حضرموت نيوز / خاص

27 فبراير 2008 م
فؤاد راشد


1
خطف الموت الناشط السياسي والصحافي الجهبذ فؤاد محمد بامطرف.
كيف يمكن أن أتصور المشترك بدون بامطرف؟
وكيف يمكن أن أتصور هيئة تنسيق الفعاليات السياسية والجماهيرية وقوى المجتمع المدني بدون فؤاد بامطرف؟
الموت حق ولا اعتراض على مشيئة الله.
نعم، ولكنني من الصعوبة الآن أن أتصور القوى السياسية


على اختلافها في حضرموت بدون بلدوزر حركة الدفع المعطاءة بتنوعها والتقاطها للأحداث.
ذلك هو فؤاد بامطرف.
2
عرفته في منتصف الثمانينيات حيث كنت أتلمس طريقي إلى الصحافة، كان رئيساً لتحرير صحيفة الشرارة وهي الصحيفة الوحيدة التي تصدر في حضرموت وتطبع باليونوتيب، وكان إلى جانب ذلك مديراً عاماً للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.
صارماً، حازماً، شديداً في العمل، وكان أيضاً كتلة حب تضفي على أجواء العمل الإبداعي الإعلامي محفزات تفجير الطاقات والإبداع.
طموحاً، وجباراً في إجتراح المبادرات العملية والسياسية ، وكان واضح الرؤى وثاقب الرؤية... ومع كل ذلك كان لا يفقه أساليب السياسة في الغش والتدليس ولي الذراع، وكان هذا كافياً لأن يجر عليه في قادم الزمان ضنك الحياة وخصومات المصالح والمنافع وهو ما تم وما كان.
في منتصف الثمانيات كان يكتب عموداً صحفياً ثابتاً في الشرارة دشن من خلاله مرحلة المكاشفة النقدية في السياسة التي عرفت في المعسكر الشرقي.. فيما بعد بالبروستريك... وحصد بسبب ذلك عداوات لا حصر لها.
3
مرت سيرة بامطرف بأطوار، فمن رجل كان يقود مؤسسات إعلامية ساهم بشكل أساس في إرتقاءها في ظروف معقدة إلى سياسي على قارعة الطريق يقود بذات الهمة العالية وذات المقدرات المعرفية الواسعة النضال السياسي لتغيير مآل الحال الذي وصلت إليه البلاد بعد حرب صيف 94م.
لم يكل ولم يركع للمغريات، ولم ينل منه شظف العيش ويجيره على تغيير الحال كما فعل مئات من زملاءه.
أقتسم العمر أو كاد ما بين المسؤولية الوظيفية الحكومية وأدى ما عليه مرتاح البال وما بين المسؤولية الوطنية في العمل السياسي لإنقاذ البلد، ومات وهو يكتب بياناً سياسياً للمسيرة الجماهيرية التي كان من المقرر أن تشهدها المكلا أمس الأربعاء.
4
أظنه الآن يستشعر الهدوء بعد هذا العمر القصير - زمنياً - الكبير بحجم ما عاشه من أحداث ووجد نفسه فيه، وكان له دوراً رئيساً في المشاركة بفعل ناضج وأداء مسؤول.
5
يوم الأحد الماضي كنت بجانبه في مؤتمر صحفي للقاء المشترك بالصحفيين وكنا كالعادة نتجاذب أطراف الحديث المتداخل بين السياسة وسؤال الحال.
في المؤتمر الصحفي قال بامطرف "بأنه آن الأوان للمشترك بحضرموت أن يتقدم بمبادرة جديدة للفعاليات السياسية بالجنوب كمبادراته السياسية السابقة."
وأرى والكلام له "أن يتضمن بيان المسيرة الدعوة لقيادات المشترك بمحافظات الجنوب للإعداد لإنعقاد مؤتمر وطني جنوبي نتدارس فيه القضية الجنوبية على كافة مستوياتها ونتخذ قراراً واضحاً إزاءها". وأضاف" وباعتبارنا أصحاب الدعوة لها يجب أن نتقدم بمشروع يتضمن ملامح هذه الرؤية".
هذه وصية بامطرف الأخيرة أرادنا كصحفيين أن نكون شهود عليها وعلى زملائه فيما إذا كان سيتقاعسون في تبنيها.
نقول له وهو بين يدي الله... لقد سمعنا وشهدنا.. لقد سمعنا وشهدنا ، وها نحن نشهد العالم أجمعين. .

نتقدم با احر التعازي القلبيه الى اسره الفقيد بامطرف والى كل ابناء الجنوب سا ئلين الله تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الله وذويه الصبر والسلوان وان لله وان اليه راجعون

حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم المصير
اللهم اغفر له من دنوبه ما تقدم منها وما تاخر
وارحمه برحمتك واسكنه فسيح جناتك يا رب العالمين
لا حول ولا قوه الا بلله

تعازينا لاهل بامطرف ولكل رفاقة ومحبية ..... وندعوا كل اعضاء المشترك الجنوبيون واعضاء الاشتراكي في مقدمهم ان يعملوا لتنفيذ وصية الفقيد بشان الجنوب ووفاء للفقيد وووفاءً للجنوب بالدرجة الاولى

فؤاد ... العامر بالحب


بـدر بن عقيـــل


حضرموت نيوز/ خاص

01 مارس 2008 م



بدر بن عقيـــل

يقول المثل الشعبي الحضرمي : (( عسى موتي كما نومي )) ..
ولا شك انها أمنية غالية يرجوها كل منا .. ذلك ان للموت سكرات .. وأنات .. وعذابات .. وهي أمنية لا ينالها إلا الطيبون في الحياة ، واصحاب النوايا الصادقة ، والقلوب الرحيمة .
وهكذا كان موت العزيز الفقيد فؤاد محمد بامطرف ، وهو الذي عاش حياته كثير الحركة ، والسفر ، والتنقل ، واقتحام الصعاب .. ثم معاناة مع المرض ، لكن ( موتته كانت كما نومته ) !! والحمد والشكر لله .
فؤاد .. أسم على مسمى .. فقلبه عامر بالحب ، والدفئ ، والصدق ، وبنبض الألفة ، طراز من الناس نادر وثمين .. كل من عرفه عن كثب ، أو تعامل معه .. قرأ على التو هذه الشحنات من المشاعر على ملامح وجهه ، وبساطة حياته ، ورقة تواضعه ..


انه يمنحك ودون تردد جواز سفر وتأشيرة دخول الى عالم جميل من المعادن النفيسة والاحجار الكريمة .
وأعترف هنا .. ولا أغالي إذا قلت أن أكثر الناس هولاً وفجيعة بنبأ رحيله المفاجئ هم العاملون في الحقل الاعلامي والصحفي والثقافي بحضرموت ، حيث لم يكن الفقيد الغالي فؤاد بامطرف مجرد قيادي اعتلى أكثر من منصب وكرسي في اجهزة الاعلام المختلفة ، لكنه كان ذلك الانسان القريب من كل موظفيه ، ومن الذين تعاملوا معه .. قريب احساس .. وعطاء .. ومودة .. وكثير دعم وتشجيع .. ومباركة للكثير ممن انطلقوا وعرفوا في هذا المجال ، وكان بالفعل رجل المواقف الصعبة .. والانسانية .
رحل ولديه القدرة على الخلق ، والابداع ، والانتاج .. والتفاف الناس من حوله .. ولعل من يعرف كيف كان الفقيد يكتب اوامره لتيسير أمور العمل .. يجد أن كلمة ( فوراً ) التي لا تخلوا منها توجيهاته المكتوبة تختزل قيمته .. وحرص مسؤوليته على الانجاز .. وعلى الرضى .
وخلال تبوأه لعدد من الاجهزة الصحفية والاعلامية في حضرموت يحسب للفقيد الراحل جملة من إنجازات متفردة .. فقد استطاع بجهوده المضنية ان يزيد من مساحة رقعة بث إذاعة المكلا .. والارسال التلفزيزني ، وان يؤهل العديد من الكوادر الاذاعية داخلياً وخارجياً .. وان يجعل من صحيفة الشرارة ولأول مرة منبراً للنقد البناء الهادف .. وان يضع اللبنات الأولى لدار طباعة حديثة في حضرموت ، وكانت مباني هذه الادارات والمؤسسات بيته وفراشه ، ومصدر أفكاره ، وعطاءاته الثرية .
وحقيقة ان ماقدمه الفقيد فؤاد بامطرف لا يعد ولا يحصى .. وحرياً على من عرفه عن كثب تناوله .. والاشارة والكتابة عنه .. كونه تاريخ يستحق الاشادة ، والتقدير ، والتكريم وإن كان الرجل في ذمة الله .
انه تاريخ يعلمنا المسؤولية ، والاقدام , والخلق البديع ، ويعطينا أعظم الدروس للاستفادة منها .
نعم لم يكن العزيز الراحل مجرد انسان عادي ، بل انسان تجمعت فيه أكثر من خصال .. ومزايا .. تدعونا للتوقف امامها ، واعطائها حقها .