المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـسـن الـسـمـت فـي لـزوم الـصـمـت


الفارس النبيل
2012-08-28, 02:54 PM
حـسـن الـسـمـت فـي لـزوم الـصـمـت

( من صمت نجا ) حديث

- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت "
- وقال أبو الدرداء رضي الله عنه :

"لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين : منصت واع ، أو متكلم عالم .. "

- وقال الفضيل بن عياض :

شيئان يقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل ..

- وقال سفيان الثوري :

"أول العبادة الصمت ثم طلب العلم ، ثم العمل به ، ثم حفظه ، ثم نشره . "

- وقال أبوحاتم:

اللسان هو المورد للمرء موارد العطب ، والصمت يكسب المحبة والوقار ، ومن حفظ لسانه أراح نفسه ، والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام .

- قال : وأنشدني الكريزي :


أقلل كلامك واستعذ من شره * إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غَيِّهِ * حتى يكون كأنه مسجون
وكِّل فؤادك باللسان وقل له * إن الكلام عليكما موزون
فزِناه ،ولْيَكُ محكماً ذا قِلّةٍ * إن البلاغة في القليل تكون

- قال أبو حاتم :

الواجب على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه ،ويعلم أنه إنما جعل له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول ، لأنه إذا قال ربما ندم ، وإن لم يقل لم يندم ، وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال ، والكلمة إذا تكلم بها ملكته ،وإن لم يتكلم بها ملكها .

- وعن رجل من ربيعة :

على فيك مما ليس يعنيك شأنه * بقفل وثيق ما استطعت فأقفلِ
ولَلصمت خير من كلام بمأثم * فكن صامتا تسلم وإن قلت فاعدلِ

- وعن كعب قال :

" العافية عشرة أجزاء ، تسعة منها في السكوت . "

- وقال الأحنف بن قيس :

" الصمت أمان من تحريف اللفظ وعصمة من زيغ المنطق ، وسلامة من فضول القول ، وهيبة لصاحبه "

- قال أبو حاتم :

"الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه الكلام ، فما أكثر من ندم إذا نطق ، وأقل من يندم إذا سكت ، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلي بلسان مطلق ، وفؤاد مطبق ."

- ولقد أحسن من قال :

إن كان يعجبك السكوت فإنه * قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مَرّة * فلقد ندت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما * زرع الكلام عداوة وضرارا
وإذا تقرب خاسر من خاسر * زادا بذاك خسارة وتبارا

- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للأحنف بن قيس :
" يا أحنف من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه "

- قال أبو حاتم :

" الواجب على العاقل أن يكون ناطقا كعيٍّ ، وعالما كجاهل ، وساكتا كناطق ، لأن الكلام لا بد له من جواب والجواب لو جعل له جواب لم يكن للقول نهاية ، وخرج المرء إلى ما ليس له غاية ، والمتكلم لا يسلم من أن ينسب إليه الصّلف والتكلف ،والصمت لا يليق به إلا الوقار وحسن السمت ."

- وأنشدني الأبرش :

ما زَلّ ذو صمت ، وما مِنْ مُكثر * إلا يزلُّ وما يُعاب صموتُ
إن كان منطق ناطق من فضةٍ * فالصمت دُرٌّ زانه الياقوت

- وقال على بن بكار :

جعل الله لكل شيء بابين ، وجعل للسان أربعة :

الشفتين مصراعين ، والأسنان مصراعين .

- وعن وهيب بن الورد :

أن شابا كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب ،ويحسن الاستماع، ثم ينصرف من قبل أن يتكلم ، ففطن له عمر، فقال له : إنك تحضر مجلسنا ، وتحسن الاستماع ثم تنصرف من قبل أن تتكلم ، فقال الشاب : إني أحضر فأتوقّى وأتنقّى ، وأصمت فأسلم .

- وعن الاوزاعي :

"ما بلي أحد في دينه بلاء أضر عليه من طلاقة لسانه ."

- وقال بلال بن سعد :

" إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته " .

- وعن يحيى القطان عن شعبة قال :
"من الناس من عقله بفنائه ، ومنهم من عقله معه ، ومنهم من لا عقل له .

فأما الذي عقله معه : فالذي يبصر ما يخرج منه قبل أن يتكلم ..

أما الذي عقله بفنائه : فالذي يبصر ما يخرج بعد أن يتكلم ..

ومنهم من لا عقل له ."

- وعن محمد بن عبد الله بن زنجي :

أنت من الصمت آمن الجلل * ومن كثير الكلام في وجل
لا تقل القول ثم تتبعه * يا ليتَ ما كنتُ قلت ولم أقل

- قال أبو حاتم :

وقد ترك جماعة من أهل العلم حديث أقوام أكثروا الكلام فيما لا يليق بهم ، ومن ذلك ما حدثنا به محمد بن الحسن بن مكرم بالبصرة حدثنا عمرو بن علي حدثنا أمية بن خالد عن سعيد قال :

قلت للحكم : ما لك لا تكتب عن زاذان ؟

قال : كان كثير الكلام !

- قال و أنشدني الكريزي

استر العيّ ما استطعت بصمت * إن في الصمت راحة للصموت
واجعل الصمت إن عييت جوابا * رب قول جوابه في السكوت

_ قال أبوحاتم :

لسان العاقل يكون وراء قلبه ، فإذا أراد القول رجع إلى القلب .. فإن كان له قال ، وإلا فلا .. والجاهل قلبه عند طرف لسانه ما أتى على لسانه تكلم به ، وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه .

- قال :

والعاقل لا يبتدي الكلام إلا أن يُسأل ..

ولا يقول إلا لمن يقبل ..

ولا يجيب إذا شوتم ..

ولا يجازي إذا أُسمع ؛ لأن الإيتداء بالصمت وإن كان حسنا ، فإن السكوت عن القبيح أحسن منه ..

- وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه :

" والله الذي لا إله غيره ، ما شيء أحق بطول سجن من لسان . "
،،،،،،،
الهوامش

(*) * أكثره منتقى من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لأبي حاتم البستي .

gadoon
2012-10-09, 05:21 PM
أنت من الصمت آمن الجلل * ومن كثير الكلام في وجل
لا تقل القول ثم تتبعه * يا ليتَ ما كنتُ قلت ولم أقل