المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلـى ديناصورات وتماسيح الجنوب


الفاارس
2012-09-16, 07:34 PM
إلـى ديناصورات وتماسيح الجنوب

كتب /عبدالله حريز


سأتحدث في هذه الأسطر بشيء من الألم عن نقطة حساسة جداً لم يتطرق إليها أحداً من قبلي ولا زالت تعتلج خلف الكواليس ولم تظهر إلى العلن وهي مساحات عدن المستولى عليها بالبسط والشراء من قبل تجار ومتنفذين وسرق وسماسرة جنوبيين

في خضم الصراع الدامي والرهيب الذي اضطر شعبنا الصابر أن يخوضه ضد أعتى وأنتن استعمار عرفته المعمورة فإننا للأسف نجد هناك شريحة من أبناء الجنوب ممن لم تكويهم الشمس يوماً أو يذرفوا قطرة عرق ولم يشموا رائحة الدم والموت والبارود الذي يواجهه شعبنا كل يوم تجد من تروق لهم هذه المعركة الغير متكافئة بين المعتدي والمعتدى عليه ويتمتع بأكل المكسرات في دكة المتفرجين ويحب أن يستمر هذا النزال ولا يعرض نفسه للخطر لأنه كما يعتقد لم يفقد شيئاً ويرى بأنه من الرابحين وإن هذا الوضع والمناخ الغير متوازن قد مكنه من الاستحواذ على ما يريد من مزايا وفوائد في البسط والاستيلاء على مساحات شاسعة في عدن وسائر المحافظات الجنوبية بالمليارات التي جمعها بفضل هذا الوضع نفسه أو استقدمها من خارج الحدود ويرى بأنه لم يكن يستطيع أن يفوز بذلك لولا هذه الفوضى وذلك من باب مصائب قوم عند قوم فوائد.

ولذلك فإني أريد أن أهمس في آذان هؤلاء الذين استولوا بملياراتهم على مساحات شاسعة في قلب عدن وضواحيها وسائر المحافظات تحت اسم الاستثمار وقوة المال وأقول لهم هناك شعب يموت ويضحي نيابةً عنكم وتهان كرامته كل يوم من اجل استعادة الوطن والوطن هو الأرض التي تتقاسموها بينكم أيها السادة الكرام فالأرض هي الوطن وهي جوهر الصراع بين الشعوب والقبائل والأمم على مر العصور وحتى بين الضواري والسباع فالوطن ليس شعاراً أو مهرجاناً أو صحيفة فهذه كلمات وأفعال تدندن حول الوطن فما فائدة التحرير وأنتم قد أجهزتم على ما تبقى من الأرض وما فائدة خروج المستعمر وقد حل محله مستعمر آخر، وما فائدة أن تضحي الناس بأرواحها ولم يتبقى في الوطن لأبنائها موطئ قدم...

هل تعلمون ماذا يعني هذا...؟ يعني صراع دموي ومواجهة منتظرة بيننا في الجنوب ربما أنتم غير مستعدين أو مؤهلين لها، وسوف نعود إلى الدوامة الجنوبية السابقة، هناك شعب فقد دولته في ظروف قاهرة ويكافح لاستردادها ويواجه آلة الموت بصدور عارية وهذه المساحات المنهوبة التي تقومون بتسويرها وحجزها هي جزء من تلك الدولة وكلمة أنا جنوبي سوف تكون غير مقبولة لأنه ما يسبرش أن الناس تُكسَر رؤوسها في الساحات وأنتم تسورون الأراضي وتشتروها من الغاصبين من خلف زجاج السيارات المكيفة، لماذا لا تقومون بواجبكم تجاه الجرحى وأسر الشهداء والمعتقلين، قد يقول البعض عن كلامي هذا إنه من باب الحسد على تلك المساحات المتواضعة وقد يقول آخر بأن النظام السابق والمحذقة لا زالت تدخن في رأسي وربما يقول آخر بأني أهبل قد يقولوا كل هذا لكن الشيء المؤكد والذي أعلمه ويعلمه الجميع بأن الناس غير مستعدة للتضحية بأرواحها ثم تأتي لتجد الوطن مقسم إلى مربعات للمغترب الفلاني والوزير الفلاني أو التاجر الفلاني الذين جاءوا من خارج الحدود والحليم تكفيه الإشارة، هذا شيء مؤكد وغير قابل للجدل على الإطلاق.