منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى الاسلامي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=4)
-   -   الشيخ عائض القرني : المكتبة المقروءة نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=7966)

قمة ثمر 2008-09-05 07:16 AM

الشيخ عائض القرني : المكتبة المقروءة نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده صدق وعده ونصر عبده
وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده
وصلى على سيد نا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أولادي الاحباء أخواني الاشقاء حبيت أن أهدي لكم
درر وجواهر الشيخ الفاضل الدكتور العلامة عايض القرني
نفعنا الله بعلومه 30 مسألة حول الصوم
لعل الله ينفعنا بها 00والله أسأل أن يتقبل
مني ومنكم صالح الاعمال ويعل هذه
الموعظه في ميازين حسناتنا واياكم
ويجعلها خالصة لو جهه الكريم
وقد فاتتني 5 أيام من شهر رمضان الكريم
لم أستطيع أن أكتب فيها لظروف خارجة عن ارادتي
وابتداءا من الغد 6/9/2008م
سوف أكتب لكم كل يوم مسألةان شاء الله تعالى
والسموحة منكم لاني كتبت لكم 5 مسائل
دفعة واحدة فتلك للخمسة أيام
التي مضت من شهر رمضان المبارك
وان شاء الله تعالى اذا أطال الله عمري سوف أكتب لكم
كل يوم مسألة طيلة رمضان
0ومبروك عليكم شهر الصوم حفظكم الله قولوا آمين


الشيخ عائض القرني : المكتبة المقروءة نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ عائض القرني : المكتبة المقروءة
ثلاثون درسا للصائمين
المقدمة:/
الحمد لله الملك القدوس السلام ، ذي الطول والعزة والإكرام ، هدانا للإسلام ، وشرفنا بالصلاة والصيام.
والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخيرة المصلين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد.
فهذا كتاب "دروس للصائمين" جمعت فيه من الآيات أوقعها ، ومن الأحاديث أصحها ، ومن الأبيات أعذبها ، ومن المواعظ أرقها ، فهو كتاب للصالحين في مجالس السمر وللمتنقلين في منازل الأسفار ، وللأحباب في النزهات ، وللوعاظ في المحاضرات ، ولعل الأستاذ أن يستفيد منه ، والخطيب أن يعرج عليه وإمام المسجد أن يقرأ فيه .
جعلت من مقاصد هذا الكتاب أمورا ثلاثة :
أولها : توثيق مواعظه ورقائقه بآيات الكتاب العزيز والسنة الصحيحة الثابتة فلا اورد حديثا ضعيفا أبدا ولا قصة واهية ولا أثرا مستغربا.
ثانيها : قصدت به غرس الإيمان في النفوس وبناء اليقين في القلوب ، وما قصدت جمع المسائل الفقهية إذ كفاني في هذه المهمة الفضلاء فأثروا بما كتبوا المكتبة الإسلامية فجانب الأحكام كثيرة مادته ، ولكن الإيمانيات العبر الموحيات والنداءات الجليات هي التي تنقصنا ، فعسى أن يكون هذا الجهد ملبيا للطلب .
ثالثها : حرصت في هذه الدروس أن أكسوها بجلباب الأدب القشيب وأن أتوجها بتاج الفصاحة الأغر ، سيرا على منهج القران الكريم والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبد العابدين ، جعل شهر رمضان موسما للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ، ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ()يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (المزمل:1) )قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) (المزمل:2) وقال تعالى ()وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الاسراء:79) .
ونهاره عليه الصلاة والسلام دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا.
· وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد (1).
· وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، فقد صح عنه أنه قال : "تسحروا فان في السحور بركة "(2) لان وقت السحور مبارك ، إذ هو في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي، ووقت الاستغفار . قال تعالى ()وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذريات:18) وقال تعالى () وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)(آل عمران: من الآية17) ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة ، ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم سبحانه وتعالى .
· وكان عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه أمرا وفعلا يعجل الإفطار بعد غروب الشمس(3) ، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء (4) لان خالي المعدة أوفق شئ له الحلاوة ، فكان في الرطب والتمر ما يوافق الصائم الجائع .
· وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد"(1) . فكان. فكان عليه الصلاة والسلام بخيري الدنيا والآخرة.
· وكان يفطر صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي المغرب (2)
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا اقبل الليل من ها هنا ، وأدبر من ها هنا فقد أفطر الصائم"(3).
· وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصام وأفطر ، وخيروا الصحابة في الأمرين (4)
· وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله (5)
وخرج صلى الله عليه وسلم لبعض غزواته وسراياه في رمضان بل كانت بدر الكبرى في رمضان ، فنصره الله نصرا ما سمع العالم بمثله ، وأفطر صلى الله عليه وسلم في غزوتين من غزواته ، في رمضان (6) كما أخبر بذلك عمر رضي الله عنه عند الترمذي وأحمد ، ولم يحدد صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحد ولا صح عنده في ذلك شئ .
· وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، فيغتسل بعد الفجر ويصوم (7) وكان يقبل بعد أزواجه وهو صائم في رمضان (8) ، وشبه قبلة الصائم بالمضمضة بالماء.(9).
· وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسيا ، وأن الله سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه(1)
· والذي صح عنه عليه الصلاة والسلام : أن الذي يفطر الصائم : الأكل والشرب والحجامة (2) والقئ(3) . والقرآن الكريم دل على أ، الجماع مفطر كالأكل والشرب .
· واعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر في رمضان (4) فجمع قلبه مع الله تعالى ، وفرغ باله من هموم الدنيا ، وسرح عين قلبه في ملكوت السموات والأرض ، وقلل من التقائه بالناس ، فأكثر من التبتل والابتهال ودعاء ذي الجلال والإكرام . وعكف قلبه على مدارسة الأسماء والصفات ، وعلى مطالعة الآيات البينات ، والتفكر في مخلوقات رب الأرض والسموات ، فلا اله إلا الله كم من معرفة وحصلت له ، وكم من نور ظهر له ، وكم من حقيقة ظفر بها ؟ فهو اعلم الناس بالله ، وأخوف الناس من الله ، وأتقى الناس لله ، وأبلغ الناس توكلا على الله ، وأبذل الناس لنفسه في ذات الله فعليه الصلاة والسلام م تضوع مسك وفاح ، وما ترنم حمام وناح ، وما شدا بلبل وصاح .
لماذا شرع الصيام
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فلله في شرعه أسرار ، وله في أحكامه حكم، وله في خلقه مقاصد ، فمن هذه الأسرار والحكم والمقاصد ما تدركها العقول ، ومنها ما تقف عندها كالة ، وقد أخبر سبحانه عن بعض حكم الصيام فقال تعالى ()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) إذن فالصوم طريق لتقوى الله عز وجل ، والصائم اقرب الناس إلى مولاه جلت قدرته ، جاع بطن الصائم فصفا قلبه ، وظمأت كبد الصائم فدمعت عيناه ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه لو وجاء"(1)
· الصوم يضيق مجاري الطعام والدم ، وهي مجاري الشيطان ، فتقل وسوسته .
· الصوم يضعف الشهوة وخطرات السوء وواردات المعصية فتشرق الروح .
· الصوم يذكر الصائم بإخوانه الصائمين من الجائعين المحتاجين والفقراء والمساكين ، فيرحمهم ويعطف عليهم ويمد يده بالعون إليهم .
يا صائما ترك الطعام تعففا أضحى رفيق الجوع واللواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة محفوفة بالبر والأنداء
· الصوم مدرسة لتربية النفس ، وتزكية القلب ، وغض البصر ، وحفظ الجوارح.
· الصوم سر بين العبد وبين المعبود سبحانه ، ففي الصحيح أن الله عز وجل " كل عمل ابن آدم فانه لي وأنا أجزي به" (1) . لان الصوم لا يطلع عليه إلا الله تعالى بخلاف الصلاة والزكاة والحج .
عرف السلف الصالح الصيام قربة لله عز وجل ، ومضمارا للسباق وموسما للخيرات، فبكوا فرحا لاستقباله ، وبكوا حزنا عند فراقه .
عرف السلف الصيام فاحبوا رمضان واجتهدوا في رمضان ، وبذلوا نفوسهم في رمضان ، فجعلوا من لياليه قياما وركوعا وسجودا ودموعا وخشوعا ، وجعلوا من نهاره ذكرا وتلاوة وتعليما ودعوة ونصحا .
عرف السلف الصيام قرة عين وراحة نفس ، وانشراح صدر ، فربوا أرواحهم بمقاصده ، وزكوا قلوبهم بتعاليمه ، وهذبوا نفوسهم بحكمه .
· كان السلف كما صح عنهم يجلسون بمصاحفهم في المساجد ، يتلون ويبكون ، ويحفظون ألسنتهم وأعينهم عن الحرام .
· الصيام يا صائمون وحدة للمسلمين ، يصومون في زمن ويفطرون في زمن ، جاعوا معا ، وأكلوا معا ، ألفة وإخاء ، وحب ووفاء .
· الصيام يا صائمون كفارة للخطايا ومذهب للسيئات ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : الجمعة إلى الجمعة ، والعمرة إلى العمرة ، ورمضان إلى رمضان ، كفارات لما بينهما ما لم تؤت كبيرة "(2)
· والصيام يا صائمون صحة للنفس ، لانه يستفرغ المواد الفاسدة، ويريح المعدة ويصفي الدم ويطلق عمل القلب ، فتشرق به الروح ، وتصفو به النفس ، وتهذب به الأخلاق .
· إذا صام الصائم ذات نفسه ، وانكسر قلبه وخفت مطامعه ، وذهبت شهواته ، لذلك تكون دعوته مستجابة لقربه من الله عز وجل .
· في الصيام سر عظيم ، وهو امتثال عبودية لله عز وجل ، والاذعان لأمره والتسليم لشرعه ، وترك شهوة الطعام والشراب والجماع لمرضاته.
· والصيام انتصار للمسلم على هواه ، وتفوق للمؤمن على نفسه ، فهو نصف الصبر ، ومن لم يستطع الصيام بلا عذر فلن يقهر نفسه ولن يغلب هواه.
· والصيام تجربة هائلة للنفس ، لتكون على استعداد تام لتحمل المشاق والقيام بالمهام الجسام من جهاد وبذل وتضحية وإقدام . وذلك لما أراد طالوت أن يقاتل أعداءه ابتلى الله قوم طالوت بنهر . وقال لهم طالوت ) فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ )(البقرة: من الآية249) فنجح أهل الصبر وفاز منهم من غلب هواه ، وتخلف عن الجهاد عبدة الشهوات المقهورون تحت سلطان طبائعهم.
ولعل بعض حكم الصوم تتلخص في أنه تقوى لله عز وجل ، وامتثال لأمره وقهر للهوى ، انتصار على النفس ، وتهيئة للمسلم في مواقف التضحية وضبط للجوارح ، وكبح للشهوات ، وصحة للجسم ، ومكفر للسيئات ، وألفة وإخاء ، وشعور بجوع الجائعين ، وحاجة المحتاجين ، والله أعلم








قمة ثمر 2008-09-05 07:18 AM

30 مسألة حول الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
 
30 مسألة حول الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
المسألة الأولى: فرضية الصيام، وأدلة ذلك، وحكمه، ومقاصده

قال الله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).
يخاطب الله تبارك وتعالى في هذه الآية الأمة المسلمة، آمراً أفرادها بالصيام، وهو: الإمساك عن الطعام، والشراب، والوقاع، بنية خالصة لله، عز وجل. قال أبو عمر بن عبد البر : أما الصيام في الشريعة: فمعناه: الإمساك عن الأكل والشرب، ووطء النساء نهاراً، إذا كان تارك ذلك يريه به وجه الله وينويه، هذا معنى الصيام في الشريعة عند جميع علماء الأمة (1) ؛ لما فيه من زكاة النفوس، وطهارتها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة، والأخلاق الرذيلة، وذكر أنه كما أوجبه عليهم، فقد أوجبه على من كان قبلهم، فلهم فيهم أسوة، فليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض الذي أكمله الله، سبحانه وتعالى، لهم، كما قال تعالى: ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)) ولهذا قال هاهنا: ((كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الحديث: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) (1) .
ثم بين مقدار الصوم، وأنه ليس في كل يوم؛ لئلا يشق على النفوس، فتضعف عن حمله، وأدائه، بل في أيام معدودات، وقد كان هذا في ابتداء الإسلام، يصومون من كل شهر ثلاثة أيام، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان.
وقد روي أن الصيام كان أولاً -كما كانت عليه الأمم قبلنا- من كل شهر ثلاثة أيام، ولم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح عليه السلام، إلى أن نسخ الله تعالى ذلك بصيام شهر رمضان، قال الحسن البصري : لقد كتب الصيام على كل أمة قد خلت كما كتب علينا شهراً كاملاً، وأياماً معدودات، عدداً معلوماً. (1)
وقال عطاء عن ابن عباس : ((كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)) يعني بذلك أهل الكتاب، ثم بين سبحانه وتعالى حكم الصيام على ما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام (1) .
وفي الحديث عنه، عليه الصلاة والسلام، أنه قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج) (1) .
وبين فرضيته، عليه الصلاة والسلام، في أحاديث كثيرة، فعن طلحة بن عبيد الله قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأله عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل على غيرها؟
قال: لا إلا أن تطوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصيام شهر رمضان، قال: هل علي غيره؟
قال: لا إلا أن تطوع. قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الزكاة، قال: هل علي غيرها؟
قال: لا إلا أن تطوع، فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق) (1) ، وكذلك في حديث ضمام بن ثعلبة : فعن أنس بن مالك قال: (بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد أجبتك، فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فقال: سل عما بدا لك، فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟
فقال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟
قال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟
قال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم، فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر) (1) .
وأجمع أهل العلم على فرضية صيام شهر رمضان.
قال ابن عبد البر : وأجمع العلماء على أن لا فرض في الصوم غير شهر رمضان (1) .
وللصيام حكم عظيمة، وفوائد عميمة:
منها: التقوى، كما نص على ذلك مولانا، تبارك وتعالى، بقوله: ((لعَلَّكُمْ تَتَّقُون)) فإنه من أعظم أسباب غض البصر، وحفظ الفرج، وكسر النفس الشيطانية، والغضبية، والشهوانية، وردها إلى مولاها، وهو: مرغمة للشيطان، وهو: امتثال لأمر المولى، سبحانه وتعالى، وتجربة للنفوس لتحمل المشاق، وفيه أيضاً: انتصار على النفس الأمارة بالسوء؛ فإن العبد إذا صام خالف شهوات النفس، فانتصر عليها.
وفيه: أيضاً تعويد للنفس على الصبر، والقيام بالتكاليف العظيمة، والأمور الجسيمة؛ ليكون المسلم والمسلمة في مسألة امتحان أمام الله، سبحانه وتعالى، وما يحبه ويرضاه.
وفيه: أيضاً تذكر لأحوال البائسين، والمساكين، والفقراء الذين يجوعون، أكثر مما يشبعون، فإن من لا يحس بالجوع، قد لا يدرك ما هم عليه من المشقة والضنك، فمن حكمة الله، عز وجل: أن يذوق الناس ألم الجوع، وألم الظمأ؟
ليتذكر بعضهم بعضاً.
ومن حكم الصوم: أيضاً جمع الأمة من أقصاها إلى أدناها على صيام شهر واحد، يفطر غالبهم في وقت واحد، ويصومون في وقت واحد، فيكون هناك اجتماع للأمة وتوجه لها، ووحدة معنوية وحسية.
والصيام -بعد ذلك- صحة للبدن، فهو يذهب الأخلاط الرديئة من الجسم، ويصفي الدم، ويريح المعدة، وقد قال كثير من أهل الطب، وأيدهم أهل الشريعة: إنه -أي الصيام- من أسباب صحة الجسم وقوته، ولله الحكم البالغة، هذا ما أدركناه، وما لم ندركه أكثر من أسرار شريعة الله، سبحانه وتعالى.
المسألة الثانية: فضل الصيام
في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الصيام جنة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها) (1) .
وإنما فضل الصيام عند أهل العلم لأسباب منها:
أولاً: أن الصوم لا يقع فيه الرياء، كما يقع في غيره من العبادات، حكاه المازري وغيره من أهل العلم، وقال بعضهم: روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ليس في الصيام رياء) (1) ، وذلك لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم فإنما يقع بالنية التي تخفى على الناس، فقد يفطر الإنسان دون أن يعلم الناس به.
وقد روى الحديث السابق البيهقي في الشعب (1) من طريق سهل مولى المغيرة بن أبي الصلت عن الزهري ، موصولاً، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، ولكن إسناده ضعيف، لجهالة بعض رواته، ولفظه: (الصيام لا رياء فيه، قال الله: هو لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي) . وهذا -لو صح- كان قاطعاً للنزاع.
وقال القرطبي : لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله، أضافه الله إلى نفسه، ولهذا قال في الحديث: (يدع شهوته من أجلي).
قال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها، وقل أن يسلم ما يظهر من شوب خلاف الصوم، وارتضى هذا المازري ، وقرره القرطبي .
ثانياً: أن المراد بقوله: (وأنا أجزي به)، أني أنفرد بعلم مقدار ما لعبدي من الثواب، ومضاعفة الحسنات، وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس.
قال القرطبي : معناه: أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف من عشرة، إلى سبعمائة ضعف ، إلى ما شاء الله، إلا الصوم، فإن الله يثيب عليه بغير تقدير، ويشهد لهذا حديث: (كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) (1) ، أي: يجازي به، ولأن الصوم من الصبر، والله تعالى يقول: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).
ثالثاً: معنى قوله: (الصوم لي)، أي: أنه أحب العبادات إلي، والمقدم عندي، وكفى بقوله: (الصوم لي) فضلاً للصيام على سائر العبادات، وروى النسائي وغيره من حديث أبي أمامة مرفوعاً: (عليك بالصوم، فإنه لا مثل له) (1) .
رابعاً: الإضافة إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال: بيت الله، وإن كانت البيوت كلها لله، قال ابن المنير : التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف.
خامساً: أن الاستغناء عن الطعام، وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله، فهو يطعم ولا يطعم، فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته أضافه إليه.
قال بعض أهل العلم: معناه: أن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام؛ فإنه مناسب لصفة من صفات الحق، كأنه يقول: إن الصائم يتقرب إلي بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي.
سادساً: أن المعنى كذلك، لكن بالنسبة إلى الملائكة؛ لأن ذلك من صفاتهم.
سابعاً: أنه خالص لله تعالى، وليس للعبد فيه حظ، قاله الخطابي .
وقال ابن الجوزي : المعنى: ليس لنفس الصائم فيه حظ بخلاف غيره، فإن لها فيه حظاً؛ لثناء الناس عليه لعبادته، لأنها تظهر، هذا وقد يقع في الصوم الرياء إذا أظهره العبد أمام الناس بقصد جلب الثناء، ولكن المقصود أن وقوع الرياء في الصيام أقل من وقوعه في غيره.
ثامناً: سبب الإضافة إلى الله تعالى: أن الصيام لم يعبد به غير الله تعالى، بخلاف الصلاة، والصدقة، والطواف، وغير ذلك، واعترض على هذا بما يقع من عباد النجوم، وأصحاب الهياكل، والاستخدامات، فإنهم يتعبدون لها بالصيام، وأجيب بأنهم لا يعتقدون ألوهية الكواكب، وإنما يعتقدون أنها فعالة بأنفسها، وهذا الجواب ليس له طائل.
تاسعاً: أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام، وقد روي عن ابن عيينة قال: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم، فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة.
عاشراً: أن الصوم لا يظهر فتكتبه الحفظة كما تكتب سائر الأعمال، فإنه من الأعمال الخفية التي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل، وكثير من الناس لا يعلمون بصيام الصائم، بخلاف الصلاة والحج والزكاة، فإنها تظهر لجمهور الناس.
حادي عشر: أنه كفارة، وقد عقد البخاري على ذلك باباً سماه: (الصوم كفارة)، وأورد حديث حذيفة عنه عليه الصلاة والسلام: (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة) (1) .
ثاني عشر: أن الله عز وجل -كما صح في الأحاديث- جعل للصائمين باباً في الجنة يسمى الريان، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟
فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد) (1) .
وقد ورد عنه، عليه الصلاة والسلام، أنه قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (1) . ومعنى إيماناً: أنه مؤمن بالله عز وجل، فلا يصح صيام الكافر، ومعنى احتساباً: أنه يريد بصيامه وجه الله عز وجل، محتسباً أجره على الله تبارك وتعالى.









قمة ثمر 2008-09-05 07:23 AM

المسألة الثالثة: شروط وجوب الصيام
 
المسألة الثالثة: شروط وجوب الصيام
وهي أربعة شروط:
أولها: الإسلام، فلا يجب على الكافر ولا المرتد؛ لأنه عبادة فلا تجب على الكافر كالصلاة، ولأن الله سبحانه وتعالى خاطب بفريضة الصيام المؤمنين فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) ولأن الكافر والمرتد لم يأت بأصل الإسلام، فلا يقبل منه، وعمله مردود عليه؛ لأنه لم يعتقد وحدانية الباري سبحانه وتعالى، ولا صدق برسالة المعصوم عليه الصلاة والسلام.
ثم إنه لا يطالب الكافر -لو أسلم- بما فات عليه في عمره من صلاة وصيام، وكذلك من ارتد فبقي فترة لا يصلي ولا يصوم، ثم عاد إلى الإسلام، فإنه لا يطالب في تلك الفترة بصيام وصلاة ما ترك، بل تكفيه التوبة النصوح، والدخول في الدين.
ثانيها: العقل، فلا يجب على مجنون؛ لأن الله سبحانه وتعالى خاطب أهل العقول، وجعل من شروط القيام بالشرع الحنيف: العقل، فقال سبحانه وتعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) وقال سبحانه وتعالى: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ)) وذكر سبحانه وتعالى العقل في مسألة الاحتجاج فقال: ((وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)) ، فمن لا يسمع أو يعقل ومن شابههم لا يطلب منهم القيام بالشرع، وتكاليفه وأحكامه.
ثالثها : البلوغ، فلا يجب على صبي، لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث. (رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الغلام حتى يحتلم) (1) .
وقال بعض أهل العلم: يجب على من أطاقه، لما روي عنه عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة أنهم كانوا يصومون الصبيان، لكن هذا ليس على وجه الجواب، ولكن على وجه التمرين، والتدريب، والتربية لهؤلاء، فيؤمر الصبي به إذا أطاقه، ويضرب عليه ليعتاده، ولا يجب عليه للخبر المتقدم، بل هو كالصلاة، فإن الصلاة يؤمر بها الصبي في السابعة، ويضرب عليها في العاشرة.
رابعها: الاستطاعة، فإن من لا يستطيع الصوم يسقط عنه، إما بالكلية فيطعم، وإما إلى وقت آخر كالمسافر والمريض، لقوله سبحانه وتعالى: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)).
المسألة الرابعة: بماذا يعرف دخول شهر رمضان؟
يجب صوم شهر رمضان بأحد ثلاثة أشياء:
- كمال شعبان ثلاثين يوماً إجماعاً، ورؤية هلال رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) (1) .
- ووجود غيم أو قتر في مطلع ليلة ثلاثين من شهر شعبان يحول دونه، لما روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطررا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له) (1) . يعني، ضيقوا له، من قوله: ((وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)) أي: ضيق عليه رزقه.
وتضييق العدة أن يحسب شعبان تسعة وعشرين يوماً، وكان ابن عمر إذا حال دون مطلعه غيم أو قتر أصبح صائماً، رواه أبو داود . وابن عمر هو راوي الحديث وعمله به تفسير له. وعنه: لا يصوم، لقوله عليه الصلاة والسلام: (فإن غم عليكم فكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً) (1) ، ولأن في أول الشهر شكاً فأشبه حال الصحو، ثم ورد أن الناس تبع للإمام في ذلك، فإن صام صاموا، وإن أفطر أفطروا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون، وأضحاكم يوم تضحون) (1) .
- إن رأى الهلال وحده صام، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) (1) ، فإن كان عدلاً صام الناس بقوله، لما قال ابن عمر رضي الله عنهما: (تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بالصيام) (1) .
ولأنه مما طريقه: المشاهدة، فدخل به في الفريضة، فقبل من واحد كوقت الصلاة، والمعتبر في رؤية الهلال: الرؤية البصرية، فإننا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، فلا يعتمد على الحساب في ذلك، وأما الأرصاد التي يقوم بها أهل الفلك، فإنها إذا كانت على رؤية للهلال بأجهزة مكبرة فلا بأس في ذلك قياساً على رؤية العين.
وإن كانت بالحساب (حساب الفلك)، فإن هذا ليس وارداً ولا جائزاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) (1) ، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام عمل هو وأصحابه بالرؤية.
[/size] [/color]

قمة ثمر 2008-09-05 07:25 AM

الخامسة: أحكام المريض في شهر رمضان للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
 
المسألة الخامسة: أحكام المريض في شهر رمضان للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 5/9/2008م
للمريض أن يفطر إذا كان الصوم يزيد مرضه، فإن تحمل وصام كره له ذلك وأجزأه، وقد أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة، والأصل فيه: قوله تعالى: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)).
والمرض المبيح للفطر، هو: المرض الشديد الذي يزيد بالصوم، أو يخشى تباطؤ برئه في الصوم.
قيل لـأحمد : متى يفطر المريض؟
قال: إذا لم يستطع، قيل: مثل الحمى؟
قال: وأي مرض أشد من الحمى (1) ؟
وحكي عن بعض السلف: أنه أباح الفطر بكل مرض، حتى من وجع الإصبع والضرس، لعموم الآية، ولأن المسافر يباح له الفطر، وإن لم يحتج إليه فكذلك المريض.
والصحيح: أن من لم يؤذه المرض، ولا يشق عليه، فإن عليه الصيام، لأنه شاهد للشهر لا يؤذيه الصوم.
وشرط المرض المبيح للفطر، هو: ما يخاف منه الضرر، فإذا تحمل المريض، وصام مع هذا فقد فعل مكروهاً، لما يتضمنه من الإضرار بنفسه، وتركه: تخفيف الله تعالى، وقبول رخصته، ويصح صومه ويجزئه؛ لأنه عزيمة أبيح تركها رخصة، فإذا تحمله أجزأه، كالمريض الذي يباح له ترك الجمعة فيحضرها، والذي يباح له ترك القيام في الصلاة فيقوم بها.
والصحيح: أن الذي يخشى زيادة المرض بالصيام يباح له الفطر خوفاً مما يتجدد بصيامه من زيادة المرض وتطاوله، فإذا خاف على نفسه من هذا المرض -لو صام- كان ترك الصيام له أولى.
ولا يدخل فيما يبيح الفطر من المرض: وجع الضرس، والجرح في الإصبع، والدمل، والقرحة اليسيرة والجرب، والرمد، وأشباه ذلك، فإن هذا لا يشق على الصائم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس من البر الصوم في السفر) (1) ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فأفطر فبلغه أن أناساً صاموا فقال: (أولئك العصاة، أولئك العصاة) (1) .
فإن كان المرض يرجى برؤه أخر الصيام لعدة من أيام أخر، وإن كان المرض مستمراً لا يرجى برؤه بقول طبيب مسلم حاذق، فإن عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، لقوله سبحانه وتعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)) قال ابن عباس : كانت رخصة للشيخ والمرأة الكبيرة، وهما يطيقان الصيام، أن يفطرا، ويطعما عن كل يوم مسكيناً، وكذلك الحبلى والمرضع إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا.

الضالعي نيوز 2008-09-05 07:34 AM

جزءالله عنا الف خير
الشيخ محمد عبدالله الصلاحي
خير الجزاء ونسال الله تعالى ان يجعلها في ميزان حسناته

قمة ثمر 2008-09-07 08:05 PM

شكرا لك يا الضالعي نيوز شكرا
على الرد المميز
حماك الله تعالى من كل سوء
ومن كل مكروه قولي آمين
ومبروك عليكم شهر الصوم

قمة ثمر 2008-09-07 08:08 PM

المسألة السادسة: المسافر في شهر رمضان للكتور القرني نقل محمد الصلاحي 7/9/2008م
 
المسألة السادسة: المسافر في شهر رمضان للكتور القرني نقل محمد الصلاحي 7/9/2008م










فإن سافر سفراً تقصر فيه الصلاة، فإن له أن يفطر؛ لقوله سبحانه وتعالى: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) وهنا مسائل تتعلق بهذه الآية:
إحداها: أنه قد ذهبت طائفة من السلف إلى أن من كان مقيماً في أول الشهر، ثم سافر في أثنائه، فليس له الإفطار بعذر السفر والحالة هذه، لقوله تعالى: ((فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)). وإنما يباح الإفطار لمسافر استهل الشهر وهو مسافر، وهذا قول غريب، نقله ابن حزم في كتابه المحلى عن جماعة من الصحابة والتابعين، وفيما حكاه عنهم نظر، فإنه قد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه خرج في شهر رمضان في غزوة الفتح فسار حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر وأمر الناس بالفطر) (1) .
الثانية: ذهب آخرون من الصحابة والتابعين إلى وجوب الإفطار في السفر؛ لقوله تعالى: ((... فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) والصحيح: قول الجمهور، أن الأمر في ذلك على التخيير، وليس بحتم؛ لأنهم كانوا يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم... في شهر رمضان، قال: فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، فلو كان الإفطار هو الواجب، لأنكر عليهم الصيام، بل الذي ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان في مثل هذه الحالة صائماً لما ثبت في الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة) (1) .
الثالثة: قالت طائفة، منهم: الشافعي : الصيام في السفر أفضل من الإفطار، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم، وقالت طائفة: بل الإفطار أفضل أخذاً بالرخصة، وقالت طائفة: هما سواء؛ لحديث عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: (يا رسول الله إني كثير الصيام أفأصوم في السفر؟
قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر) (1) ، وقيل: إن شق الصيام فالإفطار أفضل، لحديث جابر ، رضي الله عنهما، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد ظلل عليه فقال: ما هذا؟
قالوا: صائم، قال: ليس من البر الصيام في السفر) (1) .
الرابعة: القضاء: هل يجب متتابعاً، أو يجوز فيه التفريق؟
فيه قولان:
أحدهما: أنه يجب التتابع؛ لأن القضاء، يعني: الأداء.
والثاني: لا يجب التتابع، بل إن شاء فرق وإن شاء تابع.
وهذا قول جمهور السلف، والخلف، وعليه ثبتت الأدلة؛ لأن التتابع إنما وجب في الشهر لضرورة أدائه في الشهر، فأما بعد انقضاء رمضان فالمراد: صيام أيام عدة ما أفطر، ولهذا قال تعالى: ((فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)).



قمة ثمر 2008-09-07 08:10 PM

المسألة السابعة: حكم الحائض والنفساء في شهر رمضان للقرني نقل الصلاحي 7/9/2008م
 
المسألة السابعة: حكم الحائض والنفساء في شهر رمضان للقرني نقل الصلاحي 7/9/2008م









إذا حاضت المرأة أو نفست أفطرت وقضت، فإن صامت لم يجزئها، وأجمع أهل العلم على أن الحائض والنفساء لا يحل لهما الصوم، وأنهما تفطران رمضان وتقضيان، وأنهما إذا صامتا لم يجزئهما الصوم (1) ، وقد قالت عائشة : (كنا نحيض على عهد رسول الله؟
صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) (1) .
والأمر إنما هو للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أليس إحداكن إذا حاضت لم تصل ولم تصم، فذلك من نقصان دينها) (1) . والحائض والنفساء سواء، لأن دم النفاس ودم الحيض حكمهما سواء، ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم سواء وجد في أوله أو في آخره، ومتى نوت الحائض الصوم، وأمسكت مع علمها بتحريم ذلك أثمت ولم يجزئها، ويصح صومها قبل الغسل إذا طهرت من الليل.


قمة ثمر 2008-09-10 04:23 AM

المسألة الثامنة: الحامل والمرضع للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 8/9/2008م
 
المسألة الثامنة: الحامل والمرضع للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 8/9/2008م
عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع الصوم)، وفي لفظ بعضهم: (وعن الحامل والمرضع). وهذا الحديث حسنه الترمذي (1) ، وهو يدل على أنه يجوز للحبلى والمرضع الإفطار، وقد ذهب إلى ذلك الفقهاء إذا خافت المرضع على الرضيع، والحامل على الجنين، قالوا: إنها تفطر حتماً، قال أبو طالب : ولا خلاف في الجواز، وقال الترمذي : العمل على هذا عند أهل العلم.
وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران، وتقضيان، وتطعمان، وبه يقول سفيان ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وقال بعضهم: تفطران، وتطعمان، ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا، ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.
وقد قال بعدم وجوب الكفارة مع القضاء الأوزاعي ، والزهري ، والشافعي في أحد أقواله، وقد قال مالك ، والشافعي ، في أحد أقوالهما: إنها تلزم المرضع لا الحامل، إذ هي كالمريض، (يعني بذلك الكفارة).
والراجح في المسألة: أن الحامل والمرضع -إذا خافتا على نفسيهما- فإنهما تفطران، وتقضيان بلا إطعام، وإذا خافتا على ولديهما، فإنهما تفطران، وتقضيان، وتطعمان، فأما القضاء فأمره معلوم؛ لعموم الآية: ((فعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)) وأما الإطعام فقد ورد عن ابن عباس ، رضي الله عنه وأرضاه، في قوله سبحانه وتعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)) قال: [كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكيناً، وكذلك الحبلى والمرضع -إذا خافتا على أولادهما- أفطرتا وأطعمتا].
وكلام الصحابي مقدم على كلام غيره من أهل العلم من المتأخرين، لما علمهم سبحانه وتعالى، ولما خصهم به من كمال الفهم، وتمام المعرفة، وجودة الاستنباط.



قمة ثمر 2008-09-10 04:26 AM

المسألة التاسعة: العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه للدكتور عايض القرني نقل مح
 
المسألة التاسعة: العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 9/9/2008م

فإن هذا عليه أن يفطر، وأن يطعم عن كل يوم مسكيناً، كما ورد في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما، للآية، فإنها رخصة للشيخ الكبير، ولأن الأداء صوم واجب، فجاز أن يسقط إلى الكفارة كالقضاء، ولأن الصيام على الاستطاعة، والكبير والمريض لا يستطيعان، والله عز وجل يقول: ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا))
أما المريض الذي لا يرجى برؤه، فإنه يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكيناً، لأنه في معنى الشيخ، قال أحمد : فإن شاء أخرج الإطعام عن كل يوم بيومه، وإن شاء قدم الإطعام كله في أول الشهر، وإن شاء أخره في آخر الشهر. وورد عن أنس ، رضي الله عنه، أنه جمع في أول الشهر ثلاثين مسكيناً فأطعمهم، وكان عاجزاً عن الصيام؛ والأولى في ذلك: الإطعام لا القيمة، فإن هذا أقرب للنصوص الشرعية.



قمة ثمر 2008-09-10 04:30 AM

المسألة العاشرة: من ذهب عقله للد كتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 10/9/2008م
 
المسألة العاشرة: من ذهب عقله للد كتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 10/9/2008م




فإنه يسقط عنه التكليف، وليس عليه صيام ولا إطعام، وليس مخاطباً بالشرع لقوله سبحانه وتعالى: ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) ولقول المعصوم عليه الصلاة والسلام: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) (1) وهو لا يستطيع، وقد فقد أمراً هاماً من أمور التكليف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يكبر) (1) .
وهو في معناهم، إذ العلة في ذلك فقدان العقل في الجميع.
وكان الإطعام للعاجز من كبر، أو مرض لا يرجى برؤه، لأنهما لا يستطيعان مع وجود العقل، وأما هذا فإنه لا صيام عليه، ولا إطعام، لأنه لا يستطيع مع فقدان العقل.

الجنوب العربي 2008-09-10 05:52 AM

يعطيك العافيه والدي الصلاحي
وجعل الله هذا في ميزان حسناتك
وننتظر جديدك
تقبل الله صيامك وقيامك
ودعواتك لنا واجبه
تحياتي

قمة ثمر 2008-09-10 06:24 AM

شكرا لك يا الجنوب العربي على الرد المميز
حماكم الله تعالى من كل سوء ومن كل مكروه
قل آمين وبارك لنا ولكم في شهر الصيام والقيام
وجعلنا الله واياكم من عتقاء وطلقاء ونقذاء رمضان الكريم

قمة ثمر 2008-09-11 06:56 AM

المسألة الحادية عشرة: ومن المفطرات: الأكل والشرب للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي
 
المسألة الحادية عشرة: ومن المفطرات: الأكل والشرب للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي 11/9/2008م



قال سبحانه وتعالى: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)) ومفهوم الآية: أنه إذا تبين
الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر حرم علينا الأكل
والشرب في نهار رمضان، وقد أجمع أهل العلم على أن
من المفطرات الأكل والشرب في نهار رمضان، فيهجر
الأكل والشرب من بعد طلوع الفجر حتى تغرب الشمس.

المهندس 2008-09-11 07:04 AM

http://pictures.brooonzyah.net/rdod/39.gif
مشكور اخي قمه ثمر00 وجعلها الله في ميزان حسناتك000000000

قمة ثمر 2008-09-12 12:22 AM

المسألة الثانية عشرة: الجماع للد كتور عايض القرني
 
المسألة الثانية عشرة: الجماع للد كتور عايض القرني


وهو محرم -في نهار رمضان- بالكتاب والسنة
والإجماع، قال الله سبحانه وتعالى: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ)).
ومفهوم الآية: أنه في نهار رمضان يحرم علينا ذلك،
وقد دلت السنة المطهرة على تحريم الجماع في
النهار في شهر رمضان، وأنه مفطر، وفيه كفارة، ومنها: حديث أبي
هريرة ، رضي الله عنه: (أن رجلاً جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله! فقال له: ما أهلكك؟
، قال: وقعت على امرأتي في نهار رمضان...) الحديث
(1) ، فأقره عليه الصلاة والسلام على أنه هلك بالجماع
في نهار رمضان، ثم بين له صلى الله عليه وسلم الكفارة.

قمة ثمر 2008-09-12 08:35 AM

شكرالكم لمهند س الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في شهر الصوم وجعلنا
واياكم من عتقائه وطلقائه ونقذائه
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام

لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

فتى العروبة 2008-09-12 06:42 PM

يعطيك العافيه

فتى العروبة 2008-09-12 06:44 PM

شكرآ لك اخي الكريم

قمة ثمر 2008-09-16 11:58 PM

المسائل 13و14و15 و161 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي
 
المسائل 13و14و15 و161 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي

--------------------------------------------------------------------------------

:o

المسألة الثالثة عشرة: القيء






فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض) (1) .
والحديث يدل على أنه لا يبطل صوم من غلبه القيء، ولا يجب عليه القضاء، ويبطل صوم من تعمد إخراجه ولم يغلبه ويجب عليه القضاء، وقد ذهب إلى هذا: علي ، وابن عمر ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن علي ، والشافعي .
وحكى ابن المنذر الإجماع على أن من تعمد القيء يفسد صيامه، وقال ابن مسعود و عكرمة و ربيعة : أنه لا يفسد الصوم سواء كان غالباً أو مستخرجاً ما لم يرجع منه شيء باختيار، واستدلوا بحديث أبي سعيد : (ثلاث لا يفطرن: القيء، والحجامة، والاحتلام). (1)
وأجيب بأنه حديث ضعيف، لا ينهض للاستدلال، ولو سلم بصلاحيته فهو محمول -كما قال البيهقي - على من ذرعه القيء، وهذا لا بد منه، لأن ظاهر حديث أبي سعيد أن القيء لا يفطر مطلقاً، وظاهر حديث أبي هريرة أنه يفطر نوع منه خاص، فيبنى العام على الخاص.
وفي الحديث الذي أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن الجارود ، وابن حبان ، والدارقطني ، والبيهقي ، والحاكم ، عن أبي الدرداء (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر) (1) . قال معدان بن أبي طلحة الراوي له عن أبي الدرداء : فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فقلت: إن أبا الدرداء أخبرني -فذكر الحديث- فقال: صدق، أنا صببت عليه وضوءه، قال ابن منده : إسناده صحيح متصل، فهذا الحديث محمول على القيء عامداً، وكأنه صلى الله عليه وسلم كان صائماً تطوعاً.


المسألة الرابعة عشرة: الاكتحال


عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال: ليتقه الصائم) (1) . قال ابن معين : عبد الرحمن هذا ضعيف، وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
وقد ذهب بعضهم إلى أن الاكتحال يفسد الصوم، واستدلوا بحديث : (الفطر مما دخل، والوضوء مما خرج) (1) . وذهب الجمهور إلى أن الاكتحال لا يفسد الصوم، واستدلوا على ذلك بما أخرجه ابن ماجة عن عائشة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل في رمضان وهو صائم) (1) ، وفي إسناده بقية عن الزبيدي عن هشام عن عروة ، والزبيدي المذكور مجهول.
وروى البيهقي : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل وهو صائم) وإسناده لا يثبت (1) ، وفي حديث ابن عمر قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مملوءتان من الإثمد وذلك في رمضان وهو صائم) (1) . ورواه الترمذي (1) من حديث أنس في الإذن فيه لمن اشتكت عينه، وقال: إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء.
والصحيح: ما ذهب إليه الجمهور، من أن الاكتحال لا يفسد الصوم؛ لأن البراءة الأصلية لا ننتقل عنها إلا بدليل، وليس في الباب ما يصلح للنقل، ولا سيما بعد أن شد هذا الحديث من عضدها، وعلى فرض صلاحية حديث الفطر مما دخل، فإن حديث اكتحال النبي صلى الله عليه وسلم يكون مخصصاً للكحل، وكذلك على فرض صلاحية حديث الباب يكون محمولاً على الأمر باجتناب الكحل المطيب، لأن المروح هو المطيب فلا يتناول ما لا طيب فيه، ويمكن أن يقال: حديث الاكتحال صارف للأمر عن حقيقته، أعني: (الوجوب)، فيكون الاكتحال مكروهاً، ولكن يبعد أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مكروه.



المسألة الخامسة عشرة: الحجامة

عن ابن عباس ، رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم) (1) .
قال ابن القيم في زاد المعاد (1) : ولا يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وهو صائم، قال مهنا: سألت أحمد عنه فقال: ليس بصحيح، وقد أنكره يحيى بن سعيد الأنصاري ، وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله ذكر هذا الحديث فضعفه، قال مهنا : وسألت أحمد عن حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم ومحرم، فقال: ليس فيه صائم، إنما وهو محرم، والمقصود أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وهو صائم.
وعن شداد بن أوس ، رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بـالبقيع وهو يحتجم في رمضان فقال: أفطر الحاجم والمحجوم) (1) ، وصححه أحمد و ابن خزيمة و ابن حبان ، وقال السيوطي في الجامع الصغير : متواتر، وقال الإمام أحمد : فيه غير حديث ثابت؛ وقال إسحاق: ثبت هذا من خمسة أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن القيم في زاد المعاد (1) : والذي صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه يفطر الصائم الأكل والشرب والحجامة والقيء. والقرآن دل على أن الجماع مفطر.
وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه، قال: (أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفطر هذان، ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة) ، وكان أنس يحتجم وهو صائم (1) .
والصحيح في هذه المسألة -إن شاء الله- أن الحجامة مفطرة، ويجب على الصائم اجتنابها في نهار رمضان.




المسألة السادسة عشرة: من أكل أو شرب ناسياً

عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه) (1) .
فهذا الحكم دلت عليه النصوص كتاباً وسنة، فإن الله سبحانه وتعالى قال: ((رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا))، وقال عليه الصلاة والسلام: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) (1) .
ومن رأى من يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل عليه أن ينبه هذا الناسي أم يسكت؟
الظاهر: أن عليه أن ينبهه، لأنه من باب الأمر بالمعروف والنصيحة، والتعاون على البر والتقوى.

أبو عامر اليافعي 2008-09-17 12:01 AM

جزاك ربي خيرا

وجعل ما تقوم به في صالح اعمالك

ولك ارق تحية

وتقبل الله صيامك وقيامك.

قمة ثمر 2008-09-20 06:39 AM

المسائل 17+18*19+20 في أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي
 
المسائل 17+18*19+20 في أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي

--------------------------------------------------------------------------------


المسألة السابعة عشرة: التحفظ من الغيبة واللغو للصائم


عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) (1) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) (1) .
فالغيبة، واللغو، والسب، والشتم، تجرح صيام الصائم، وتضعف الأجر والثواب، وتعرض الصائم للعقاب، ولكن لا يلزم الصائم أن يقضي يوماً مكان هذا اليوم -فيما أعلم- ولا أعلم حديثاً صحيحاً كدليل لمن أوجب قضاء هذا اليوم.
والمقصود من الصيام: حفظ اللسان، والجوارح عما يغضب الرب تبارك وتعالى، وأما قوله في آخر الحديث: (فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فقال بعض أهل العلم: ليس معناه أنه يؤمر بأن يدع صيامه، وإنما معناه التحذير من قول الزور، ولا مفهوم لذلك، فإن الله لا يحتاج إلى شيء، وإنما معناه فليس لله إرادة في صيامه فوضع الحاجة موضع الإرادة، وقال بعضهم: بل هو كناية عن عدم القبول، كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئاً طلبه منه فلم يقم به: لا حاجة لي في ذلك، وقال ابن العربي: مقتضى هذا الحديث أنه لا يثاب على صيامه، ومعناه: أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور، وما ذكر معه.
واستدل بهذا الحديث على أن هذه الأفعال تنقص ثواب الصوم، وتعقب بأنها صغائر تكفر باجتناب الكبائر، والله أعلم
.

المسألة الثامنة عشرة: تبييت النية من الليل


عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) (1) ، ومال الترمذي و النسائي إلى ترجيح وقفه، وصححه -مرفوعاً- ابن خزيمة و ابن حبان ، و للدارقطني : (لا صيام لمن لم يفرضه من الليل)، وتبييت الصيام: عقد القلب بالنية عليه ابتداءً من آخر الليل وأول النهار.
والنية هي: إخلاصه لله، وابتغاء وجهه ومرضاته بالعمل، ولا بد أن يكون ذلك مصاحباً لجميع أجزاء العمل من صيام، وصلاة، وغيرها.
ومن شرط صحة صيام الفريضة تبييت نية الصيام من الليل، فلو لم ينو حتى طلع الفجر فلا صيام له، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من علم أن غداً من رمضان كفته نيته هذه (هذا في الفريضة)، وهو مقصود حديثه عليه الصلاة والسلام، والتبييت إنما يكون في الليل قبل الفجر، ولو بيت النية قبل أن ينام ثم لم يستيقظ حتى طلع الفجر لكفاه ذلك.
ومن لم يعلم بدخول الشهر إلا بعد طلوع الفجر، فإنه يمسك ذلك اليوم، ويقضي يوماً مكانه، لأنه لم يفرض النية من الليل.
افلة في الصيام

المسألة التاسعة عشرة: نية النافلة في الصيام

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: (هل عندكم شيء؟
، قلنا: لا، قال: فإني صائم، ثم أتانا يوماً آخر فقلنا: أهدي لنا حيس، فقال: أرينيه، فلقد أصبحت صائماً، فأكل) (1) .
وهذا الحديث يدل على أن المتنفل له أن يعقد النية من أثناء النهار، ولا يلزمه أن يبيت النية من الليل كالمفترض، وإذا أمسك وهو مفطر، ثم أراد أن يصوم فله أن يكمل من أثناء النهار حتى من بعد الزوال عند كثير من أهل العلم.
وإذا صام نافلةً، ثم أراد أن يفطر لسبب من الأسباب فله ذلك، ولا قضاء عليه في القول الصحيح من أقوال أهل العلم، لأن المتطوع أمير نفسه خلافاً للأحناف.


المسألة العشرون: السنة في الفطر


عن سهل بن سعد ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (1) . وفي الحديث عن عمر ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم) (1) ، فجعله مفطراً حكماً بدخول وقت الفطر، وإن لم يتناول شيئاً.
فمن الخطأ ما يصنعه البعض من العامة وأشباههم تمكيناً في الإفطار، أو في الإمساك قبل الفجر، فإن هذا يستدعي إدخال جزء من الوقت الذي أوجب الله فطره في الصوم وهذا تنطع، وقد هلك المتنطعون.
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً) (1) .
ومعنى تعجيل الفطر: أن يفطر المسلم والمسلمة إذا غابت الشمس، وإذا أدبر النهار وأقبل الليل، فهذا هو الضابط الشرعي لهذا، فإن الله سبحانه وتعالى قال: ((ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل)) فدخول أول جزء من الليل مبيح للإفطار، ولو لم يفطر العبد، فاتباع السنة في ذلك أن يبدأ في أول جزء، ولا يتنطع في ترك الفطر حتى يتمكن الليل كثيراً.
وهنا مسألة: هل الضابط الأذان أم إقبال الليل وغروب الشمس؟
والصحيح في ذلك غروب الشمس، لكن إذا كان المؤذن ثقة أميناً عارفاً بالوقت، فإنه يؤخذ بأذانه ويفطر عليه، كالشاهد، وكالراوي، وناقل الخبر، وأما إذا لم يعرف عنه الثقة، والأمانة، والضبط، فإنه يعتبر بالليل، وبغروب الشمس.

أبو عامر اليافعي 2008-09-20 06:54 AM

جزاك الله خير
وادامك الله بكل خير وصحة وسعادة.
ماتقوم به هو الخير كله
وعند الله لك الثواب.

فتى العروبة 2008-09-23 06:34 PM

جزاك الله خــــــــــــــــــــــــــيـــر

قمة ثمر 2008-09-26 02:20 PM

من 21 الى 25 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي
 
من 21 الى 25 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي


المسألة الحادية والعشرون: ما جاء في السحور

عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) (1) . وورد في السنن: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) (1).
وكان صلى الله عليه وسلم يحبذ السحور، ويتسحر، عليه الصلاة والسلام، وأصحابه، وإنما كان في السحور بركة؟
لأنه معين على صيام النهار، ولأنه في وقت إجابة الدعاء حين يتنزل الله، سبحانه وتعالى، إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟
هل من مستغفر فأغفر له؟
هل من تائب فأتوب عليه؟
ولأنه اتباع لسنة الرسول، عليه الصلاة والسلام، ولأنه مخالفة لأهل الكتاب، فإنهم كانوا لا يتسحرون إذا صاموا، وقد أمرنا بمخالفتهم فيما لم يرد شرعنا به.
وفي الحديث عن زيد بن ثابت أنهم تسحروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لـزيد : [كم بين السحور وأذان الفجر؟
قال: مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية] (1) .
فكأن من السنة أن يكون بين الأذان وبين الكف عن السحور وقت كهذا الوقت، وهو الأقرب، والأحسن، والأليق.
وما يفعله بعض الناس من تقديم السحور كثيراً حتى يكون في وقت العشاء، أو ترك السحور، مخالف للسنة، ولو أن صيام هؤلاء صحيح، ولكن الأولى اتباعه، عليه الصلاة والسلام، في دقائق سنته.



المسألة الثانية والعشرون: على ماذا يفطر الصائم؟

عن سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور) (1) . وقد ورد في بعض الروايات: (على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء) (1) .
وهذا الحديث الأخير من فعله، عليه الصلاة والسلام، فالسنة: الفطر على شيء من التمر، وإنما خص التمر -كما قال بعض الفضلاء-: لأن فيه مادة حلوة، وهي أنسب ما يكون لجائع البطن، كما أنها أصح للمعدة، وهذه من حكمه البالغة صلى الله عليه وسلم، ومن أسرار الشريعة الكاملة.
والسنة: أن يفطر بتمرات وتراً بعد غروب الشمس، قبل أن يصلي المغرب، ولو أفطر على غير هذه المادة من المأكولات لجاز، ولكن الأفضل ما وردت به السنة.
ووردت بعض الأحاديث فيما يدعو به الصائم عند الفطر، ولكن في بعضها ضعف، قد يشعر تعددها، وتعدد طرقها بقوتها، كحديث: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) (1) ، وحديث: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، إنك أنت السميع العليم) (1) .
ثم إنه ورد دعوة لا ترد، فلو دعا لكان أحسن قبل أن يفطر.


المسألة الثالثة والعشرون: حكم الوصال



ومعناه: أن يصل الصائم النهار بالليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: إنك تواصل، يا رسول الله؟
فقال: (وأيكم مثلي؟
، إنني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً، ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم، كالمنكر لهم حين أبوا أن ينتهوا) (1) .
وهذا لا يطيقه إلا النبي صلى الله عليه وسلم الذي شغله صدق المحبة لله تعالى، وقوة الصلة به، فالله تعالى يغذيه من المعارف، ويفيض على قلبه من لذة المناجاة والشوق ما هو غذاء للقلوب، ونعيم للأرواح، فيغني هذا عن غذاء الجسم مدة من الزمان.
وليس معنى قوله: (أبيت يطعمني ربي) أنه يطعمه طعاماً وشراباً بالفم، وإلا لما كان صائماً، عليه الصلاة والسلام، فقد نهى صلى الله عليه وسلم الأمة نهي تحريم عن الوصال، فإن فيه مشقة، أما الوصال الذي نقل عن بعض السلف، فكأنهم ما سمعوا نهيه، عليه الصلاة والسلام، وقد يفعل بعض العلماء أمراً -وهو خلاف السنة- متأولاً في ذلك، مجتهداً، فيؤجر أجراً واحداً، وأما من بلغه الدليل فلا يجوز مخالفته.



المسألة الرابعة والعشرون: الرخصة في القبلة للصائم إلا لمن يخاف على نفسه


عن أم سلمة ، رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم) (1) . وعن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، كان أملككم لإربه) (1) ، وفي لفظ: (يقبل في رمضان وهو صائم) (1) .
وعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيقبل الصائم؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل هذه -لـأم سلمة-) فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له) (1) . وفيه أن أفعاله حجة.
فإذا خاف الصائم على نفسه من القبلة، فالأولى: اجتنابها، وعدم التقبيل، وأما إذا أمن فقد رخص في ذلك عليه الصلاة والسلام، وكأن لحالة الشخص أثراً في اختلاف الحكم، فمن كان شاباً تطمح نفسه، فالأولى له اجتناب القبلة، ومن كان شيخاً كبيراً، فلا بأس، والله أعلم.

المسألة الخامسة والعشرون: الصوم في السفر والإفطار

عن ابن أبي أوفى ، رضي الله عنه، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لرجل: انزل فاجدح لي، قال: يا رسول الله، الشمس، قال: انزل فاجدح لي، قال: يا رسول الله، الشمس، قال: انزل فاجدح لي، فنزل، فجدح له، وشرب، ثم رمى بيده هاهنا ثم قال: إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم) (1) . واستدل بهذا الحديث البخاري على جواز الصوم في السفر، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان مسافراً، كما يعلم من هذا الحديث.
وعن عائشة ، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أأصوم في السفر؟
-وكان كثير الصيام- قال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر) (1) ، قال ابن دقيق العيد : ليس فيه تصريح بأنه صوم رمضان، فلا يكون فيه حجة على من منع صيام رمضان في السفر.
وقال ابن حجر : وهو كما قال بالنسبة إلى سياق حديث الباب، لكن في رواية أبي مرواح التي ذكرها مسلم أنه قال: (يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه الصلاة والسلام) (1) وهذا يشعر بأنه سأل عن صيام الفريضة، وذلك أن الرخصة إنما تطلب في مقابلة ما هو واجب.
وأصرح من ذلك إحدى روايات الحديث السابق من طريق عائشة (أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن الصيام في السفر؟
فقال: إن شئت صم، وإن شئت أفطر) (1) .
والحاصل أنه يجوز للمسافر أن يصوم رمضان في السفر إذا لم يشق عليه، فإذا شق عليه فالأولى له والأحسن: أن يفطر لأنها رخصة، والله أعلم.



قمة ثمر 2008-09-28 03:41 PM

من 26 الى 30 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي
 
من 26 الى 30 من أحكام الصوم للدكتور عايض القرني نقل محمد الصلاحي



المسألة السادسة والعشرون: صلاة التراويح


[color=0000FF]عن عائشة ، رضي الله تعالى عنها، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة : قلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟

قال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) (1) .

وفي هذا الحديث: دليل على أنه، عليه الصلاة والسلام، كان يصلي في رمضان قياماً إحدى عشرة ركعة، ومن شاء أن يزيد على ذلك فلا حرج، ولكن الأولى والأقرب للسنة -والأحسن سنته عليه الصلاة والسلام- أن يصلي إحدى عشرة ركعة كما فعل عليه الصلاة والسلام.

وفي رواية عن عائشة : كان يصلي من الليل عشر ركعات، ويوتر بسجدة، ويركع ركعتي الفجر، فتلك ثلاث عشرة ركعة (1) . يفهم من هذا أن من قال إنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة إنما يدخل في ذلك ركعتي الفجر، وأما القيام فبإحدى عشرة ركعة، وورد في رواية أيضاً عن عائشة : [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها] (1) ، وتفسر هذه الروايةُ الروايةَ التي قبلها أن فيها ركعتي الفجر كما سلف.

أما ما يفعله بعض الناس في بعض المساجد، بأن يصلوا التراويح في أول الليل، ثم يجتمعون للقيام في آخر الليل فما أعلم أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، ولا أحداً من أصحابه، ولا من التابعين لهم بإحسان فعل ذلك في جماعة، بل كان المعروف عند السلف أنهم كانوا يصلون صلاة القيام مرةً واحدةً في الليل بعد صلاة العشاء، أما اجتماعهم مرتين بحيث يصلون التراويح في أول الليل والقيام في آخره جماعة، فلم ينقل ذلك في حديث صحيح، ولا في أثر ولا في عمل الصحابة ولا التابعين، فالأولى أن يكتفى إما بالتراويح جماعة في أول الليل، وإما بالقيام في آخر الليل، وهذا هو الأقرب لسنته عليه الصلاة والسلام والأولى.

والأولى للأئمة أن يكتفوا بإحدى عشرة ركعة، يقرأون فيها ما تيسر من كتاب الله سبحانه وتعالى، ويحسنون سجودها، وركوعها، وخشوعها، لتكون مشابهة لسنته عليه الصلاة والسلام، وقريبة من صلاته صلى الله عليه وسلم. [/color]المسألة السابعة والعشرون: السواك للصائم

جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، وفي لفظ: (عند كل وضوء) (1) .

وهذا الحديث عام في رمضان وفي غيره، وفيه دليل لمن سن السواك للصائم طيلة يوم رمضان لأن لفظ: (عند كل صلاة) و(عند كل وضوء) يقتضي أن يكون في أول النهار وفي آخره.

وحديث عامر بن ربيعة قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك ما لا أحصي ولا أعد وهو صائم) (1) ، دليل لمن استحب السواك للصائم في أول النهار وفي آخره ومع كل صلاة ومع كل وضوء.

وبعض أهل العلم يرى أن الصائم له أن يستاك في أول النهار، وليس له أن يستاك في آخر النهار، ويعلل ذلك بأن خلوف فم الصائم الذي هو أحسن وأطيب عند الله من ريح المسك يزول بالسواك، وهذا التعليل فيه نظر، إذ إن الخلوف إنما هو من المعدة، وليس من الفم، وليس للسواك أثر في إزالة الخلوف أو بقائه، والله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، فالأولى: القول باستحباب السواك في أول النهار وفي آخره للصائم.





المسألة الثامنة والعشرون: قراءة القرآن في رمضان







في الحديث عن ابن عباس : (أن جبريل عليه السلام كان يلقى رسولنا صلى الله عليه وسلم في رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع بالخير من الريح المرسلة) (1) . وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام: (أن جبريل كان يعرض عليه القرآن في رمضان مرة واحدة، فلما قربت وفاته صلى الله عليه وسلم عرض عليه في آخر رمضان القرآن مرتين، فعلم صلى الله عليه وسلم أن أجله قد دنا) (1) .

ويؤخذ من هذا: فضل تدارس القرآن في رمضان، ولو درسه المسلم مع غيره كان أفضل وأمتع، وإن سمعه من غيره كان أحسن، والأولى للمسلم أن يكثر من تلاوة القرآن في رمضان أكثر من غيره من الشهور، لمضاعفة الأجر في ذلك، ولعمله عليه الصلاة والسلام، وعمل أصحابه، والسلف الصالح.

ونقل عن كثير من الأئمة أنهم كانوا يعتزلون مجالس الفتيا والدروس العلمية، العامة والخاصة، ويعكفون على كتاب الله عز وجل قراءة وتدبراً وتأملاً، والأوفق في هذا أن يقرأ القرآن بترسل وتمهل وتدبر، لأن هذا هو المقصود، وهو الذي يثمر العمل، ويزيد في الإيمان، والناس في ذلك ما بين غال ومقصر، والمتوسط هو الموفق.

فمنهم من يكثر من القراءة بلا تدبر، ويرى أن كثرة الختمات هي المقصودة، فيختم في كل يوم، أو في كل يومين، ولا يقف عند الآيات، ولا يعرف المقصود مما يقرأ، ولا يتأمل ما يمر به من عظات، والأنسب للمسلم: أن يختم في شهر رمضان مرتين، أو ثلاثاً، أو أربعاً بتدبر، وهذا هو الأدق، وهو عمل كثير من الأئمة والصالحين والأخيار.




المسألة التاسعة والعشرون: فضل العمرة في رمضان






جاء عنه، عليه الصلاة والسلام، أنه قال: (عمرة في رمضان كحجة) وفي لفظ: (كحجة معي) (1) . فللعمرة في رمضان فضل عظيم عليها في غيره من الأشهر، ويستحب للمسلم -إذا استطاع- أن يعتمر في رمضان، فهو الأفضل، وهنا أمور أحب أن أنبه عليها وهي:

أولاً: أن كثيراً من الناس يتركون ما هو أفضل إلى العمل المفضول، فمنهم من يترك -مثلاً- إمامة المسجد، ويذهب للعمرة، أو يترك عمله، ووظيفته ويعتمر، وهذا فيه حرج عظيم، وفيه عدول عن العمل الأفضل إلى العمل المفضول، ويحتاج هذا إلى فقه في الدين، فالأولى لمن كان بقاؤه أفضل له وللمسلمين أن يبقى، ولو لم يعتمر في رمضان كإمام المسجد، والخطيب، والداعية، ومعلم الناس، والموظف.

وهنا مسألة ثانية وهي: أن بعضهم يترك عمله بلا استئذان، ويذهب للعمرة، وهذا يأثم من جانب، ويؤجر من جانب، فالأولى له ألا يذهب إلا بإذن، فإن لم يؤذن له فلا يذهب.

ثانياً: أن بعضهم يكذب في عذره، فيدعي أن له مريضاً، أو ظرفاً آخر ليس بصحيح، ليحصل على إجازة اضطرارية، ثم يعتمر، فهذا ارتكب إثماً في كذبه وتزويره، فلم يتق الله عز وجل في ذلك.

ثالثاً: أن بعض الناس يكرر العمرة في رمضان، خصوصاً أهل مكة ، وهذا خلاف عمل الرسول، عليه الصلاة والسلام، والسلف الصالح، بل الأولى له أن يعتمر عمرة في رمضان، ويجعل بقية أوقاته في قراءة القرآن، والذكر، ونوافل العبادة الأخرى.




المسألة الثلاثون: من أصبح جنباً وهو صائم


عن عائشة أن رجلاً قال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال: لست مثلنا يا رسول الله، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي) (1) .

وعن عائشة أم المؤمنين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام ثم يصوم في رمضان) (1) .

وعن أم سلمة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي) (1) .

بهذه الأحاديث استدل من قال: إن من أصبح جنباً فصومه صحيح، ولا قضاء عليه من غير فرق بين أن تكون الجنابة عن جماع أو غيره، وإليه ذهب الجمهور، وجزم النووي بأنه استقر الإجماع على ذلك.

وقال ابن دقيق العيد : إنه صار ذلك إجماعاً أو كالإجماع.

فعلى كل حال من أخر الغسل حتى طلع الفجر من جنابة فصيامه صحيح، ومن نام في أثناء النهار واحتلم، ثم استيقظ ووجد بللاً فصيامه صحيح، وعليه أن يغتسل، أي أنه لا يلزم الصائم أن يكون طاهراً من الجنابة قبل الفجر، والأولى لمن أراد الصيام أن يغتسل قبل الفجر، ليحصل على أجر ركعتي الفجر ودخول أول الوقت وحضور الجماعة، فهو الأفضل والأليق.

وهنا صورة وهي: من جامع في ليل رمضان ثم نام وغلبه نومه فما استيقظ إلا بعد ذهاب الفجر وطلوع الشمس، فإنه يغتسل ويصلي وصيامه صحيح.

صقر الجنوب 2008-09-28 06:02 PM

جزاك الله خير اخي قمة ثمر

وجعله في ميزان حسناتك
وخواتم مباركه وعيد مبارك مقدماً

قمة ثمر 2008-10-02 07:19 PM



شكرالكم فتى العروبةشكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قول آمين
ماذا عساي أن أقول في فتى العروبة
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقك للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقك
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

قمة ثمر 2008-10-02 07:28 PM



شكرالكم صقر الجنوب
شكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قولوا آمين
ماذا عساي أن أقول في صقر الجنوب
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقكم للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقكم
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

قمة ثمر 2008-10-02 07:31 PM



شكرالكم فتى العروبة
شكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قولوا آمين
ماذا عساي أن أقول في فتى العروبة
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقكم للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقكم
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

قمة ثمر 2008-10-02 07:32 PM



شكرالكم أبو عامر اليافعي
شكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قولوا آمين
ماذا عساي أن أقول في أبو عامر اليافعي
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقكم للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقكم
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

قمة ثمر 2008-10-02 07:33 PM



شكرالكم أبو عامر اليافعي
شكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قولوا آمين
ماذا عساي أن أقول في أبو عامر اليافعي
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقكم للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقكم
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه

قمة ثمر 2008-10-02 07:34 PM



شكرالكم فتى العروبة
شكرا لكم انتم السباقون بالرد
والذوق الرفيع والحس المرهف حماكم الله
من كل سوء ومن كل مكروه قولوا آمين
ماذا عساي أن أقول في فتى العروبة
بمثلك تفخر الامة الاسلامية لتذوقكم للمواضيع
الدينية هذا دليل على قمة مكارم أخلاقكم
الله يحفظكم ويرعاكم بعينه التي
لاتنام أنا لم أقم بشيء يستحق الاطراء هذا هو واجبي
وأنتم من يستحقوا الشكر والتقدير والاطراء
بارك الله فيكم ..وجـزاكم كل خير..
وطاب ممشاكم وتبوأتم باذن الله وكرمه ومنه مقعدا في
جنة الفردوس الاعلى وذكركم الله تعالى في من عنده من عباده الابرار
وفقكم الله ورعاكم ..وزاد من تقواكم .. وسدد خطاكم..
حفظكم الله
رفع الله قدركم وأثابكم ..واسكنكم الفردوس الأعلى
الله يحفظكم أنعم وأكرم
شكرالكم على الرد المميز
والمرور على مواضيعي هذا دليل على مكارم اخلاقكم
وبارك الله لنا ولكم في عيد الفطر المبارك

وجعلنا واياكم من العائدين الفائزين وكل عام وانتم بخير
شكرا لكم على ردكم المميز تسلموا وتدوموا
حفظكم الله بعينه التي لاتنام
لااريد منكم الا مروركم
مروركم وردودكم على قصايدي لان مروركم
يدفعني الى المزيد من العطاء
وبذل مجهود يليق بمنتدانا الغالي
الله لايحرمنا
من طلتكم ومن ردكم المميز الله يحفظكم ويرعاكم
شكرا على الرد والمرور
شكرا جزيلا والف الف الف الف هلا ومرحب باولادي
البرره هلا وغلا فيكم منكم وبكم الصلاحي
يستمد العون والابداع لكونكم الجذوه التي توقد مشاعري
وتشحذ همتي وتلهم قريحتي الشعريه


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.