المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الخلافات الجنوبية بقلم:السلطان فضل العفيفي


شوامخ يافع
2012-08-01, 12:08 AM
أزمة الخلافات الجنوبيه
ونُذر الماضي معها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد . . . . .
الأخوة الحاضرون جميعا . . . .
لقد كان قدرنا كما حدثت عليه الامور طوال نصف قرن مضى , ولسنا بصدد حصر الأخطاء والمكاره التي مررنا بها جميعا , ولكننا هنا بصدد ان لانلدغ من جحر للمرة الرابعة أو الخامسة , وبصدد ان لاتستحوذ على مقاليد الأمور والقرارات والأهواء المندفعة , وان لاتقودنا العقول الغير ناضجه , وان لاتتحكم بنا العواطف والنظرة القصيرة وردود الأفعال , ولا الثقافة المشوهة والمكتسبة خلال الفترة الماضية , وبصدد ان نساعد على صُنع قدرنا القادم تصديقا للآية الكريمة " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ " .
لعلكم توافقونني القول أن ثقافة نصف قرن أو يزيد من الزمن , كانت ثقافة متململه غير ثابته , شكلتها ونوعتها العديد من المتناقضات ، ومليئة بانعدام الثقة , والخوف والانتهازية والفساد والغش والعنف والتطرف واللانظام ، وبالعديد من السلوكيات والمفاهيم المثيرة للجدل , لان تلك الثقافة هي في الواقع افراز للأحداث غير المحكومة وثقافة ما زومه متأتيه من أجواء الأزمات , ولم تكن نتاج توجه مثالي في بيئة مجتمعيه من السلام والاستقرار والنظام ، والحصانة للمفاهيم والسلوكيات السليمة .
إن من يُناقض الوحده اليوم من ابناء الجنوب , لم يكن رأيه فيها كذلك قبل عشرون اوخمسة عشرعاما والى امد قريب , وحين قامت الوحده بقرار سياسي من قيادتي الدولتين حينها , كانت تعززها اراده شعبيه عاليه وحقيقيه , لكن الثقافة الفاسده والعقليه المتخلفه والمتعجرفه دمرت تلك الاراده وذلك النزع التواق , والحقت اكبر الضرر في روابط شريكي الوحده ومحاسن قيامها .

ولسنا هنا ايضا بصدد الحديث عن الحيثيات التي افرغت الوحده من مضامينها ونزعت عنها الحسنات الجاذبه التي كانت مأموله ، فالكل تقريبا متفقون في موضوع التشخيص والاستنتاج وان اختلفوا في قراءاتهم للتفاصيل .
وعلى العكس من التقارب في موضوع التشخيص فقد حصل الاختلاف في موضوع العلاج والسبل الى ذلك ، وهنا تكمن النذر بالمخاطر التي تهدد وحدة النسيج الاجتماعي الجنوبي من جديد .
لذلك فقد باتت مهمة إعادة ترتيب البيت السياسي الجنوبي على أسس توافقيه وعقلانيه , وعلى مبادئ عامة وقواسم مشتركة , مهمة ملحة ولو بحدودها الدنيا من التوافق , لتشكيل مصفوفه متحدة تُأمن السير نحو الهدف الذي ترتضيه الاغلبيه الشعبيه وبالقليل من الخلافات بين المكونات والشخصيات السياسيه .

إن جوهر الازمه بين مختلف المكونات والرموز السياسيه الجنوبيه في نظرنا ونظر العديد غيرنا تكمن في نقطتين اساسيتين ؛
الاولى : وهي ازمة الثقه المترتبه عن تراكمات الماضي .
والثانيه : وهي الذاتيه والتي تحرص على كيفية تمكين الذات على حساب القضيه العامه ، وفي سبيل ذلك تسعى الذات نحو استبعاد البعض من الكل الجنوبي ووضع المصوغات والمبررات ، وبذلك سيدخل الجنوب نفس مربع الخطأ الاول من جديد . ويتحتم التعامل مع هذه النقطه بشكل يجعل من الصعوبه بمكان البحث عن الكينونه خلالها الا من خلال اُسس ومعايير تُطبق على الجميع ، مع الترسيخ لحرية الرأي المفرد في إطار كينونة الكل المجتمِع .
ولكي يحدث تقارب وتوافق بين معظم الاطراف المتناثره والمتنافره ، فاننا نعتقد بانه لابد من وضع صيغه سياسيه توافقيه تتعامل مع مضمون القضيه ككل ومع النقطتين المذكورتين اعلاه ، وتحتفظ بمسافه واحده من جميع الرؤى باستبعاد موضوع فرض الارادات الجزئيه للمكونات السياسيه وذلك بجعلها لصالح الاراده الكليه للمجتمع ،



وتتجنب هذه الصيغه التوافقيه قدر الامكان استخدام الصيغ والمفردات الخاصه باي طرف او التي تُقصي اي طرف .
وتأخذ بكل الاعتبارات المؤثره سلبا والمحاذير قدر الامكان ، واخراج الامور بالحلول التوافقيه ، مع الوضع في الاعتبار ان الاختلاف الى حد الاحتقان يتعدى المصلحه العامه الى ضدها ، وأن الاخذ بمبدء تاجيل الخوض في الامور الخلافيه ، واللجؤ الى الشعب للاستفتاء في الامور الخلافيه متى كان الامر متاحا هو صمام امان للمستقبل ، وأن البعد عن ثقافة العنف والتطرف والفرض والكراهيه ، وتعميق ثقافة الحجه وثقافة القبول بالاخر والذي بدونه لانشكل الكل الجنوبي هما مدخل لثقافه جديده تفصلنا عن الثقافة المشوهه والمأزومه . . وبناءً على كل ماذُكر سابقا فقد تم وضع مشروع مبادره ، نطمح في ان تكون بمثابة ميثاق شرف يقبل به معظم الطيف السياسي الجنوبي ان لم يكن جميعه ، وقد راعت نقاط هذه المبادره الإشكال الحاصل بين مختلف المكونات السياسيه بغرض توحيد مسار الهدف التفاوضي في مواجهة المجتمع الدولي والدولة المركزيه في صنعاء ، وكذلك تضع المبادره نوع من الضمانات التي تبدد مخاوف مختلف الاطراف حول المستقبل اذا مااعتُبرت نقاط هذه المبادره كوثيقة شرف يلتقي حولها معظم الاطراف .
ولقد روعي ايضا في هذه المبادره ان تكون نقاطها محدده ومختصره حتى لاتقع في فخ التفاصيل التي تحل بين طياتها الشياطين ، ورُسمت المبادره على محورين رئيسيين ؛ الاول ؛ ويتعامل مع قضية حل الاختلاف او التعدد في مخارج حل القضيه الجنوبيه .
والمحور الاخر ؛ وتعاملت عدد من نقاطه مع ايجاد الضمانات لما بعد حل القضيه الجنوبيه وهي بشكل او باخر تضع اسس عمليه للدعوات في موضوع التصالح والتسامح .

في الجانب الاخر نعتقد ويعتقد معنا اخرون بان هذه المبادره ستكون فاعله بشكل افضل اذا وُجد لها حامل يسوقها ويُقنع الاخرين بها ، لذلك حصل العزم على تكوين تيار حامل لها سُمي بتيار ( السلام والتنميه ) تحت التأسيس ، تفائلا وتيمنا بالمستقبل الذي نأمل به .



وستُشكل لجنه تحضيريه لهذا الغرض ، ثم هيئة تأسيسيه ، وادعو جميع من يقتنع بنقاط هذه المبادره للانظمام الى هذا التيار ، والذي نطمح ان يُشارك العديد بحمل رؤيته الواقعيه والمتجرده من الذات ، والهادفه الى مستقبل لابنائنا واحفادنا يُكفر عن سيئات الماضي الذي عشناه .

الحاضرون جميعا . . . الا تعتقدون معي ان من يحاول التملص بشكل مباشر او غير مباشر من عملية القبول بالقرار الشعبي المباشر عبر الاستفتاء ، بان عليه ان يراجع ويصحح من وضعه وموقفه السياسي ، ويربط ربط حقيقي بين اقواله وافعاله ؟ . هذا سؤال اطرحه هنا ، واتمنى ان يكون محط نقاش واعي ومسئول في كل المجالس والاجتماعات .
كما ادعو في هذه الورقه , مختلف القوى والشخصيات السياسية الجنوبية الى تبني فكرة الامتثال لإرادة الشعب مهما كانت نتيجة هذا الامتثال ، باعتبار الشعب فوق المكونات والأحزاب السياسيه , ومصدر الشرعية وهدف العمل السياسي والتنموي ، وباعتبار هذا الامتثال يمثل الاتجاه نحو الية عادله للجميع ومخرج مشرف لكل الفرقاء السياسيين فيما هم فيه مختلفين . وباعتبار هذا الامتثال بداية الطريق الصحيح نحو المستقبل الذي ينشده الجنوب والجنوبيين .
ونرى في المبادره المطروحه ( والتي ستوزع نسخ منها على الحاضرين ) انها تتمتع بالمميزات الاتيه :

- اننا نرى بانها عوده حقيقيه للشعب الذي اٌدعي باسمه كثيرا .
- انها تفض الاشتباك حول تباين الرؤى فيما يخص القضيه الجنوبيه .
- انها تُحقق اي من الاطروحات المختلفه على اساس فرض ارادة الاغلبيه الشعبيه وليس على اساس فرض ارادة حزب او مكون سياسي او دولة .
- انها تؤسس لثقافه ديموقراطيه وتبادل سلمي للسلطه ، وتجنب الجنوب تجارب الماضي المريره .
- انها تحفظ حقوق كل فرد في المجتمع الجنوبي ولا تقصي احدا مهما كان رايه .
- انها تجعل الاحزاب والمكونات والشخصيات السياسيه توجه جهودها في العمل السياسي نحو الكسب الشعبي للحسم عبر اصوات الامه ، بدلا من توجهها نحو كسب القوة بقصد

الحسم مع الاخر ايا كان الاخر بالسلاح ، او اللجؤ للتنازلات طمعا في خدمة الذات والاستئثار من دون الاطراف الاخرى .
- انها تجعل الفضل للشعب في القرار، وبالتالي لايستطيع اي كان ان يدعي باستحقاقات خارج إطار الاسس والمعايير الديموقراطيه المتعارف عليها .
- اننا نعتقد بانها ستؤسس لسلام اجتماعي قادم واستقرار كان ولايزال حلم نود ان نحققه للاجيال القادمه وخروج من ثقافة الصراعات السيئة الصيت .



اللهم احفظنا من ان نضعف امام اهوآئنا
وانصرنا على السؤ في نفوسنا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته