المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزب الرابطة في مواجهة ثقافة الإقصاء والتفرّد والتشهير


سلطان حضرموت
2012-10-28, 11:20 AM
حزب الرابطة في مواجهة ثقافة الإقصاء والتفرّد والتشهير
بقلم / عبدالله احمد الحوتري
السبت , 27 أكتوبر 2012 م



جيل الاستقلال وما بعده في الجنوب عاش فترة صراع القطبين .. فترة ازدهار الأنظمة الديكتاتورية في العالم الثالث بغض النظر عن تبعيتها لأي من القطبين .. تلك الأنظمة التي أخضعت البلدان أما للحاكم الفرد أو للحزب الواحد لكن طريقتها واحدة تجاه " أدارة المجتمع والدولة " وتتمثل في ..
-المركزية في إدارة شئون الدولة .. امتلاك كل وسائل الإعلام المختلفة للتحكّم في توجيه الوعي الاجتماعي - ربط تطّلع الشباب للتأهيل والوظيفة ووو..الخ بمقياس ولاء الفرد للنظام .. تبعية القضاء كهراوة بيد النظام ضد المناوئين.
في موضوع الحرص على تلقين الأجيال وعياً موجّهاً حرص النظام على استخدام تهمة ( الخيانة الوطنية ) لمن يخرج عن طاعته ، ونال حزب الرابطة النصيب الأكبر من التهم والتلقين الإعلامي للأجيال حتى صار اسم حزب الرابطة في الوعي الاجتماعي رديفاً للخيانة الوطنية ،والانفصالية ، والعمالة للاستعمار والرجعية .. ظل هذا الفهم سائدا منذ الاستقلال حتى الوحدة التي كانت " الديمقراطية " والتقبل النسبي للرأي الآخر حسنتها الأولى .. هذا الإنفراج سمح لنا بالاطلاع على وثائق أطراف الحركة الوطنية قبل الاستقلال ومنها حزب الرابطة ، حيث كان ( يمننة الجنوب والكفاح المسلَح بعد تحديد موعد الاستقلال ) من أهم نقاط الخلاف بين قادة الرابطة وبعض الفصائل والجبهات التي خرج قادتها من تحت عباءة الرابطة ، ومن قراءتنا لوثائق تلك الفترة نستطيع القول أن قادة حزب الرابطة منذ التأسيس في ابريل 1951م قدموا رؤية سياسية سبقت عصرها تدعو لقبول التعايش مع الرأي الآخر وتعطي الشعب أحقية الفصل في أي تباين بين قواه السياسية وتدعو لجنوب يتسع لكل أبنائه ولا تعتبر الجنوب فرعا من أصل وبالتالي فإن الوحدة مع اليمن لن تكون إلا ندية .. وتدعو إلى وحدة الجنوب العربي بكل كياناته في دولة واحدة ، وهذه المفردة الأخيرة تم تنفيذها من قبل الجبهة القومية عند استلام الاستقلال ، لكنها بتسمية الجمهورية الوليدة أعطت صك على الجنوب كجزء من اليمن (من خلال يمننة الهوية السياسية للجنوب بعد الاستقلال ) أما موقف الرابطة من الكفاح المسلّح فقد تغير بعد صدور قرار الأمم المتحدة وإعلان بريطانيا الموافقة عليه وتحديد يناير 1968م موعداً لاستقلال الجنوب العربي ، ويُحسب لقادة حزب الرابطة نشر الوعي الوطني الداعي للحرية والاستقلال ووحدة مناطق الجنوب العربي ، وقد بذل السيد المرحوم محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وعدد آخر من قادة حزب الرابطة جهودا كبيرة لإقناع بقية قادة فصائل الحركة الوطنية بوقف العنف ( الكفاح المسلّح ) بعد الإعلان الملزم للحكومة البريطانية بتسليم الاستقلال في يناير 68م ، مما يستدعي أن تتجه الحركة الوطنية إلى إدارة حوارات بينيّة للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لاستلام الاستقلال بدلاً من خوص حرب تكلفنا خسائر بشرية ومادية للحصول على استقلال تقرر موعده رسمياً !! ولم يسمع لهذا الطرح بل حُسب من خطايا الرابطة .. مع أن الرابطة في فترة سابقة قد دعمت الانتفاضات الشعبية المسلّحة ضد بريطانيا بأسلحة جرى جلبها من مصر عبدالناصر وسلمت لقادة الجبهات في عدد من مناطق الجنوب منها كور العوالق وردفان .
وفي فترة ما قبل الاستقلال كانت المضايقات والاحتجاز والتشريد والنفي لقادة الرابطة من قبل الاحتلال البريطاني .. وهو ما يحتاج إفراد موضوع خاص به ..
• السؤال لماذا نجد الشارع الجنوبي يتقبّل أي إشاعة أو تشويه أو تشهير يصدر ضدّ الرابطة ؟؟ هل لأن ما غُرس خلال الفترة الماضية في الوعي الجمعي لا زال يفعل فعله بتقـبّل مثل هذا !! ثم الم تستطع القوى التي تربّعت على حكم الجنوب التخلي الكامل عن ثقافة الإقصاء والتّفرد والتشهير بالآخر بدلاً من قبول التنوع ؟؟
حتى انحياز قادة الرابطة إلى الجنوب والجنوبيين عند إعلان علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب من ميدان السبعين بصنعاء كان هذا الموقف موضع شك من قبل الرفاق بدلاً من الاستحسان ولو جبر خاطر .. ونسأل من لا يزال يطلق الإشاعات والتشهير ضد الرابطة والرابطيين ويعمل على تعطيل أي فعاليات سلمية يكون حزب الرابطة طرفاً فيها كما حدث في ميركيور والهاشمي .. هل يستطيع أن يقف في مناظره مفتوحة تستمر أيام في أي ساحة من ساحات الجنوب ؟؟
نحن ندرك حساسية الظرف .. لكن الطرف الآخر لم يتوقف من عملية التشهير والتشويه عبر اللقاءات والمقايل وغيرها في جهد يفوق الجهد الموّجه ضد نظام صنعاء مما يعيد بالذاكرة إلى بداية الستينات وصراعها .
حزب الرابطة كان له السبق الفعلي في إعلان ظهوره على الساحة الجنوبية في 1951م ، وفي تقديم الرؤية الصائبة لمستقبل الجنوب في فترة ما قبل الاستقلال ولم يُسمع لها .. وفي إعلان موقفه إلى جانب الجنوب بعد إعلان على الحرب عليه من ميدان السبعين في 27مايو 94م ، وفي تقديم رؤية فيدرالية الإقليمين شمال/جنوب في مارس 2010م من داخل صنعاء ، ولاحقاً أضاف تزمينها بفترة تنتهي باستفتاء الشعب الجنوبي لتقرير خياره السياسي ، وفي تصريح للسيد عبدالرحمن الجفري قبل أيام قال فيه :- إن القضية الجنوبية بحاجة لمبادرة خاصة من قِبل دول الإقليم والعالم .. وكما تملّك البعض رؤية الفيدرالية المزمنة سيظهر لنا من يتملّك دعوة مبادرة جديدة لحل القضية الجنوبية ، لم يرق البعض هذه المواقف المتميزة لقادة حزب الرابطة فواجهوها بحملات تشهيرية يتنذدرون بها في المقايل (الرابطة أصحاب السبق في كل شي ) وكذلك أمام رفض قادة الرابطة الاشتراك في مؤتمرات لا تشمل كل الطيف الجنوبي كما حدث في القاهره نزلت للشارع إشاعات تقول :- إن الرابطة ترفض العمل الجماعي للجنوبيين !! ..ما هذا الهذيان ؟؟ علينا أن نتجاوز عُقد الماضي .. ثم إن الرابطة ليست من أدخل الجنوب بوحدة اندماجية مع اليمن أدت إلى سقوط الدولة واحتلال الأرض واستباحتها ونهب خيراتها واذلال الإنسان الجنوبي .. ومع هذا كان حزب الرابطة وأعضاؤه من أوائل المؤيدين لدعوة التصالح والتسامح الجنوبي ولازالوا .. ذلك أن قضية بلادنا وشعبنا تستلزم تناسي ماضينا المؤلم ونعتقد أن المكايدات وإحياء الصراع بين الجنوبيين في هذه الفترة يمثّل ( خيانة وطنية ) فعلاً وليست من تهمكم التي تطلق على عواهنها .. فكفوا عن تطبيق المثل الشعبي ( دقّني وبكى ... وسبقني واشتكى ) .