المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( اصلاح حضرموت .. ماذا عنه ...؟؟؟ )))


بوعمر
2012-05-29, 09:19 AM
اصلاح حضرموت .. ماذا عنه ...؟؟؟


فيما كانت حضرموت تحت ابتزاز النظام اليمني من خلال ازمة الكهرباء ، ورد خبر أن ممثل الثورة الشبابية صلاح باتيس التقى بالوزير صخر الوجيه في صنعاء ، التساؤل منّ خول باتيس ليسافر إلى صنعاء ويناقش مع النظام مسألة تخص حضرموت ..؟؟ باتيس ليس عضواً في المجلس المحلي ..!! ، وليس له أي صفة غير ما منحه له حميد الأحمر من خلال ثورتهم المزعومة ...

الأمر الآخر أن صلاح باتيس طلب من الطلاب الحضارمة في صنعاء العدول عن اعتصامهم للمطالبة بحقوق حضرموت ، بل أنه ابلغ الطلبة بأن رئاسة الجمهورية تنوي استدعاء المحافظ خالد الديني إلى صنعاء وإجباره على الاعتذار للوجيه وتقديم استقالته من منصبه ، هذا ما حدث خلال أزمة الكهرباء فماذا عن حزب الاصلاح ..؟؟ ولماذا تلتزم النخبة الحضرمية السكوت عنه ..؟؟؟

1994 م
عموم المجتمع الحضرمي مجتمع ملتزم بالضوابط الشرعية ، وهذا الالتزام هو ما انعكس على التأثير الحضرمي في المهاجر الآسيوية والأفريقية على حد سواء ، والمجتمع الحضرمي أسوة بالمجتمعات العربية في شبه جزيرة العرب مجتمع تتكرس فيه كثير من العادات الاجتماعية بقيودها وطبائعها ، لذا تماسك المجتمع الحضرمي بقوة خلال الحقبة الماركسية دونما تاثيرات تذكر في النسيج الاجتماعي الحضرمي ...

بعد حرب صيف العام 1994 م دخلت ما يسمى القوات الشرعية إلى حضرموت ومعها دخل الحزب اليمني للإصلاح الذي وجد عند عموم الشعب الحضرمي نهماً شديداً للعلوم الشرعية بعد أن حجبت عنه خلال ثلاثة عقود ، حالة كتلك لابد لها أن تجد من الثغرات والفجوات الكثير ، فتحت تأثيرات الشعارات البراقة وما خلفه الحزب الآشتراكي من مآسي على عموم المجتمع الحضرمي خلق حزب الإصلاح في حضرموت قواعد للعمل الحزبي المنظم ...

من خلال هذا الحزب وتحت الشعارات الدينية وجد أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يرحمه الله أنفسهم قادرين بما لدى والدهم من نفوذ في النظام اليمني على أن يمارسوا عمليات النهب والسلب من الثروات الحضرمية النفطية والسمكية بشكل مباشر تحت غطاء الاستثمار الاقتصادي ، وهذا هو الجانب الذي تعمل فيه أغلب التنظيمات والأحزاب الدينية في الأنظمة العربية الفاسدة ...

نصف ثورة
الشيخ حميد الأحمر أحد انجال الشيخ عبدالله بزغ نجمه كرجل اقتصاد حتى نجح في تكوين ما يطلق عليه ( اللقاء المشترك ) عام 1999 م ، بعدها ظهر حميد الأحمر كوجه معارض لرأس النظام اليمني علي عبدالله صالح ، وان كانت معركة حميد هي معركة في داخل إطار البيت الواحد ، فالرغبة عند حميد على انتزاع السلطة كانت ذات حوافز كبرى فهو يرى بحكم قرابته أن علي عبدالله صالح أخذ يمهد لتوريث السلطة لنجله ، وهذا ما يرفضه عموم أولاد الشيخ عبدالله ...

بما توافر للشيخ حميد الأحمر من امكانيات برز إعلامياً في مواجهة جادة كانت تحمل بوادر مواجهة مؤكدة ، وهو ما اكسب حميد الأحمر رصيداً شعبياً ملموساً حاول أن يستفيد منه في انتخابات الرئاسة عام 2006 م عندما دفع بالفقيد فيصل بن شملان يرحمه الله لمواجهة علي عبدالله صالح ، غير أن نتائج الانتخابات وبما وقع فيها من تزوير فوتت على حميد الأحمر فرصة كانت هي الأقرب لاسقاط علي صالح من الحكم ...

لم يفتر حميد الأحمر فتربص حتى جاءت الفرصة المواتية مع رياح الربيع العربي التي انطلقت من تونس ومرت على مصر وليبيا وكانت هي الفرصة التي لم يفوتها حميد الأحمر فدفع بمجاميع من عناصر حزب الاصلاح اليمني في عموم اليمن ليعتصموا في الميادين الرئيسية ، ولكن النظام كان خصماً عنيفاً مع حميد الأحمر واخوانه ولم يسلم السلطة إلا بعد مواجهات عسكرية عنيفة عرفتها صنعاء وحي الحصبة تحديداً ...

من دخل صنعاء فهو آمن
آلت ما يسمى الثورة الشبابية اليمنية إلى نصف ثورة ، فالنظام لم يسقط ، بل ورأس النظام علي صالح وبعد كل ما تعرض له مازال ورقة من الصعب تجاوزها ، تدخل مجلس الأمن من خلال المبادرة الخليجية أعطى لليمن حكومة وفاق ، وبرأت النظام اليمني من تبعات عقود كثيرة من الظلم ، بل سلمته حصانة من دماء سفكت ، مبادرة لم يعرف لها التاريخ مرجعاً ، غير أنها أصبحت واقع على الأرض اليمنية ...

اعتبر حزب الاصلاح اليمني دون غيره من القوى الحزبية اليمنية أنه هو المنتصر فيما اطلقوا عليه ( الثورة الشبابية ) وعلى هذا الأساس ونتيجة لوقائع الأحداث المتوالية على عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام أخذ هذا الإصلاح في ممارسة تتجاوز بكثير من السطحية واقعهم الحزبي في عموم اليمن ، ولم يجدوا رادع لهم لأن كثير من مجريات الأمور تسير وفقاً لمصلحتهم ففشل بن عمر مبعوث الأمم المتحدة في إعادة هيكلة الجيش ، وبسط نفوذ القاعدة في مناطق الجنوب عزز من هذا المفهوم السائد ...

ويبدو بأن عناصر حزب الإصلاح كانوا قد تلقوا تعليمات صارمة بعدم الدخول في صراعات ومواجهات مع عناصر الحراك الجنوبي خاصة في أعقاب مواجهات عنيفة عرفتها عدن والمكلا بين الطرفين ، ولأن المرحلة تقتضي كسب القدر الممكن من القوى على الأرض خاصة وأن اصلاح حضرموت والجنوب لم يكن صاحب تأثير في الشارع مع انتخابات الرئاسة اليمنية في فبراير 2012 م ...

باتيس .. رأس الحربة
يحصل صلاح باتيس سنوياً على سيارة ومخصصات مالية تضاف إلى مخصصات شهرية من حزب الاصلاح اليمني ، لذا فولاء صلاح باتيس لأركان الحزب في صنعاء ، فهو كما الشيخ حميد الأحمر عندما وعد الجنوبيين بحل قضيتهم السياسية أولاً بعد اسقاط نظام علي عبدالله صالح غير أنه نكث بوعده ، فالقضية الجنوبية حلها لن يكون بغير فك الارتباط عن صنعاء ، وهذا يعني أن السطو المسلح على ثروات حضرموت والجنوب سينتهي ...

يظهر صلاح باتيس في الإعلام اليمني على أنه شخصية حضرمية وحدوية ، هذا التوجه الإعلامي إضافة إلى خطب الجمعة التي يقوم فيها أتباعه بالترويج لها بإفراط شديد ، بل أنه في أزمة الكهرباء وقف مع صخر الوجيه معلناً ذلك على الملأ في خطبة الجمعة قاذعاً في المحافظ خالد الديني والذي كان ومن خلال ما توافر له من قدرة في المجلس المحلي بحضرموت خاطب صنعاء بخطاب حاسم حول أزمة الكهرباء ...

يحق لـ صلاح باتيس وغيره أن يبحثوا عن مصالحهم الشخصية ، ولكن هل يحق له التبعية العمياء لما يعطي للآخرين فرصاً ينهتزون من خلالها الانتقاص من حضرموت ، في هذا السياق لا يمكن لحضرمي إلا أن يقدر موقف صلاح باتيس المهم عندما أعلن أنه لو تم ( فك الارتباط ) فأنه سيعمل جاهداً على استقلال حضرموت ، موقف جدير بالاحترام والأهم هو أن يكون هدفه من اليوم استقلال حضرموت بدلاً من انتظار فرصة مواتية لمصلحة شخصية ...

الحزب والديلمي
حزب الاصلاح اليمني لا يمكن الوثوق به إطلاقاً فصاحب فتوى إهدار دماء الجنوبيين في حرب صيف 1994 م الشيخ عبدالوهاب الديلمي هو جزء من تكوين هذا الحزب الذي تحالف مع النظام اليمني لهزيمة الجنوب وحضرموت ، وهم جزء لا يتجزأ من منظومة كاملة عملت على مدار سنوات ما بعد الوحدة على استنزاف الموارد والثروات ، بل حولوا الجنوب إلى مزارع خصصت لكل فريق منهم جزء منه ...

هذا الحزب هو كبقية الأحزاب المؤتمر الشعبي والاشتراكي وغيرها من الأحزاب لا يبحثون إلا عن مصالحهم ، وعن ما يؤمن لهم مصادر للنهب والسلب تحت الشعارات الكاذبة ، ومن خلال خلق الأزمات الاجتماعية والتصادمات الفكرية بين التيارات الدينية وغيرها ، هذه الأحزاب تتحالف فقط على حضرموت ، فهي كلاب على حضرموت ، وما أن تأوي إلى بعضها البعض تسكن سكون الكلاب بعد أن تملأ بطنها من ما اغتنمته ...

لماذا لا يتحرر الحضارمة من اليوم ويعملون في أطر تصب في مصلحة حضرموت ، صراعات الأحزاب اليمنية لم نحصد منها خيراً بل أن الشرور هي من تحيط بحضرموت نتيجة التحزب للرأي والتبعية للآخرين ، ماذا لو تحالف صلاح باتيس مع خالد الديني في أزمة الكهرباء ؟؟ ، سؤال للشيخ صلاح باتيس نضعه بين يديه ليفتح عينيه وينظر أين تكمن مصلحة وطنه وعشيرته وأهله الأقربين ، هل نجد من الشيخ صلاح باتيس ما تريده حضرموت ...!!!

قلم مستهبل
2012-05-29, 12:14 PM
فاقد الشيء لا يعطية