المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطط بريطانيه اميركيه لاستعادة الاستقرار الى منطقة خليج عدن والبحر العربي


اليافعي 11
2008-12-20, 08:10 PM
شبكة شبوة برس – متابعات-

نشرت مؤسسة «جيمس تاون التابعة لأبحاث الأمن القومي الدولي» في منتصف إبريل، دراسة أعدها مايكل شوير، وهو باحث رفيع المستوى فيها، وعمل 22 عاماً في أروقة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكان خلال 96-99م رئيس وحدة بن لادن بمركز مكافحة الإرهاب في الـCIA وقدم استقالته من الاستخبارات في 2004م.

وقال فيها «إن السيطرة على اليمن هي هدف رئيسي للإستراتيجية الأمريكية في المراحل القادمة بسبب موقعها الاستراتيجي».

وأضاف: «من يتمركز في اليمن يستطيع بكل سهولة: التأثير في السعودية ومنطقة الخليج العربي، والنفاذ إلى العراق وسوريا والأردن وغيرها من مناطق شرق المتوسط، والتأثير في مناطق شرق إفريقيا وعلى وجه الخصوص كينيا وتنزانيا».

إلى جانب «التأثير في مناطق القرن الإفريقي وبالذات الصومال وجيبوتي وإرتيريا وإثيوبيا، وفي الهند ومناطق جنوب شرق آسيا كماليزيا والفلبين، فضلاً عن إمكانية التسلل إلى جنوب إيران والعبور باتجاه باكستان وأفغانستان».

ومن غير المنطقي أن تقوم أمريكا بقتل أبو علي الحارثي بطائرة استطلاع قامت بها المخابرات الأمريكية في صحراء اليمن في نوفمبر 2002م، بعد سماح السلطات اليمنية لها بذلك، وتقف عاجزة أمام مجموعة من القراصنة برغم القوات اللوجستية الأمريكية والأوروبية المتواجدة في البحر الأحمر والمحيط الهندي.

وترسو في جيبوتي القريبة من اليمن السفينة الأمريكية (Mount-Whitney) وهي أكثر مراكز الاستخبارات تطوراً في العالم، فهي تزن «18 ألف وخمسمائة طن» مجهزة بأحدث وسائل الاتصال والتخابر في العالم، وبمعامل متكاملة لتحليل الصورة التي تلتقطها الأقمار الصناعية الأمريكية، وهي أهم سفينة في الأسطول الأمريكي تم توجيهها إلى منطقة باب المندب وفق بيانات البنتاجون.

وكما اعتذر بوش بعد سبع سنوات من غزو العراق باعتبارها قامت على معلومات خاطئة، فإن التصريحات الدولية تجاه اليمن تثير أيضاً مخاوف من مخططات باتت تنفذ وسيكون لليمن نصيب منها باعتبار «مضيق باب المندب» يقع في مياهها الإقليمية.

وحذر الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في 11 ديسمبر من «ملاذات آمنة للمتشددين في الصومال واليمن».

وقال مولن بمقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الأربعاء الماضي «الهدف الرئيسي في أفغانستان وباكستان هو القضاء على الملاذات الآمنة، أنا قلق من احتمال توفير ملاذ آمن في الصومال وأيضاً في اليمن».

وأضاف: «علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لمنع وجود المزيد من الملاذات الآمنة التي يمكن أن تهددنا».

وكان أكثر وضوحاً لما يجري في المنطقة، ما عبر عنه «جان موريس ريبير، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة»، حيث قال فيها «إن عملية الاتحاد الأوروبي ستحسن الأمن في خليج عدن، وهو ممر بحري رئيسي لنفط الشرق الأوسط تستخدمه السفن المتجهة من وإلى قناة السويس».

وتساءل أحد كبار المحللين بمعهد الدراسات الأمنية في تشوان ريتشارد كورنويل بقوله: «لماذا لا يجري استخدام الأقمار الاصطناعية بشكل أكبر لاكتشاف مواقع سفن القراصنة؟».

ونقلت الوكالة الفرنسية عن قائد القوات البحرية الفرنسية في المحيط الهندي الأميرال جيرار فالان في 18 نوفمبر تأكيده أن القراصنة «مجهزون بكلاشنكوفات وبنادق هجومية وقاذفات آ ربي جي-7 وأجهزة تحديد الموقع الجغرافي «جي بي إس» وهواتف خلوية» ولديهم «آلات للتعرف على النقود المزورة».

وقال الخبير الاستراتيجي والمهتم بالقرن الأفريقي عبده محمد سالم إن التسوية القادمة بين أمريكا وبريطانيا تقتضي «أن تستعيد الأخيرة نفوذها بما يسمى دول الكومنولث وفي نطاق الخط الجغرافي الممتد من خليج عدن شرقاً إلى حدود الفولتا العليا على ساحل الأطلسي غربا، وهو الخط الذي سيشكل جزء من قوام الكومنولث البريطاني في هذه المنطقة».

وأشار في مقابلة سابقة مع «الأهالي» إن نقطة البدء ستكون بحصول اعتراف دولي للمحمية البريطانية التي تدعى -جمهورية أرض الصومال- وبريطانيا ترغب أن تطلق الإشارة الخضراء من الأفارقة أنفسهم وبدون تدخل أمريكي أو بريطاني، ورغم أن الأفارقة لديهم تحفظ من إطلاق هذه الإشارة بسبب مخاوفهم من انفتاح بوابة الانفصالات في سائر مناطق أفريقيا، لكن القراصنة سيفرضون عليهم الأمر الواقع.

وتعتبر بريطانيا أن منطقة الحدود بين اليمن والقرن الأفريقي، واليمن ودول الخليج «هي منطقة امتياز بريطاني خالصة كون بريطانيا هي راسمة الحدود في هذه المنطقة».

لكن الغريب أيضاً التناقض في السياسة الرسمية اليمنية، فبعد أن أعرب وزير الخارجية د. أبو بكر القربي عن قلق اليمن من التواجد الأجنبي في المياه الإقليمية اليمنية وتحذيره من ذلك، خرج رئيس الجمهورية بتصريحات دعا فيها المجتمع الدولي للتدخل بقواتها في المنطقة وإنشاء مركز دولي في اليمن لمكافحة القرصنة!

وعلى إثر الدعوات الرسمية؛ فقد أوصى المؤتمر الإقليمي الخاص بمكافحة القرصنة والسطو المسلح على السفن أمام السواحل الصومالية وفي المياه الإقليمية بإنشاء مركز إقليمي لتبادل المعلومات بشأن القرصنة والسطو المسلح ضد السفن يكون مقره اليمن.

ومن الغريب ما نقلته «الجارديان البريطانية» من أن الأقمار الاصطناعية كشفت أن عمليات القرصنة تتم في المياه الإقليمية اليمنية وليس في المياه الصومالية نُفذت ضد سفن ملاحية على المياه الإقليمية اليمنية.

وحددت الأمم المتحدة مسافة خمسة كيلو مترات للمسافة التي تتم فيها عملية القرصنة حسب إحداثيات للدوريات الأمنية في المنطقة (MSPA) المتمركزة في خليج عدن.

ونشرت الصحيفة خريطة توضح نقاط عمليات القرصنة مفيدة في سياق خبرها أن القوات الغربية لن تستطيع أن تكون الحل الأفضل لمحاربة القراصنة وأن الحل الأمثل يكمن في تشجيع ودعم أسطول دول المنطقة وحرس السواحل فيها للتصدي لنشاطات القرصنة.



شبكة شبوه برس