المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليل والطاعون والعكفي الغريب في الجنوب العربي ( 2/2)


الكونــــت
2008-11-29, 04:26 PM
الليل والطاعون والعكفي الغريب في الجنوب العربي ( 2/2) *

الوحدة المسخ المفروضة دون اختيار

بقلم / إبراهيم حمدي

الإنسان في أي مجتمع ، وأي حدود جغرافية أو أرض يميل إلى التجريد ، ولا يستطيع إن يتقلب عنها إلا بمعرفة التاريخ ، لأنه يمثل الهوية والشخصية والارتباط بالأرض وهذا هو الانتماء .... انتمائه إلى المجموعة البشرية التي ينتمي إليها ، لان الواقع المجتمعي لا يدرك إلا من منظور تاريخي فأية جماعة أو شعب
في أي مجتمع لا يحركه الحق فقط إنما المنفعة ، فالحق والمنفعة هي التي تحرك المجتمع ... لهذا فالمجتمع الجنوبي من حقه اليوم أن يطالب بالحق والهوية والأرض ، الذي يرتبط بها منذ أكثر من خمسة آلاف سنة و حياة ذاتية مستقلة ، وكينونة لها صفاتها وعاداتها وتراثها ، طالما كانت سلطه الوحدة المذهبية _ وهي تمثل الأقلية الطائفية الغريبة حتى عن دينه وإسلامه وسنته _ قد أقدمت بخداع باطني بشع السلوك والممارسات والأهداف في قتله ونهبه وسلب خيراته النفطية والبحرية والمعدنية والزراعية ، ومحاولة الاستماتة في تغيير عاداته وتقاليده وتراثه وهويته ، وفرض عليه دين الفيد والسلب ، والاستيلاء على حق كل من لا يتناسب او يتوافق مع دينه ومذهبة ، رغم انه لا يمثل حتى في مناطقه الشمالية _ التي هجم عسكريا منها على مناطق جنوبية _ سوى 5% من السكان والذي يمثل حوالي 95% من عدد السكان الاصليين ، الذين يتمتعون بمذهب ديني مغاير ، وبالتالي فان كل هذا يمنع المنفعة الحقيقية للغالبية العظمى ، " فالوحدة " التي ينادى بها أهل الطائفة هذه ، والمسيطرون على " سلطه الوحدة " ، هو صخبا ظاهريا ومخادعا وباطنيا فما يسكن باطنهم المذهبي ، هو مضاعفاته المستمرة لنهب للأرض والثروات والإنسان والحجر والشجر في عدن وكافة المحافظات الجنوبية ذات الهوية المختلفة ، والملامح الجغرافية والتراث التاريخي العريق بحضارته وخصوصيته القومية ، والذي لم يتوافق ولن يتوافق مع هذه الوحدة المسخ التي فرضت دون اختيار على
الجنوب العربي وعاصمته التاريخية عدن .
إن الحراك الجماهيري القومي ونضاله السلمي ، الذي يتضاعف لإيجاد واستعادت الماهية الاجتماعية والتاريخية _ التي حاول الاحتلال المذهبي الطائفي والجهوي ومازال مستمرا مستميتا على محقها لجعلها نازفة _ إلا أن صحوة المصالحة والتسامح مع كل ما ينتمي إليه الجنوب وعاصمتهم عدن ، قد ولدت تنامي المقاومة السلمية الحضارية ، في مجابهة سلطة كهنوت الوحدة وكل الرافضة الغرباء ، ورسمت بمتانة وقوة التلاحم القومي والثقافي والقيم العليا ، حراك ونضال أسطوري أكد للعالم بان الوعي الديمقراطي والحريات الفردية والعامة ، القائم على الوعي المعرفي ومستوى التفكير في المعالجة السلمية الديمقراطية ، لاستعادة الشعب لأرضه وثرواته وشخصيته الإنسانية المستقلة ، قد أصبح جدير باحترام العالم له ونموذجا يحتذي به ، كشعب يناضل لتحرير أرضه ووطنه و حدوده الجغرافيا المستباحة من قبل سلطه الكهنوت ، وتراثها المذهبي والباطني الذي مازالت تعاقره منذ أكثر من ألف عام ، ومرادفاً لحق النهب والسلب لحق الغير ، والذي يختلف في قماشته الملوثة بدماء أهل الجنوب ، لهذا لم يعد هناك تراجعاً بتنامي الحراك الجنوبي الجبهوي الديمقراطي السلمي ، لمجابهة كل " فيروسات السلطة الكهنوتية المتخلفة المتحجرة " ، وعقلية القرون الوسطى وما قبلها وما بعدها ، من أعمال القرصنة والنهب فيما بينها ، و اليوم صدرت هذا الدين وهذا المنهج إلى أراضي الجنوب ، وحتى عاصمته التاريخية لأكثر من خمسه آلاف عام(عدن) ، بعد الخدعة الكبرى" للوحدة الباطنية " لهذا فالحق والمنفعة والتاريخ والجغرافيا والزمان والمكان ، ومستوى الوعي الحقيقي بالحرية والديمقراطية ، قد بلورت _بوعيها الديمقراطي الإنساني والحضاري_ طريقاً لمقاومة هذا الفيروس الكهنوتي القاتل ومجابهته وصده و إقصائه بشتى الوسائل عن دولة الجنوب ، في حراك جماهيري شامل وجبهة جنوبية وشمت نضالها المستمر بالتصدي والمقاومة ، للتخلص من هذا الفيروس الكهنوتي الوبيل إلى الأبد ، و الذي تمدد عبر الشمال إلى دولة الجنوب العربي وعاصمتها التاريخية " عدن " .

*صحيفة الجنوب