المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المناضل باعوم واقع تحت تأثيرات الثورة المضادة التي تحجبه عن الواقع ؟؟؟؟


ثائر بلا وطن
2012-06-29, 02:23 AM
بقلم : انيس المفلحي

لاشك أن عودت المناضل باعوم في الأسبوع ما قبل الماضي إلى العاصمة الأبدية عدن لها تأثيراتها السياسية والروحية والمعنوية على حاضر القضية وثورة شعب الجنوب وفقاً للمنظور الوطني الصرف , ولاسيما في ظل تزايد حدة الضغوط التي تمارسها إطراف إقليمية ودولية المعنية في استكمال المبادرة الخليجية المزمنة , ناهيك عن تضاعف حملات الافتراءات الشمالية الشرسة التي تستهدف تصفية قضية الشعب الجنوبي من على الخارطة السياسية , ومن الملاحظ أن القيود السياسية والضغوط المفروضة والمشروطة متعددة الإطراف على الحراك السلمي الجنوبي هدفها توزيع كراسي القاعة التي سيقام فيها الحوار الوطني بين قوى وفصائل المعارضة اليمنية بالتساوي ومن ضمنها قوى الحراك السلمي الجنوبي كفصيل معارض, ذلك الحوار الذي يدرك الجنوبيين مخاطرة ونتائجه الكارثية على شعب ودولة الجنوب والذي يعني الدخول في نفق مظلم لا نعرف متى نخرج منه بل ومعادلة تسقط الحق السياسي للقضية بكل تأكيد , ولعل دفع عجلة وحلحة مسار عملية التسوية الشاملة للأزمة اليمنية التي تتضمنها مخرجات المبادرة الخليجية المزمنة يعد رهان تاريخي مفصلي بكل تأكيد يصب أساساً في مصلحة ووعاء مشترك يتقاسمُه كلا من القائمين على إنجاحه وبين كافة القوى الشمالية صاحبة القرار, كما يمهد إلى تكريس القبضة الحديدة وشرعنه للاحتلال الشمالي من الناحية الجغرافية بشكل نهائي وبمعاهدة احتلال دولية تسهل بسط سيطرة النفوذ والجماعات المرتزقة المتنفذه التي تتمدد يومياً عسكرياً وسياسياً على الأرض والممتلكات والثروة لدولة الجنوب مرة أخرى .

وفي تصوري أن الوساطة الدولية مستهتر تماماً وغير حريصة تجاه النتائج السلبية في حال مشاركة الجنوبيين في الحوار والتي ستسفر عن ضياع قضية الجنوب العادلة بين دهاليز القضايا الشمالية الفرعية المتراكمة منذ الأزل , وهذا الأمر مخجل وخرق سافر لا يليق بل وصمة عار في جبين الدول الديمقراطية الراعية للحوار , ذلك الحوار الذي يتبنى تجربه انتهازية خاطئة تتقاطع كلياً مع التزامات شرائع ومواثيق وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق تقرير وإعادة حق الشعوب في إدارة شؤونه المصيرية , وعلى الرغم من خذلان المجتمع الدولي في الوقت الراهن لقضية شعب الجنوب في محنته بسبب عدم استيعاب العالم للب وجوهر القضية الجنوبية , إلا أن مع استمرار إرادة شعب الجنوب القوية والثابتة نحو الهدف , الشعب الذي لا يهضم المؤامرات ويعشق الكفاح والنضال من اجل حريته واستعادة دولته الأمر الذي سيثني المجتمع الدولي عاجل أم اجل الاعتراف بحق شعبنا الطبيعي والمشروع .

كان الأحرى من الدول الراعية للحوار أن تدير الأمور بطريقة أكثر ديمقراطية , والتركيز من الجانب الأخلاقي عن أسباب رفض الجنوبيين الخوض في تجربة فاشلة , وعليها أن تتحمل المسؤولية التاريخية تجاه كل التبعات وسائر الإفرازات السلبية والخطيرة المترتبة ما بعد الحوار المفروض على الجنوبيين الذي سيفضي منه إلى حرب بين الشمال والجنوب , وعليهم بدلاً من السعي الحثيث في إقناع الجنوبيين للمشاركة في حوار نتائجه معروفة سلفاً , ينبغي عليهم دعوة كافة القوى الشمالية للاعتراف بماضيها الاستعماري والاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية مشروعه بامتياز , لان ما دون ذلك فيعتبر للأسف الشديد مسألة إهدار للوقت وساذجات سياسية عفوا ً مغالطات سياسية لا يمكن لأي عاقل أن يقبلها .

للتوضيح وتفسير عمق الخلل الحقيقي الذي يكمن في سبب سوء مفهوم وتعاطي الدول الراعية للحوار مع المشكلات والتحديات الخطيرة التي أنهت مشروع الوحدة والتي لم تكن وليدة اجتياح الشمال للجنوب في صيف 94م , ولكن الخلل الحقيقي في البعد السياسي والأيدلوجي لمشروع الوحدة نفسه الذي كان بمثابة قرارات طائشة لقيادات حزبية جنوبية شمالية دون غيرها بمعنى بسيط كانت قرارات حزبية بمعزل عن الإرادة الشعبية , ولذلك انتكاسات وانحدار المشروع الوحدوي وتحويله إلى مشروع فاشل وكارثي وتم توظيفه لصالح طرف ضد الطرف الأخر كان في حقيقة الأمر في مايو 1990م , كما أن الأشقاء في الشمال لم يكونوا على الإطلاق مهيئين لمشروع الوحدة الكبير, وبالتالي من الطبيعي أن يتحول مشروع الوحدة بالنسبة للشماليين إلى تأمر واجتياح واحتلال .

وبالتالي القضية الجنوبية هوية وثقافة وتاريخ ولا تعني بالضرورة بالمفهوم العام من حيث نشأتها وأصولها من أنها قضية متعلقة بمطالب حقوقيه كما تتكهن الدول الرعاية للحوار بمعني بحاجة إلى بعض إصلاحات اقتصادية وسياسية , يتبعه أسلوب الشفقة لإعادة حقوق وممتلكات الجنوبيين وتوفير وظائف شاغرة وأعادت المسرحين بعد عشرين عام من إقصائهم إلى مواقعهم السابقة ثم ينتهي عبرها جوهر الصراع الحقيقي بين الجنوب والشمال , لكن الأمر غير ذلك ويجب أعادة النظر في هذه المسألة كما أن خيار فرض سياسة أمر الواقع على الجنوبيين للمشاركة في الحوار الوطني تعتبر عملية طائشة وتندرج ضمن الحلول السياسية الترقيعية الهشة , لأنها بكل تأكيد ستزيد من حالة الانفعالات والتذمر على مستوى الشارع الجنوبي وربما ستعمق من روح العداء والكراهية بين الشعبان جنوباً وشمالاً , لذلك يبقى مضمون وجوهر الحوار الوطني عبارة عن خداع وخلط مكشوف لأبجديات أوراق العمل السياسي وحبك مؤامرة هدفها إلباس القضية الجنوبية عباءة الخيانة الوطنية العظمى لقلب الطاولة على رؤوس الجنوبيين وعلى القضية الجنوبية المصيرية .

ومن الواضح أيضاً في الآونة الأخيرة أن هناك ثمة مؤشرات مزعجة من خلال ظهور قائمة من اللاعبين السياسيين الجدد التي تعمل بأجندة ولديها قدرات سياسية فائقة توحي بأحقيتها بتمثيل القضية الجنوبية كبديل يضمن لمن لا يريد المشاركة من الجنوبيين في الحوار مع أنها شخصيات غير مرغوب فيها , غير إن تصرفاتهم الغير مسؤولة تبقى رسالة واضحة مفادها إنهاء القضية الجنوبية سياسياً كيفما كان.



وبعيداً عن ذكر أسماء بعينها وهم يعرفون أنفسهم القافزين بمحاولاتهم اليائسة لتمثيل القضية على حساب تضحيات شعب الجنوب الجسام وعلى أجساد شهدائنا من الشباب الذين سقطوا على ساحات نضال الشرف والعزة والكرامة , أولئك المعتادين منذ أول الستينات وما بعد استقلال الجنوب على ركوب موجات الثورات المستقلين للظروف العسيرة وحالة الفوضى السياسية المتراكمة الناتجة عن ترحيل القضايا بعضها أحقاد قديمة والأخرى إشكالية وأهمها القضايا المالية,نراهم اليوم يسعون جاهدين مجتهدين على سحب بساط الممثلين الشرعيين للقضية من خلال تحالفاتهم الهش سعياً منهم إلى سرقة المستقبل السياسي المصيري للقضية الجنوبية في وضَح النهار دون رادع ديني أو أخلاقي أو سياسي بل دون أن يضعوا أي اعتبارات لدماء شهدائنا الإبرار , حتماً سيسقطهم الشارع الجنوبي في شر إعمالهم عاجل أم اجل , واستئصالهم سياسياً واجب وفرض على كل جنوبي مع أنهم بالفعل كروت محروقة غير قابلة لإعادة استخدامها , ولم يبقى إمامنا تجاههم سوى أن نقول لهم بصراحة سعيكم مشكور وعليكم اليوم الطواف في البيت العتيق لعل الله عز وجل يغفر لكم ذنوبكم التي آبت الجبال إن تحملها , ودعوا شعبنا يقرر من يمثله تحت سمع وبصر العالم اجمع .

وفي الحقيقة تبادل الأدوار لتيار المستلقين يعيد بشريط ذاكرتنا بالماضي القريب وبالدور الذي تغمسُه المتسلق العربيد المرتزقة طارق الفضلي الذي ظهر دون سابق إنذار على الحراك الجنوبي في الظروف الغامضة ذاتها لتحقيق أهداف تكتيكه محدودة موكله إليه من أسياده لضرب ثورة شعبنا الجنوبي وإلحاق الضرر السياسي والمعنوي والميداني المباشر من خلال إلصاق ظاهرة وثقافة الإرهاب , التي ينبذها شعبنا بل تتقاطع كلياً مع ثقافتنا وأخلاقنا الدينية , وربما الأيام قد كشفت وأثبتت ما لا تدع مجال للشك صحة ذلك , وما حدث ويحدث من دمار وقتل للأبرياء وتهجير الآلاف من ساكني محافظة أبين خير دليل على الجرائم التي تؤكد تورط ذلك المدعو الفضلي , ونترحم على شهدائنا المخلصين الحدي و الصديق العزيز الشهيد العميد صالح طالب بن دبا وغيرهم طيب الله ثراهم من قتلهم المدعو الفضلي, وما خفي كان أعظم ولا نريد أن نتعمق كثيراً في هذه المواضيع الدقيقة والحساسة , وربما أفعال هذا الرجل لن تمر مرور الكرام لأنها مسؤولية أخلاقية يتحملها أبناء المنطقة في أبين والجنوب عامه .

على أي حال اليوم القضية الجنوبية تمر في منعطف مفصلي تاريخي ومصيري خطير جداً , وستكون هناك نقلة باتجاه ينذر الجنوب بالويلات في حال قبول شروط وسقف الحوار الوطني المفروض عليه , حيث تلوح في الأفق ملامح لسيناريو تأمري معادي للقضية الجنوبية يشبه سيناريو وثيقة العهد والاتفاق , وبالتالي لتفادي مثل هذه الكوارث ينبغي اليوم الاستعداد للمجابهة القادمة , ويجب الاستفادة من عامل الزمن والتجارب السابقة طالما تملك القضية الجنوبية الشرعية والقوه الشعبية الضاربة التي تفوق كل المؤامرات ويحسب لها حساب ومن الغباء الاستهانة بذلك السلاح الشعبي الرادع ,وربما عودت المناضل باعوم ستكون فرصة وعامل أساسي مساعد يكاد يجمع علية كافة الجنوبيين باعتباره مرجعية توافقية بين كل الإطراف , وحتى نستطيع الدفع بالعمل السياسية لابُد من حوار جنوبي جنوبي شفاف بعيد عن العواطف وعن مبدأ التصالح والتسامح ,ذلك المفهوم الصادق الذي أصبح يترجم حسب المزاجيان والشهوات السياسية عند الكثير من الساسة والقيادات الجنوبية , هذا المبدأ الذي افقدّ الثقة فيما بينهم واستخدم للدس والمكايدة السياسية بشكل سيئ , بل استخدم مبدأ التصالح والتسامح كشماعة لتعليق الأخطاء وإلاخفاقات والنزوات السياسية القاتلة , علينا أن نعترف بأخطائنا وبتلك الجرائم التي ترتكب بحق شعب الجنوب تحت هذا المبدأ وربما أشاطر من يقول أن القيادات السياسية والميدانية في الحراك يصعب عليها أن تجتمع في طاولة حوار مستديرة للخروج برؤية إستراتجية واضحة تجاه كافة التطورات المتسارعه التي تعصف بالقضية الجنوبية , كما أن ليس من العيب أو من الأعذار أن تكون هناك أي تباين في الرؤى لان الهدف السياسي لا تخطئة العين ولا العقل الجنوبي , لكن الغريب والعجيب في الأمر أن جميعهم يهدف إلى مشروع الاستقلال واستعادة الدولة , وطالما أن الكل يجمع على الهدف نفسه اذاً أين تكمن المشكلة , ببساطة المسألة والمشكلة لا تكمن في إستراتيجية مشروع الاستقلال لكن الحقيقة هي الشعارات الوطنية الرنانة الزائفة التي يتشدق بها الطابور الخامس أصحاب الثورة الجنوبية المضادة , بمعنى يتضح جلياً للجميع أن القيادات الميدانية والسياسية في الحراك تنقسم إلى ثلاث فئات وتعريفها بعيد عن المجاملات والمحاباة بالشكل الأتي :-




* الفئة الأولى تقليدية تضم في إطارها مجاميع ضخمة من الأحرار المخلصين والصادقين مع القضية ولها شعبية عارمة في كل الجنوب , لكن مشكلتهم تكمن في أندفعهم بعواطف و مشاعر تواقة نحو مشروع استعاد الدولة الجنوبية, مما يجعلها تفتقر للأيدلوجية والعمل التكتيكي وغياب الأفق الثوري الواسع لإيجاد إليه تسهل الوصل إلى الهدف الاستراتيجي , على الرغم من أنها شريحة كبيرة متشوقة للعمل الثوري التحريري وعلى استعداد تقديم التضحيات الجادة , ولذلك تبقى هذه الفئة عاجزة على التقدم إلى الإمام بخطوات ثابتة في ظل غياب العناصر الرئيسية المذكورة .

* الشريحة الثانية تجمع نخبة ودائماً ما تعلن عن نفسها بحاملة المشروع الاستراتيجي , اعتبروا الحراك مصدر اكتساب سريع طالما مغارة علي بابا فتحت لهم دون حسيب أو رقيب , علماً من أنهم يتلقون تمويل مادي والحماية من صنعاء الجهات المتحكمة برسم سياساتها وتحديد توجهاتها ضد الحراك , متمثلة بنظام صالح ونجله احمد علي وبدعمهم لوبي من المغتربين الجنوبيين الذين تربطهم مصالح اقتصادية واستثمارات مع النظام السابق , تسهم هذه الفئة الضالة في تعطيل التقارب والتشكيك في نوايا الآخرين والتخوين بين مكونات الحراك , ومؤخراً نرى بعضهم يقوم بتوزيع السلاح بأيدي بعض الشباب الطائش المتحمس تحت تأثير المخدرات وحبوب الهلوسة , وهي بالفعل نخبه أصبحت نوعاً ما مصدر لإنتاج الفوضى العارمة هدفها زعزعت الأمن في محافظة عدن خاصة, لكنهم يمثلون الأقلية وينبغي القضاء عليها من خلال تحجيم عملها العشوائي وتوعيتهم حتى يتم صهرهم في الحراك لأنها تعتبر ضحية وهدف سهل لشهوات المال .



*الفئة الثالثة طفح الكيل منها وتعتبر الأكثر خطورة على الحراك وعلى القضية الجنوبية وأينما نذهب نراهم إمامنا وتضم هذه الفئة مجموعة من بعض الإعلاميين وعدد بسيط من الكوادر والمثقفين وبعض من القيادات الميدانية والسياسية الجنوبية, ولا تقل خطورة هذه الفئة عن خطورة نظام الاحتلال نفسه بأساليبها وطرقها الملتوية ودائماً ما نرى هذه الفئة تصبغ نفسها بلون الوطنية الجنوبية المشبوه دون الآخرين , بل استطاعة بجنوبيتها التوغل بين وحولين بعض القيادات الجنوبية السياسية الصادقة والمؤثرة بهدف التأثير على قرارها وعزلها عن الواقع كما أن مهماتها المناطة إليها توسيع فجوة الخلافات باحتراف وتتميز هذه الفئة أيضاً بتعكير مناخ وصفو التقارب والتوافق الجنوبي جنوبي أيضاً شغلها الشاغل التحريض وتهميش نضال شخصيات جنوبية مؤثرة وصادقه لإسقاطها على حساب رفع شخصيات أخرى تتبناها , هدفها شرعنت الاحتلال باسم الوحدة ,هذه النخب مدعومة من ثلاث إطراف وكلها متفقة على توزيع الأدوار ضد الجنوب وشعبه, فمثلاُ الطرف الأول حزبي ويحرص بل يتمسك بالأيدلوجية الوحدوية الحزبية ,أما الطرف الثاني مسنود من المتنفذ حميد الأحمر وهدفها رسم خارطة طريق لإنجاح العملية السياسية الانتقالية عبر الحوار الوطني في إطار الدولة اليمنية بحيث لا يحصل شعب الجنوب على ابسط حقوقه السياسية , إما الطرف الثالث تتكون من الجماعات الجهادية المتطرفة من أنصار الشريعة التي تخضع مباشرة لأمراء الحروب الجنرال علي محسن الأحمر والشيخ التكفيري عبدالمجيد الزنداني , حيث يرتكز عمل هذه الفئة على تجنيد المعدومين من الجنوبيين في صفوفها لاستخدامهم في زعزعة امن واستقرار وإرهاب وترهيب الجنوبيين ,تقوم بقطع الطرقات والتخريب والسطو المسلح وإسقاط مناطق في الجنوب وحرب الكر والفر والانتقال بين المحافظات الجنوبية ,كما أنها تهدف إلى مطاردات وتطهير نشطاء الحراك , ولا ننسى تلك الخلايا التي لا تزال نائمة من المتطرفين الاصلاحين وهم متواجدين في المدينة الخضراء في لحج ينتظرون ساعة الصفر , بينما نرى مراكزهم الإعلامية مهامها الأساسية تنفيذ ادوار بمهنية واحتراف لتحقيق مكاسب سياسية كبيرة تنقل للعالم بوسائلها المختلفة صورة من المغالطات الإرهابية في الجنوب لتشويه نضال شعبنا السلمي وإخراجه عن مساره الحضاري, لدرجة أن المتابع السياسي للوضع في الجنوب يكاد يصدق هذه المسرحية وللأسف هذا ما التمسناه, وربما إلى ألان لم يستنزف هذا الطرف حتى اللحظة باقي أوراق مؤامراته الخاسرة ضد الجنوب.



ولعل شرح تلك التفاصيل بحاجة إلى نشر عدد متواصل من الحلقات حتى نتمكن من كشف كثير من الحقائق المبهمة والغامضة للقارئ , و أن شاء الله سنوافيكم بذلك فيما إذا تمكنا من الحصول على بعض من الوثائق في القريب العاجل ,لكن ما يهمنا في مضمون وجوهر هذه المقالة ما يخص عودت المناضل باعوم إلى الداخل وهي بالفعل محط أمال الجميع , والسؤال الذي يفرض نفسه ؟؟؟؟ هل يستطيع المناضل باعوم التقليل من حجم تلك التراكمات ومأزق المشكلات في ظل كل الصعوبات والمؤامرات والتجاوزات والفساد التي ذكرتها سلفاً , وهل يرى باعوم أن المرحلة بحاجة إلى نوع من الاستقرار والتقارب والتوافق السياسي بغض النظر عن تفاوت الرؤى ؟؟؟ لإنهاء حالة التشظي والتفكيك والانقسامات الداخلية الخطيرة التي أفقدت قضيتنا الكثير من ملامح العلاقات والسلوك الوطني والفكري والتنظيمي والأخلاقي الذي أصبح يحول دون توحد الجسد السياسي الجنوبي في هذه المرحلة الخطيرة , إما أن المناضل باعوم واقع تحت تأثيرات بمن حولية أصحاب أفكار الثورة المضادة التي تحجبه عن الواقع ؟؟؟؟



بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي