أبو غريب الصبيحي
2008-12-02, 02:00 PM
http://www.al-teef.org/img/news/hashmi6.jpg
الإثنين 01 ديسمبر - كانون الأول 2008
أحمد البوسطة لصحيفة الوقت البحرينية : رصاص في يوم احتفالي بالحرية و''صيحات مرتفعة تهدد الوحدة اليمنية وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال''--------------------------------------------------------------------------------
الطيف - المنامة - لندن - متابعة المحرر السياسي
تربعت أحداث الجنوب يوم أمس على صفحات العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة بما فيها الفضائيات والصحف العربية والعالمية ففي مقال نشرته صحيفة الوقت البحرينة للكاتب أحمد البوسطة جاء فيه:
'' هناك رأيت شبحاً هزيلاً يسير منفرداً محدقاً إلى وجه الشمس، فسألته من أنت وما اسمك؟.
قال: اسمي الحرية.
قلت: وأين أبناؤك؟.
قال: واحد مات مصلوباً وواحد مات مجنوناً، وواحد لم يولد بعد، ثم توارى عن عيني وراء الضباب''.
(جبران خليل جبران ـ كتاب ''العواصف'' ص27)
بالأمس، مرت الذكرى الواحدة والأربعون لاستقلال جنوب اليمن (اليمن الديمقراطي سابقاً) من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني ,1967 وكالعادة احتفل الناس بهذه الذكرى العزيزة على قلوبهم، فشاركوا بفرحتهم في احتفالية في ساحة الهاشمي بمدينة عدن، عاصمة ''الجنوب السابق ـ لما قبل الوحدة مع الشمال''، وكان رد ''سلطات الوحدة'' على هذا الاحتفال مغيراً هذه المرة، فصاحبه اعتقالات، وإطلاق رصاص، وقنابل مسيلة للدموع على المشاركين (...).
ثمن الحرية إذاً، رصاص وقنابل جرجرت الناس إلى المعتقلات، بدل مشاركتهم الفرحة!!.. لماذا؟.
ربما، لأن جنوب اليوم الموحد مع الشمال، ليس جنوب أمس كما كان في الجمهورية الديمقراطية المستقلة، وربما الحراك السياسي فيه يزعجهم، وربما يذكرهم بحرب صيف ,1994 وربما بالانفصال.. وربما لشيء ما مخفي، أو لكل الأشياء، ومن ''صيحات مرتفعة تهدد الوحدة اليمنية وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال''، لكن، وبخلاف كل التبريرات التي تساق، فإن إطلاق رصاصة واحدة على المحتفلين، أو اعتقال أحدهم يظل شيئاً غير مفهوم وغير مقبول في هذا اليوم، يوم التحرر من المستعمر العالق في الذاكرة الوطنية اليمنية والعربية.
نعرف أن اليمن يشهد حراكا سياسيا واجتماعيا، ونعرف أن هذا الحراك ينم عن أن الشعب اليمني حيّ، غير بليد، يرفض غياب المواطنة المتساوية في دولة تدعي صبح مساء، بأنها عصرية تنشر العدل والمساواة، ولكن الذي لا نتفهمه، لماذا لم يطلق الرصاص في الهواء الطلق ابتهاجاً بعيد الاستقلال، بدل توجهه إلى صدور المبتهجين بحريتهم التي نالوها بالتضحيات الجسام؟!، ولماذا يُعتقل المواطنون في هذا اليوم، بدل تكريمهم وتكريم نضالاتهم ضد المستعمر؟!.
أتباع الحراك الجنوبي الذين يطالبون بالانفصال عن السلطة الشمالية يدعون للتظاهر:
من جهتها جاء في تغطية أحداث مهرجان عدن يوم أمس بصحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن تحت عنوان :
((اليمن: السلطة تعتقل متظاهرين في عدن لتعكيرهم صفو الاحتفال بذكرى رحيل الاستعمار البريطاني ))
حيث ذكرت مصادر متعددة أن الأجهزة الأمنية اليمنية اعتقلت أمس أكثر من 25 متظاهرا من أتباع الحراك الجنوبي في عدن لمشاركتهم في مظاهرة سياسية أقيمت في عدن أمس احتفاء بالذكرى السنوية 41 لرحيل الاستعمار البريطاني عن جنوب اليمن.
واضافت القدس العربي عن مصادر صحافية معارضة أن قوات الامن اليمنية اقدمت على قمع مهرجان أقيم في ساحة الهاشمي بمحافظة عدن صباح أمس الاحد، وقامت على الفور باعتقال المتزعمين للمهرجان الذي تحول إلى مظاهرة مناهضة لتصرفات السلطة.
وأشارت الصحيفة أن قوات الأمن قامت باطلاق الرصاص'الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ومنعهم من الاحتفاء بذكرى استقلال جنوب اليمن الذي يصادف 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، وباشرت عقب ذلك بحملة اعتقالات واسعة، تجاوز عدد المعتقلين فيها 25 معتقلا، تم لاحقا الإفراج عن 11 منهم فيما أحيل الباقون إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة هتافهم أثناء المظاهرة 'برّع يا استعمار'، أي للسلطة، وهو الشعار الذي استعمل أثناء المطالبة برحيل الاستعمار البريطاني مطلع الستينيات.
وقالت الصحيفة أن السلطة كانت قد احتفلت بهذه الذكرى في عدن السبت بحضور الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس الجيبوتي، أي قبل يوم واحد من موعد الذكرى على غير العادة، ومنعت أي فرصة للمعارضة للاحتفال بالمناسبة، مما حدا بأتباع الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال من جديد عن السلطة الحالية التي يعتبرها شمالية الهوية للتظاهر.
وأشارت القدس إلى أنه فيما لم يحتفل تكتل أحزاب المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) بذكرى الاستقلال في عدن، أقام مهرجانا جماهيريا بهذه الذكرى في مدينة إب حضره أكثر من 100 ألف مشارك، وألقى فيه العديد من قادة المعارضة كلمات ساخنة ضد السلطة وضد توجهاتها السياسية.
وأضافت الصحيفة أن الأنباء الواردة من محافظة إب أنه لم يكن أبناء عدن وحدهم من رددوا شعارات برحيل المستعمر، ولكن عشرات الآلاف من مواطني إب رددوا شعار 'برع.. برّع يا استعمار'، في إشارة إلى أن النظام الحالي غير مرغوب فيه.
الإثنين 01 ديسمبر - كانون الأول 2008
أحمد البوسطة لصحيفة الوقت البحرينية : رصاص في يوم احتفالي بالحرية و''صيحات مرتفعة تهدد الوحدة اليمنية وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال''--------------------------------------------------------------------------------
الطيف - المنامة - لندن - متابعة المحرر السياسي
تربعت أحداث الجنوب يوم أمس على صفحات العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة بما فيها الفضائيات والصحف العربية والعالمية ففي مقال نشرته صحيفة الوقت البحرينة للكاتب أحمد البوسطة جاء فيه:
'' هناك رأيت شبحاً هزيلاً يسير منفرداً محدقاً إلى وجه الشمس، فسألته من أنت وما اسمك؟.
قال: اسمي الحرية.
قلت: وأين أبناؤك؟.
قال: واحد مات مصلوباً وواحد مات مجنوناً، وواحد لم يولد بعد، ثم توارى عن عيني وراء الضباب''.
(جبران خليل جبران ـ كتاب ''العواصف'' ص27)
بالأمس، مرت الذكرى الواحدة والأربعون لاستقلال جنوب اليمن (اليمن الديمقراطي سابقاً) من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني ,1967 وكالعادة احتفل الناس بهذه الذكرى العزيزة على قلوبهم، فشاركوا بفرحتهم في احتفالية في ساحة الهاشمي بمدينة عدن، عاصمة ''الجنوب السابق ـ لما قبل الوحدة مع الشمال''، وكان رد ''سلطات الوحدة'' على هذا الاحتفال مغيراً هذه المرة، فصاحبه اعتقالات، وإطلاق رصاص، وقنابل مسيلة للدموع على المشاركين (...).
ثمن الحرية إذاً، رصاص وقنابل جرجرت الناس إلى المعتقلات، بدل مشاركتهم الفرحة!!.. لماذا؟.
ربما، لأن جنوب اليوم الموحد مع الشمال، ليس جنوب أمس كما كان في الجمهورية الديمقراطية المستقلة، وربما الحراك السياسي فيه يزعجهم، وربما يذكرهم بحرب صيف ,1994 وربما بالانفصال.. وربما لشيء ما مخفي، أو لكل الأشياء، ومن ''صيحات مرتفعة تهدد الوحدة اليمنية وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال''، لكن، وبخلاف كل التبريرات التي تساق، فإن إطلاق رصاصة واحدة على المحتفلين، أو اعتقال أحدهم يظل شيئاً غير مفهوم وغير مقبول في هذا اليوم، يوم التحرر من المستعمر العالق في الذاكرة الوطنية اليمنية والعربية.
نعرف أن اليمن يشهد حراكا سياسيا واجتماعيا، ونعرف أن هذا الحراك ينم عن أن الشعب اليمني حيّ، غير بليد، يرفض غياب المواطنة المتساوية في دولة تدعي صبح مساء، بأنها عصرية تنشر العدل والمساواة، ولكن الذي لا نتفهمه، لماذا لم يطلق الرصاص في الهواء الطلق ابتهاجاً بعيد الاستقلال، بدل توجهه إلى صدور المبتهجين بحريتهم التي نالوها بالتضحيات الجسام؟!، ولماذا يُعتقل المواطنون في هذا اليوم، بدل تكريمهم وتكريم نضالاتهم ضد المستعمر؟!.
أتباع الحراك الجنوبي الذين يطالبون بالانفصال عن السلطة الشمالية يدعون للتظاهر:
من جهتها جاء في تغطية أحداث مهرجان عدن يوم أمس بصحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن تحت عنوان :
((اليمن: السلطة تعتقل متظاهرين في عدن لتعكيرهم صفو الاحتفال بذكرى رحيل الاستعمار البريطاني ))
حيث ذكرت مصادر متعددة أن الأجهزة الأمنية اليمنية اعتقلت أمس أكثر من 25 متظاهرا من أتباع الحراك الجنوبي في عدن لمشاركتهم في مظاهرة سياسية أقيمت في عدن أمس احتفاء بالذكرى السنوية 41 لرحيل الاستعمار البريطاني عن جنوب اليمن.
واضافت القدس العربي عن مصادر صحافية معارضة أن قوات الامن اليمنية اقدمت على قمع مهرجان أقيم في ساحة الهاشمي بمحافظة عدن صباح أمس الاحد، وقامت على الفور باعتقال المتزعمين للمهرجان الذي تحول إلى مظاهرة مناهضة لتصرفات السلطة.
وأشارت الصحيفة أن قوات الأمن قامت باطلاق الرصاص'الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ومنعهم من الاحتفاء بذكرى استقلال جنوب اليمن الذي يصادف 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، وباشرت عقب ذلك بحملة اعتقالات واسعة، تجاوز عدد المعتقلين فيها 25 معتقلا، تم لاحقا الإفراج عن 11 منهم فيما أحيل الباقون إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة هتافهم أثناء المظاهرة 'برّع يا استعمار'، أي للسلطة، وهو الشعار الذي استعمل أثناء المطالبة برحيل الاستعمار البريطاني مطلع الستينيات.
وقالت الصحيفة أن السلطة كانت قد احتفلت بهذه الذكرى في عدن السبت بحضور الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس الجيبوتي، أي قبل يوم واحد من موعد الذكرى على غير العادة، ومنعت أي فرصة للمعارضة للاحتفال بالمناسبة، مما حدا بأتباع الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال من جديد عن السلطة الحالية التي يعتبرها شمالية الهوية للتظاهر.
وأشارت القدس إلى أنه فيما لم يحتفل تكتل أحزاب المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) بذكرى الاستقلال في عدن، أقام مهرجانا جماهيريا بهذه الذكرى في مدينة إب حضره أكثر من 100 ألف مشارك، وألقى فيه العديد من قادة المعارضة كلمات ساخنة ضد السلطة وضد توجهاتها السياسية.
وأضافت الصحيفة أن الأنباء الواردة من محافظة إب أنه لم يكن أبناء عدن وحدهم من رددوا شعارات برحيل المستعمر، ولكن عشرات الآلاف من مواطني إب رددوا شعار 'برع.. برّع يا استعمار'، في إشارة إلى أن النظام الحالي غير مرغوب فيه.