المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخلفية النفسية للأرهابيين.. ماذا عن أنصار الشريعة؟


بنت القبائل
2012-08-21, 01:36 AM
الخلفية النفسية للأرهابيين.. ماذا عن أنصار الشريعة
ما نظنه في أفعال كثير من الانتحاريين المنتمين للفئة الضالة أنهم مرضى يعانون من عدم السواء النفسي والتوازن الداخلي، ولكن استقراء مسار الجماعات والحركات الإسلامية المختلفة، لوحظ فيه محاولة اقتناص المواهب وسرقتهم من سياقاتهم الاجتماعية والخاصة، نحو سياقها الأيديولوجي، وتحييد وإقصاء من يرونه غير مؤثر أو مصابا بمرض نفسي ما حتى لا يحملون مؤونة أزماته الخاصة ، أو يسبب ارتباكا داخل التنظيم.
وهو ما يرصده في السياق نفسه أحد أكبر خبراء علم النفس السياسي والمتخصص في دراسة الإرهاب الدكتور جيرولد بوست الأستاذ في جامعة جورجتاون بالولايات المتحدة، في دراسة له عن الجذور النفسية للإرهاب ، رافضا هذه الفكرة المنتشرة التي ترى أن الإرهابيين مرضى يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة ، وأنه لا يمكن لشخص علي درجة من السواء النفسي أن يقدم علي قتل ضحايا أبرياء باسم قضية ما، وأن يتحول بملء إرادته إلي قنبلة بشرية، منتهيا إلى أنه لا جدوى من البحث في علم الأمراض النفسية الفردية، لفهم سبب انخراط الناس في الإرهاب، ويخلص إلى أننا لن نكون مبالغين إن نحن جزمنا بأن الإرهابيين أشخاص "طبيعيون" نفسيا، مؤكدا أن الجماعات والمنظمات الإرهابية تعزل من بين صفوفها الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، باعتبارهم يمثلون مخاطرة أمنية.
ويشير بوست إلي تقديم تفسير" التنشئة الاجتماعية للإرهابيين" كمصدر لتطرفهم، حيث يرى أن اختيار الأفراد لطريق ممارسة الإرهاب، يضرب بجذوره في تنشئتهم الاجتماعية المبكرة، التي أنتجت تشوهات فكرية مبكرة لازمت توجههم لممارسة العملية الانتحارية والقتل باسم المعتقد ومظنة الدفاع عنه، كما تعطي هذه التنشئة الدينية أو الأيديولوجية أعمالهم مغزى مقدساً، يدنس ما سواه من آراء واجتهادات، بل يكون لدى هذا الإرهابي- المشوه نشأة وفكرا - ميل لاتباع الشيوخ المتطرفين تحديدا دون سواهم، فكلما اشتد التشدد والتزمت والتعصب في الخطاب، كلما كان علامة على شدة التدين عند هذا الشخص الإرهابي، وتبدو الوسطية في هذه الحالة ضعفا وتفريطا، ويسلمون لها قيادهم دون تحفظ، أو اعتراض،" فيقدمون علي التضحية بأنفسهم وهم علي يقين من أن ما يقدمون عليه ليس انتحارا.
ومع هذا الرأي يتفق جون هورجان وهومن أبرز علماء النفس السياسي المتخصصين في دراسة ظواهر الإرهاب والعنف السياسي، في كتابه الجديد نسبيا الصادر عام 2008 بعنوان "الابتعاد عن الإرهاب: روايات عن التحلل من الارتباط بالحركات الراديكالية والمتطرفة ، والذي اهتم فيه برصد وتحليل ملامح أولئك الذين انغمسوا في العمل الإرهابي، ثم قاموا بمراجعات تراجعوا بها عنه، وأولوا ظهورهم له، معتمدا في ذلك على مقابلات متعمقة أجراها مع عدد منهم، وخلص إلى أن الانضمام إلي الشبكات الإرهابية، وكذلك الخروج منها، إنما يتأثر بالظروف المحيطة بالفرد أكثر من تأثره بملامح شخصيته.
هذه النتيجة نفسها سبق أن أبرزها هورجان في مقال اختار له عنوانا مركبا بالغ الدلالة: "تلمس المنابع بدلا من محاولة التعرف على ملامح الشخصية الإرهابية: الطريق إلي التجنيد يشير فيه إلي تقرير صدر عن مجلس العموم البريطاني، بعد مرور أقل من سنة على وقوع أربعة تفجيرات انتحارية، استهدفت مترو الأنفاق في لندن في 7 يوليو (تموز) 2005، ورد فيه أن المعلومات المتوافرة عن مرتكبي الجرائم الإرهابية في المملكة المتحدة، لا تكشف عن وجود سمات مشتركة ثابتة بينهم، تساعد في تحديد من يمكن أن يكون معرّضا لأن يصبح إرهابيا وفق سماته الشخصية، فهم ينحدرون من أصول عرقية متباينة، وقد حصل البعض على مستوى جيد من التعليم، في حين حصل البعض الآخر على قدر أقل من التعليم، والبعض فقراء جدا، في حين أن البعض الآخر أقل فقرا.
وقد كان البعض مندمجا بصورة ملحوظة في نمط الحياة الانجليزي، ولكن البعض الآخر لم يكن كذلك، ومعظمهم من غير المتزوجين، ولكن البعض متزوجون ولهم أولاد ، وتاريخ البعض يخلو من أية مخالفة للقانون، في حين أن للبعض تاريخاً في ارتكاب الجرائم البسيطة.
ويلاحظ هورجان ما انطوي عليه التقرير من إحساس بالإحباط، بسبب الفشل في التوصل إلى تحديد سمات مشتركة ثابتة بين شخصية الأفراد الذين تم تجنيدهم لارتكاب تلك الأعمال الإرهابية التخريبية.
ويعد مارك ساجمان الطبيب النفسي وعضو معهد بحوث السياسة الخارجية الأميركي، والذي عمل في صفوف المخابرات الأميركية بأفغانستان في الفترة من 1987-1989، يعد من أهم من حاولوا تقديم دراسة رقمية إحصائية تكشف عن هويات أولئك الإرهابيين، لقد صدر لساجمان عام 2004 كتاب بعنوان "فهم شبكات الإرهاب" أصبح مرجعا في هذا المجال، كما كتب فصلا بعنوان "سيكولوجية إرهابيي القاعدة: البزوغ من الجهاد السلفي العالمي" ضمن كتاب مرجعي عن علم النفس العسكري والعيادي والتطبيقات العملية.
كتب ساجمان في مقدمة الفصل المشار إليه أنه بعد أن أولى ظهره للعمل المخابراتي عام 1989، وتفرغ لمهنته كطبيب نفسي في مجال الطب الشرعي، وظن أن علاقته بالإرهاب والإرهابيين قد انتهت، إذا به إثر أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 يحس أن عليه أن يفعل شيئا ما، خاصة وأن ما كان يتردد علي ألسنة العامة آنذاك لم يكن متسقا مع ما خلص إليه من واقع خبراته الشخصية في المجال، وحين نظر ساجمان للبحوث المتوافرة في ما يتعلق بمرتكبي جريمة 11 سبتمبر، وجد نفسه حيال ركام هائل من النظريات والآراء والانطباعات الشخصية، ولكنه لم يجد تجميعا منظما للبيانات الواقعية الخاصة بممارسي العمليات الإرهابية.
ولهذا شرع ساجمان في تجميع السير الذاتية لهم من مختلف المصادر، وعلي رأسها ملفات المحاكمة التي انعقدت في نيويورك عام 2001 واستمرت 72 يوما، وتجاوزت صفحات التحقيق مع المتهمين بتفجير السفارة الأميركية عام 1988 ما يقارب 9000 صفحة، تتضمن كما هائلا من المعلومات عن حياة هؤلاء المتهمين، بالإضافة إلي حوالي 400 سيرة حياة ذاتية تفصيلية، وأسفر تحليله الرقمي لتلك البيانات عن عدد من النتائج الهامة : إن ثلاثة أرباع أفراد العينة ينحدرون من الطبقات المتوسطة فما فوقها، و90 % منهم نشأوا في رعاية أسر متماسكة، و63 % التحقوا بكليات جامعية، فإذا ما وضعنا في الاعتبار نسبة من يلتحقون بالجامعة في بلدان العالم الثالث التي أتي منها هؤلاء الإرهابيون، اتضح أنهم يعتبرون من خيرة أبناء تلك المجتمعات ممن بعثت بهم أسرهم لاستكمال دراستهم بالخارج، ومن ثم فإنهم يتقنون الحديث بعدة لغات، كذلك فإنهم يختلفون عن أطفال الحجارة الفلسطينيين الذين لم تكن تتجاوز أعمارهم الرابعة عشر، حيث التحقت غالبيتهم بمنظمة القاعدة وهم في السادسة والعشرين أي في قمة نضجهم النفسي والعقلي، وأنهم أميل للاستقرار الأسري حيث 73 % منهم متزوجون وغالبية هؤلاء لهم أطفال، وغير المتزوجين منهم لم يبلغوا بعد السن المعتاد للزواج، وأن عدد من استطاع سيجمان في ضوء خبرته المتخصصة في الطب النفسي أن يضعهم ضمن من يعانون اضطرابات نفسية هم أربعة أفراد فقط من بين 400 فرد، وهو ما يقل كثيرا عن المعدل المعروف لانتشار مثل تلك الاضطرابات، فضلا عن أنه من بين من ارتكبوا جريمة 11 سبتمبر لا يوجد لأي منهم سجل إجرامي كأفراد، ويتفق ذلك مع ما تميزوا به من قدرة علي العمل الجماعي المخطط المنظم، ومن ثم فإنهم يختلفون في هذا المجال عن غيرهم ممن أقدموا علي أعمال إرهابية فردية كتيودور كازينسكي Ted Kaczynski علي سبيل المثال الذي قام بإرسال عدد متتال من المتفجرات لعدد من الشخصيات الأميركية الجامعية وشركات الطيران في الفترة من مارس 1987 حتي 1995، وتم اعتقاله في أبريل (نيسان) 1996 وحكم عيه بالسجن مدي الحياة
وعلى مستوي التعليم والعمل فإن ثلاثة أرباع العينة مهنيون، يعملون في مجالات الهندسة الميكانيكية والمدنية والمعمارية، أي أن غالبيتهم علماء، وقلة منهم من المتخصصين في الإنسانيات، وقلة نادرة من هؤلاء من المتخصصين في الدراسات الدينية، حيث أن 13 % فحسب تلقوا تعليمهم الأولي في مدارس دينية، بينما تحتل العلوم الطبيعية قمة التخصصات حتى بين القادة: بن لادن مهندس مدني، وأيمن الظواهري طبيب، ومحمد عطا مهندس معماري، وقلة منهم من دارسي العلوم العسكرية مثل محمد ابراهيم مكاوي.
لقد توقف ساجمان عند حدود رصد انتماء غالبية هؤلاء لتخصصات العلوم الطبيعية، وأن ندرة منهم تلقت تعليما دينيا بشكل أو بآخر، ولكنه لم يمض لمحاولة تفسير ذلك التناقض الواضح - كما يقول الدكتور قدري حفني- وهو نفس ما لاحظه الباحث توماس هيغهايمر في أطروحته حول" القاعدة في السعودية" من تحليل سير شخصية لعدة مئات من أعضائها.
وفي تحليل لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية المصرية لاحظ الدكتور قدري حفني أن الغالبية العظمي ممن اجتذبهم النشاط الإرهابي كانوا من دارسي تخصصات كليات القمة هذه، وغني عن البيان أن الفكر الذي اجتذب هؤلاء. باعتراف الجميع لم يكن فكرا علميا بحال، بل لم يكن حتى فكرا دينيا صحيحا من وجهة نظر الأزهر.
وقد أرجعت اختيارهم طريق الإرهاب إلي حقيقة أن إعداد طلاب التخصصات العلمية لا يتضمن طيلة سنوات تعليمهم من مرحلة الحضانة إلي مرحلة الدراسات العليا مقرراً دراسياً واحداً يتعلق بالمنطق أو الفلسفة أو تاريخ الفكر، أو ما إلى ذلك من موضوعات تحمل شبهة تعليم المنهج العلمي أو الإشارة إلى نسبية الحقيقة؛ وكان طبيعيا والأمر كذلك أن ترسخ لدى هؤلاء الأبناء عقيدة مؤداها أن التفكير لا يحتاج إلى تعليم، وأن تمحيص الأفكار لا يحتاج إلي تدريب، وأنه يكفي للتسليم بصواب فكرة معينة أن تبدو منطقية، أو أن تصدر عن مصدر ثقة، أو أن تتفق مع مشاهدات "واقعية"، أو أن تكون متكررة لزمن طويل.

ولذلك فإنه مما يستلفت النظر حقا أن قوائم قيادات وممارسي الإرهاب تكاد تخلو تماما من أبناء التعليم الأزهري، ربما باستثناء الشيخ عمر عبدالرحمن.
وتساءل حفني بعد ذلك: ترى لماذا إذن لم يجتذبهم ذلك الفكر الديني المتطرف، وهم الأكثر إتقانا لمفرداته، والأكثر ألفة بجذوره، والأكثر مصداقية إذا ما صدر عنهم؟ ترى لماذا لم يخرج من بين صفوفهم مثلاً الدكتور أيمن الظواهري، خريج كلية طب جامعة عين شمس، وصاحب كتاب الولاء والبراء، الذي استهوى حسن بشندي طالب هندسة الزقازيق، وصاحب جريمة الأزهر الإرهابية عام 2005)
ويستنتج حفني في دراسته المشار إليه" أن ما كان يظنه غالبية الناس من أن الإرهابيين ينحدرون من أسر مفككة، وبيئات فقيرة يسودها الجهل، يعجزون عن تحمل المسئوليات المهنية أوالأسرية، ذوي شخصيات ضعيفة مريضة يسهل التأثير عليها، كل ذلك لم يعد صحيحا علي الإطلاق من وجهة النظر العلمية" وهو ما نراه بلا شك ينطبق بشكل كبير على امثال تيمور عبد الوهاب وعمر عبد المطلب.
ولكن للكاتب والمفكر التونسي أبي يعرب المرزوقي تفسير نراه جديرا بالمناقشة في تحليل شخصية الإرهابي والانتحاري ربما لم يكن مباشرا ولكن يمكن استنباطه من عدد من دراساته وهو أن القاعدة وبعض الحركات الإسلامية تصنع" علم كلام جديد" زيفا فتنتج عقائد خاصة وتمارس الوصاية على إيمانات من تخدعهم شعاراتهم لأول وهلة فيفقدون معها وبها إيمانهم وسلامهم النفسي والفكري وينشقون اجتماعيا عن أسرتهم ومجتمعاتهم وما تواضعوا عليه ليكونوا خوارج جددا في أقصى اليمين أو اليسار..)
لذا نرى أن استراتيجيات الأمن الفكري من المهم ألا تقف عند جانب واحد نفسي أو اجتماعي أو فكري، خاصة وأن كثيرا منه يتم تسريبه ونمو أثره لا شعوريا، وقد يكون المرء به جاهلية ولا يعلم، وقد تكون حظوظ النفس أصعب من أن تكتشف، وقد يكون الأثر الاجتماعي السلبي غير واضح، فتوجه الأسرة أبناءها للتدين والتشدد - ظنا منها أن هذا الصواب - ويكون الطفل أو الصبي ضحية لمن لم يذنب فيه، حيث إن من توجه إليه نجح في تسريب واختراق وجداناته وسلامه.. أو الكتاب الذي سلم له فعل به الأفاعيل في مرحلة سنية لا يقوى على مناقشته أو دحضه.
إن المسألة أعقد من تحليل واحد، أو الانحصار في مدخل واحد لتحليل وتفسير شخصية الإرهابي والانتحاري، ولكن تظل الأسرة والتنشئة الاجتماعية والمراقبة والاعتدال وتعزيز التوجه الوسطي والمضامين الوسطية عبر المؤلفات واختيار الشيوخ والأدوات السمعية والبصرية المساعدة وسائل تحصين ضرورية، فضلا عن جوهرية وأهمية مفردة الحوار في كل المسألة.
هذا تحليل عام لكن هل يستطيع رجال التحليل النفسي في بلادنا تسليط الضوء على أفراد جماعة أنصار الشريعة لنرى ما الذي يدفع أنسان لتفجير نفسة في مجموعة من الناس الذين يعرف أنهم مسلمين وأبرياء.

• من دراسة نشرها هادي نسيره

احمد الخليفي
2012-08-21, 02:00 AM
الاخت بنت القبائل قد تجدين الاجابة على سؤالك هنا في اعترفات محمد العوفي القايد السابق لتنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب حتى اكتشف ان القاعدة في اليمن والجنوب قاعدة مزيفة لاعلاقة لة بقاعدة بن لاذن حتى وان اتخذت نفس الاسلوب في ادارتة وتنظيمها ثم عاد الى وطنة وسلم نفسة للسلطات الرسمية .
http://www.youtube.com/watch?v=6VsNIeKV14I