المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرميلة مثال لخطر يحدق بدلتا أبين


أبو عامر اليافعي
2008-10-21, 06:30 PM
الرميلة مثال لخطر يحدق بدلتا أبين
«الأيام» أحمد سالم صالح:


http://www.ksa4up.net/xupload/MpE99191.bmp (http://www.ksa4up.net/)

الرميلة اسم تردد على الأسماع كثيراً ومايزال .. من منا لايتذكر صوت (العطروش) زمان: أنا في الرميلة وخلي في الفيوش، واشارح حرام لو شليت من دهلك سبولة ..إلخ كلمات الشاعر المعروف عمر عبدالله نسير .

والرميلة كما هو معروف منطقة زراعية تقع في قلب حوض دلتا أبين، وهي الدلتا التي تجود أرضها بالخير الوفير وفي جوفها مخزون المياه الذي يغذي عدن بالمياه العذبة.. اليوم ومع ندرة مياه السيول المتدفقة إلى حوض الدلتا باتت الأمور تفصح عن تعقيدات في الحياة لاعد لها ولاحصر، آبار نضبت مياهها وزراعة يهلكها العطش ومزارع ضاقت به السبل .

وبحسب مايقوله المزارعون لم يعهدوا موسماً زراعياً كهذا منذ مايزيد عن نصف قرن.

ومن تأكيدات إدارة الري فإن مجموع الأراضي الزراعية التي رويت هذا الموسم لايتعدى في أفضل الأحوال %2 فقط وهي حالة نادرة وغير مسبوقة كما ذكرنا .

وبالعودة إلى الحديث عن الرميلة وأهلها سيتضح لنا إلى أي مدى تتفاقم الحالة وتزداد سوءًا في الرميلة وفي معظم مناطق الدلتا إن لم نقل كلها .

والصورة كما يقولون تغني عن التعبير فالرميلة الواقعة شمال مدينة جعار بمسافة تقل عن 3كم فقط ولايفصلها عن خط الأسفلت المتجه صوب الحصن - باتيس سوى بضعة أمتار معظم سكانها يشتغلون بالزراعة ورعي الأغنام وتربيتها.

من غريب ما يذكره أحد المزارعين أن أسعار الحمير هذا العام فاقت كل التوقعات، والسبب كما يقول زيادة الطلب على العرض .



http://www.ksa4up.net/xupload/zRw99268.bmp (http://www.ksa4up.net/)


صدقوني - كما يقول - وصل سعر الحمار إلى خمسين ألف ريال.

> وحين اتجهنا إلى ممثل الرميلة في المجلس المحلي خنفر الشيخ سالم ناصر العامري، أخذ يحدثنا عن أيام زمان، ويقول: «كنا نحفر إلى ماقبل الثمانينات آبارا يدوية بمسافة لاتزيد عن 6 أمتار فقط ، وتتدفق المياه بكل يسر وسهولة ويومها ازدهرت الزراعة وبالذات القطن والحمضيات والأعلاف والخضار والحبوب .

وفي السبعينات كانت معظم أراضي الرميلة تروى بمياه الغيول بعد الموسم الزراعي، وكنا (نزحي) القطن أي نعيد سقيه لأكثرمن مرة، وكانت أشجار القطن تغطي الأبقار وإنتاجية الفدان وصلت إلى (25 طربال) أي ما مقداره 3500رطل، ولكن الأمس غير اليوم، فقد تبدلت أمور كثيرة ضاعفت من مشاكل الزراعة وزاد الجفاف وندرة السيول أيضاً مما انخفض معه إنتاجية الفدان من القطن على سبيل المثال إلى 560 رطلا، ولنا أن نتبين الفرق».

ويواصل (العامري) حديثه:«مش عاد نبا نتكلم عن الزراعة، المصيبة قدنا عند مياه الشرب .

أمامكم الحمير تتقاطر للبحث عن المياه بعد أن نضبت مياه الآبار في الرميلة، وبعد أن كنا نمون بالمياه عبر أنبوب من مياه عدن الكبرى .. لم يتم استمرار وصول المياه من خلال الشبكة إلى المنازل منذ ثلاث سنوات .

طرحنا المشكلة على المسؤولين ولم تجد نفعا سوى الوعود، الأمر يتلخص، إما بعودة تغذية الرميلة كما كنا في السابق أو بحفر بئر من اعتمادات السلطة المحلية والمجلس المحلي كمشروع أهلي، وهذا حل عملي وغير مكلف، لكن الكرة الآن في ملعب المحافظ والمجلس المحلي خنفر، ونحن عبر «الأيام» نطرح مشكلتنا وننتظر الحل» .



http://www.ksa4up.net/xupload/vlY99335.bmp (http://www.ksa4up.net/)


> أمـا الأخ عارف عباد سـهيل، فمـضى يقول: «كنا حين نعود إلى منازلنا في الرميلة بعد انقضاء اليوم الدراسي في جعار نرتشف المياه بأيدينا ودون الحاجة إلى (رشا) أو دلو من الآبار، وهذا ما أتذكره في بئر المغفور له بـإذن اللـه عبـدالله عبـدالحميـد/ بئـر عبود» .

> سالم محمد أبو ياسر موظف الشؤون الاجتماعية وأحد النازحين إلى الرميلة من مديرية سرار بدأ قوله :

«ياهارب من الموت إلى حضرموت، مثلي مثل المئات من الأسر النازحة التي تركت منازلها وغادرت إلى مناطق الدلتا، حلمه، الرميلة، باتيس، اللكيدة، جعار، الحصن .. بعد أن استعصى حال البقاء وفعل الجفاف فعلته بعد أن أتى على كل مظاهر الحياة قصدت الرميلة باعتبارها ملاذاً للحصول على مياه الشرب، وإذا بنا نعاني أزمة مياه وبعد أن كانت المياه تصل إلى المنازل عبر الشبكة صارت الحمير وعربات الجمال وسيلتنا للبحث عن المياه وجلبها من الآبار التي تجف واحدة تلو الأخرى».

> أمين سالم أمين، مشرف مشروع مياه الرميلة، قال:

«توجهنا لأكثر من مرة إلى قيادات المحافظة منذ عهد المحافظ علي شيخ عمر، وحتى المحافظ الميسري نطرح عليهم مشكلة مياه الرميلة الغربية وطرحنا عليهم بضرورة، إما استمرار ضخ المياه من أنبوب مياه عدن الكبرى، كما جرت عليه العادة أو باقتراح حلول بديلة تتمثل بحفر بئر ارتوازية تغذي منطقة الرميلة الغربية مع شبكة مياه في إطار مشاريع مياه الريف، ورغم أن الرميلة مركز انتخابي وذات كثافة سكانية إضافة إلى توسطها في أراضي الدلتا، والحقيقة أن الحل غير مستعصي لأن المقومات والإمكانيات في متناول اليد، لكن الصعوبة تكمن في الروتين الممل وكثرة الوعود».



http://www.ksa4up.net/xupload/QBq99364.jpg (http://www.ksa4up.net/)


> أما محسن علي ماطر فيقول:

«الرميلة منطقة زراعية ومهمة في إطار موقعها في حوض دلتا أبين، ويعمل كل سكانها تقريباً في الزراعة ورعي الأغنام والأبقار، وإضافة إلى تميزها بالزراعة يقوم الأهالي بتربية ثروة حيوانية من الأغنام والأبقار والإبل، وهي مصدر عيش لكثيرين منهم، لكن الإشكالية برزت الآن ليس في ندرة مياه الزراعة وتهديد معيشة السكان في المنطقة، بل تعدت الصورة إلى انعدام مياه الشرب ونضوب مياه الآبار، وهي كارثة لم تكن في الحسـبان في أخـصب منطقة في حوض الدلتا .

أحضر بعض المزارعين حفارات ارتوازية ووصل مسافة العمق الذي تتواجد فيه المياه أكثر من 100 متر بعد أن كنا نجده على مسافات لاتتجاوز 6 أمتار فقط».