منتديات الضالع بوابة الجنوب

منتديات الضالع بوابة الجنوب (http://www.dhal3.com/vb//index.php)
-   المنتدى السياسي (http://www.dhal3.com/vb//forumdisplay.php?f=18)
-   -   خفايا التآمر على الجنوب ( الحلقات الثلاث ) (http://www.dhal3.com/vb//showthread.php?t=10986)

بو مبارك 2009-02-03 10:11 PM

خفايا التآمر على الجنوب ( الحلقات الثلاث )
 

تمهيد :
عزيزي القارئ الكريم أضع بين يديك مجموعة مقالات متسلسلة تبين مدى تآمر نظام الجمهورية العربية اليمنية على دولة الوحدة لقصد أبتلاع ثروات ومقدرات وأرض جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .منذ بدايات اعتكاف نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وحتى اجتياح الجنوب في 7/7/1994م وخروج القيادة الجنوبية الى الخارج . هذه المقالات من مصادر ووثائق غاية في السرية وأحتفظ بذكرها لدواعي أمنية حرصاً على سلامة مصادري ولكن لن يدوم إخفائها وسوف تعلن في حينه إذا دعت الضوروة .

يظل الثامن عشر من يناير 1994م ، محطة أساسية في يمن ما بعد الوحدة . ففي صباح ذلك اليوم ، وقعت أطراف الائتلاف الثلاثي الحاكم ( المؤتمر الشعبي العام ، الحزب الاشتراكي ، التجمع اليمني للإصلاح ) بالإضافة الى أحزاب المعارضة وشخصيات وطنية مستقلة ، بالأحرف الأولى على "وثيقة العهد والإتفاق" لبناء الدولة الحديثة اليمنية . جاء ذلك بعد قرابة شهرين من الجدل والتصعيد المضادين بين أطراف الأزمة السياسية ، حول سبل وأساليب الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني ، التي أثارها الاعتكاف الثاني للزعيم الجنوبي على سالم البيض في العاصمة الجنوبية عدن ، في التاسع عشر من أغسطس 1993م ، والتي عاد إليها من دون المرور الى العاصمة صنعاء ، في طريق الرجوع من رحلة علاجية الى الولايات المتحدة الأمريكية ، وزيارتين سريعتين الى كل من فرنسا والأردن .
لابد أن البيض استفاد من فترة النقاهة بعد العلاج ، ليفكر ملياً في الوضع الذي آلت إليه الوحدة التي أرسى دعائمها مع علي عبدالله صالح ، انطلاقاً من اتفاق نوفمبر1989، ومن ثم توقيع اتفاقية الوحدة في 22مايو1990. ومن دون شك لم يكن يحتاج الرجل الذي وقَع لنظيره الشمالي على بياض ، الى وقت كثير للتأمل ، ليكشف أن الأخير لم يكن يعمل على خداعه فحسب ، بل على إلغائه.ليس كفرد وإنما ككيان جنوبي له شخصية مستقلة عبر قرن من انقسام اليمن الى شطرين ، ساهمت عوامل التاريخ المعاصر وطبيعة الاستعمار في تعميق الفرقة بينهما من النواحي الاجتماعية والسياسية والتقافية والاقتصادية . لقد كانت أحداث الاغتيالات التي سبقت الانتخابات التشريعية في 27ابريل1993، والمناورات ضد الحزب الاشتراكي من جانب شريكه في الحكم حزب الرئيس صالح ، دلالة أكيدة على غياب جو الثقة بين البيض وصالح . وعندما غادر البيض الى واشنطن للعلاج ، لم يكن له أي أمل لإقناع شريكة الرئيس صالح بضرورة إدارة التجربة الوحدوية بطريقة مغايرة ، لتلك التي درج عليها حكام الشمال في الجمهورية العربية اليمنية والمعتمدة في صورة أساسية على الولاءات القبلية والارتجال والتصرف بالمال العام من دون ضوابط والتفرد في إتخاذ القرار ، وإرهاب وإسكات كل من يحاول الاعتراض ، حتى باتت شخصية الدولة في شخص رئيسها ، دون أي أثر يذكر لدور المؤسسات . وان كان الشمال قد تطبع على هذا السلوك الاستبدادي وتعايش معه ، فإن الجنوب تضرر منه على نحو كبير خلال فترة قصيرة من تجربة الوحدة .وبقدر ماكان الاعتقاد السائد أن ابناء الجنوب سوف يكفرون بتجربة الحزب الاشتراكي كحزب شمولي حكمهم لربع قرن ، ويعلنون سخطهم عليه وولاءهم لحزب الرئيس ، فقد كانت النتائج عكسية تماماً ، إذ عبرت الانتخابات التشريعية عن تمسك أبناء الجنوب بالإنجازات البسيطة والمتواضعة التي حققها لهم الحزب الاشتراكي وهي تتمثل بالطبابة والتعليم المجاني ، الأمن ،السكن ، تثبيت أسعار السلع الأساسية .
ان الاستفتاء على شعبية الحزب الاشتراكي من خلال الانتخابات التشريعية ، فتح الأبواب على مصراعيه أمام حزب الرئيس والاشتراكي وحزب الاصلاح .فالاشتراكي اعتبره ورقه ضاغطة لتصحيح مسار الوحدة ، والاخرون نظروا إليه بإرتياب شديد . فالرئيس الذي ما فتأ يردد أن الوحدة اليمنية هي صنو الوحدة الألمانية ، وما على الجنوب إلا أن يذوب في الشمال من منطلق عودة الفرع الى الأصل ، وجد نفسه أمام حالة مستعصية لايمكن حلها إلا بواسطة الكي ، خصوصاً إن المؤشرات توحي بأن الثروات الفعلية كامنة في الجنوب ، وتحديداً في حضرموت التي تتحدر منها القيادات الاشتراكية الفعلية ( علي سالم البيض ، حيدر ابوبكر العطاس ، صالح ابوبكر بن حسينون ، صالح منصر السيللي ) . ومن هنا أزدادت قوة عنصر المناطقية في التحالف بين حزب الرئيس والإصلاح ، على أساس شمال ضد جنوب يحاول استعادة شخصيته ، وهو ما سوف يتبلور لاحقاً على نحو واضح لايقبل اللبس ، عندما أعلن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبل الحرب بأسبوعين ، أن الأقلية الجنوبية تحاول الانفصال للإستئثار بثلثي ثروات وأراضي وممرات وسواحل اليمن البحرية ، لتحويل الأكثرية الشمالية الى عمالة لديها ، كما هو حال اليمنيين لدى بعض دول الخليج . وما علينا سوى أن نعد سلاح الأكثرية لإفشال مشروع الأقلية حتى لو أدى الأمر إلى إبادتها . وهذا خطاب جرى تلطيفه بعد ذلك لتصبح الحرب بأسم الوحدة ، وبات مادة أساسية للتعبئة السياسية ضد مشروع الاشتراكي للإصلاح .
أحدثت مسألة اعتكاف البيض في عدن هزة عامة بما فيها داخل أوساط الحزب الاشتراكي ، الذي لم يكن هذا الموقف من ضمن حساباته . بل أن قياديين بارزين من الحزب كانوا يناقشون خلال وجود البيض في الولايات المتحدة ، فكرة التوحد مع حزب الرئيس التي سبق وأن نوقشت قبل الانتخابات وبعدها ، ولدى طرح الأمر خلال اجتماع موسع في غياب البيض حضره الرئيس صالح برز من قيادات الاشتراكي من يقول ( جار الله عمر ) "نحن لسنا كتيبة عسكرية ، نستطيع التقرير حتى بغياب الأمين العام" . والمقصود هنا البيض بإعتكافه أعاد فرز الأوراق ، وخصوصاً عندما طرح مشروعه للإصلاح الذي لخصه بـ18نقطة ، وتركزت على إعادة النظر في وضع المؤسسات القائمة وصلاحياتها وطريقة إدارة الدولة وطرق عمل مؤسساتها . وهو بذلك لخص بإختصار شديد كافة أشكال الاحتجاج ضد إدارة التحالف القبلي ـ العسكري للدولة واستئثاره بسلطة القرار . وتجرأ لأول مرة على قول مالم يقله ـ حتى همساً ـ أي شخص لقيادة هذا التحالف . فالبعض كان يردد نتفاً من الاحتجاجات في مجالس ضيقة ، وحتى بعض قيادات الاشتراكي التي تعتبر نفسها على يسار البيض لم تكن قد تبلورة تصورات على هذا النحو من دقة التوجه واختيار الظرف الملائم . فهم كانوا يأخذون عليه قوة شخصيته القيادية ويكتفون بالتمتمات الاحتجاجية في الكواليس ، لكنهم لا يوفرون فرصة مناصبية إلا ويستغلونها أحسن استغلال .
لم تلبث النقاط 18 التي طرحها البيض في سبتمبر 1993، كمشروع وطني شامل للإصلاح ، أن شكلت حالة سياسية عامة ، وحدث التدمر والاحتجاج ، وباتت مطالب تجمع عليه غالبية القوى السياسية المتضررة من نهج الرئيس صالح وحليفه الشيخ الأحمر ، ومع التفاف الاشتراكي حول مشروع البيض ، بات الحزب الذي يمثل معارضه مسنودة بأحزاب معارضه وحس شعبي في الشمال والجنوب ، وكان من الممكن التفاهم حول صيغة ما لوضع هذه النقاط موضع التطبيق لو لا أن الطرف الآخر ، التقط الرسالة على طريقته . فقد فهم الرئيس وحليفه الأحمر أن البيض مزمع على قيادة انقلاب ضد الحكم . وهنا سار الطرف الآخر نحو التصعيد ابتداءً من اكتوبر1993 وتحديداً عندما جرت انتخابات مجلس الرئاسة في مجلس النواب . فقد جرى الاتفاق بين أحزاب الائتلاف الثلاثة على خمسة مرشحين . وكذلك المفاجأة في نتائج التصويت ، من خلال اسقاط المرشح الاشتراكي الثاني سالم صالح محمد . وهذا يعني أن المؤتمر والاصلاح ، أخلا بالإلتزام ، أي باقائمة الموحدة ، مما أدى الى خلق شرخ جديد . وبعد يومين من ذلك وفي المفاوضات التي قادها طرف الاشتراكي جار الله عمر ( عضو المكتب السياسي ) ومن المؤتمر الدكتور عبدالكريم الإرياني ( عضو اللجنة العامة ) ومن الإصلاح عبدالوهاب الآنسي ( الأمين العام ) ، تم الاتفاق علي صيغة كانت محل اختلاف تتعلق بالإخراج الدستوري لموقع نائب الرئيس الذي أحتله البيض . ونص الاتفاق على أن يجتمع مجلس الرئاسة بإعضائه الخمسة وينتخب علي عبدالله صالح رئيساً وعلي سالم البيض نائباً للرئيس . لكن الجميع تفاجأ أن وسائل الإعلام الرسمية أذاعت أن المجلس أجتمع وأنتخب صالح رئيساً الذي أصدر أمراً جمهورياً بتعيين البيض نائباً له . وهنا تعمق الشرخ بين الطرفين أكثر من السابق وضاعت من جديد فرصة التفاهم وتعطل الحوار الذي كان يدور حول تعديلات دستورية . وذهبت الأزمة الى مستوى آخر أكثر خطورة ، أعاد بقوة طرح النقاط 18 على نحو أكثر مشروعية مما سبق . خصوصاً ون الشيخ الأحمر ـ حسب روايته ـ يشاركه الدكتور الارياني ، قرر أن المخرج الفعلي من الأزمة ، هو إعلان البيض ومن يسانده ، خارجاً على الشرعية الدستورية وبالتالي يصح ردعه بالوسائل العسكرية .إلا أن صدى النقاط 18 والالتفاف حولها ، حال دون ذلك ، إذ أدى الى تشكيل ميزان قوى سياسي جديد يتمثل بصف دعاة الاصلاح الشامل ومعارضيه وعلى رأسهم صالح والأحمر . وفي كل الأحوال لم يكن الرئيس صالح يريد لنفسه هذا الموقع، لذلك صمم أذنيه على طبول الحرب التي كان يقرعها الشيخ الأحمر والشيخ الزنداني والدكتور الارياني ، وقرر أن ينصاع الى مطالب الأغلبية ، بحل الأزمة من خلال الحوار . وهنا تشكلت لجنة حوار الأحزاب والقوى السياسية التي تمثلت فيها أطراف الائتلاف الحاكم الى جانب المعارضة وشخصيات وطنية مستقلة . أستمر على هذه اللجنة قرابة شهر من الزمان ، في ظل احتكاكات عسكرية شمالة ـ جنوبية ، وعمليات اغتيال شمالية ضد الجنوبيين ، مثل محاولة اغتيال أولاد البيض في عدن ، ومقتل أولاد أخته في الحادث ، الأمر الذي استدعى وساطة عمانية ـ أردنية ، وتشكلت لجنة عسكرية من الطرفين بمشاركة عمان والاردن والملحقين العسكريين الأمريكي واالفرنسي ممثلاً للإتحاد الأوروبي . أدى عمل اللجنة في الختام الى انجاز "وثيقة العهد والاتفاق" وتوقيعها بالأحرف الأولى صباح 18يناير1994 في فندق عدن . وبعدما أنفض اجتماع لجنة الحوار أعطت لنفسها اجازة قصيرة لتعاود العمل بعد اسبوع لإنجاز مسألة أساسية وهي إعداد الترتيبات للتوقيع النهائي على الوثيقة من قبل زعماء الائتلاف الثلاثي ( الرئيس صالح ، النائب البيض ، رئيس مجلس النواب الأحمر ) بالإضافة الى رؤساء أحزاب المعارضة وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة التي واكبت الحوار وساهمت في ايصاله الى بر الأمان مثل الشيخ سنان أبو لحوم زعيم قبائل "بكيل" والشيخ العميد مجاهد أبو شوارب الشخص الثاني في قبائل "حاشد" وصاحب مبادرات المصالحة الوطنية المشهودة في الأزمات السابقة بين صالح والبيض ومحمد جابر عفيف رئيس الموسوعة اليمنية . وتشكلت لجنة متابعة تضم الى هذه الشخصيات ثلاث شخصيات أخرى الأرياني (المؤتمر) جار الله عمر(الاشتراكي) عبدالوهاب الأنسي (الإصلاح) .


بقلم / قلم حُر
[email protected]

زكي اليافعي 2009-02-03 10:57 PM

اخي العزيز قلم حر لقد لقد خدع
ابناء الجنوب كافة بالوحدة مع
نظام همجي لايعرف ولا يقدس
الوحدة رغم كل التنازلات الجنوبية
لتحقيق الوحدة .

الجنوب العربي 2009-02-04 12:20 AM

تم خداعنا من قبل بعض الرفاق الشماليين و الجنوبيين
والان الشعب ادرك حقيقة مايحاك ضدة من قبل سلطة 7/7 ولابد من الاستقلال التام والناجز مهما كلفنا ذلك
تحياتي للاخ قلم حر على طرحة الذي يبين ماكنا نجهل بعضه

عبدالله البلعسي 2009-02-04 12:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنوب العربي (المشاركة 76677)
تم خداعنا من قبل بعض الرفاق الشماليين و الجنوبيين
والان الشعب ادرك حقيقة مايحاك ضدة من قبل سلطة 7/7 ولابد من الاستقلال التام والناجز مهما كلفنا ذلك
تحياتي للاخ قلم حر على طرحة الذي يبين ماكنا نجهل بعضه

اخي العزيز المؤامره على الجنوب قد خطط لها من بعد احداث يناير 86 عندما انسحب نصف الجيش الجنوبي الى الشمال استغلىء الفرصه صالح فقام علاقات معهم حتئ كشفو له كل اسرار الدوله وبدى التخطيط والتئامر حتى وصل هذا التئامر مع بعض الدول الاقليميه المناهضه لروسياء فكانت اول خطه هي اعاده وترتيب الجنوبين الذي نزحو في احداث يناير مع المجاهدين الذي عادو من افغانستان بزعامه اسامه بن لادن والقيام في عمليات اغتياليه واستخباراتيه داخل الجنوب والتمهيد للهجوم على ابين وشبوه وحضرموت وفصلهم عن عدن والمحافظات الاخرى واعلان الدوله وهذا يقوم تحت اشراف ودعم الجمهوريه العربيه اليمنيه ولكن القياده في الجنوب نايمه ولم تعرف في شيئ وكان اول عمل استطلاعي لهم احداث شبوة .. ولكن البيض عمل معهم خير قالهم شلوها من دون اي مشاكل تحت ما يسمى الوحده وشكراً

بو مبارك 2009-02-04 12:46 AM

[overline]أشكر كل من مر على هذا الموضوع

وللإجابة على كثير من التساؤلات ولإزالة المستور عنما كان يحاك ضد الجنوب

أرجوا متابعة هذه الحلقات والتركيز في ما خلف السطور


وليفهم الغاية من هذه المؤامرات

وكذلك لتأكيد حق الجنوب بالإستقلال والتحرر واستعادة دولته المغدورة

والله الموفق
[/overline]

bakre 2009-02-04 03:25 AM

ما مر فهو في الماضي ويجب ان ندرسة ونوعية حتى لا نكررة في حاضرنا ومستقبلنا ,اننا امام احتلال شرس قد يمكن
تحصل على الدعم من اميركا سابق لانها الالة الحربية الروسية الدي كانت تشكل عائق لمصالحها في الجزيرة والخليج
ولكن ما ان انتهت الحرب وصفي الجيش الجنوبي النظامي حتى تكشفت معادن الشعبين الشمالي والجنوبي ليظهر الفرق شاسع بالمقارنة فالشعب في الجنوب مثقف خلوق حضاري اصحاب مبادىء لا توجد لديهم نزعة العدوانية بالرغم من انهم مقاتلين شرسين بالفطرة الا انهم ودودين بطبعهم ,اما الشمال حدث ولا حرج نظام قبلي متخلف
متزمت حاد الطباع خاصة في شمال الشمال من طبعهم الغدر ولا نذكر بقية مشاكلهم مع الارهاب وتصدير الاطفال الى دول الجوار والشحاتين ومشاكل المخدرات والخ حتى الخليج العربي ضاق بهم ,والمجتمع الدولي فقد ثقتة
فيهم بسبب الفساد المستشري لهدا اعتقد بانهم بداوا يميلو نحو الجنوبيين وسهولة التعامل معهم والثروة اصلا في الجنوب وعلى هدا الاعتبار بداءو بمآزرة الجنوب في الانفصال عن اليمن كحل جذري لاستقرار الاستثمارات الغربية
في الجزيرة هدا ما اعتقدة والله اعلم...........

العميد علي محمد السعدي 2009-02-06 12:23 PM

المؤامره على الجنوب بدأت في 1963م عند اعلان الجبهه القوميه لتحرير الجنوب اليمني من هذا التاريخ بدأ تحريف تاريخ الجنوب العربي بتغيير اسمه الى الجنوب اليمني واستمر مسلسل التامر الى ان اوصلنا الى مزبلة التاريخ اليوم فهل لنا ان نستعيد تاريخنا؟

بو مبارك 2009-02-07 10:37 PM

خفايا التآمر على الجنوب الحلقة 2
 
[justify]بعد التوقيع على هذه الوثيقة بالأحرف الأولى تنفس الناس الصعداء ، وشعر قطاع واسع من الشعب اليمني أنه أصبح في بداية الطريق الصحيح نحو قيام دولة النظام والقانون وفق التعبير الذي أخترعه جار الله عمر بـ "التداول السلمي للسلطة" . إلا أن الموقعين على الوثيقة والأطراف القريبة من التوقيع مثل السفير الأمريكي في صنعاء آرثر هيوز ، والسفير الفرنسي مارسيل لوجيل ، والوسطاء ومنهم المصري بدر همام مساعد وزير الخارجية ، كانوا يعرفون أن هناك مصاعب حقيقية تحول دون تنفيذ هذه الوثيقة . فعلى الرغم من النوايا الحسنة الكامنة خلف شعارات "دولة النظام والقانون" و"التداول السلمي للسلطة"تعد الوثيقة مشروعاً يتجاوز الواقع الراهن بمسافات كبيرة . من هنا رأي السفير الفرنسي في لقاء خاص بفندق عدن بعد يوم من التوقيع بالأحرف الأولى ، كان يتلخص بصعوبة تنفيذ بنود هذه الوثيقة حرفياً ، ومهمة الأطراف التي ساعدة على الوصول إليها ، أعادة التوفيق بين طرفيها للوصول الى تسوية وسط بين طرفيها . والملفت في الأمر والذي سيظل لغزاً ، حتى يتضح من خلال مجريات الحرب ، وهو الموقف الأمريكي من الوثيقة ، إذ أن كافة الأطراف تؤكد أن السفير الأمريكي تدخل في أكثر من مكان ليقدم تخريجات لنقاط الخلاف ، وظل يواكب هذه المسألة إلى حين التوقيع النهائي في عمان في 20فبراير1994 . إلا أنه لم يبدر عن حكومته أي موقف جدي يشير الى أنها اعهدت بالتزام مايساعد الأطراف على حل خلافاتها بالطرق السلمية ، وبالتالي الانصياع الى منطق الحوار الذي بلور الوثيقة . وفي طبيعة الحال أن حديث السفير الفرنسي في لقاء خاص ، لم يكن ليعبر عن الموقف الرسمي الذي تبلور بعد ذلك بطريقة مغايرة كلياً ، وخصوصاً في مجلس الأمن .
من الوقائع التي ستظل ملفته للنظر الى أمد بعيد ، وتشيل علامات أساسية في المسار اللاحق للأزمة ومن ثم الحرب والفرز السياسي الذي نشأ خلالها ، هي مواقف الأطراف التي وقعت الوثيقة بالأحرف الأولى وسلوكها السياسي بعد ذلك . ونبدأ هنا باستعراض مواقف قيادات الحزب الاشتراكي ، ونقول مواقف ، لأنه تبلور في اليوم الثاني للتوقيع بالأحرف الأولى أكثر من موقف ، تحول الى موقع خلال وقت قصير نتيجة لهذا الاستقطاب أو ذاك . ونبدأ باستعراضها من حدها الأدني الى الأقصى . تمثل الحد الأدنى بشخصيات في المكتب السياسي للحزب كانت ترى في الوثيقة سقفاً مرتفعاً جداً ، لذلك تتطلب الحكمة التنازل عن ذلك والقبول لنسبة 20% من القضايا الرئيسية التي أثارها ومن هؤلاء فضل محسن عبدالله الذي كان يتولى وزارة الاسماك . هناك تيار ثان رأى أن الوثيقة تمثل برنامجاً طموحاً ، مناط تنفيذه للأجيال المقبلة على حد تعبير جارالله عمر ، لذلك تقتضي الواقعية جدولتها وأخذها بنداً بنداً . فإذا كان الطرف الآخر يرى صعوبة في تنفيذ الشق الأمني وجانب الاصلاح السياسي ، فيتوجب عدم الضغط عليه الآن ، بل نكتفي بمطالبته بالحكم المحلي ويقع في هذا التيار الدكتور ياسين سعيد نعمان ومحمد سعيد عبدالله ( محسن ) وجار الله عمر . في حين كان الأمين العام على سالم البيض وتيار مؤثر في المكتب السياسي ، يرى أن الوثيقة شكلت برنامج الحد المعقول ، بعد أن قدم الحزب عدة تنازلات وردت في مشروع الاتفاق الوطني لتصحيح مسار الجمهورية اليمنية "دولة النظام والقانون ، وخيارها الديمقراطي" الذي ترجم النقاط الـ18 التي أعتبرت قاعدة عمل لجنة الحوار التي انتهت الى الوثيقة . من هنا فإن الوثيقة ليست قابلة لا للتجزئة ولا للجدل أو المساومة عليها ، وينبغي تطبيقها وفق الآلية التي أتفق عليها ، وإلا ظهرنا في عيون الناس بهلوانات سياسية نلعب على الحبال بقصد الاستمتاع ليس أكثر . إن ظهور أكثر من موقف اشتراكي فتح ثغرة أساسية وهامة ، في جدار التعبئة التي وفرها اعتكاف البيض وتعميمه مشروع التغيير على قطاع واسع . ومن دون شك فإن الأطراف الأخرى كانت تنتظر هذه الثغرة لتنفذ منها الى صلب مشروعها المضاد ، السلوك الذي سيحكم مسار الأزمة اللاحقة حتى نهايات الحرب على جبهة المكلا التي أسقطها التواطؤ الداخلي قبل كل شيء .
أما المؤتمر والاصلاح ، واللذان ظهرا خلال وقائع الحوار ، انهما يتبادلان الأدوار ضمن توزيع مدروس يقوده الدكتور الارياني ، يفضي في المحصلة الة موقف موحد ، عادة ما تعكسه المرونة الشكلية للمؤتمر والتصلب الجوهري للإصلاح ، فإن سلوكهما تجاه الوثيقة يثير أكثر من علامة استفهام ، حيث اقلبا بزاوية مقدارها 180 درجة وبسرعة غير مفهومة من الرفض التام للوثيقة الى التوقيع عليها واعتبارها تمثل وجهة نظرهما وصارا يتحدثان عن ضرورة التوقيع النهائي عليها والاسراع في تنفيذها . وذلك على عكس ما حصل داخل قاعات الاجتماعات . وهناك واقعة باتت معروفة في أوساط يمنية سياسية ، وهي أن الدكتور الارياني أثار عاصفة قبل حوالي اسبوع من التوقيع على الأحرف الأولى ، وتلاسن من رئيس الوزراء حيدر أبوبكر العطاس الذي سجلت اطراف الحوار لبرودة اعصابه وقدرته على التوفيق ، الفضل في اخراج الوثيقة الى حيز الوجود ، وإلا لكانت اللجنة ظلت تدور في فراغ ، ويروي أحد أعضاء لجنة الحوار أن العطاس وبعد جدل طويل ، أقترح فصل نقاط الاتفاق والاختلاف ، وبدأ الحوار حول نقاط الخلاف وبذلك وضع المسألة ضمن سياق عقلاني بعيد عن المهاترات وتسجيل المواقف الآنية .
ان عاصفة الارياني لم تقتصر على انسحابه اكثر من مرة من اجتماعات لجنة الحوار ، بل تجاوزت ذلك الى تقديمه استقالته من وزارة التخطيط واتهامه العطاس بالخيانة العظمى تحت بند خرق الدستور . عندما أصدر قراراً بتعيين محمد علي أحمد محافظاً لمحافظة أبين الجنوبية بعدما شغر المنصب . وكان مبعث غضبه ما دار فعلا ولم يتسرب الى خارج قاعة الاجتماعات من نقاش تناول وضع المؤسسة العسكرية منخلال البند الذي ورد في مشروع الاشتراكي للتصحيح والذي جاء فيه : لا يحتل أي قائد عسكري منصب قائد لواء وما فوق لأكثر من خمس سنوات كقاعدة من تاريخ التعيين وللوضع الحالي تحسب الخمس سنوات من مايو 1990 . ولايسمح بأن يحتل أي منصب قائد لواء ومافوق لأكثر من شخص يمت بصلة قرابة لأي من : رئيس مجلي الرئاسة ، نائب الرئيس ، رئيس مجلس الوزراء ونوابه ، وزير الدفاع ، وزير الداخلية ، رئيس هيئة الاركان العامة. وإذا تواجد في المناصب المشار إليها أعلاه أكثر من العدد المحدد فيتم فوراً وقبل إعادة تنظيم وبناء القوات المسلحة اتخاذ الاجراءات التالية :
1. الإحالة للمعاش بحسب القانون.
2. أن يطلب منهم الاستقالة أو طلب الإحالة المبكرة للمعاش .
3. الإحالة الى وظيفة مدنية .
عند تلاوة هذا البند ضرب الارياني يداً بيد ، قائلا ً : "لقد وصلت الرسالة . لقد مسستم المحرمات من خلال تناولكم المباشر لعدد من أصدقائي ـ وهو يعني أقارب الرئيس على عبدالله صالح والمقربين منه ، الذي يبدو أن البند موجهاً الى 33 عسكرياً منهم ، يتولون قيادة الفرق والألوية العسكرية وأجهزة المخابرات والحرس الجمهوري في الشمال منذ مرحلة ما قبل الوحدة ويشكلون عماد حكم الرئيس صالح القائم على ولاء شريحة عسكرية مدعومة من قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ الأحمر .
بعد أن انسحب الارياني غاضباً من هذه الجلسة قصده أحد ممثلي الاشتراكي في محاولة لإسترضائه فبدأ التخفيف من غضبه بالإشادة بخصاله وقال له : "يادكتور عبدالكريم ، أنت رجل عقلاني ومنرموز التحديث في اليمن والأجيال الجديدة تكن لك كل تقدير ، بدليل أن مكانتك ظلت محفوظة في كل العهود . وما أدراك بمحق حين تعترض على بنذ من هذا القبيل ، الغاية منه بناء مؤسسة عسكرية بعيدة عن كل الاعتبارات . فكان رد الارياني على هذا الإطراء سخرية مرة ، حيث رد على محدثه بالقول "لا مكانة محفوظة في كل العهود ولا هم يحزنون ، مصيري مرتبط بمصير على عبدالله صالح ، فإن بقي بقيت ، وإن رحل يقطعون راسي في اليوم الثاني . وعليك أن تفهم باقي الرسالة" . لذلك كان غاية في الغرابة أن يوقع الارياني على الوثيقة بالأحرف الأولى ، طالما أنه يقيس المسائل على هذا النحو ويشتم مشروع الاشتراكي للإصلاح محاولة انقلابية بطريقة بيضاء . وعلى الرغم من اسقاط البند المشار إليه من الوثيقة والاستعاضة عنه بفقرة تتحدث عن مستقبل القوات غير النظامية مثل الحرس الجمهوري والأمن المركزي ، فإن الوثيقة تطرقت بالتفصيل إلى مسالة صلاحيات الرئيس والتي أكلت منها وفق صيغتها الراهنة لصالح مجلس الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء . وحولت الرئيس الى رئيس شبه فخري ، بل أن دوره لا يكاد يتجاوز حدود الإشراف العام على الدولة وعلاقتها الخارجية . أما الشأن الداخلي فصار من مشمولات رئيس الوزراء . وعلى الرغم من ذلك وقع الدكتور الارياني . وتحول فجأة من الرفض الكلي للوثيقة الى تبنيها في صورة كاملة . الأمر الذي يكشف أن الارياني الذي كان موضوعاً في الخيالية ، تنفس فجأة إد وجد لنفسه مخرجاً يتمثل في ركوب موجة الوثيقة ، حينما أكتشف أنه يخطأ كثيراً اذا استمر في موقع المعارض للإصلاح وترك للإشتراكي هذه الفضيلة التي جمعت الشارع العام من حوله . لا بد من استراتيجية جديدة ، بالإلتفاف على الوثيقة من خلال الوثيقة . وأول ملاحظة تسجل في هذا الشأن هي العمل على تغيير وجهة الوثيقة ، فبدلاً من إلقاء الحمل وتبعات عدم التنفيذ على ظهر المؤتمر والإصلاح لا بد من عكس الآية ، ليوضع الاشتراكي في مكانة المعرقل ، وبذلك يستطيع الطرفان الآخران تفكيك ميزان القوى الذي أنجز الوثيقة والاستفادة من عامل الوقت لتهيئة مسرح العمليات الحربية وخلق جو شعبي في الشمال لتأمين مجهود حربي ودعم لوجستي مناسب . وهنا ترد في هذا الشأن شهادة على غاية من الأهمية من قبل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر نوردها بحذافيرها نقلاً عن مصدر خاص . مع التحفظ على المصدر . " في مقيل خاص ومحدود أعلن الشيخ الأحمر رئيس التجمع اليمنية للإصلاح ورئيس مجلس النواب أمام نخبة من أهل الثقة أنه قرر الدخول في مواجهة سياسية وحاسمة مع الاشتراكي بعد أن أصبح على قناعة راسخة بصعوبة استخدام سلاح الأغلبية في مجلس النواب لوضع نهاية للأزمة وطرد الاشتراكي من السلطة .
وأوضح الأحمر في المقيل أن الرئيس أرتكب خطأ حين تأخر كثيراً عن استخدام سلاح الشرعية الدستورية لإنهاء الأزمة وكذلك حين قبل بإعطاء دور كبير لمن وصفهم بزعماء الأحزا الفاشلة في الانتخابات من خلال الاعتراف بلجنة الحوار وتسليمها كل أوراق الأزمة وهو الأمر الذي خطط له الاشتراكي للإلتفاف على الشرعية الدستورية على حد تعبيره.ومضى الأحمر يقول أن الرئيس أخطأ أيضاً حين تأخر عن ردع الاشتراكيين بالقوة المسلحة في شهر يناير والتي كان بالإمكان استخدامها على قاعدة الشرعية الدستورية في ذلك الوقت عندما كانت الأزمة محصورة في الداخل قبل التوصل الى الوثيقة وقبل خروج الأزمة الى الخارج .. ولكن المماطلة والتردد أوصلا البلاد الى ما وصفها الشيخ الأحمر بكارثتين . الأولى وهي كارثة الوثيقة . أما الثانية فهي كارثة تدويل الأزمة بقبول التوقيع عليها في الخارج وقبول الوساطات الخارجية مما تسبب في تهميش دور مجلس النواب واضعاف سلاح الشرعية الدستورية .
ووصف الشيخ الأحمر في ذلك المقيل وثيقة العهد والاتفاق بأنها أسوأ من الإنفصال حيث ستؤدي تطبيقها الى تمزيق اليمن وتحويلها الى كيانات هزيلة ومنفصلة عن مركز الدولة الأم في صنعاء ، وتشجيع القبائل الضعيفة على رفع صوتها ضد مشائخ اليمن الكبار وسلب سلطاتهم القبلية المعترف لهم بها أباً عن جد . تاريخ 25/4/1994م .
هذه المقتطفات من شهادة للشيخ الأحمر التي هي غاية في الصراحة ، جزء من التعبية العامة التي أستعد لها الإصلاح والمؤتمر في سياق التحضير للحرب . وأول ما أعده المؤتمر على مدى الأشهر الثلاثة التي سبقت الحرب الآلة الإعلامية التي شنت حرباً نفسية لا هوادة فيها ، أثمرت نتائج تفوق بكثير انجازات الآلة العسكرية . وفي الوقت الذي أظهر المطبخ الإعلامي الشمالي الذي يشرف عليه الارياني مباشرة ، قدرة على قلب الحقائق ، فإن إعلام الحزب الاشتراكي بدأ مترهلاً وبعيداً عن الحدث وغير واثق من نفسه ، وأكتفى ببعض المناكفات الضعيفة التي أمتلأت بها صحيفة "صوت العامل" التي كانت تصدر من عدن . وهي وإن حاولت وبحسن نية الدفاع عن مشروع الاشتراكي ، فإنها أستخدمت طريقة بدائية في الدفاع ولم تصل الى مستوى البراعة والاحتراف الذي عكسه إعلام المؤتمر في الداخل والخارج ، حيث تبين وجود آلة إعلامية تضخ على مدار الوقت ولا تقبل الكلل ، وهي كانت بمثابة خط الهجوم الأول الذي صاغ لاحقاً مسار المعركة العسكرية .
انسجاماً مع الاستراتيجية الجديدة التي تمخض عنها تفكير الارياني بالإلتفاف على الوثيقة من خلالها ، نشطت الآلة الإعلامية للمؤتمر في اتجاه تقويض الرصيد الذي حققه الاشتراكي على مدى اشهر من خلال الالتفاف الجماهيري حول مشر وع التغيير والاصلاح . وبالطبع لم يأت ذلك من فراغ ، لقد توفرت لها مادة سياسية هامة لتعمل من خلالها . وكانت البداية مع الخلاف على مكان توقيع الوثيقة وآلية تنفيذها . وهنا بدأت البراعة الشمالية هجومها المضاد ، عندما أدخلت خلال أقل من أسبوع من الزمن في أذهان الناس أن الاشتراكي يرفض التوقيع على الوثيقة داخل اليمن من منطلق تعريبها وتدويلها ، خدمة لأغراض ومآرب تتجاوز حدود الإصلاح الداخلي ، الى أهداف غير بريئة تلتقي مع مطامح أطراف اقليمية ودولية ، تعمل على تصفية حسابات سياسية من اليمن ، وذهبت هذه البراعة لتشترط أن التوقيع النهائي يجب أن يحصل داخل اليمن وأن يعتبر منهياً للأزمة ، أي ضرورة عودة نائب الرئيس ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة من الاشتراكيين الى العاصمة صنعاء ، وذلك للبدء في التطبيق المشترك للوثيقة . ونجحت هذه التمثيلية الى حد كبير في خلق معطيات جديد ، بدأت تغير في ميزان القوى . وهنا لم يتمكن إعلام الاشتراكي من الدفاع عن موقفه بشرح الوثيقة . ثم أن مكان التوقيع في الخارج ألصق بالاشتراكي كتهمة دون أن يتمكن من ردها . فالخارج لم يكن خياراً اشتراكياً لا رجعة عنه ، بل كان اجتهاداً في محاولة لتأمين تغطية معنوية عربية للإتفاق ، لذلك كان اقتراح البيض أن يتم التوقيع في مقر الجامعة العربية في القاهرة . وبرزت في خضم هذا الجدل نظرتان ، الأولى من طرف البيض الذي بات واضحاً أنه لم يعد يثق نهائياً بالرئيس على عبدالله صالح وأن الوثيقة هي الفرصة الأخيرة لتربيطه وإلزامه من خلال توقيعه عليها ، لأن سلوكه يتسم كثيراً بالمراوغة . والمسألة الثانية من جانب الرئيس الذي بدأ يستثمر الوثيقة لصالحة من خلال التلاعب بمكان توقيعها ، ومن هنا جاء اختياره للأردن في رسالة ضمنية موجهة الى السعودية ضمن تصفية حسابات سياسية حيث أن الملك حسين شاطره هذا الدور عندما تحول خلال الحرب من وسيط وشاهد على توقيع الوثيقة الى طرف ساعد الشمال عسكرياً في صورة واضحة وملموسة . وفي هذا المجال لا بد من الإشارة الى مسألة غاية في الأهمية تتعلق بالدور الأردني في التحضير للتوقيع النهائي للوثيقة في عمان . وهو دور اقل ما يمكن أن يقال عنه أنه محل استفهام الى أمد بعيد . فبمجرد التوقيع على الوثيقة بالأحرف الأولى تحرك كل من مدير الديوان الملكي الشريف زيد بن شاكر ومستشار الملك حسين خالد الكركي الى عدن وصنعاء ، وقدما دعوات لإستضافة اللقاء في عمان . وفي الوقت الذي كان إعلام الرئيس يركز على مهاجمة فكرة التوقيع في الخارج فإنه بدأ يطبخ الطبخة سراً مع الأردن ، ويسجل في هذا الميدان الدور الملفت الذي لعبة السفير الأردني في صنعاء فايز الربيع الذي كان قد تسلم مهامه الدبلوماسية منذ وقت قليل . ومن المفترض أن الرجل حديث العهد بخفايا الأزمة اليمنية ، الأمر الذي يدفعه الى التريث والتروي ودراسة كل خطوة يقدم عليها . لكنه كان عكس ذلك ، إذ حكم سلوكه الاندفاع . وقبل أن تتوصل لجنة المتابعة السداسية المكلفة إعداد الترتيبات النهائية للتوقيع والمكان وهو معروف عنه أنه قيادي نشيط بحركة الإخوان المسلمين الأردنية ، يوجه الدعوات لحضور مراسم التوقيع في عمان . ولكشف المزيد من الملابسات حول هذه المسألة فإننا نورد شهادة العطاس التي سجلنا في حينه عن هذه المسألة .
: " إن اختيار الأردن كمكان لم يكن من قبل الحزب الاشتراكي ، وإنما هو اجتمهاد من قبل العميد مجاهد أبو شوارب . ولما كان الأردن أبدى قدراً كبيراً من الحرص واهتماماً بالأزمة ، فنحن لم نعارض ذلك ، بل رأينا في الاقتراح امكان ايجاد مخرج يسهل التوقيع ويوفر وجود بعض الشهود من الأشقاء والأصدقاء . ويضيف العطاس : وبينما كانت لجنة المتابعة تبدأ اجتماعاتها وصل مستشار الملك حسين خالد الكركي حاملا دعوة للقاء في السادس من فبراير ، وكان ردنا عليه يضيف العطاس : وبينما كانت لجنة المتابعة تبدأ اجتماعاتها وصل مستشار الملك حسين خالد الكركي حاملا دعوة للقاء في السادس من فبراير ، وكان ردنا عليه أننا ننتظر اعمال لجنة المتابعة وبعد ذلك سنرى ، لكنه في كل الأحوال نفضل ألا يحشرنا أحد تحت ضغط عامل الزمن ، ولا نريد الذهاب الى الأردن للتوقيع قبل أن نتفق على القضايا الرئيسية ، لأن الذهاب الى هناك والخروج والعودة من دون اتفاق ، فإن ذلك يحمل مخاطر كبيرة وهي ببساطة الانفصال ، ويؤكد العطاس أن الكركي ذهب الى عمان وهو يحمل هذا التصور إلا أن قيادة الاشتراكي فوجئت بالرئيس يعلن موافقته على الذهاب الى عمان في السادس من الشهر ، وكذلك استعداد أبو شوارب وأحمد جابر عفيف للسفر الى هناك لإعداد الترتيبات للتوقيع في حين أن لجنة المتابعة لا تزال عند نقطة الصفر . ويقول العطاس أنه أتصل بالأخير ليساله عن الأمر فقال له أنه تلقى دعوة من السفير الأردني بهذا الشأن . وعلى الفور أتصل بالسفير الأردني وسأله كيف كيف يقدم على مسألة من هذا القبيل ! . وهل يتحمل مسؤولية عمل من هذا النوع قد يؤدي الى الانفصال ؟ فكان رد السفير أن لا علم له بهذه الدعوة ،، وذلك كان في النهاية الى إفشال مهمة أبو شوارب وأحمد جابر عفيف ، وعومت المسألة من جديد وتركها في خانة تداعي الاحتمالات الى وقت قصير ، إذ سرعان ما جرى ترتيب مراسيم التوقيع من خارج لجنة المتابعة وبالإتفاق المباشر بين أطراف الأزمة .
هذا في الوقت الذي سرب فيه المؤتمر ثلاثة شروط لتوقيع وتنفيذ الوثيقة وهي على النحو الآتي :
• رفض توقيع الوثيقة خارج اليمن .
• رفض توقيع الوثيقة قبل عودة البيض وقيادة الاشتراكي الى صنعاء .
• رفض توقيع الوثيقة قبل تعهد قيادة الاشتراكي العودة الى صنعاء مباشرة .

وبعد ماأنجزت الطبخة سرا مع الاردن خفت حدة هذه الشرط ، حيث قبل المؤتمر فكرة التوقيع شريطة التزام الاشتراكي بإلتئام هيئات الدولة في صنعاء بعد العودة من عمان مباشرة. لكن رد الاشتراكي على ذلك كان بضرورة اجراء تطبيع العلاقات يسبق العودة المباشرة للبيض وقيادة الاشتراكي من عمان الى صنعاء مباشرة وهي تمثلت في اربعة اجراءات :
• تقديم المتهمين في اعمال الارهاب للمحاكمة والقاء القبض على الفارين كما ورد في الوثيقة.
• سحب القوات العسكرية من داخل المدن والمقصود بذلك الحرس الجمهوري والامن المركزي.
• سحب الحشود العسكرية من مناطق الاطراف وحدود التشطير السابقة.
بعدما جرت مباركة الوثيقة من قبل كتلتي الاشتراكي و المؤتمر في مجلس النواب ، فإن ذلك يجب ان يقود الى اقرارها من قبل المجلس المؤلف في غاليبته من احزاب الائتلاف الثلاثة، وبالتالي اعطاء الصفة الدستورية الملزمة، الامر الذي لا يعرضها للاجتهاد والاخذ والرد بعد ذلك، خصوصا وان اخبار صنعاء تتحدث عن رفض الوثيقة من قبل رئيس المجلس الشيخ الاحمر .
وسط ههذا التضارب في المواقف واختلافات الرأي لم تعد الوثيقة هي محل النقاش. لقد اصبحت خلف اطراف الازمة، من خلال الششروط المضادة. ومع ذلك جرت مراسيم التوقيع عليها في عمان في 20 فبراير 1994 . والكل يعلم انها لن تنفذ، وما التوقيع الا مرحلة جديدة لترحيل الازمة الى مستوى اخر في الوقت الذي بلغت فيه الاستنفارات العسكرية درجة قصوى وحصل اكثر من احتكاك عسكري ينذر بالخطر .

قلم حُر[/justify]

أبو غريب الصبيحي 2009-02-08 12:52 AM

موضوع ثري قلمنا الحر يحتاج للتعمق في القراءة تسلم على مجهودك

طائر الجنوب 2009-02-08 04:12 PM

نقاط هامة يتوجب علينا التمعن بها كثيرا لأنها تحمل في طياتها أمورا يجهلها الكثير منا ....بانتظارك أخي قلم حر وأشكرك على هذا الطرح السلس والشيق لهذه الحقائق وتقبل جل التقدير والاحترام من شعب الجنوب الحر .

بو مبارك 2009-02-08 08:53 PM

أشكر كل من مر على الموضوع وتمعن فيه

ورجائي لإدارة المنتدى تثبيت الموضوع بنفس العنوان الحلقة 1 ، 2

عن قريب الحلقة 3

أخوكم جنوبي مكتوى بنار التآمر

قلم حُر

[email protected]

أبومبارك الحضرمي 2009-02-08 09:03 PM

[bor=#332ab0]أشكر السيد قلم حر على هذا الطرح الغني بالمعلومات ورجائي من كل الجنوبيين نشر هذا المقال عبر جميع المنتديات كي تنتشر الفائدة

هذه هي ثورة الجنوب[/bor]

ابو شريف الحدي 2009-02-10 02:17 AM

موضوع ممتاز واجا في وقته ويجب التمعن فيه للاستفاده مما حصل للجنوب من خلال الوحده

أبوسعد 2009-02-10 11:31 PM

مع احترامي لآراء الاخوة المعقبين على موضوع الاخ قلم حر
لاارى جديدا في الموضوع المذكور !
ثم اننا تناسيناه الا الابد ولا نعرف الان الا ان هناك احتلاااااااااال يمني
وهناك دولة اخرى تحت الاحتلااااااااال
وهناك وعي كامل في الجنوب من الكهل وحتى الطفل بدولة اسمها الجنوب
وهذة الدولة في فك اسد ليست وثيقة او عصيدة ! والجنوبيون يوم بعد يوم في ازدياد وراء فكرة تحرير بلادهم من الاحتلال
فلا تذكرنا وليس لدينا من الوقت لنضيعه في من كان على حق نحن ام انتم ! ام هم
مادام ونحن الآن في فك المفترس ولم يعد لدينا متسعا من الوقت لكي ننظر بعيدا من تكسير انيابه
وليس ماينفعنا الآن الا ان ندق انياب المفترس كحل اولي دون سواه
وبعد ذلك تعال لنتكلم عن وعن وعن ...
ثم بعد ان نخلق لانفسنا وضع وحال آخر غير الواقعين فيه الآن
يمكننا ان نجلس معك على طاولتك !
ونفكر معك حتى بالغناء والرقص وغيره
فيا ايها القلم الحر !
ليس باستطاعتي ان اكون مثلك حرا
مادام هناك انياب وفك يمضغنى ويلوكنى ليبتلعني!
...........
.....

طائر الجنوب 2009-02-14 12:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سعد (المشاركة 77717)
مع احترامي لآراء الاخوة المعقبين على موضوع الاخ قلم حر
لاارى جديدا في الموضوع المذكور !
ثم اننا تناسيناه الا الابد ولا نعرف الان الا ان هناك احتلاااااااااال يمني
وهناك دولة اخرى تحت الاحتلااااااااال
وهناك وعي كامل في الجنوب من الكهل وحتى الطفل بدولة اسمها الجنوب
وهذة الدولة في فك اسد ليست وثيقة او عصيدة ! والجنوبيون يوم بعد يوم في ازدياد وراء فكرة تحرير بلادهم من الاحتلال
فلا تذكرنا وليس لدينا من الوقت لنضيعه في من كان على حق نحن ام انتم ! ام هم
مادام ونحن الآن في فك المفترس ولم يعد لدينا متسعا من الوقت لكي ننظر بعيدا من تكسير انيابه
وليس ماينفعنا الآن الا ان ندق انياب المفترس كحل اولي دون سواه
وبعد ذلك تعال لنتكلم عن وعن وعن ...
ثم بعد ان نخلق لانفسنا وضع وحال آخر غير الواقعين فيه الآن
يمكننا ان نجلس معك على طاولتك !
ونفكر معك حتى بالغناء والرقص وغيره
فيا ايها القلم الحر !
ليس باستطاعتي ان اكون مثلك حرا
مادام هناك انياب وفك يمضغنى ويلوكنى ليبتلعني!
...........
.....



ماهكذا تورد الإبل!!!!

وياريت أخي العزيز أن توضح لنا سبب غضبك ! وما الخطأ الذي ارتكبه أخينا قلم حر!



قلعة صيره 2009-02-15 02:18 PM

شكرا على الموضوع القيم بانتظار بقيه الاجزاء

بو مبارك 2009-02-16 01:42 PM

خفايا التآمر على الجنوب الحلقة 3
 
بقلم / قلم حُر

مع تصاعد وثيرة الازمة وقبل الذهاب الى عمان نشطت وساطات يمنية – يمنية ، قام بها اشخاص كانوا في الغالب يبحثون عن دور ما . لذلك كانوا في رواح ومجيء ، بين صنعاء وعدن. بين الرئيس والنائب . ومن الافكار الملفتة والتي تعبر عن الموقف الفعلي لكل من الرئيس والنائب من الوثيقة. الاول كان يحث الوسطاء على اقناع البيض ضرورة التفاهم معه مباشرة ، على ترتيبات من وراء ظهر لجنة الحوار والوثيقة. في حين ابدى البيض معارضته لذلك وهو يقول في شهادة خاصة : " انا ضد هذه الاساليب والعمل من خارج لجنة الحوار وكذلك الطرق التي اتبعت في السابق . فالوثيقة موجوة وهي حازت على اجماع وطني ، ولهذا السبب تراجعنا عن النقاط ال18 لمصلحة هذه الوثيقة . وبإعتبارها وثقية الاجماع وهذا مصدر قوتها. ولست مع الالتفاف عليها بل مع اعطائها قوة جديدة، لتكون برنامجا لكل الجادين. ومن هو مؤمن بذلك عليه ان يقف على هذه الارضية. لست مع الاساليب الملتوية ويكفي البلاد ماعانته من متاعب الكولسة والعمل من خارج الهيئات . لذلك يتوجب العمل في وضح النهار وبعلنية ومن خلال الحوار . وهنا المدخل الفعلي لبناء تقاليد واسس ومرجعيات بناء الدولة الحديثة التي تؤسس على الوضوح والالتزام بالاتفاقيات ذات القوة القانونية وليس على اساس التقاء امزجة ومصالح الاشخاص" . وخلافا للدعاية التي عمل طويلا اعلام المؤتمر على ترويجها من ان تصلب البيض قاد الى المواجهة ، فهو في الشهادة الخاصة يبدي مرونة كبيرة حيال تنفيذ الوثيقة وتصلبا تاما حيال مسألة التئام هيئات الدولة في صنعاء بعد التوقيع. وهو يقول :" خلال 6 اشهر هززنا البلاد وتركناها تعيش على اعصابها وليس من المنطقي النظر للمسألة من زاوية تبسيطية ، لان البلاد لم تعد تحتمل الخلافات . فبالامس كانوا يقولون اين الازمة؟ ثم اعترفوا بها، وجاءت الوثيقة لتشخصها والان يشترطون العودة الى صنعاء. الى اين نعود؟ الى بيت الطاعة . ويضيف نؤسس العقد الجديد معا بطرق وخطوات نتفق عليها ، وربما احتاج الوضع الى تنفيذ تدريجي وتطبيع تدريجي " .
وهناك مسألة هامة جدا اثيرت من قبل المطبخ الإعلامي المؤتمر قبل الذهاب الى عمان وهي من شقين تتعلق بموضوع التراث النفطية . الشق الأول يتركز في أن القيادة الجنوبية تدفع الوضع نحو الانفصال بعد أن تأكدت من وجود اكتشافات نفطية هامة في منطقة حضرموت . الشق الثاني ، أنها قامت في الآونة الأخيرة بتحويل موارد العائدات النفطية الجنوبية (140 ألف برميل يومياً من حقل المسيلة) الى البنك المركزي في عدن بالإتفاق مع شركة كنديان أوكسي التي تستغل القطاع رقم 14 في وادي المسيلة في حضرموت . وعلى اعتبار أن هاتين المسألتين .خصوصاً وأن النقطة الأولى سوقت على نطاق واسع في المستويين المحلي والعربي والدولي ، وجرى استغلالها على نحو كبير من قبل إعلام المؤتمر وفي خطاب قيادته السياسية للتشهير ، بنوايا القيادة الجنوبية ومشروعها الإصلاحي الشامل .
يستدعي أمر النقطة الأولى العودة قليلاً الى الوراء ، إذ يشير تقرير سري أعده وزير النفط المرحوم صالح ابوبكر بن حسينون ، وقدمه الى مجلس الوزراء في مطلع عام 1993 ، الى عدد الاتفاقيات الموقعة مع شركات النفط بعد الوحدة . وهي الى حينه كانت 21 اتفاقية . ولايوجد في التقرير مايشير الى اكتشافات نفطية هامة من قبل هذه الشركات بل على العكس . وكان الاكتشاف النفطي الوحيد هو ما أشرنا إليه في القطاع 14 في منطقة عمل كنديان أوكس . وهذه القضية تعود الى ماقبل الوحدة اليمنية سواء لجهة التوقيع على الاتفاقيات بين الشركة وحكومة الجنوب أو مؤشرات وجود النفط بكميات تجارية في هذه المنطقة . ويكشف التقرير من ناحية أخرى عن تقديرات عامة لحجم الاحتياطي النفطي والذي تجمعع أوساط خبراء شركات النفط في اليمن أنه يتراوح بين 2 الى 2,5 مليار برميل في الجنوب والشمال مع الأخذ بعين الاعتبار أن التقديرات لا تشمل منطقتين هما القطاع رقم 11 في منطقة سر حرز الذي تستغله شركة "إلف" الفرنسية وتوقفت عن العمل به رغم امتلاكها للإمتياز ، منذ خريف 1991 على أثر خلافات الحدود السعودية ـ اليمنية . والقطاع الآخر رقم 38 الواقع في جزيرة سقطرى وتستغله شركة "بريتش ـ غاز" البريطانية . وهناك مجموعة من الوقائع التي تسجل على أن النفط لعب دوراً توحيدياً منذ اتفاقية المنطقة المشتركة في 5مايو1989 التي يعود الفضل فيها الى بن حسينون مروراً بالتقديرات للإحتياطي الجنوبي التي أبلغها البيض عشية الوحدة الى نظيره صالح . وحسب أكثر من شاهد أن الطرفين اتفقا على بقاء الأمر سراً . ومما قاله البيض في حينه أن إعلان المسألة يثبط من عزيمة الجنوبيين من التوجه نحو الوحدة . لأنه ستبرز غالبية تطالب بإستغلال هذه الثروة في نطاقها الجنوبي القليل السكاني ( 2 مليون أمام 12 مليون في الشمال ). وهنا يشار الى أن استفادة الشمال من النفط تفوق بما لا يقاس استفادة الجنوب من ونورد هنا الوقائع السريعة التالية : طاقة الجنوب على الإنتاج هي 180 ألف برميل يومياً ، في حين لا تتجاوز طاقة الشمال من حقول مآرب 120 ألف برميل يمياً . وتشير المعلومات أنها في طريق النفاد في حدود عام 2004 – حسب تقارير 1993 - .كما أن الاتفاقية الجنوبية مع شركة كنديان أوكسي تتيح شروطاً أفضل من الاتفاقية الشمالية مع شركة هنت الأمريكية في مآرب التي وقعت في ظروف أكل فيها الوسطاء وهم من المقربين من الرئيس القسط الأساسي من حصة الدولة . إن استهلاك الجنوب من النفط لا يتجاوز 12 ألف برميل يومياً ، في حين يتجاوز استهلاك الشمال 100 ألف برميل يومياً . إن طاقة مصفاة عدن على التكرير كانت تصل الى مائة ألف برميل يومياً ، في حين كانت مصفاة مآرب 10 ألف برميل يومياً . يضاف الى ذلك أن حجم المستفيدين من الشماليين بعد الوحدة من الوسطاء ووكلاء الشركات النفطية الأجنبية ، بل أن الاتفاقيات التي وقعت بعد الوحدة مع شركات نفط أجنبية في أراضي الجنوب ، عادت أرباحها الى شخصيات شمالية منها على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الأحمر ( وكيل شركة المقاولين c.c.c التي يملكها حسين الصباغ وسعيد خوري والتي قامت بتمديد أنابيب نفط المسيلة الى ميناء الشحر ) وكذلك ويعتبر وكيل حماية للعديد من شركات النفطية والغازية من ( YLNG ) وتوتال غاز العاملتين في بلحاف ، وكذلك أحمد شميلة صهر الرئيس و وكيل شركة إلف . وعبدالله الحضرمي ( وكيل شركة إنرون الأميركية للغاز ... إلخ .
وهناك واقعة تعود الى فترة الاعتكاف الثاني للبيض في عدن وتحديداً في سبتمبر 1992 . في ذلك الوقت أثيرت مسألة هامة تتعلق باستئثار الشماليين بكل مقدرات البلاد الاقتصادية ، وهم في الغالب رجال أعمال يحتلون مواقع رئيسية في الحكم ومن الدوائر الصغيرة المحيطة بالرئيس . وجرت مصارحة في هذا الشأن بين الرئيس صالح ووزير النفط الشهيد بن حسينون الذي نقل له شكوى أصحاب رؤوس أموال جنوبية موجودة في الخارج وتطمح الى الاستثمار في البلد ، لكن النظام المركزي واستئثار رجال الاعمال الشماليين لا يساعد على ذلك ، بل لم يترك فرصاً مناسبة . ومن هنا لا بد من إعادة النظر بالمسألة ، لتحقيق نوع من التوازن الذي يزيل الحساسيات ويخلق مصالح اقتصادية فعلية تغطي كامل مساحة اليمن ، وتكون ضمانة أساسية لشد عرى ومن ذلك التوزيع العادل للثروة والمشاريع الاستثمارية . فكان رد الرئيس على ذلك بأن هذه الفكرة مثالية وما هو متوافر من مشاريع لا يتسع لكل الناس لذلك لا بد من العمل من داخل دائرة ضيقة ، على أساس اقتسام المشاريع بين مجموعة حضرموت في الحكم ( البيض ، العطاس ، بن حسينون ) وحلقة رجال الأعمال المحيطة بالرئيس . وقد رفض بن حسينون هذا المشروع ، وجرى الاتفاق على فتح مجال المنافسة التجارية البحتة من دون اعتبارات مناطقية أو عائلية أو قرب هذا المستثمر من الحكم أو بعده ، وتوزيع الثروة في صورة لا تستثني منطقة من اليمن . وجرى كذلك اخراج موضوع المنطقة الحرة في عدن من الثلاجة ، والاقلاع عن فكرة تحويل الحديدة الى المنطقة الحرة بدلاً من عدن . إلا أن الاتفاق سرعان ماسقط بعد الانتخابات التشريعية ليستمر العمل وفق التوجه القديم . فبأسم الوحدة بقيت مراكز الثروة والنفود في الشمال مرتكزة في أيدي الشماليين دون أن يتمكن جنوبي من اختراق الدائرة ، بل أكثر من ذلك أن الشماليين وسعوا دائرتهم باقتحام الجنوب ولم يتركوا لرجال الأعمال الجنوبيين لإلا النذر اليسير .
النقطة الثانية وهي تتعلق بتحويل واردات نفط الشمال الى البنك المركزي في عدن . ومن بعد ذلك القول أن شركة "كنديان أوكسي" سلمت بن حسينون مبلغ 370 مليون دولار . وبقيت هذه المسألة تثار حتى بعد أشهر على نهاية الحرب .من قبل الرئيس صالح في كثير من الأحاديث الصحفية ، وأنه بعد سيطرة قواته على الجنوب ، قرر إعادة النظر بالإتفاق مع الشركة الكندية . هذه المسألة ردت عليها كنديان أوكسي في حينه . ففي بيان أصدرته أوضحت أنه بسبب التصاعد الخطير في الأزمة اليمنية بين الشمال والجنوب ، قررت وضع حصة اليمن من موارد النفط المسيلة في بنك أجنبي تحت حراسة قضائية وقانونية الى حين يحسم الخلاف السياسي . وقد حولت هذه الأموال بعد نهاية الحرب الى البنك المركزي في صنعاء . وهي لا تصل عموماً الى عشر الرقم الذي تتحدث عنه سلطات صنعاء .
في خضم هذه المعمعة وما لم يتحدث عنه أحد بالتفصيل هو الخلاف الفعلي حول الغاز الذي يعتبر الثروة المستقبلية الفعلية . لقد أثيرت الضجة حول النفط لأسباب باتت معروفة ، الأول استغلاله كورقة سياسية ضد القيادات الجنوبية . الثاني ، تأمين مصدر ثابت يعوض عن نفاذ مخزون حقول مآرب عام 2004 وجرى في ظل هذا الجو التعتيم على اكتشاف الغاز بكميات تجارية إذ قدر الاحتياطي مابين 28-30 تريليون قدم مكعب ، القسم الأساسي منه في منطقة صافر مآرب والقسم الباقي في شبوة . الخلاف الأول بين وزير النفط بن حسينون وأوساط شركة هنت في الحكومة اليمنية . فالشركة تعتبر أن استغلال الغاز هو من مشمولاتها كونه يقع في منطقة امتيازها النفطي . وعلى الرغم من أن هنت باعت حقها في الامتياز النفطي لشركات أخرى ، وبقين موجودة في الميدان الإداري ، فقد أقر لها بهذا الحق بعد ضغوط عملية كبيرة . إلا أن الشركة تلكأت لدى الطلب منها أن تقدم عرضها لاستغلال الغاز للأجل الذي حددته الحكومة في 30 سنة . ولدى التقدم من شركات أخرى منافسة سارعت هنت وقدمت مشروعها اجمالياً يعود على الدولة بـ17 مليار دولار للمدة الزمنية المذكورة ، لكن شركة أنرون الأمريكية تقدمت بعرض أنسب منها بكثير إذ يعود بـ 30 مليار دولار بمعدل مليار دولار للعام الواحد في صورة اجمالية . وبسبب الفارق الكبير فقد مر مشروع انرون لكن الأوساط التي تقف داخل الحكم مع هنت لن تغفر للوزير بن حسينون تحديه لها وتعريض مصالحها للخطر ، خصوصاً وأنه تجاوزها في نقطة ثانية عندما قرر أن يمتد أنبوب الغاز من صافر الى رأس عمران في عدن للتسييل والتصدير الى الخارج ، في حين كانت تريده أوساط الحكم أن يمتد الى ميناء الحديدة في الشمال ، والاكتفاء بأنابيب داخلية للإستهلاك المحلي في الجنوب . إن قعقعة السلاح واجتياح الجنوب حالة دون قرارات بن حسينون وتم تحويل أنبوب الغاز الى بلحاف محافظة شبوة لعدة أعتبارات منها أن أرض الجنوب جميعها محتلة والثاني أن محافظة شبوة بيئة خصبة لزرع الفتن بين القبائل على اعتبار قاعدة فرق تسد والثالث أنه أقرب طريق الى البحر من ناحية التوفير أما بالنسبة للشركات فقد تم اعطاء عقود الغاز لعدة شركات وجميعها مع شراكات في رؤوس الحكم وهي "توتال الفرنسية ، وهونداي الكورية ، وانرون الأمريكية، YLNG اليمنية الحكومية " . حالت إدارة بن حسينون لوزارة النفط من تسليط الأضواء على محاولات نهب هذه الثروة . فهو امتياز بفضيلة الصدق والعمل بصمت والسباحة في أحيان كثيرة عكس التيار معرضاً سمعته لشتى الأقاويل . لكنه ترك خلفة انجازات كبيرة وسجلاً يشهد بنظافته الأعداء قبل الاصدقاء .
وبالعودة إلى وثيقة العهد والاتفاق يصف العميد مجاهد أبو شوارب أحد مهندسي التوقيع على الوثيقة في العاصمة الاردنية ، اللقاء الذي حصل في 20فبراير في قصر رغدان بحضور الملك حسين ، بأنه يشبه المواجهة الأخيرة التي تسبق إعلان الطلاق وفك الشراكة . ويكتسي هذا التقرير أهمية خاصة ، لأنه جاء من رجل على خبرة ودراية بتفاصيل الأزمة السياسية التي بدأت تتجمع عناصرها وعطياتها منذ الأشهر الأولى للوحدة . وأن أي مؤرخ لهذه الأزمة لابد وأن يتوقف مطولاً عند دور العميد في نزع فتيل الانفجار أكثر من مرة وتقريب وجهات النظر بين البيض وصالح . فهو لم تنقطع رحلاته المكوكية ما بين صنعاء وعدن الى حين اكتشف أنه لم يعد هناك أمل لأن قرار الحرب قد أتخذ ويومها أصدر بيانه الشهير مع الشيخ سنان أبو لحوم ، وقرر المغادرة الى الخارج .
حرص الملك حسين على استضافة التوقيع في عمان لإعتبارات كثيرة . وأولها أن ذلك يساعده في فك طوق العزلة المضروبة حوله بعد أزمة الخليج الثانية ، من خلا توجيه رسالة ضغط الى المملكة العربية السعودية ، خصوصاً وأنه ربح معركة استضافة اللقاء ، فبدلاً من أن يجري التوقيع في مقر الجامعة العربية ، ويقع الاتفاق اليمني في الإطار العربي الشامل ، فإن الملك يشاطره الرئيس صالح ، تمكن من إدراج الاحتفال ضمن سياسة المحاور . فهو قبل أن يقرر أن بوابته الى الخليج هي معاهدة السلام مع اسرائيل ، كان يسعى الى مراكمة أوراق ضغط ضد السعودية التي تشعر بحساسية خاصة وتاريخية تجاه الموقف في اليمن . وحسب أوساط أردنية مقربة من الديوان الملكي فإن الملك حسين كان يعرف مسبقاً أن الوثيقة لن تأخذ مجراها الى التنفيذ ، وتجمعت لديه معطيات خاصة ، منها ما تراكم من خلال اتصالاته مع الرئيس صالح ومن استطلاع للموقف الأمريكي الفعلي من كل من البيض وصالح ونظرة الإدارة الأمريكية الى موقع الأزمة اليمنية في صلب الترتيبات اللاحقة في المنطقة على صعيد مشروع السلام ، واتجاه التغيير لدى إدارة كلنتون يضاف الى ذلك أن الملك حسين استقى معلومات عبر تقارير استخباراتية أردنية ، نشطت في عدن أكثر من صنعاء ، وتكونت لديها حصيلة معلومات تفيد أن قادة الجنوب ذهبوا بعيداً في دراسة خيار فك الشراكة الوحدوية بدعم من المملكة العربية السعودية . وبما أن صالح قد سمح لحليفه القديم الى جانب العراق ، بأن يدخل الأزمة من بابها الواسع ، فإن العاهل الأردني لم يوفر فرصة في لعب هذه الورقة على نحو ذكي ومدروس . لذلك غطى اعلامه على نحو تبريري فشل لقاء عمان ، مركزاً على شعور الملك بالخيبة والمرارة منجراء فشل وساطته ، وانفجار الأزمة على نحو عسكري خلال استضافته احتفال التوقيع .
لم تكن القيادة الجنوبية تتوهم أن حفل التوقيع في عمان سيضع حداً للأزمة ويدفع الوثيقة الى التطبيق الفوري ، بل سيساهم في تعقيد الموقف ويكون المحطة الأولى في تراجع الرصيد الشعبي الذي كونته من خلال الالتفاف حول مشروعها . وكان بإمكانها أن تتفادى "كمين عمان" وتظل متمسكة بموقفها الذي يدعوا الى ترك لجنة المتابعة تنجز المهمة المناطة إليها لإعداد الترتيبات الكاملة للتوقيع . وألا تخضع لاسلوب الابتزاز الذي اتبعه الطرف الآخر من خلال التصعيدين الإعلامي والعسكري وضغوط الشروط . إلا أن تحلي هذه القيادة بحسن النوايا وركونها الى الضمانات العربية والدولية وهي هنا مصرية وأردنية وعمانية وأمريكية وأوروبية ، من أن التوقيع على هذه الوثيقة سيلزم صالح وجماعته ويضعهم على المحك ، أفقدها ورقة ضغط أساسية . فبمجرد التوقيع على الوثيقة في عمان ، خلع صالح بذلة الحوار ، وأرتدى ملابس الميدان ، وكانت الإشارة الأولى من مديرية زنجبار ، عندما قام لواء العمالقة الشمالي المتمركز هناك ، بتفجير الموقف عسكرياً ، الأمر الذي بدأ للعيان وكأن المسألة لا تخلاج عن سياق مسرحية مرتبة يلعب أدوارها بهلوان بارع في الرقص على كافة الحبال .

مصلح ذات البين 2009-02-16 01:49 PM

هيا هبوا للنضال

أبوسعد 2009-02-16 06:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصلح ذات البين (المشاركة 78933)
هيا هبوا للنضال

ومع احترامي لمهمتك ك( مصلح ذات البين )

هذا هو الطريق المكتوب في الجبين !
النضال المستمر والهادف حتى تحقيق متطلبات شعب الجنوب .

أبومبارك الحضرمي 2009-02-16 09:54 PM

لك التقدير والاعتزاز قلم الجنوب الحر على هذه المواضيع القيمة والتي أتمنى من الله العلي القدير أن تصل الرسالة إلى كل قيادات الجنوب وأن يتركوا حسن النوايا الساذجة والتي أضاعت بالجنوب

وأن يتعاملوا مع مجريات الأمور حسب معطياتها ويجب أن يفهموا أن في السياسة عدوا الأمس ممكن أن يكون حليف اليوم وحليف اليوم ممكن وبكل سهولة أن يكون عدوا المستقبل ولا شيء ثابت ومستقر في لغة السياسة وإن التعامل مع دول الجوار يجب أن يكون بهذا المنطق

وأن نحيد عدوا خير لنا من أن نكسب ألف صديق

الرجاء من الأبطال إدارة المنتدى تثبيت الموضوع لأهميته

أبو غريب الصبيحي 2009-02-18 08:04 PM

كل الشكر و التقدير و الإحترام للقلم الحر و ما وضعه هنا دراسة تحتاج للحفظ و المراجعة المستمره
مهما قلت لن أوفيك و أتمنى من الأخوة المشرفين تركها أطول فترة في التثبيت

بو مبارك 2009-02-24 01:07 AM

خفايا التآمر على الجنوب الحلقة 4
 
قلم حُر
[email protected]

يكشف تفكير الشيخ الاحمر عن الرؤية الفعلية في حل الأزمة ، وهي أن الخروج من الأزمة يكمن في اخراج الاشتراكي من المعادلة ، ولا سبيل الى ذلك سوى بالقوة العسكرية . وهذا ما سوف يتبين في صورة واضحة في سياق الاستعدادات المعلنة للحرب قبل اندلاعها على نحو شامل بأيام قليلة . إلا أنه كل ما يقال عن فشل لقاء عمان لا يعادل الجملة الكثفة التي وردت في صحيفة 22 مايو الناطق بأسم حزب الرئيس صالح في صنعاء ، قبل أربعة أيام من التوقيع وهي تلخص على نحو عميق الموقف من الوثيقة عندما قالت "أن لجنة حوار القوى السياسية ليست سوى دكان لبيع الأوهام والشعارات وورشة متخلفة لإنتاج الضجيج والخزعبلات . وأن وثيقة العهد والاتفاق ما هي إلا كلمة حق ضعيفة يراد بها باطل وفتنة ، وما هي إلا وثيقة مكر وخداع والتفاف ، وأن التوقيع على هذه الوثيقة لن يكون نهاية للأزمة الراهنة أبداً ، بل سيكون فاتحة شهية وبداية خطيرة لأزمة جديدة قادمة"
وهذا ما حصل فعلاً إذ سجل انفجار الوضع العسكري في زنجبار بعد وقت قصير لا يتعدى الساعات من توقيع الوثيقة ، فاتحة جديدة لأزمة خطيرة ، تمثلت في الطلاق النهائي بين أطراف الائتلاف الثلاثي الحاكم ودخول استعدادات الحرب شوطها الأخير ، وإن كان الزعيم الجنوبي على سالم البيض قد حاول بشتى السبل تجنيب اليمن تجرع هذه الكأس المرة ، فكانت مبادرة الى طلب اللقاء مع صالح في صلالة في الخامس من ابريل 1994 ، وعلى أرضية الاتفاق على فكرة "وأد الحرب" .
بدأ اتجاه الرياح اليمنية يتغير منذ الأسبوع الثاني من مارس فهو انتقل من لغة التهديد الوثيقة وتبادل الاتهامات حول التلكؤ في تنفيذها ، الى خطاب حربي في المعسكرين . المعسكر الجنوبي وعلى لسان البيض ، صدر عنه أكثر من اارة الى أن تجريب لغة السلاح لم يخيف بقدر ما يعبر عن منطق ضعف وحالة مرضية لا تريد للحوار السياسي أن يمتد على استقامته ويذهب نحو اهدافه النبيلة ، وذلك تعليقاً على حادث التفجير في أبين وتصفية اللواء خامس مشاة الجنوبي في حرف سفيان على يد الفرقة المدرعة الأولى بقيادة العقيد على محسن الأحمر . أم في المعسكر الشمالي فقد بدأ صالح يتوعد بالحل العسكري علانية ويناق في اجتماعات قيادية مغلقة لأنصاره "الإصلاح"، مسألة الحسم العسكري للأزمة وترتيباتها . وبدأ يتضح على نحو جلي أن هذا التوجه جاد الى حد كبير . ففي ذلك الوقت بالذات بانت خارطة توزيع القوات شبه جاهزة ، حيث احتشد حتى ذلك التاريخ ما يقارب ثلثلي القوات الشمالية على المحورين الغربي والأوسط من الحدود الشطرية السابقة لتطويق محافظة عدن واجبار القوات الجنوبية على التراجع نحو الخلف . وبدأت تصدر اشارات من صنعاء ان هدف الحشد الشمالي هو احباط أي توجه في أوساط القيادة الجنوبية الى الانفصال ونقل ساحة المعركة الى داخل الجنوب ، وافشال أي خطة مضادة . وقد اتضحت خطورة هذه الحشود عندما نجحت اللجنة العسكرية المشتركة من تنفيذ خطة سحب القوات الشمالية والجنوبية من محافظة تعز ولحج وشبوة ومآرب في العار من مارس . لكن معظم هذه القوات لم يعد الى مواقعه السابقة ، فيما رفضت الوحدات المشالية المتمركزة في المناطق الحدودية السابقة بين محافظتي البيشاء الشمالية وأبين الجنوبية تنفيذ أوامر اللجنة العسكرية ، لأن ذلك كما يتنافى مع الجدول الزمني لديها . وقد تكشفت في هذا الوقت أن خطة حصار عدن بدأت بالتبلور حول المثلث الذي يمتد من قلعة المقاطرة في أقصى غرب الحجرية في محافظة تعز الشمالية الى نقطة العلم في محافظة أبين الجنوبية . وحددت المصادر العسكرية في حينه وجود 7 ألوية عسكرية في مناطق تعز هي اللواء الثالث مدعم ، و3 ألوية أخرى في معسكر حالد بن الوليد ، ولواءان في معسكر الاحتياط ، ولواء أبوموسى الأشعري التابع للإصلاح وهناك الى جانب ذلك كتائب من الرطة العسكرية والصواريخ في جبل عروس . وكتائب من قوات الأمن الأمن المركز على طول الخط الممتد من قلعة المقاطرة وذباب والمخا وعبر – على الشريط الحدودي – حتى نقطة ماوية المحاذية لمحافظة إب . ثم تبدأ بعد ذلك حشود المحور الأوسط التي تتكون من ثلاثة ألوية وكتائب من الشرطة العسكرية والأمن المركزي في معسكر الحمزة ، إضافة الى اللواء الثاني مدرع في ردفان بمحافظة لحج ولواء صاعقة في قعطبة وعلى المحور الأوسط أيضاً تحرك اللواء 56 مشاة وعدة كتائب صواريخ وشرطة عسكرية وأمن مركزي الى محافظة البيضاء لكي تشكل مؤخرة تساند العمالقة المتمركز في العمق الجنوبي .
إزاء هذا الحشد الشمالي والتداخل تقدمت بعض الدول الممثلة في اللجنة العسكرية المشتركة بمبادرة سحب القوات العسكرية الجنوبية الموجودة في الشمال الى المحافظات الجنوبية والقوات الشمالية الموجودة في الجنوب الى الشمال . وهي على النحو التالي :
القوات الجنوبية :
• اللواء الثالث مدرع الموجود في معسكر عمران 60 كلم شمال صنعاء .
• لواء باصهيب في مدينة ذمار 100 كلم جنوب صنعاء .
• اللواء الخامس كان في حرف سفيان 150 كلم شمال صنعاء تم تصفيته قبل الحرب .
• اللواء التاسع ماة في محافظة مآرب .
• لواء مظلات في العرقوب .
القوات الشمالية
• لواء العمالقة في محافظة أبين 100 كلم من عدن
• اللواء الثاني مدرع في معسكر الكبسي ردفان محافظة لحج 60كلم من عدن
• وحدات من الرطة العسكرية والأمن المركزي والحرس الجمهوري في مدينة عدن وعلى محيط مطارها
وكان الهدف من عودة هذه القوات الى مواقعها السابقة لفترة ما قبل الوحدة هو تفادي تكرار المواجهة المسلحة في مناطق تتداخل فيها ، على النحو الذي حدث في أبين وحرف سفيان . وكانت مخاوف الأطراف التي تقدمت بالمبادرة ومنها الولايات المتحدة ومصر ، من أنه في حالة نشوب مواجهة مسلحة ، ستتعرض القوات التابعة لكل من الطرفين على أرض الطرف الأخر للإبادة . كما يهدف الاقتراح الى تفادي الأثار السلبية المستقبلية الى تترتب على عملية من هذا القبيل .
على الرغم من أن اقتراح عودة القوات الى مواقعها القديمة قبل الحرب ، جاء من اطراف خارجية ولم يكن للقيادة الجنوبية أية علاقة بطرحه ، وأن رأت فيه مخرجاً لائقاً يبعد تدخل القوات المسلحة في الأزمة وينزع فتيل مواجهة محتملة ، فإن سلطات صنعاء استغلته كورقة ضد الجنوبيين ، إذ انها سرعان ما بدأت تحضر الرأي العام وتهيجه ضد القيادة الجنوبية ، متهمة اياها مع اطراف في اللجنة العسكرية بالعمل على فصل القوات حتى تعود الأوضاع العسكرية الى ماقبل 22 مايو 1990 وليس ما قبل 19 أغسطس في بداية الأزمة السياسية الأخيرة . وسارع إعلام الشمال للقول أن ما يجري يستهدف الاتفاق على شكل جديد للدولة وهو ما يرفضه المؤتمر والاصلاح والعديد من القوى الوطنية الأخرى ، لأنها ترى أن ذلك سيعنى الانفصال والتشطير لأن فرص التنسيق والعمل المشترك بين اطراف الائتلاف الحاكم اصبحت ضعيفة جداً ، إن لم تكن مستحيلة . لذلك فإن صنعاء ليست مقتنعة بخطوات اللجنة العسكرية المشتركة وما يمكن ان تتوصل اليه ، وهي لا تستبعد ان تتجدد المواجهة العسكرية كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة السياسية . وعزز مخاطر تنامي فرص الحل العسكري الزيارات المتسارعة للمسؤولين الجنوبيين والشماليين الى عواصم القرار العربي بعد توقيع عمان وخصوصاً مصر وسوريا ودول المحيط الاقليمي . وبدا ان تعقب المسؤولين في شطري اليمن كل للآخر ، وليس له تفسيراً وحيد ، وهو أن الصراع بين الجانبين تجاوز النطاق المحلي وان كلا من الطرفين يسعى الى دعم خارجي لموقفه . وأن كانت نوايا القيادة الجنوبية في تحركاتها العربية ، كانت منصبة على ضرورة تفعيل وساطة عربية للحيلولة دون الانفجار العسكري ، فإن القيادة الشمالية بدت بأن ما تسعى اليه ليس الوساطة ، بل محاولة الاحتفاظ بخط الرجعة إزاء الدول العربية وبالخصوص دول مجلس التعاون الخليجي ، استباقاً لأي تطور في النزاع وتحوله الى صراع مسلح بين الجانبين . إلا أن الجانب العربي بدأ ميالاً الى طرف وجة نظر الجنوب التي كانت تعمل على منع الحرب . ومن هنا بدأ الحديث في النصف الثاني من مارس عن لقاء محتل في الخارج بين البيض وصالح . وبدأت التكهنات تتسرب حول اختيار القاهرة مكاناً لإحتضان اللقاء ، بناء على دعوة من الرئيس حسني مبارك ، جاءت تأكيداً للإتجاه الذي يتبناه لحل الأزمة والذي يؤكد أنه لا بد من منع المواجهة العسكرية واللجوء للعنف ، خصوصاً وان الاطراف اتفقت على عقد اول اجتماع للحكومة في عدن لدراسة ترتيبات الوثيقة . وجرى الربط بين الدعوة المصرية واجتماع الحكومة ، وذلك أن أي تقدم في هذا المجال يحقق اعادة جزء من الثقة المفقودة بين صالح والبيض ودفعهما لاستئناف الحوار المباشر بينهما . وقد شاعت تكهنات اخرى في حينه أن أهمية الوساطة العربية ، تنبع من ضرورة تفادي احتمالي الانفجار العسكري والتشطير ، إذا ما فشلت عملية تنفيذ الوثيقة . و أنه قد يطرح خيار آخر بدلاً عن هذين الاحتمالين ، وهو اللجء الى الفيدرالية أو الكونفدرالية .
في لقاء خاص مع الزعيم الجنوبي علي سالم البيض في منزله بالمعاشيق في صباح السابع من ابريل وبعد عودته بيومين من اللقاء الذي جمعه في صلالة مع علي عبدالله صالح . أوضح البيض أن اللقاء حصل بناء على طلبه . فقد علم أن صالح سيقوم بزيارة الى عُمان . وعندها طلب البيض من السلطان قابوس أن يواصل وساطته ومساعيه للحيلولة دون وصول الأزمة الى حافة الهاوية ،وأن ينقل رغبة البيض لعقد اجتماع مشترك لتجنب ذلك . وقد وافق صالح على هذه المبادرة التي قال البيض أنه اقترح على صالح من خلالها فكرة "وأد الحرب" . وحسب البيض فإن اللقاء كان ودياً وأن صالح تجاوب مع الفكرة واعتبرها محرجاً مناسباً . وأتفق الرجلان في اللقاء المغلق بينهما أن تلتقي شخصيات من الطرفين في اليوم الثاني لإصدار بيان مشترك يتضمن التفاهم على مسألة "وأد الحرب" ، وعبر اعادة عمل اللجنة العسكرية المشتركة لتلافي أي احتاكات ممكنة بين القوات العسكرية المتجاورة وسحب الحشود من الاطراف والعمل من خلال لجنة الحوار على ترجمة الاجراءات التي اتفق عليها اجتماع مجلس الوزراء في عدن . وبالفعل التقت لجنة ثنائية من الطرفين مثل فيها صالح الدكتور عبدالكريم الارياني وعبدالوهاب الآنسي . ومن طرف البيض ياسين سعيد نعمان وصالح أحمد عبيد . وعندما اقترح اقترح نعمان على الارياني والآنسي صيغة البيان المشترك رفض الأخيران الفكرة من اساسها ومما قاله الارياني أنه لا علم له بهذه القضية وأما الآنسي فقد اعتبر المسألة من قبيل التآمر من قبل صالح والبيض ضد الاصلاح وأن الرئيس خضع لضغوط الاشتراكي الذي يعتبر أن الاصلاح هو سبب الأزمة بين الطرفين .
انفض الاجتماع دون أن يخرج بنتيجة مباشرة ، لكن عدم صدور البيان لم يمنع صالح من التعهد والالتزام بعدم اللجوء الى الخيار العسكري مهما كانت الاسباب . إلا أنه سرعان ما انفجر الموقف العسكري بعد يوم من اللقاء في السادس من ابريل عندما تعرض لواء باصهيب الجنوبي المتواجد في ذمار الى هجوم ، لولا تدخل اللجنة العسكرية لتحول الى معركة شاملة .لقد فسر هذا الهجوم على أنه رسالة موجهة ضد لقاء عُمان ومن أكثر الروايات دقة حول ما حصل ، تلك التي تقول أن عناصر من الاصلاح اقتربت من البوابة الرئيسية لمعسكر اللواء ، وأطلقت عيارات نارية من أسلحة ثقيلة ، أضطر اللواء للرد عليها . ثم لم يلبث الحرس الجمهوري أن وجه نيران اسلحته الى معسكر باصهيب . وكانت الخسائر محدودة في صفوف العسكريين ، لكنها معتبرة في الممتلكات التابعة للسكان . واتضح على نحو جلي أن هناك مسرحية لاستدراج اللواء الى كمين بهدف ابادته ، تبدأ بالتحرش به من قبل جماعات الاصلاح ليخرج من معسكراته ، ومن ثم يقع في فخ الحرس الجمهوري إلا أن الوقت لم يتسع لهذه الخطة ، فسرعان ما وصلت اللجنة العسكرية المشتركة ، وتمكنت من فض الاشتباك . إلا أم الرسالة المقصودة من ورائه تم تبليغها على نحو صريح وواضح ، وهي أن فكرة "وأد الحرب" سقطت بسرعة ، بل أن طبخة الحرب وضعت على نار قوية ومركزة .

أبومبارك الحضرمي 2009-02-24 02:23 PM

شكراً لقلم الجنوب الحر على هذه الحلقات
واتمنى من جميع الأخوان الجنوبيين المغرر بهم في الاصلاح والاشتراكي أن يفقهوا

سياسات احزابهم وتآمرهم على جنوبهم

وأن لا يكونوا دمى في أيدي أناس متخلفين

لا يفقهون غير لغة الفيد والمصالح ولا لهم أي انتماءات وطنية

أبومبارك الحضرمي 2009-02-24 02:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي (المشاركة 79226)
كل الشكر و التقدير و الإحترام للقلم الحر و ما وضعه هنا دراسة تحتاج للحفظ و المراجعة المستمره
مهما قلت لن أوفيك و أتمنى من الأخوة المشرفين تركها أطول فترة في التثبيت




أضم صوتي لصوت العزيز أبوغريب الصبيحي

وأتمنى أن تجمع هذه الحلقات ونجد من بقوم بطباعتها في كتيب ليوزع على الجنوبيين قياادات الاحزاب الذين مازالوا يؤمنون بإصلاح مسار الوحدة

الزامكي 2009-02-24 03:04 PM

للاسف احد الاخوان سماء الاضلاع السته و تجاوز المهرة هل هي نتيجة سواء فهم ام مقصودة...نكرر بان الاضلاع السته في ظل دولة الجنوب هي عدن و لحج و ابين و شبوة و حضرموت و المهرة في دولة الجنوب و البقية لها حديث....نريد نعود دولتنا الجنوبية باضلاعها السته السابقة
_________________
للاسف هذا التعقب ليس لي...من اخترق اسمي...ارجوا الاخوان بالموقع يعودون للمصدر الذي كتب باسمي...التزوير مرفوض

أبومبارك الحضرمي 2009-02-25 10:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزامكي (المشاركة 80185)
للاسف احد الاخوان سماء الاضلاع السته و تجاوز المهرة هل هي نتيجة سواء فهم ام مقصودة...نكرر بان الاضلاع السته في ظل دولة الجنوب هي عدن و لحج و ابين و شبوة و حضرموت و المهرة في دولة الجنوب و البقية لها حديث....نريد نعود دولتنا الجنوبية باضلاعها السته السابقة

نعم أخي الزامكي إضلاع الجنوب الستة عدن لحج ابين شبوة حضرموت المهرة وما أستحدث في عصر الاحتلال فهو باطل على غرار كل مابني على باطل فهو باطل

[overline]
الأخوة إدارة المنتدى يرجى تعديل عنوان الموضوع الى خفايا التامر على الجنوب الحلقات الأربع
[/overline]

شيخان اليافعي 2009-02-25 07:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العميد علي محمد السعدي (المشاركة 77061)
المؤامره على الجنوب بدأت في 1963م عند اعلان الجبهه القوميه لتحرير الجنوب اليمني من هذا التاريخ بدأ تحريف تاريخ الجنوب العربي بتغيير اسمه الى الجنوب اليمني واستمر مسلسل التامر الى ان اوصلنا الى مزبلة التاريخ اليوم فهل لنا ان نستعيد تاريخنا؟

تحية من القلب إلى الأخ العميد علي محمد السعدي ولكل جنوبي يدرك ما خطط له العدو التاريخي ونتمنى أن يستوعب أبناء الجنوب العربي الدروس من خلال ما جرى لهم منذ الإستقلال حتى اليوم .

بو مبارك 2009-03-14 12:59 AM

خفايا التآمر على الجنوب الحلقة 5
 
ميزان القوى عشية الحرب
1. الجانب العسكري التقليدي :
كان الجيش الجنوبي في عداد الجيوش التي يحسب لها حسابها في المنطقة ، ويعتبر في نظر الخبراء أحد أقواها بسبب تركيبته الخاصة وطرق التدريب الصارمة التي اشرف عليها خبراء سوفيات وكذلك العلاقة الخاصة بين موسكو وعدن . إلا أنه تعرض لضربتين اساسيتين . الأولى في احداث عام 1986 ، عندما استنزف النزاع الداخلي جرءاً اساسياً منه ، وترتب على ذلك فرار اعداد كبيرة تقدر بعشرات الالاف من قيادته وكوادره الى الشمال ، للحاق بالرئيس المخلوع على ناصر محمد . والضربة الثانية جاءت مع الوحدة . لقد جرى نقل الألوية المحترفة داخل هذا الجيش الى الشمال وخصوصاً اللواء المدرع الثالث ولواء باصهيب . وان كان حظ الألوية التي نقلت الى الشمال انها وقعت في فك كماشة الوحدة ، فان القوات التي ظلت في الجنوب ن لم تكن في وضع افضل ، لقد تعرضت هي الاخرى للنسيان والاهمال .
وفي الوقت الذي استمر الجيش الشمالي على حاله في فترة ما قبل الوحدة ، وحافظ على بارمجه الخاصة من تدريب واعداد وتجنيد اعداد اضافية ، فأن الجيش الجنوبي توقف على هذا المستوى عند الوحدة ولم يتم الالتفات إليه على الاطلاق . وتكمن الاسباب هنا في مجموعة من المعطيات . منها أن القيادة الجنوبية سلمت قدرها بالكامل الى دولة الوحدة ، واعتبرت الجيش في عداد المؤسسات الوحدوية التي ينبغي ان تحوز على قدر من الاهتمام الذي لا بفرق بين هذه الوحدة الجنوبية وتلك الوحدة الشمالية ، دون ان تتلمس فعلياً نوايا القيادة الشمالية التي كانت تعتبر ان الجيش الموالي للحكم من القاعدة الى القمة هو الضمانة الفعلية للحكم . وعلى رغم وجود جنوبي في وزارة الدفاع انذاك ( العميد هيثم قاسم طاهر ) ، وبروز صيغتين لتوحيد القوات المسلحة ، فإن الجنوبيين على عكس الشماليين اهملوا القوات التابعة لدولة الجنوب السابقة ، ومنذ اعلان الوحدة وحتى 19 اغسطس ، لم يقم أي مسؤول جنوبي بتفقد قطعة عسكرية للإضطلاع على اوضاعها ، في حين أن الطرف الأخر كان يشتري الاسلحة من ميزانية الدولة ( ملحق – رسالة العطاس الى الرئيس صالح في شهر يناير 1994 والتي اشارت الى التجاوزات ) ، لتذهب الى القطاعات العسكرية التابعة له ، وكان يواصل برنامج التعاون العسكري مع العراق على صعيد بناء الحرس الجمهوري والأمن المركزي كقوات خارج نطاق وزارة الدفاع . وهناك وقائع دامغة حول ما آل إليه وضع المؤسسة العسكرية يمكن تلخيصها في أن جيش الشمال ظل تحت تصرف القيادة الشمالية ومثال ذلك أن "الفرقة المدرعة الأولى" التي يقودها العقيد على محسن الأحمر ، ولم يتمكن وزير الدفاع طيلة سنوات الوحدة من معرفة تعداد افرادها وبرامج تدريبها ونوعية تسليحها . في حين أن القسم الأساسي من جيش الجنوب بات مهملاً او تم كسب القسم الأكبر من كوادره وضباطه من قبل القيادة الشمالية ، بعدما أهملته القيادة الجنوبية وأدارت له الظهر . وهي تبرر ذلك على أنه سلوك وحدوي كان يستوجب وفق منطق بناء قوات مسلحة موحدة لكل دولة الوحدة ، وأن النقاش مع الشريك الآخر في الحكم يدور على هذا الاساس . وإلا أنه كانت المحصلة عشية اعتكاف البيض وجود قوات جنوبية مترهلة ومشتتة وموزعة الولاءات . ترهلت بسبب عدم وجود برامج تدريب متواصلة . تشتت بناء على اتفاقية الوحدة ، وتوزعت الولاءات داخلها لعدم متابعة اوضاعها من قبل القيادة الجنوبية . في حين ان الطرف الأخر حافظ على لياقة قواته وواصل برامج التدريب والتسليح والتجييش . وأن المرء عليه ان يكون مجنونا ليقتنع ان القوة الجنوبية قادرة على استعادة لياقتها خلال وقت قصير من الزمن .ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، بل أن اوساط الحكم في صنعاء عملت على الاستفادة وعلى نحو كبير من الخبرات العسكرية الجنوبية وخصوصاً مايتعلق منها بجانب التسليح ، ومثال ذلك ان وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر ، قدم من خلا ل مجلس الوزراء تصور لشراء اسلحة مناسبة للجيش اليمني ، إلا أن ذلك العرض جرى تجميده من قبل رئاسة الدولة ، لكن ذلك لم يمنع القيادة الشمالية من شراء هذه الاسلحة من خلف ظهر رئيس الوزراء ووزير الدفاع .
ان القيادة الشمالية لم توفر فرصة لاستمرار تعبئة قواتها ، ففي عز احتدام النقاش على انهاء الازمة بالطرق السلمية ومنها اقتراح حل الجيوش غير النظامية ، كانت تبحث مع دولة عربية امكانية انشاء 4 ألوية وحدات خاصة لتنضم للحرس الجمهوري والأمن المركزي ، وذلك كقوات غير نظامية ، كان يتم الصرف على تدريبها وتسليحها من ميزانية الدولة ومن المساعدات الخارجية الآتية من العراق على وجه التحديد والمتمثلة بالخبرات والأسلحة .
يضاف الى ذلك نقطة اساسية وهامة ، لعبت دوراً اساسياً خلال الحرب وتكشفت خلال الاعداد لها وهي تتمثل في الرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى لدى القيادة الشمالية حول مسألة انتشار القوات الشمالية في الجنوب والجنوبية في الشمال بعد الوحدة ، لقد اكدت الوقائع بما لا يدع اي مجال للشك ان الخطة المقترحة انذاك من قبل الشمال كانت بمثابة تحضير لمسرح العمليات الحربية . بحيث تتموضع القوات الشمالية في مواقع جنوبية تمنع أي اتصال عسكري بين قوات الجنوب الموجودة في الجنوب . في حين تتموضع القوات الجنوبية في الشمال في مواقع تمنعها من الاتصال بالجنوب ويسها ضربها في حال الحرب دون مضاعفات .
2 / الجانب السياسي والبشري :
أ ) الشمال :
لم يشهد هذا الجزء أي الجمهورية العربية اليمنية حياة حزبية بالمعنى المتعارف عليه منذ نهاية الملكية عام1962 ، باستثناء المعارضة السرية المتمثلة بالجيوب الناصرية والبعثية والقوميين العرب . بل أن الحكومات العسكرية التي توالت عليه ، منعت تكون احزاب ذات نشاط سياسي فعلي ، ودفعت برموز القوى المشار اليها نحو الخارج فكانت عدن والقاهرة ودمشق وبغداد ، بؤر تجمع لهذه المعارضة ، وخصوصاً عدن التي استوعبت هذه المعارضة داخل اطار النظرة التقدمية للوحدة ، الى حد ان الشماليين الذين نشدوا التغيير في الشمال ، انطلاقاً من قاعدة عدن تحولوا مع الزمن الى حكام في الجنوب ، ومنهم على سبيل المثال عبدالفتاح اسماعيل ، محمد سعيد عبدالله ( محسن ) ، جار الله عمر ، يحيى الشامي ، أحمد على السلامي ، عبدالواحد المرادي ...إلخ . والى حين تولي العقيد علي عبدالله صالح الحكم في الشمال عام 1978 ، كانت الحركة السياسية تعبر عن نفسها في ثلاثة اتجاهات الأول معارض من الخارج له رصيده الشعبي في الداخل والمعبر عنه بالجبهة الوطنية التي كان من قادتها البارزين المرحوم السلطان أحمد عمر . والثاني يعمل في الصمت من داخل الحكم وخارجه هو التيار التقليدي للإخوان المسلمين ، والثالث القبائل ، وهي ممثلة بقبيلة الحكم حاشد التي ينتمي الى احد بطونها سنحان العقيد صالح ، وقبيلة بكيل الموجودة على نحو اقل في السلطة من خلال بعض الرموز . لكن عدم استقرار الحكم وتعرضه لأكثر من محاولة انقلابية ودخوله الحرب مع الجبهة الوطنية عام 1979 ، دفعه الى البحث عن قاعدة سياسية مؤطرة تتماشى مع مقتضيات المرحلة ، فكان تأسيس المؤترم الشعبي العام عام 1980 الذي طرح برنامجه السياسي ( الميثاق الوطني ) كبرنامج الحكم . وضم شرائح واسعة من التيارات السياسية من البعث الى الأخوان المسلمين والناصريين والمستقلين والعسكر والقبائل . لكن القوة الأساسية داخله هي من أبناء حاشد العسكريين ( الرئيس وأقاربه ) والقبائل ( الشيخ الأحمر وحاشيته ) ، والبعث ( العميد أبوشوارب وانصاره الذين عكس ، بعضهم من خارج حاشد واجهة متمدنة وعصرية مثل العميد يحيى المتوكل ) .
بقي المؤتر الشعبي العام الحزب الوحيد الحاكم في الشمال وليس الحاكم الى حين تحققت الوحدة ، فأقتضت الظروف ان يتحول من تيار عام الى حزب فخرج من الاخوان المسلمين والبعثيون وزعماء القبائل ، لتتشكل خارطة سياسية جديدة بمقتضى قانون الاحزاب الجديدة الذي يعترف بالتعددية الحزبية . وهنا برز الى الوجود التجمع اليمني للإصلاح كقوة رئيسية الى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي دخل في اتفاقية اقتسام السلطة من الحزب الاشتراكي بعد اعلان الوحدة .
لاشيء جديد ميز المؤتمر الشعبي العام في فترة الوحدة عنه ماقبل الوحدة ، فرئيسه ظل صالح ، بل تعززت صفوفه ببعض القيادات الاشتراكية السابقة من انصار الرئيس الجنوبي السابق على ناصر محمد والتي هي عداوة مع رفاق الأمس في الحزب الاشتراكي . وشكل ظهور الاصلاح الظاهرة الجديدة الملفتة للنظر . فهذا الحزب تكون من تحالف زعيم قبائل حاشد الشيخ الأحمر والتيار التقليدي في الاخوان المسلمين بزعامة ياسين عبدالعزيز والداعية الوهابي عبدالمجيد الزنداني أحد القادة الروحيين للمجاهدين العرب في افغانستات . ومنذ اللحظة الأولى جرى النظر الى هذا التكوين على أنه يشبه خليط مولوتوف متفجر ، وإلا ما الذي يجمع شخصية في منتهى البراغماتية مثل الشيخ الأحمر ، مع شخصية في الطرف الآخر من الطيف درجت على أصدار فتاوي التكفير مثل الزنداني ؟ ربما كان النزوع الى تسليم الحكم أو المشاركة فيه بقسط كبير تحت راية السلام .
قبل أن ندخل في تشريح مآرب كل طرف لدى الطرف الآخر لابد من الاشارة الى مسألة تظل راسخة في اذهان الأوساط السياسية في الشمال وهي أن الشمال محكوم من قبل القبيلة التي تغير ملابسها واسلحتها وفق ماتقتضيه الظروف . وهي وأن كانت ممسكة بالحكم من خلال الجيش وهو غالبيته من حاشد فإنها لم تكن لتترك الحركة السياسية تفلت منها ، لذلك اعتبر دخول الشيخ الأحمر في تحالف مع الاسلاميين بشقيهم المعتدلين الأخوان والمتطرفين الأفغان ، يرمي الى هدفين : الأول عدم السماح بنشوة حالة سياسية مستقلة في الشمال بعيداً عن قبضة حاشد . والثاني وضع الحركة الاسلامية تحت رقابة حاشد لئلا تشق العصا وتفكر بالاستيلاء على الحكم . ويضاف الى ذلك ، ان لكل من الطرفين مآربه الخاصة من هذا التحالف ، الشيخ الأحمر يوسع قاعدته للمرة الأولى على نحو سياسي خارج نطاق القبيلة ، والعكس بالنسبة للإسلاميين . وقد برزت بعد عام من الوحدة صورة الوضع في الشمال وهو يتبلور الى تحالف عسكر المؤتمر الشعبي العام والمستفيدين منه مع القبيلة المتمثلة في حاشد والحركة الاسلامية الأخوانية و الافغانية دون أي وزن يذكر للقوى السياسية الشمالية الأخرى ، إلا في أوساط الطلبة والمثقفين . يضاف الى ذلك أن هذا التحالف يجد سبده في قاعدة شعبية واسعة ، يوفرها التعداد البشري في الشمال ( 12 مليون ) والمستوى المتدني للتعليم ( نسبة الأمية قرابة 80% ) .
هناك قاسم مشترك جمع اطراف هذا التحالف منذ اليوم الأول لقيام الوحدة ، وهو أن الشمال هو المرجع والاساس والأصل ، وأن الجنو ب هو الفرع الذي عاد الى الاصل وأن الحز بالاشتراكي انتهى مع نهاية المنظومة الاشتراكية لكن لابد من مسايرته الى حين تتم عملية هضم التجربة الجنوبية وعندما ابدى الاشتراكي معارضة لهذا الفهم كانت الحرب الاعلامية وسلاح الاغتيالات قد اشهر ضده مما قاد الى رد الفعل الذي تمثل في اعتكاف البيض في 19اغسطس 1993.
ويمكن تلخيص الصورة في اوساط هذا التحالف عشية الحرب من خلال الشهادة الخاصة للرجل الأساسي فيه الشيخ الأحمر الذي أدلى بها في مقيل في يوم 25ابريل والتي سبق ان اقتطفنا منها بعض المقاطع في الحلقات السابقة :
أكد الشيخ الأحمر عزمه على خوض مواجهة مع الاشتراكي الذي وصفه بأنه كافر وملحد . وأن الفرز الذي حصل في اليمن اثبت اننا لن نستطيع التخلص من هذه الشلة الكافرة والملحدة بدون التعاون الصادق والمخلص مع المؤمنين بالله والمجاهدين في سبيله من أهل اليمن والمسلمين في مغارب الأرض ومشارقها .
ورداً على سؤال من أحد الحاضرين حول كيفية مواجهة الاتهامات التي يوجهها الحزب الاشتراكي لحزب الاصلاح بانه يسعى الى التخلص من الاشتراكي لاقامة دولة دينية على غرار السودان وايران . قال أن ما حققة الاصلاح في اليمن يفوق ما حققته البهة الاسلامية في السودان والثورة الاسلامية في ايران .
ومضى يقول وبالحرف الواحد الحمد لله أن وضعنا في اليمن افضل من وضع اخواننا في السودان ولكن مع ذلك يجب الا يصيبنا الغرور أو الخوف ، وعلينا حسم المعركة مع العلمانيين والكفار الاشتراكيين وعدم المراهنة على التكتيك الذي يتبعة الرئيس معهم .
وحدد الشيخ الأحمر تفاصيل خطته لمواجهة الاشتراكي وقال سنبدأ بحملة اعلامية في الاسبوع المقادم وسأخرج عن صمتي وسأتكلم عبر الصحف الدولية ومحطات التلفزة العربية والاجنبية .. وسأقوم بعد ذلك بالتعاون مع الشيخ الزنداني والدكتور الارياني والقبائل باعلان الجهاد ولا أخشى في ذلك من مصر وامريكا أو أي قوة على الأرض .
واعرب الأحمر عن قلقة العميق من اهداف الوساطة المصرية مشيراً الى أن مصر تريد نقل معركتها مع الاسلاميين الى اليمن وانها وجدت في الاشتراكي الناقة التي تركب عليها .. وحذر من المبالغة في امتداح الوساطة المصرية مشيراً الى أن قلوب المجاهدين المسلمين تهفوا الى اليمن للظفر بالشهادة في معارك الاسلام ضد العلمانية التي تمثلها اليوم الأزمة التي افتعلها الاشتراكي بهدف تقويض النصر العظيم الذي حققه ما وصفه بالتحالف الاسلامي من المؤتمر والاصلاح في انتخابات 27 ابريل 1993 .
وأعاد الأحمر الى الأذهان ما وصفه بالموقف المتذبذب للأخ الرئيس اثناء معركة الاستفتاء على الدستور وأنه لو صدق فيما افقنا عليه لكنا حسمنا مشاكلنا مع الاشتراكي الذي يصر على عدم الاعتراف بان الوحدة قامت انما اعادت الأمور الى نصابها بعودة الفرع الى الأصل والجزء الى الكل والأبن الضال الى أبيه الشرعي . لكن الاشتراكي ومنذ قيام الوحدة يحاول اعطاء الفرع الشارد نفس مكانة وحقوق الأصل الثابت وهو ما لانرضاه ولن نقبله .))
ب ) الجنوب :
اختلف الوضع في الجنوب عنه في الشمال على صعيد وجود حياة حزبية وتنظيمات نقابية ، وذلك يعود الى طبيعة باناء الجنوب الذين ساعدتهم ظروف مقارعة الاستعمار البريطاني والتجارة مع الخارج عبر مينائي عدن وحضرموت على اطلالة انفتاح لم يتميز بها الانسان البدائي الشمالي الذي اعتاد حياة الغزو والرعي والزراعة البدائية . وبالتالي فإن مقومات الحياة السياسية في الجنوب تعود الى مطلع القرن . لكن البارز منها ما تكون خلال مرحلة الكفاح ضد بريطانيا وتمثل على نحو سياسي بثلاث قوى اساسية الجبهة القومية وغالبيتهم من ابناء الحجرية ذات الانتماءات الشمالية ، جبهة التحرير ، رابطة أبناء الجنوب العربي . وقد تسلمت الجبهة القومية الحكم من بريطانيا وسرعان من أقصت الحركتين الأخريين ، وتحولت بعد ذلك عام 1978 الى الحزب الاشتراكي الذي خاض صراعات متوالية ،كان آخرها الصراع الدموي في 13 يناير 1986 .
وجه ذلك الصراع ضربة كبيرة للحزبالاشتراكي إذ غيب جزاءاً هاماً من قيادته التاريخية وكوادره الانسانية ، أما الذين نجو من الموت فانقسموا الى فريقين ، فريق خرج مع علي ناصر محمد الى صنعاء وبعض العواصم العربية ، والفريق الثاني بقي في الحكم بقيادة علي سالم البيض . لقد حاول البيض خلال السنوات الأربع السابقة للوحدة أن يغلق قدر الامكان ملف احداث يناير وتحقيق مصالحة وطنية ، وقد نجح الى حد كبير ، مما ساعدع على السير نحو الوحدة بخطوات ثابتة ، إلا أن الشق الآخر من الملف والذي انتقل الى صنعاء مايزال مفتوحاً ، حيث انضم العديد من كوادر الحزب الى المؤتمر الشعبي العام ، وظلوا يتحينون الفرص للثأر من رفاق الأمس ، وقد استغل صالح هذه الورقة جيداً ، من خلال فترة الوحدة وعشية الحرب وخلال الحرب . فهذه الكوادر العسكرية والمدنية التي ظلت محسوبة من الناحية النظرية على الرئيس علي ناصر ، أبلت بلاءً حسناً في تصفية الحسابات مع رفاق الأمس ،من خلال شق الجبهة الداخلية الجنوبية . من دون شك أن احدى حسابات البيض لدى اعلانه الاعتكاف الثاني في 19 اغسطس 1993 ، كانت استناده على الحيثية الجنوبية التي عبرت عنها الانتخابات التشريعية في 27ابريل 1993 ، عندما صوت الجنوب بالكامل لمرشحي الحزب الاشتراكي . وهو انطلاقاً من هذه النظرة ، وعندما رأى نذر الحرب تلوح في الأفق حاول أن يستكمل مسألة بناء الجبهة الداخلية في اتجاهين : الأول الإغلاق النهائي لملف احداث يناير . الثاني دعوة المعارضة الجنوبية الموجودة في الخارج للعودة الى الجنوب للإسهام في الحياة السياسية وتحقيق مصالحة جنوبية شاملة . ورغم الانجازات الملموسة على هذين الصعيدين ، فإن المحصلة النهائية لم تكن كبيرة . فمن جهة كان الوقت متأخرا ، ومن جهة أخرى لم تساعد الآلة الحزبية الأمين العام على تحقيق هذا الطموح الكبير .
لقد بدأ الحزب الاشتراكي عشية الحرب مجموعة من الجزر المتناثرة هنا وهناك والتي يغني كل منها على ليلاه . ففي الوقت الذي بدأت فيه الحرب تطرق الأبواب ونيرانها تشتغل في بداية السهل ، وكانت قيادات اشتراكية بارزة منصرفة الى حسابات صغيرة أو غارقة في وهم امكانية العودة الى ماقبل 19اغسطس من خلال ايجاد مخارج للوثيقة . الى حد أن البيض أدرك في تلك الآونة أن الأولوية في اصلاح وضع الحزب كما قاله لي في آخر لقاء خاص جمعنا به في منزله بالمعاشيق مساء 23 ابريل . فهو كان مدركاً خطورة انكماش آلية الحزب وخضوع جزء كبير من قيادته للحزب النفسية التي يشنها دعاة الحرب باسم الوحدة . إلا أنه في تقديري الشخصي ، لم يكن ليتصور أن حجم الخلل كان سيصل للذي وصل إليه عندما انسحب العديد من اعضاء المكتب السياسي للحزب من شماليين قبل كل شيء ، وعن ساحة المواجهة .والمؤلم في الأمر بالنسبة له ، سيكون بالتأكيد لدى اندلاع الحرب ، ليس خطأ هؤلاء القادة في تقدير وقوع الحرب وابعادها ومراميها ، بل اعتبار أن هذه الحرب ستقع بسبب خطأ الحزب الاشتراكي في التكتيك ( وجهة نظر جار الله عمر التي قدمها للمكتب السياسي للحزب صباح 27 ابريل . وقا بنشرها كاملة في نهاية الحرب ، كنوع من براءة الذمة ) بل أن البعض الأخر اعتبرها سوف تنقذ الوحدة من النزعة الانفصالية لدى البيض والعطاس والسييلي على وجه التحديد . وبرز في هذه الآونة ، من يطالب بضرورة التضحية بكل من السييلي والعطاس ، كرموز تحرض على الانفصال .
لقد كانت عدن عشية الحرب منقسمة على نحو كبير ، وكانت الشائعات تزكم الأنوف حول الصراع الداخلي في الاشتراكي بين وحدويين وانفصاليين بين جنوبيين وشماليين وقد ساهمت مسألتان في تحويل هذا الجو الى حقائق نفسية ثابتة لدى المواطن العادي . الأولى الاستغلال الذكي لإعلام الاطراف الشمالية في الحكم . الثاني الطابور الخامس وهو شمالي من الذين عاشوا في عدن تاريخياً واكتشفوا هويتهم الشمالية خلال الوحدة ، وباتوا يخشون من نزعة جنوبية تجردهم من مكاسبهم في الجنوب .
أما الجبهة الشمالية التي كانت متماكسة خلف القبيلة - الأصولية – العسكر ، بدت الجبهة الجنوبية منقسمة ومهترئة وقابلة لشتى الاحتمالات . يضاف الى ذلك أن المواجهة دارت في صورة غير متكافئة بين جنوب يبلغ تعداد سكانه 2 مليون وشمال يتجاوز 12 مليون نسمة .

قمة جبل 2009-03-15 01:33 AM

لن اضيف الا

الاحتفاض بكل ماهو جنوبي واجب
كالهوية والقسم (قسم ماقبل 90)
وحرية الكلمة
وحتى اللغة واللهجة

أبو غريب الصبيحي 2009-03-17 01:14 PM

الموضوع غزير يحتاج للقراءة بتمعن شكراً أخونا قلم حر . . .

سيف الجنوبي 2009-03-17 06:35 PM

بثلاث قوى اساسية الجبهة القومية وغالبيتهم من ابناء الحجرية ذات الانتماءات الشمالية !!!!!!!!!! هل من توضيح حول هذه الفقره ؟

سيف الجنوبي 2009-03-18 01:03 AM

مانستطيع استخلاصه من الحقائق والوقائع التي اوردها كاتب الموضوع : ان القياده الجنوبيه السياسيه والعسكريه تتحمل المسؤليه المباشره عن هزيمه 94 واجتياح كل الجنوب دون عناء لانها اهملت ان لم تكن تناست بعد مايو 90ماتبقى من الجيش في الجنوب او الذي تم الزج به وسط غابه مطوقه بالقبائل المسلحه المتعطشه للفيد ومعها جيش بكامل عدته وعتاده وراهنت على تحالفات شماليه هشه غيرت ولاءها بين عشيه وضحاها /ولانها تجاهلت الجيش الجنوبي الذي خرج الى الشمال في 86 ولم تحاول التصالح معه لتحييده على الاقل والذي ادى دورا حاسما في الحرب /ولانها اهملت شعبها وتخلت عنه وقت رخا مايو 90 فتخلى عنها وقت شده مايو 94 / ولانها راهنت على قيادات سياسيه وعسكريه انانيه وانتهازيه تفيدت السلاح الذي كان يجب ان يوزع للمتطوعين ليقع جزء كبير منه في ايدي الغزاه /المواجهه لم يكن ال 2 مليون جنوبي مشاركين فيها مع الجنوب ونصف هذا العدد ربما كان محايدا وربع هذا العدد ربما وقف مع الشمال ضد الجنوب ولم يتبقى سوى ربع الجنوب

حاتم 2009-03-18 03:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الجنوبي (المشاركة 84863)
مانستطيع استخلاصه من الحقائق والوقائع التي اوردها كاتب الموضوع : ان القياده الجنوبيه السياسيه والعسكريه تتحمل المسؤليه المباشره عن هزيمه 94 واجتياح كل الجنوب دون عناء لانها اهملت ان لم تكن تناست بعد مايو 90ماتبقى من الجيش في الجنوب او الذي تم الزج به وسط غابه مطوقه بالقبائل المسلحه المتعطشه للفيد ومعها جيش بكامل عدته وعتاده وراهنت على تحالفات شماليه هشه غيرت ولاءها بين عشيه وضحاها /ولانها تجاهلت الجيش الجنوبي الذي خرج الى الشمال في 86 ولم تحاول التصالح معه لتحييده على الاقل والذي ادى دورا حاسما في الحرب /ولانها اهملت شعبها وتخلت عنه وقت رخا مايو 90 فتخلى عنها وقت شده مايو 94 / ولانها راهنت على قيادات سياسيه وعسكريه انانيه وانتهازيه تفيدت السلاح الذي كان يجب ان يوزع للمتطوعين ليقع جزء كبير منه في ايدي الغزاه /المواجهه لم يكن ال 2 مليون جنوبي مشاركين فيها مع الجنوب ونصف هذا العدد ربما كان محايدا وربع هذا العدد ربما وقف مع الشمال ضد الجنوب ولم يتبقى سوى ربع الجنوب



ليتنا نقراء باستيعاب ومعرفه لنتعرف ونعترف وبعدها نعتبر لان العبره هي خلاصة المعرفه
وبكل تاكيد هناك اعديد من الملاحظات هنا وهناك تحتاج الى تمعن ودراسه معمقه وبحث
دقيق عن اسباب النكبه الجنوبيه والتي قد تعيد الباحث او الباحثون الى اوائل القرن العشرين
اقل تقدير وهذا لايمنعنا ان نقدم الشكر والتقدير لجهد اخينا قلم حر ولك اخي ابوا ابداع

قمة جبل 2009-03-18 07:50 AM

[frame="1 80"]أن المواجهة دارت في صورة غير متكافئة بين جنوب يبلغ تعداد سكانه 2 مليون وشمال يتجاوز 12 مليون نسمة . [/frame]

الموضوع كتب عن الماضي الاسود للجنوبوعن الخدع وفية دروس وعبر الى يوم الغد لنتعلم منها وكجنوبيين لابد ان نحاسب انفسنا عن ماسنقدمة لحاضر الجنوب!!!


Loading...

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.