منتديات الضالع بوابة الجنوب - الدكتاتور اليمني ومرض (الزهايمر)

كلمة "وكالة أنباء عدن"

الخطابات المأزومة للدكتاتور اليمني (علي عبدا لله صالح)في الفترة ألأخيرة ما هي إلا ردود أفعال غاضبة ضد الحراك الجنوبي السلمي لتحرير الجنوب الذي استطاع فرض سيطرته على الجنوب سلميا,ومن الطبيعي ردود الفعل بالعمل السياسي لكن الغير طبيعي استخدام الكذب وتزييف الحقائق والخروج عن قواعد اللياقة والآداب العامة وهو مايمارسه (صالح) بمفردات هابطة تعبر عن وعي زائف لهذا الشخص.

الحراك الجنوبي التحرري ينأى بنفسه ويترفع عن تلك السفاهات ومايهمنا هنا هو توضيح الحقائق وإظهارها بشكلها الطبيعي كحقائق تاريخية تدحض مزاعم (صالح)في خطابه ألأخير في مدينة عدن عاصمة الجنوب (المحتل) وفي نفس الوقت تظهر أوجه الشبه الحقيقي بين الدكتاتور(نيكولاي تشاوسسكو الزعيم الروماني الأسبق)وبين الديكتاتور اليمني وهناك وجه اختلاف واحد بينهما بأن تشاوسسكو لم يستخدم الكذب وسياسة التزوير ونظرية اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك الناس.

أخر تقليعات وكذبات (صالح )صباح الأربعاء 29ديسمبر في خطابه المأزوم وهو يتهكم على رؤؤسا الجنوب علي سالم البيض وعلي ناصر محمد ألأول صراحة والثاني ضمنا كعادته وتهديدهم ومحاولة التشويه بهم وهذا الكلام سبق الرد عليه بمناسبات عديدة ,ولكن حين قال صالح أخر كذبة يودع بها عام 2010 بأنه اتصل بالأستاذ علي سالم البيض حين كان يتم سحل زعيم رومانيا تشاوسسكو وزوجته وقتلهم وانه قال للرئيس البيض حاول الإسراع بالتوقيع على الوثائق الوحدوية مالم سيكون مصيرك مصير تشاوسسكو ,لاحظوا حديث الذاكرة المحبطة والمصابة بمرض (الزهايمر)بينما حقائق التاريخ تقول عكس كذب صالح حيث إن اتفاقية إعلان الوحدة المشؤؤمة تم التوقيع عليها بين صالح والبيض في 30 نوفمبر1989م وذاكرة صالح المتكلسة تنتج الوهم بأنه اتصل بالبيض حين كان يتم (سحل) تشاوسسكو وزوجته. وحكم ألإعدام أصلا من محكمة مستعجلة تم رميا بالرصاص بتاريخ 25ديسمبرمن نفس العام بعد توقيع اتفاقية نوفمبر ويريد الدكتاتور صالح ان يصنع من نفسه (طرزان)وبعبع يخافه ألآخرين وهو يصنع مايتمناه لنفسه من صفات ومقومات الشخصية القيادية التي يفتقدها إمام شجاعة وصلابة وثبات الرئيس علي سالم البيض .

ولم يتم سحل تشاوسسكو وزوجته كما يحلم صالح ولكنها مفردات الدكتاتور المحببة التي يمارسها على الواقع ضد ابنا الجنوب ويتضح انه يريد تحضير شهادة علياء للسفاهة بالمساس (بأعراض رؤؤسا الجنوب ونسائهم ) بعد ان استنزف مفردات قواميس البذاءة ضد شعب الجنوب بأكمله وهذا متروك للرأي العام المحلي والخارجي والإقليمي الذي صار ينعت زعمائهم بنعوت مماثلة غير لائقة أيضا, ونعتقد ان هناك ضوابط أخلاقية بين زعماء ورؤوسا وملوك وأمراء العالم ينطبق ذلك على رؤؤسا وقيادات الجنوب.

وفي نفس الوقت يفتح الدكتاتور صالح ملفات موبقات ألأجرام التي دشنها مطلع الثمانينات بجريمة بشعة بالتخلص من زوجته بواسطة رحلة وهمية بطائرة الهيلوكبتر ويتضح ان نظيره تشاوسسكو يتسم بالوفاء والإخلاص بعكس صالح المخادع ناكث العهود وعلاقات تشاوسسكو مع زوجته كانت متينة واعدامهما بحكم سياسي واحد يدل على الترابط العميق بينهما والجامع الوحيد بين صالح وتشاوسسكو هي طائرة الهيلوكبتر التي أراد الأخير وزوجته ركوبها والإقلاع بها والفرار بجلودهم من مطار بوخارست ولكن الجيش افشل تلك العملية باللحظات الأخيرة ومنعهم من صعود الطائرة بينما صالح استخدم الطائرة للتخلص من زوجته شريكة حياته.

بنفس الأسلوب أيضا تخلص فيه من ذراعه ألأيمن( خاله) اللواء محمد إسماعيل وأحد أركانه اللواء احمد فرج بتفخيخ وتفجير الطائرة الهيلوكبتر التي كانت تقلهما من حضرموت .ويجيد الدكتاتور صالح براعة كبيرة في عمليات الطائرات المفخخة للتخلص من حاشيته وكبار الضباط المرموقين وعلى سبيل المثال تفجير الطائرة العسكرية وقتل أحد أقربائه العقيد ركن عبدا للطيف هلال الدبب شقيق الوزيرعبد القادر هلال بعد ان كان عبدا للطيف يتمتع بشخصية قيادية يتفوق على زميلة الرائد احمد علي عبدا لله صالح نجل الرئيس ويتفوق عليه سياسيا وعسكريا وكفاءة ونفوذ قبلي .

إما أوجه الشبه بين الدكتاتور صالح ونظيره تشاوسسكو فهي تحتاج إلى مجلدات وكتب ولكن سنورد ونلخص اليسير من ذلك وفقا للاتي:

اولآ:فترة حكم الدكتاتور (نيكولاي تشاوسسكو)من 1965م وحتى 25ديسمبر1989م بمجملها 29 عام بالتمام والكمال وهي اقل من فترة حكم الدكتاتور علي عبدا لله صالح 1979م وحتى عشية خطابه المأزوم في 29ديسمبر2010م بجملها 32عام بالتمام والكمال وبنفس ألأسلوب السياسي الحكم بالقوة ولحديد والنار والتمسك بكرسي الحكم ,ألا إن الدكتاتور الروماني تشاوسسكو لم يقوم باحتلال أراضي الغير ومخالفة القانون الدولي كما فعل نظيره (صالح)باحتلال أراضي دولة الجنوب منذ عقد ونيف وحتى اليوم .

ثانيا:الدكتاتور تشاوسسكو صاحب المقولة الاستبدادية الشهيرة (عندما تثمر شجرة الصندل تيناً، عندها تتغير الأوضاع في رومانيا»)) عندما تغطرس وتجبر بأنه الحاكم الفرد مدى الحياة لرومانيا والدكتاتور (صالح)صاحب المقولة الاستبدادية (إنا القانون والقانون أنا)والتي اقتبسها من قاموس عهود الاستبداد والدكتاتور صالح أول زعيم عربي يلغي ويعلق الدستور ويفرض حالة الطوارى بقرار فردي بتاريخ 4مايو 1994م وإعلان الحرب على الجنوب وفرض ألاحتلال العسكري (الوحدة بالقوة تحديا لقرارات الشرعية الدولية وألاقليمية) وفي صبيحة خطابه المأزوم بتاريخ 29ديسمبر يوم أمس الأربعاء اصدر الدكتاتور صالح عبر عصابته بالبرلمان قرار يقضي (بتأبيد الحكم لصالح مدى الحياة وإلغاء الدستور العسكري )هذه أخر صرعاته الاستبدادية في نفس اللحظة واليوم والتاريخ الذي يتندر ويسخر من نظيره الروماني تشاوسسكو.

ثالثا:تدل الحقائق التاريخية على أوجه التشابه بين تشاوسسكو وصالح وهي صفات تجتمع بين زعماء الدكتاتوريات في العالم حيث ان تشاوسسكو كانت سطوته وجبروته حبس حديث الصمت وألآنفاس هو وإفراد أسرته على رومانيا دون وازع ضمير ولقد تعمد بهدم مدينة بوخارست العاصمة دون ان يجرى على الاعتراض احد وقام على أنقاضها (القصر ألأبدي) والذي أطلق عليه بيت الشعب ويعد ثاني اكبر مبنى بالعالم بعد البنتاجون وكذا هدم الكنائس والمعالم ألأثرية وهو صاحب إقرار نظام مايسمى(مشروع التنظيم (Sistematizare)والذي يتضمن نقل السكان وهدم المباني والتغيير الديموغرافي .
هذه ألأعمال تتوافق وتنسجم تماما مع سلوك الدكتاتور صالح بهدم المعالم التاريخية بالجنوب وهدم المعابد (معبدا ليهود في كريتر)وهدم مسجد أبان التاريخي في عدن وهدم أكثر من نصف مدينة عدن ومعالم الجنوب وتغيير أسماء المدارس والشوارع والمستشفيات وكل ما ارتسم بذاكرة شعب الجنوب من أرث سياسي وفكري مدني تاريخي, والتغيير الديمغرافي من خلال تهجير سكان الجنوب الأصليين خارج مدنهم وخارج الجنوب وإحلال سكان الشمال في الجنوب ومنحهم الأملاك والمزارع والمصانع وتقاسمهم ثروات نفط وغاز وذهب ومقدرات شعب الجنوب وتحويل الجنوب غنيمة حرب لحاشية وأولاد وأقارب صالح كما فعل نظيره تشاوسسكو مع الفارق ان الأخير تصرف بأراضي دولته بعكس صالح المحتل لأراضي الغير الذي سيعاقب جنائيا وسياسيا عقوبات مركبة ومضاعفة لاحتلاله أراضي الغير بالقوة وبجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية, وإذا كان تشاوسسكو اصدر مشروع نظام التغيير الديمغرافي فأن صالح لم يعمل على تقنين دكتاتورية حكمه بل تصرف بخطاب علني بنقل ابنا الشمال الى الجنوب ومنحهم هكتارات الأراضي والمساكن .

رابعا:تشابه تصرفات صالح ونظيره تشاوسسكو في قمع حرية الصحافة والتعبير وتضييق الخناق على الصحفيين وتسخير المال العام لشراء الذمم والصحافة والإعلام للتبجيل والمديح الزائف للزعيم الفرد وتأليهه مستعينا بأكبر مؤسسة مخابرات في العالم ظلت تتابع كل شاردة وواردة قوامها 70الف مخبر وضابط سري تسيطر على حياة الرومانيين بالحديد والنار وهو مايمارسه الدكتاتور صالح في مجال قمع الحريات والصحافة في الجنوب والشمال وإطلاق أيادي أجهزة المخابرات لقمع حرية الرأي والصحافة وقمع الاحتجاجات السلمية والتي مارسها تشاوسسكو لحظات اندلاع الغليان الشعبي بقتل المتظاهرين في مدن (تيمشوار غرب رومانيا وانتقلت الى مدن كلوج وبوخارست )ولكنه فشل بقمع الاحتجاجات رغم جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد ألآنسانية التي ارتكبها وتم محاكمته خلال ساعتان واعدامه وزوجته بسببهما وهي تتماثل بجرائم الدكتاتور صالح في قتل المتظاهرين بالجنوب وقمع الاحتجاجات وسفك الدماء بشكل شبه يومي وكذا جرائم الحرب والإبادة الجماعية في صعدة الشمالية وكذا جرائم (حلبجة الشمال المنطقة الوسطى بالثمانينات )
وكل تلك الجرائم موثقة لدى الهيئات الدولية والحقوقية وكما يقول المثل الشعبي (ان الجزاء من جنس العمل)وهو المصير المحتوم والمرتقب للدكتاتور صالح ليلاقي جزائه الذي سبقه إليه نظيره تشاوسسكو وأقرانه الطغاة.,والدكتاتور صالح الذي يمنح أولادة وأولاد إخوانه وحاشيته ومقربيه مفاصل نفوذ الحكم السياسي تهيئة للحكم الوراثي والذين عاثوا بالارض فسادا ويفرضون سطوتهم على الوزارات والوزراء والنواب الذين يعتبرونهم خدم وحشم قصر الطاعة ويأتمرون بأمر أولاد صالح وأولاد إخوانه وحاشيته وهو الحال نفسه الذي ساد رومانيا إبان حكم تشاوسسكو الذي اكتفى بنجله فقط ليعبث بالشعب الروماني ويمارس الهيمنة والجبروت وأصبح يخافه كل الوزراء وكما أشارت الروايات وحكايات الناس بأن نجل تشاوسسكوا في حفل وزاري كبير صعد على طاولة الطعام وتبول فوق مائدة ألآكل وأمر الوزراء بتناول ألآكل فأكلوا دون اعتراض ولآن هذه الجريمة المقرفة وغيرها تم كشفها بعد انهيار نظام تشاوسسكو لذلك فأن جرائم أنجال وحاشية صالح المقرفة ستكشف بعد رحيلهم أسوة بمن سبقوهم .