا إغلاق البوابة الرئيسية لمطار الريان الدولي ومنع المواطنين من الدخول إلى المطار لاستقبال أبوهم الروحي المناضل حسن باعوم .

اعتبر الكثيرون ممن شاركوا في هذا الاستقبال أنه بمثابة استفتاء على مصير الوحدة المزعومة ورداً موجعاً لمن ما زالوا يتمسكون بهذه العصابة الفاسدة من زمرة صنعاء ورداً قاطعاً لمن يتشدق بالوحدة باسم هذا الشعب الثائر الطامح لنيل حريته واستقلاله .

ومن تواضع هذا المناضل ومحبته لجمهوره ولشعبه الذي قطع المسافات لاستقباله وقوفه المتكرر لإلقاء التحية للأعداد الكبيرة من الجماهير التي اصطفت على طول الخط العام للسلام عليه حيث أمر أكثر من مرة بإيقاف سيارته ليسلم على هذه الجماهير المخلصة والفرحة بادية على وجهه رغم معاناة السفر والمرض .

وما أثلج صدورنا وزاد من نشوة الفرح بهذا الاستقبال قيام الزعيم باعوم ووسط أحدى أحياء المكلا برفع العلم الجنوبي على إحدى أعمدة الإنارة.. صاحبته هتافات وزغاريد وتصفيق الجماهير الغفيرة والتي أشعرتنا أن المكلا قد نالت استقلالها لحظة دخول باعوم لها ولم يبقى إلا أن تتحرك باقي مناطق حضرموت خاصة والجنوب عامة .

تمنيت وتمنى معي الكثير أن يطوف هذا الوفد العرمرم في تلك اللحظة كل مناطق وقرى الجنوب وبتلك الشعارات الثورية الجنوبية الرنانة التي جعلت الجواسيس من أبناء الجمهورية العربية اليمنية المتواجدين بالمكلا لحظة مرور الموكب يطأطئون رؤوسهم إلى الأرض انحناءً لهذه الثورة السلمية بعد أن عجزت سلطتهم المحتلة التدخل لمنع هذا التدفق البشري الهائل الذي وصل إلى عشرات الآلاف من المشاركين والمئات من السيارات .بالرغم أن سلطة الاحتلال قد أغلقت الطريق الغربي للمكلا ومنعت أبناء ردفان والضالع خاصة والمحافظات شبوة وأبين وعدن ولحج عامة من الدخول للمدينة ..وهوما اضطرهم إلى الترجل عبر الساحل حتى وصلوا إلى المكلا لاستقبال الزعيم باعوم .

واختتم هذا الاستقبال بكلمة مختصرة للزعيم باعوم شكر من خلالها كل أبناء الجنوب على حفاوة الاستقبال وتحمل مشاق السفر من اجل استقباله .. والذي حث فيها على رص الصف الجنوبي والتوحد وتكاتف الجهود حتى نيل الاستقلال وطرد المستعمر الهمجي المتخلف .

و لفت نظري الطريقة السلمية والحضارية التي استقبل بها الزعيم أبو فادي والتي توحي إلى أن هناك جنود مجهولين قد نسقوا وأعدوا لهذا الاستقبال الضخم وأن هناك قيادة تستحق كل الشكر والتقدير على هذا التنظيم الرائع والجميل وخاصة بعد انتهاء الاستقبال الذين لم يفوتوا لسلطة الاحتلال الفرصة من أجل التدخل لتعكير الجو الفرائحي البهيج بعد أن تفرقت الجماهير وبشكل حضاري وممتاز ومن دون أن تسجل أي حوادث رغم الجماهير الغفيرة التي حضرت الاستقبال وبما لا يدع مجالاً للشك أن من يسبب التخريب في كل فعاليات الحراك الجنوبي إنما هي السلطة وجواسيسها المندسين من العملاء والخونة المحميين بالثكنات العسكرية المنتشرة في الأحياء أثناء الفعالية والتي اختفت مظاهرها مساء أمس الاثنين في مدينة المكلا .