لقد أسقطت مخرجات مؤتمر القاهرة, المتزامن مع التوقيع على المبادرة الخليجية, القناع عن بعض الأوجه لأدعياء التحرير والاستقلال, وعرت النوايا المتأصلة والأفكار الحقيقية للكثير ممن كان يعتد بهم, وبات واضحا وأكيدا إننا بحاجة إلى غربلة لازالت كل الشوائب العالقة, وذلك لضمان تأمين ومواصلة ثورة شعب الجنوب لتحقيق أهدافه المنشودة,

كان القائمين على ثورة التغيير وحلفائهم يتحدثون منذُ بداية ثورتهم عن قضايا مختلفة, وكانوا يشيرون للقضية الجنوبية على مستوى الكلام بالقول : علينا بحث كل القضايا على طاولة حوار بعد إسقاط علي عبد الله, بينما يسعون على مستوى الفعل إلى فرض واقع نابع من قناعاتهم القائمة على الهيمنة والسيطرة .

إن دماء الشهداء التي تسيل كل يوم يجب أن تتحول إلى فعل ـــ ليس بالضرورة فعل مسلح ـــ كما إن مشاعر الغضب العميقة التي تعم الشارع الجنوبي يجب أن تتحول إلى طاقة دافعة . وصيحات الحناجر في المسيرات وصخب الميكروفونات بالمهرجانات كما هي عليه اليوم لم تعد كافية .

إن فعاليات الحراك التي تقام في مختلف الساحات والمحافظات الجنوبية, بحاجة إلى تفعيل وتنظيم لتعود إلى زخمها الجماهيري السابق, لذلك لابد من تعزيز الحراك بوسائل وأساليب وإمكانات نضالية إضافية على المستوى التنظيمي والإعلامي والسياسي والدبلوماسي وغيرها .