الرأي العام
2012-10-29, 10:59 PM
عندما انفجرت ثورة التغيير في اليمن كاد عنفوانها وغليانها يغطي كل بقعة في اليمن
خرج الناس فيها بحماس منقطع النظير واصرار وعزيمة في اقتلاع نظام علي عبدالله صالح ونظام الدكتاتوريات المتلاحقة في صنعاء الي غير رجعة ، هذا المشهد الثوري الشعبي جعل قوى التغيير الحقيقي في اليمن تشعر ان اللحظة التاريخية قد حانت
وأن الثورة قطعا لن تتوقف والا وقد كنست كل قوى التخلف واللصوصية والنهب والاستبداد التي هيمنت علي الشعب اليمني مئات السنين .
النظام اليمني اصيب بالارباك والفزع مما يجري فقد تصاعدت الثورة الشعبية وانتشرت كالنار في الهشيم تأكل الاخضر واليابس ، ولا بد من التصرف والبحث عن مخارج سريعة ولكن ذكية تقلب فيها السحر علي الساحر .
في نفس الوقت المملكة السعودية تراقب ما يجري من ثورة عارمة في اليمن بقلق شديد
وتتابع تفاصيل الوضع لحظة بلحظة ، فهي التي تقع على تماس مع اليمن وكل ما يجري في صنعاء يسمع صداه في الرياض ، وما من دخان يثور في اليمن الا ورائحته
تفوح في المملكة ، فلا مناص من التدخل لاطفاء الحرائق المشتعلة في اليمن ، قبل ان تصل نيرانها الي المملكة .
علي محسن الاحمر ينضم الى الثورة ، وتحت امرته قوة عسكرية ضاربة ، ومن هنا
تبدأ الحكاية ، تتوالى بعدها التحالفات القبيلية والدينية والعسكرية لتتحول صنعاء الى ساحة يهيمن عليها فريقين كل منهما يمتلك قوة عسكرية كبيرة ، وضعا اليمن على شفا حرب وشيكة وشاملة . كيف افرزت الثورة الشعبية السلمية وضعا كهذا عنوانه الحرب والدمار الشامل ، هذا ما سوف تجيب عليه الايام ولو بعد حين !
السعودية في ظل هذا الوضع متحفزة للملمة الوضع وعلي صالح علي وشك السقوط ، والقوى الفبلية والعسكرية المنحازة ( ؟ ) الي الثورة في حالة استعداد ومواجهة عسكرية احتدمت صراعها في بعض الاحياء في صنعاء كالحصبة حيث يقع منزل الشيخ عبدالله الاحمر .
في هذه الاثناء الحراك الجنوبي سزداد شراسة وعنفوان ولم تنطلي عليه فكرة ثورة التغيير ورفع بدلا من ذلك ثورة التحرير ، الامر الذي اصاب قادة ثورة التغيير في الشمال بخيبة امل وصدمة فقد كانوا يظنون ان الحراك الجنوبي سينضم اليهم .
ولذلك كانت المبادرة الخليجية بمثابة طوق النجاة للاطراف الثلاثة وهي :
نظام علي صالح ، وقوى المعارضة التقليدية وبالذات المنشقة من نظام صالح ، والطرف الثالث هو المملكة العربية السعودية ،
خلاصة المبادرة : تنحي صالح عن الحكم ،، قبول المعارضة ضمنيا انهاء فكرة الثورة ومنح الحصانة لصالح ، وتقاسم السلطة في المرحلة الانتقالية .
وكذلك فبلت المملكة دفع مليارات الدولارات واعباء مادية كثيرة اخرى .
السؤال لماذا هذا الاطراف قبلت هذا الحل الذي يبدو فيه انهم جميعا خاسرين ؟؟
وهذا هو سر الصفقة التي اشتركت فيها هذه الاطراف .
مفتاح الصفقة وسرها الكبير هو الجنوب ،،
فقد وظفت السعودية القضية الجنوبية وبواسطتها فرضت المبادرة الخليجية .
واجبرت الاطراف الرئيسية على قبولها من خلال ان عدم القبول بها يعني تقسيم
اليمن الي دويلات وان الجنوب حتما سينفصل والشمال سيدخل في حرب اهلية
لا نهاية لها . وان هذه الاطراف اليمنية ( نظام صالح من جهة واولاد الاحمر ومن معهم
من جهة اخرى اذا ما ارادوا الجنوب يبقى في قبضة الوحدة عليهم ان يقبلوا بالمبادرة
الخليجية والحل الواردة في اليتها التنفيذية .
وبذلك فقد حققت المبادرة اهداف متعددة منها :
الهدف الاول : هو انهاء ما يسمى بالثورة ، وهذا ما يهم السعودية في المقام الاول ، ويهم المخلوع علي صالح وحلفائه حتى المنشقين من نظامة ومناوئيه من بني الاحمر .
الهدف الثاني : تجنب انهيار المؤسسة العسكرية اليمنية جراء اي حرب اهلية وبقائها قوية في مواجهة انفصال الجنوب .
الهدف الثالث : حفظ نفوذ علي صالح ومصالحة حتى مع خروجه من السلطة بل ومنحه الحصانة من اي مساءلة تجاه جرائمة .
وهكذا فقد كان الجنوب الورقة الثمينة التي استخدمتها السعودية لانهاء ثورة اليمن .
والخروج بالوضع باليمن الى الحالة التي وصلت اليه كما نشاهدها جميعا ،
ثورة ميتة ، وثوار مغبونون مخدوعون ، وجنوب مظلوم ضحية المصالح الاقليمية للسعودية والامريكية .
خرج الناس فيها بحماس منقطع النظير واصرار وعزيمة في اقتلاع نظام علي عبدالله صالح ونظام الدكتاتوريات المتلاحقة في صنعاء الي غير رجعة ، هذا المشهد الثوري الشعبي جعل قوى التغيير الحقيقي في اليمن تشعر ان اللحظة التاريخية قد حانت
وأن الثورة قطعا لن تتوقف والا وقد كنست كل قوى التخلف واللصوصية والنهب والاستبداد التي هيمنت علي الشعب اليمني مئات السنين .
النظام اليمني اصيب بالارباك والفزع مما يجري فقد تصاعدت الثورة الشعبية وانتشرت كالنار في الهشيم تأكل الاخضر واليابس ، ولا بد من التصرف والبحث عن مخارج سريعة ولكن ذكية تقلب فيها السحر علي الساحر .
في نفس الوقت المملكة السعودية تراقب ما يجري من ثورة عارمة في اليمن بقلق شديد
وتتابع تفاصيل الوضع لحظة بلحظة ، فهي التي تقع على تماس مع اليمن وكل ما يجري في صنعاء يسمع صداه في الرياض ، وما من دخان يثور في اليمن الا ورائحته
تفوح في المملكة ، فلا مناص من التدخل لاطفاء الحرائق المشتعلة في اليمن ، قبل ان تصل نيرانها الي المملكة .
علي محسن الاحمر ينضم الى الثورة ، وتحت امرته قوة عسكرية ضاربة ، ومن هنا
تبدأ الحكاية ، تتوالى بعدها التحالفات القبيلية والدينية والعسكرية لتتحول صنعاء الى ساحة يهيمن عليها فريقين كل منهما يمتلك قوة عسكرية كبيرة ، وضعا اليمن على شفا حرب وشيكة وشاملة . كيف افرزت الثورة الشعبية السلمية وضعا كهذا عنوانه الحرب والدمار الشامل ، هذا ما سوف تجيب عليه الايام ولو بعد حين !
السعودية في ظل هذا الوضع متحفزة للملمة الوضع وعلي صالح علي وشك السقوط ، والقوى الفبلية والعسكرية المنحازة ( ؟ ) الي الثورة في حالة استعداد ومواجهة عسكرية احتدمت صراعها في بعض الاحياء في صنعاء كالحصبة حيث يقع منزل الشيخ عبدالله الاحمر .
في هذه الاثناء الحراك الجنوبي سزداد شراسة وعنفوان ولم تنطلي عليه فكرة ثورة التغيير ورفع بدلا من ذلك ثورة التحرير ، الامر الذي اصاب قادة ثورة التغيير في الشمال بخيبة امل وصدمة فقد كانوا يظنون ان الحراك الجنوبي سينضم اليهم .
ولذلك كانت المبادرة الخليجية بمثابة طوق النجاة للاطراف الثلاثة وهي :
نظام علي صالح ، وقوى المعارضة التقليدية وبالذات المنشقة من نظام صالح ، والطرف الثالث هو المملكة العربية السعودية ،
خلاصة المبادرة : تنحي صالح عن الحكم ،، قبول المعارضة ضمنيا انهاء فكرة الثورة ومنح الحصانة لصالح ، وتقاسم السلطة في المرحلة الانتقالية .
وكذلك فبلت المملكة دفع مليارات الدولارات واعباء مادية كثيرة اخرى .
السؤال لماذا هذا الاطراف قبلت هذا الحل الذي يبدو فيه انهم جميعا خاسرين ؟؟
وهذا هو سر الصفقة التي اشتركت فيها هذه الاطراف .
مفتاح الصفقة وسرها الكبير هو الجنوب ،،
فقد وظفت السعودية القضية الجنوبية وبواسطتها فرضت المبادرة الخليجية .
واجبرت الاطراف الرئيسية على قبولها من خلال ان عدم القبول بها يعني تقسيم
اليمن الي دويلات وان الجنوب حتما سينفصل والشمال سيدخل في حرب اهلية
لا نهاية لها . وان هذه الاطراف اليمنية ( نظام صالح من جهة واولاد الاحمر ومن معهم
من جهة اخرى اذا ما ارادوا الجنوب يبقى في قبضة الوحدة عليهم ان يقبلوا بالمبادرة
الخليجية والحل الواردة في اليتها التنفيذية .
وبذلك فقد حققت المبادرة اهداف متعددة منها :
الهدف الاول : هو انهاء ما يسمى بالثورة ، وهذا ما يهم السعودية في المقام الاول ، ويهم المخلوع علي صالح وحلفائه حتى المنشقين من نظامة ومناوئيه من بني الاحمر .
الهدف الثاني : تجنب انهيار المؤسسة العسكرية اليمنية جراء اي حرب اهلية وبقائها قوية في مواجهة انفصال الجنوب .
الهدف الثالث : حفظ نفوذ علي صالح ومصالحة حتى مع خروجه من السلطة بل ومنحه الحصانة من اي مساءلة تجاه جرائمة .
وهكذا فقد كان الجنوب الورقة الثمينة التي استخدمتها السعودية لانهاء ثورة اليمن .
والخروج بالوضع باليمن الى الحالة التي وصلت اليه كما نشاهدها جميعا ،
ثورة ميتة ، وثوار مغبونون مخدوعون ، وجنوب مظلوم ضحية المصالح الاقليمية للسعودية والامريكية .