المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هادي والبيض .. خصومة الرفاق


شوامخ شمسان
2012-09-06, 04:57 PM
هادي والبيض .. خصومة الرفاق
http://www.mukallatoday.com/images/c2bdc904-2b52-4274-906d-ce2a0d71980c.jpg
http://www.mukallatoday.com/Images/Design/sourceRight.gif 2/22/2012 المكلا اليوم / الرياض :
كتب سالم عمر مسهور http://www.mukallatoday.com/Images/Design/sourceLeft.gif
في اتصال من أحد الأخوة حرضني على أن أكتب فيما كنت أضمره منذ شهر أو أكثر قليلاً ، وقد مرت انتخابات اليمن مروراً يراه البعض ناجحاً ويراه آخرين قاصراً ، المهم أن الانتخابات مرت ، والمبادرة الخليجية طوت أهم وأصعب بنودها بطي صفحة علي عبدالله صالح نهائياً وفتح صفحة أخرى لها تبعاتها السياسية القادمة والتي مازالت هذه المبادرة ( العجيبة ) تحملها ...

ثمة تساؤل عن رفض الحراك الجنوبي لهذه الانتخابات ، التساؤل ليس بما سيق من مبررات قدمها الحراك الجنوبي عن رؤيته للانتخابات أو وصفها الدقيق بالنقل الشرعي لسلطة الحكم السياسي من الرئيس إلى نائب الرئيس ، فالمسوغات الجنوبية تمحورت في أن الانتخابات هي تكريس للاحتلال اليمني للجنوب ، وأنها لم تعطي الجنوبيين حقهم السياسي كشريك أساسي في دولة الوحدة ، وأن كانت هذه المسوغات تحمل شيئاً من الواقع غير أن هنالك في الكواليس ما يعطي مبررات أخرى تبدو أنها أكثر عمقاً في رفض الحراك الجنوبي للانتخابات خاصة بعد ما صاحبها من عنف شديد ...
عبدربه منصور هادي الرجل الذي مكث في الظل طويلاً ، لا يبدو من لمحلة في قسمات وجهه أنه يمتلك شخصية سياسية تجيد فنون المناورة بمقدار ما تحمله قسمات وجهه من شخصية عسكرية صارمة ، هذه الشخصية التي ظهرت فعلياً في أحداث يناير 1986م عندما كان مع الكفة التي رجحت انتصار فريق علي سالم البيض على فريق علي ناصر محمد وكان ممن صبوا نيران القذائف على أبين في تلكم الأحداث الدامية ...
عبدربه منصور هادي كان ظلاً في زمن البيض ، وحتى ما قبل مايو 1994م لا يكاد لهذه الشخصية من دور حتى جاءت معركة العند التي وصفها الجنوبيين آنذاك بالعنيدة ، ففك عنادها عبدربه منصور هادي ومهد الطريق لما سمي حينها بقوات الشرعية لاقتحام مدينة عدن لتتوالى بعدها سقوط مدن الجنوب الواحدة تلو الأخرى في السابع من يوليو 1994م ...
هادي هو الشخص الذي فتك بالرفاق الجنوبيين كلهم ، وهو الشخصية التي مثلت لما يسمى بالرموز التاريخية الجنوبية الأكثر قدرة على تجريعهم الهزائم العسكرية في كل مراحلهم السياسية والدموية ، وهو الشخصية التي تحالفت مع علي عبدالله صالح مطاعة أمينة ، واختار أن يكون حاضراً في ذهن اليمنيين جنوبيين وشماليين في موقع السخرية نتيجة لصمته الطويل ، وهذا الصمت كان في ضمير الرموز الجنوبية له صوت مزلزل لحد الضجيج ...
علي سالم البيض الشخصية الجنوبية الرمزية لها وجهة نظرها تجاه عبدربه منصور هادي ، فـ ( هادي ) من أسهم فعلياً في هزيمة الجنوبيين 1994م ، وبهزيمتهم تشردوا بل أن علي سالم البيض دخل في غيبوبة لم يفق فيها إلا على صوت الحراك وقد تجاوز المكلا إلى كل المدن الجنوبية ، والبيض في هذه المرحلة واقع بين كل إسقاطات الفشل في هذا الحراك وما وصل إليه ...
اختار الحراك بقيادة علي سالم البيض تصعيداً هائلاً في انتخابات 21 فبراير 2012م ، فمتعظ ممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر كما هدد باسندوه وحميد الأحمر الحراك بأنه سيدفع الثمن باهظاً نتيجة العنف الذي صاحب الانتخابات في عموم المدن الجنوبية ، هذا الفعل من الحراك ومن قيادته بالتأكيد سيحمل تبعات سواء في داخل اليمن أو في الخارج خاصة وأن الانتخابات جاءت بناء على مقرر أممي هو من شرع للمبادرة كل الآليات التنفيذية لها ...
عبدربه منصور هادي رجل المرحلة شاء البيض أو رفض ، سيدعو إلى مؤتمر حوار وطني شامل ، وقد يكون ( هادي ) حاملاً لصفعة عنيفة للبيض عندما يدعو إلى عفو رئاسي شامل لكل اليمنيين بما فيهم علي سالم البيض ويدعوه إلى صنعاء ليمثل الحراك الجنوبي في المؤتمر ، وهنا على الرموز التاريخية الجنوبية وعلى رأسها علي سالم البيض وعلي ناصر محمد أن يخضعوا لرئيسهم بعد أن كانوا له رؤساء وزعماء وقادة في أزمنة غابرة مضت ...
هادي ليس رجل سياسة ، ولكنها الأقدار وقد تكون ( النوايا ) من وضعته في موقع يحتمل الكثير من التجليات خاصة بعد أن أفسد علي سالم البيض يوم الانتخابات وقدم الحراك السلمي على أنه حراك عنيف أمام العالم ، فكان قادراً أن يمرر الانتخابات بهدوء وتعود الصناديق من مدن الجنوب فارغة أو تحمل رفضاً لانتخاب عبدربه منصور هادي بدلاً من أن يضع نفسه في موقف لم يزده إلا ضعفاً على ضعف ، بل أن القضية الجنوبية قد تخسر كل ما بذلته خلال سنوات قدمت فيه قتلى وجرحى وأرامل وثكالى ، هذا هو البيض ، وهذه ... سواليفه ....