مناف الهتاري
2012-10-31, 08:15 PM
يكثر الحديث هذه الايام عن «الحوار» وان الحوار مطلوب بين أطراف متعددة لتنفيذ ما يسمى بالمبادرة الخليجية، غير مدركين أنّ المطلوب لحلّ الكثير من الأزمات القائمة حالياً هو التفاوض، وليس أسلوب الحوار.
فالحوار بحسب علمي يكون بين الأفراد والجماعات من أجل التعرّف إلى الآخر وفهم هذا «الآخر» دون التوصّل معه بالضرورة إلى مرحلة التفاهم والتوافق.
فالحوار هو تعبير عن الاعتراف بوجود «رأي آخر» وعن حقّ صاحبه بالمشاركة في الرأي، وإفساح المجال أمامه للتعبير عن فكره ومعتقده وقضيته دون تشويه أو ضغط مانع لذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحتاج الآن قضيتنا كشعب جنوبي يطالب باستعادة دولته إلى هذا المفهوم عن أسلوب الحوار، وهل يجهل أصلاً كلّ طرفٍ معنيٍّ بهذه القضية ماهيّة الرأي الآخر؟
اعتقد جازما انَّ كل طرف يعرف ما يريد الطرف الآخر بل حتى الجهات المعنية بالاشراف على الحوار تعرف مايريد كلا الطرفين في الشمال والجنوب ولكن محاولة الالتفاف على الحقيقة الماثلة للاعيان في مطالبتنا باستعادة الدولة او مايسمى بفك الارتباط ...الخ من المصطلحات هذا يجعل الحوار غير ذي جدوى بالنسبة لنا ولكنه فعلا مهم فيما يخص الاطراف المتصارعة في اطار الدولة الواحدة وهي ال((ج-ع-ي))
امَّا بالنسبة لنا فارى ان التفاوض بين الدولتين (( او الطرفين )) والمتمثل في شخص ال((ج-ع-ي)) و (( ج – ي – د ش )) فالبعض وهم كثيرين لا يدركون ان ثمَّةَ فرق بين الحوار والتفاوض...
إنّ الفرق كبير بين الحوار والتفاوض , فالحوار هو أسلوب مكاشفة ومصارحة وتعريف بما لدى طرف ما، دون شرط التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وأيضاً دون مدًى زمني محدّد لهذا الحوار وهذا منافي من حيث الميداء لما نصت عليه المبادرة الخليجية المزمنة . أمّا التفاوض فهو ينطلق من معرفة مسبَقة بما يريده الآخر وهذا الذي يعرفه الجميع ولكنهم لا يريدون القبول به كأمر واقع فرضته ارادة الشعب الجنوبي والاخ جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن سمع من الجميع وتسلم ملف القضية الجنوبية من عدة اشخاص وهذا كان معيبا فعلا في حقنا وربما كان سببا رئيسيا في عدم الاقتناع بجدوى الاخذ بمبداء التفاوض فحتى نكون قادرين على التفاوض مع الطرف الآخر يجب علينا ان نسلم بأهمية الحوار فيما بيننا كجنوبيين لنصل من خلاله الى من سيمثلنا في التفاوض حينها سيقتنع المجتمع الدولي اننا طرف واحد واصحاب قضية واحدة ولنا ممثل واحد للتفاوض ، والتفاوض يكون في إطار المحادثات التي الهدف منها الحصول على مكاسب لطرف مقابل تنازلاتٍ في الطرف الآخر. أي أنّ كلّ طرفٍ مفاوض يكسب ويتنازل في الوقت نفسه، ثم يكون الفارق في مدى حسابات الربح والخسارة , بمعنى هل سنخسر وطن ام اننا سنستعيده وهل سيربحون وطن ام سيخسرونه هذا ما سيحدده التفاوض بين الطرفين من خلال جلسات المحادثات والمباحثات والذي يجب على المفاوض ان يكون جاهزا بالأدلة والاثباتات والحجج الدامغة التي تقضي باستعادة الحق وتلزم الطرف الآخر بالتنازل عن حق الغير بل والتعويض العادل له...
أمّا الحوار، فليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط التوصّل إلى نتيجة مشتركة، بل ربّما يحدث تأثير متبادل دون إقرار بذلك من الطرفين.
والحوار يقوم به أفراد ومؤسسات، وليست الحكومات والدول، التي هي معنيّة أصلاً بأسلوب المفاوضات القائم على موازين القوى والمصالح المادية لا على بلاغة الأفكار والكلمات وصدق المشاعر ومن باب الحوار لترميم البيت الواحد كما يريدون الآن وكما هو الحال والمشاهد والموقع عليه من قبل الاطراف المعنية بتنفيذ المبادرة الخليجية.
إنّ أسلوب الحوار مهمّ جداً بين الشعوب ومؤسسات المجتمع المدني حيث لا يجوز هنا استخدام تعبير «التفاوض». فالشعوب «تتحاور» بينما الحكومات «تتفاوض». لكن كما «التفاوض» له أسس للنجاح كذلك أسلوب «الحوار» يحتاج إلى إدراك عام مسبَق بالمواضيع، وإلى مراعاة لضوابط الحوار وقواعد نجاحه وبعض الاخوة الجنوبيين يدورون في محور البحث عن اجابة لسؤالهم ماهي الضوابط للحوار وهذا ما أفصح عنه جمال بن عمر في اكثر من تصريح؟
وقد يكون مهمّاً الحديث هنا في التمييز بين «المفاوضات» والمباحثات»، حيث تكون المفاوضات بين أطراف متساوية في الحقوق وإن لم تشترك في المساواة على صعيد ميزان القوى وهذ ما أشارت اليه العبارات الواردة في مسودة ميثاق الامم المتحدة بهذا الخصوص ..
ومما سبق نستنتج أن الحوار يعتبر جزءا من التفاوض وغالبا ما يكون الحوار ضروريا للتفاوض السليم وهذا ما يذكرنا بشعار الحوار والتفاوض عند البعض وهو ((لا تفاوض بدون حوار ...))
بقلم / مناف الهتاري
30 / 10 / 2012م
فالحوار بحسب علمي يكون بين الأفراد والجماعات من أجل التعرّف إلى الآخر وفهم هذا «الآخر» دون التوصّل معه بالضرورة إلى مرحلة التفاهم والتوافق.
فالحوار هو تعبير عن الاعتراف بوجود «رأي آخر» وعن حقّ صاحبه بالمشاركة في الرأي، وإفساح المجال أمامه للتعبير عن فكره ومعتقده وقضيته دون تشويه أو ضغط مانع لذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحتاج الآن قضيتنا كشعب جنوبي يطالب باستعادة دولته إلى هذا المفهوم عن أسلوب الحوار، وهل يجهل أصلاً كلّ طرفٍ معنيٍّ بهذه القضية ماهيّة الرأي الآخر؟
اعتقد جازما انَّ كل طرف يعرف ما يريد الطرف الآخر بل حتى الجهات المعنية بالاشراف على الحوار تعرف مايريد كلا الطرفين في الشمال والجنوب ولكن محاولة الالتفاف على الحقيقة الماثلة للاعيان في مطالبتنا باستعادة الدولة او مايسمى بفك الارتباط ...الخ من المصطلحات هذا يجعل الحوار غير ذي جدوى بالنسبة لنا ولكنه فعلا مهم فيما يخص الاطراف المتصارعة في اطار الدولة الواحدة وهي ال((ج-ع-ي))
امَّا بالنسبة لنا فارى ان التفاوض بين الدولتين (( او الطرفين )) والمتمثل في شخص ال((ج-ع-ي)) و (( ج – ي – د ش )) فالبعض وهم كثيرين لا يدركون ان ثمَّةَ فرق بين الحوار والتفاوض...
إنّ الفرق كبير بين الحوار والتفاوض , فالحوار هو أسلوب مكاشفة ومصارحة وتعريف بما لدى طرف ما، دون شرط التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وأيضاً دون مدًى زمني محدّد لهذا الحوار وهذا منافي من حيث الميداء لما نصت عليه المبادرة الخليجية المزمنة . أمّا التفاوض فهو ينطلق من معرفة مسبَقة بما يريده الآخر وهذا الذي يعرفه الجميع ولكنهم لا يريدون القبول به كأمر واقع فرضته ارادة الشعب الجنوبي والاخ جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن سمع من الجميع وتسلم ملف القضية الجنوبية من عدة اشخاص وهذا كان معيبا فعلا في حقنا وربما كان سببا رئيسيا في عدم الاقتناع بجدوى الاخذ بمبداء التفاوض فحتى نكون قادرين على التفاوض مع الطرف الآخر يجب علينا ان نسلم بأهمية الحوار فيما بيننا كجنوبيين لنصل من خلاله الى من سيمثلنا في التفاوض حينها سيقتنع المجتمع الدولي اننا طرف واحد واصحاب قضية واحدة ولنا ممثل واحد للتفاوض ، والتفاوض يكون في إطار المحادثات التي الهدف منها الحصول على مكاسب لطرف مقابل تنازلاتٍ في الطرف الآخر. أي أنّ كلّ طرفٍ مفاوض يكسب ويتنازل في الوقت نفسه، ثم يكون الفارق في مدى حسابات الربح والخسارة , بمعنى هل سنخسر وطن ام اننا سنستعيده وهل سيربحون وطن ام سيخسرونه هذا ما سيحدده التفاوض بين الطرفين من خلال جلسات المحادثات والمباحثات والذي يجب على المفاوض ان يكون جاهزا بالأدلة والاثباتات والحجج الدامغة التي تقضي باستعادة الحق وتلزم الطرف الآخر بالتنازل عن حق الغير بل والتعويض العادل له...
أمّا الحوار، فليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط التوصّل إلى نتيجة مشتركة، بل ربّما يحدث تأثير متبادل دون إقرار بذلك من الطرفين.
والحوار يقوم به أفراد ومؤسسات، وليست الحكومات والدول، التي هي معنيّة أصلاً بأسلوب المفاوضات القائم على موازين القوى والمصالح المادية لا على بلاغة الأفكار والكلمات وصدق المشاعر ومن باب الحوار لترميم البيت الواحد كما يريدون الآن وكما هو الحال والمشاهد والموقع عليه من قبل الاطراف المعنية بتنفيذ المبادرة الخليجية.
إنّ أسلوب الحوار مهمّ جداً بين الشعوب ومؤسسات المجتمع المدني حيث لا يجوز هنا استخدام تعبير «التفاوض». فالشعوب «تتحاور» بينما الحكومات «تتفاوض». لكن كما «التفاوض» له أسس للنجاح كذلك أسلوب «الحوار» يحتاج إلى إدراك عام مسبَق بالمواضيع، وإلى مراعاة لضوابط الحوار وقواعد نجاحه وبعض الاخوة الجنوبيين يدورون في محور البحث عن اجابة لسؤالهم ماهي الضوابط للحوار وهذا ما أفصح عنه جمال بن عمر في اكثر من تصريح؟
وقد يكون مهمّاً الحديث هنا في التمييز بين «المفاوضات» والمباحثات»، حيث تكون المفاوضات بين أطراف متساوية في الحقوق وإن لم تشترك في المساواة على صعيد ميزان القوى وهذ ما أشارت اليه العبارات الواردة في مسودة ميثاق الامم المتحدة بهذا الخصوص ..
ومما سبق نستنتج أن الحوار يعتبر جزءا من التفاوض وغالبا ما يكون الحوار ضروريا للتفاوض السليم وهذا ما يذكرنا بشعار الحوار والتفاوض عند البعض وهو ((لا تفاوض بدون حوار ...))
بقلم / مناف الهتاري
30 / 10 / 2012م