المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مأساة .. يافعي مقيم بصنعاء : تقرير سعدان اليافعي


الفارس النبيل
2012-05-31, 08:07 AM
لا زال يحمل بطاقة جنوبي مقيم في صنعاء : ( الحلقة الثانية )
القدر دفع بمستثمر جنوبي للعيش في صنعاء فعانى سياسة التمييز العنصري

تقرير أعده : سعدان اليافعي

تواصلا للحلقة الأولى التي نشرتها صحيفة أخبار الوطن في العدد الثاني عن مسيرة المعاناة التي تعرض لها المستثمر عبدربه حسين اليافعي من قبل دولة اليمن الشمالي والتي أثرينا الجزء الأول منها بكل الوثائق الدامغة منذ خروجه من الجنوب إلى عام الوحدة 90م والذي لم يختلف عن سابقيه من سنوات المعاناة والجحود التي كابدها كل من كان جنوبي يعيش في تلك الأرض ( صنعاء ) .فما زالت قضية المستثمر المرحوم عبدربه اليافعي أحد المواطنين الجنوبيين قصة توضح حجم الظلم الذي مورس ضده في صنعاء اليمن من خلال استيلاء الدولة عبر متنفذيها على أراضيه وكيف تعمدت السلطات المتعاقبة حتى عام الوحدة بين الشطرين إظهار عجزها عن استرداد متر واحد من أرضه المنهوبة رغم تعدد الأحكام والأوامر المرفقة بالتقرير الذي تثبت حقه كل وثائقه من أوراق ومستندات على بعض الجهات ذات الاختصاص من أجل التوثيق والحفظ .
لم تشفع وحدة وطن تطلع إليها الجميع من أمثال هذا المستثمر الجنوبي المظلوم مثله مثل أي جنوبي عانى من هذه الوحدة منذ أيامها الأولى من القتل والسحل والاعتقال في صنعاء . وطن الوحدة الذي من المفترض أنه ملك للجميع ، يعتقد أن لا فقير ينام جائعا في هذا الوطن وأن العدل هو دواء لكل شيء فالعدل والمواطنة المتساوية تصنع الأوطان . ومع استمرار أولاد اليافعي في المطالبة بالتعويض من حكومات صنعاء المتعاقبة جراء مصادرة أرضهم متنقلين بين المحاكم يدافعون عن حقهم المهدور مطالبين بالتعويض الذي لم يجدوه حتى مع دخول الحكومة الشمالية أوجه جنوبية أخرها مجور قبل سنوات .
وأشار أولاد اليافعي إلى ارض أخرى لهم في الدائري بصنعاء بسط عليها المدعو " زهرة " برغم أنهم يحملون العديد من الوثائق التي قالوا انها إثباتات تؤكد ملكيتهم
للأرضية في تلك المنطقة بصنعاء ووفقا للوثائق التي قدمها أولاد اليافعي – تحتفظ
الصحيفة بنسخ منها- فإن الأرض تم شراؤها في زمن سابق .
.
يتابع الأبناء الحديث عن معاناتهم لـ أخبار الوطن : كل ما في أيدينا من وثائق تثبت ملكيتنا للأرض وهي ردود صريحة على ادعاءات "زهرة "غير أنهم يتعمدون تأخير البت في تعوضينا عن أملاكنا وبتعاقب الحكومات لم تنته معاناة الأبناء ولم تفلح التوجيهات المكتوبة التي تبقى حبرا على ورق في إنهاء معاناتهم المستمرة حتى اللحظة، الأمر الذي يجعل المجال مفتوحا أمام تداعيات من يجد نفسه مظلوما ويخاف على ضياع حقه ولا يتوانى عن استخدام أي وسائل حتى وإن كانت غير مشروعة المهم أنها قد تلفت الأنظار إلى مظلوميته وقد تكون طريقا لإنصافه وهناك العديد من الشواهد الحية لذلك في تاريخ اليمن الشمالي.
من خلال التدقيق في وثائق اليافعي وإفادات المحاكم والتوجيهات الصريحة
والتي حرص على أن تكون من جهة حكومية يخلص المتابع العادي إلى أن الحق قد
يكون إلى جانبه ربما يكشف عن خيوط مؤامرة دنيئة من قبل جهات خفية رعاتها
من كتب على أمر عقارات الدولة في العام 97م يحذر من كل يافعي يطالب بحقه
في صنعاء باعتبارهم غير وارث لأنه سيأتي يوما ويطالب بباب اليمن ، هكذا بنص شطري عنصري من قبل المسئولين في الدولة.
وأخبار الوطن تحتفظ بالعديد من الوثائق الصادرة من رئيس الجمهورية السابق صالح ووثيقة من حكومة باجمال وأخرى من حكومات الارياني ومجور تؤكد على حق اليافعي في التعويضات جراء ما لحق بهم لكنها لم ترى النور .. حيث يحمل الأولاد وثيقة من البنك الأهلي والمؤسسة اليمنية تعويضا لمستثمرين من أبناء الشمال والذين اخذ جزء يسير من أملاكهم وعوضوا بملايين الريالات مثل العاقل والذي تؤكد الوثيقة تعويضه بـ 127مليونا .
وقال لـ أخبار الوطن احد أبناء المستثمر المرحوم عبدربه اليافعي بلغة تملؤها الحسرة والألم : أمام هذا الظلم الذي لحق بنا في صنعاء والذي سنقارنه مع أولئك الذين أتوا إلى الجنوب من جبال اليمن بعد الوحدة ليملكوا الأرض والبحر والجبال والأشجار والهواء ويستثمروا فيه ويتنفذوا ويبسطوا على أراضينا وبحرنا كغنيمة حرب وأصبحوا الآن يملكون الوكالات والشركات ومنهم مليارديرات في ارض الجنوب .
وأضاف قائلاً : أنا أراهن أن البعض من إخواننا أبناء الشمال سوف يطلق ابتسامة السخرية على تقريركم الذي ستنشرونه وعلى كلامنا الوارد فيه ؟ ! ، وعندما قال د. هشام السقاف "إننا مسحوقون حتى النخاع "لم يكذب فقد قال الحق..فيحق لنا ان نقيم نهب الأرض في الجنوب في مرحلة لم يسبقها نهب واغتصاب للأرض إلا في فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي .فما زال حتى اللحظة بعض المتعجرفين وهم يدافعون عن أعمال اغتصاب الأراضي والبيوت في الجنوب وجرأتهم تستفز الناس ، فقد أصبحوا لا يشعرون بالحرج من تصرفاتهم ومن إيذاء المواطنين هنا في الجنوب الأمر الذي أصبح بالفعل أمرا واقعا مخيفا منذراً بكثير من الأخطار ..
وأستطرد قائلاً : فوق ذلك كله فان كل من يتألم ويستنكر بصوت عال فهو إما خائن أو مناطقي وانفصالي , وأمام هذه الحقائق فان هؤلاء المغتصبين لحقوقنا وأرضنا والذين سحبوا وثائق وملكيات المواطنين الأصلية على أراضيهم وممتلكاتهم العقارية والمحتكرين للوظائف والفرص لم يأتوا إلينا بالوحدة ولم يأتوا من أجلها .. هؤلاء جاءوا وقد امتلأت عيونهم بأطماع النهب للأرض الواسعة، ونهب ثرواتنا واحتكار فرص العمل، ولذلك أصبحوا هم القيادات في التجارة والاستثمار والوظائف والمنح والتأهيل وكل شيء، ونحن يذهب أبناؤنا للمعاش والتقاعد والضياع.
غريبون عن الوطن عمدوا إلى استبدال معالمنا وأثارنا وطمسوا هويتنا وجلبوا
لنا كل ما هو قبيح .. ومع انتفاضة هذا المارد الجنوبي الباحث عن استعادة حقه
المسلوب بوطن بيع بشخطة قلم ، والذين اعتقدوا أن الأصوات التي تنادي
بالحقوق تهدد أمن الوطن. فكلمة لا في عرفهم جريمة!
ليتركون كل مواطن جنوبي يعيش في هذا الوطن كنصف مواطن بل ربع مواطن بل بلا مواطنة تذكر منذ ثمانية عشر عاما ..
مشيرا إلى ان المواطن الجنوبي بات يشعر بخوف دائم ولا يعرف سببه .. لأنه يعيش في وطن لا يعترف بإنسانيته فمنذ اليوم الأول لانطلاقة ذلك المارد الجنوبي أدرك الجميع أن وطن الوحدة الذي يتحدث عنه أولئك ، هو غير ذلك الوطن الذي نعيشه واقعا والذي استبدلت فيه المبادئ والمشاعر والأنظمة والقوانين وبات المواطن الجنوبي البسيط يكابد همومه ويتهم بالعمالة والخيانة والإرهاب ان طالب بحقه .
وأخيراً فان هناك الكثير من أمثال المستثمر اليافعي بل الشعب الجنوبي برمته يعاني من شتى صنوف الإذلال والابتزاز والتركيع والعنصرية وهاهم اليوم يريدون من أبناء الجنوب التزام الصمت وإلى الأبد وعدم توضيح معاناتهم او المطالبة بحقهم ! وأمام هذه الحكايات التي تكشف مدى قسوة الظلم الفادح المتبع ضد أبناء الجنوب ، لا نملك إلا أن نستمع ونقرأ كل ما يدور هنا وهناك ضد أبناء الجنوب ، ففي كل زمن وقعت قصة من عشرات القصص التي سنكتب عنها في الإعداد اللاحقة .. عن قصص متشابهة في الأحداث ومختلفة في وجوه الأبطال وتبقى المعاناة الجنوبية واحدة مع اختلاف الوجوه وبرغم التناوب على الحكم - مؤتمر وإصلاح - إلا ان الكل يتفنن في تنفيذ مخططاتهم لنهب ثروات الجنوب وبسط نفوذه فيها وتركيع أبناءه .. منتظرين عودة مستثمرا جنوبيا أخر إلى وطنه ... والذي ما يزال يعيش تحت رحمة الانتظار باحث عن تلك الحرية والتي قيل عنها "هي أعز شيء على الإنسان ، بفقدانها تفقد الآمال، وتبطل الأعمال، وتموت النفوس، وتتعطل الشرائع ، وتختل القوانين"

ابومحمدالناخبي 2010
2012-05-31, 02:48 PM
اخي الفارس النبيل
تبغى الصدق المأساة بدأت فصولها هنا في عدن الجنوب الاشتراكي
ثم اكتملت فصولها وانتهت في صنعاء التي حوت كل فن